أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - وجودي وعدمه واحد














المزيد.....

وجودي وعدمه واحد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 20:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لن أضيف لكم شيئا جديدا عن نفسي طالما عرفتم الآن بأن وجودي وعدمه في هذى الكون واحد,حتى وإن احتجتم لي في بعض الأوقات وحتى وإن ضحكتم على جراحاتي وويلاتي فهذى لا يعني بأن لي وجود حقيقي على هذه الأرض,الحياة تمشي في طريقها سواء أكنت موجودا أو غير موجود,يعني وجودي وعدمه واحد.

وعدت مرات وضعتُ رأسي بين يدي وأنا أشعر بصداع فضيع جراء البحث عن معنى الوجود وأهميته, فنظرتي مثلا إلى الحيوانات على أنه لا توجد لهم حياة أخرى مثل نظرتي للإنسان فنحن كلنا مثل تلك البهائم والحيوانات عندما نموت سننقطع من كل الدنيا ولن يبقى لنا فيها أي صلة ولا توجد لنا حياة أخرى نحياها ولا توجد مأكولات أخرى نأكلها في العالم الآخر,لماذا أنا هنا؟ولماذا أنتم هنالك؟ ولماذا هؤلاء جاءوا إلى الحياة ولماذا هؤلاء غادروا الحياة دون أن يتركوا وراءهم أي أثر وحتى الذين تركوا وراءهم آثارا كبيرة لماذا تركوا تلك الآثار؟ أنا قلق جدا على حياتي وعلى حياة الناس ولا يوجد لنا أي معنى في هذى الكون ولا تصدقوا من يقول بأن هنالك حياة أخرى نحن عبارة عن عدم ووجودنا في هذى الكون كله عدم ومن العدم جئنا وإلى العدم سنذهب وكذلك كل الذين يأتون من بعدنا حياتهم عدم ووجودهم عدم في عدم ومن العدم خلقوا وإلى العدم سينتهون..

عرضت حياتي لخطر الإصابة بشلل الدماغ من كثرة ما طرحتُ من أسئلة غريبة لا تحتملها أعصابي كل هذى الاحتمال وفي النهاية انقلبتُ على الناس وعلى نفسي حينما صحت مستغربا من معنى وجودي قائلا :من أنا,فعلا من أنا ومن أكون أنا!!وهل هذى الاتجاه الذي أسير به كان من تخطيطي أنا ومن تدبيري أنا! لماذا لم أكن لأفكر بمعنى وجودي ولما حتى الآن لا أجد جوابا مقنعا, فلا تقولوا لي بأن هنالك عالم آخر يعيش من ورائنا فالتاريخ الذي قال هذا كله عبارة عن كتلة من الكذب والدجل فلا يوجد شيء اسمه العالم الآخر أو عالم ما وراء الطبيعة.

عرضتُ حياتي لخطر المغامرة بعلم الكلام ووصلت لأبعد مدى وأنا أفكر بمعنى وجودي في هذى الكون وهل أنا عضو فعال في هذى الكون أم أنني جئت لأعيش سنوات العمر بدون أي معنى ثم أغادر بدون أن أترك رسالة واضحة للذين سيأتون من بعدي وهل هم مثلا مثلي سيتعبون جدا من التفكير بمعنى وجودهم؟,إنها معادلة صعبة جدا ولا أحد يعرف حقيقة وجوده لذلك نحن تائهون محتارون وغارقون في الأسئلة ..طوال عمري وأنا أُفتشُ عن معنى وجودي وعدت مرات صحوت من نومي وأنا أشعر بالرعب وشربتُ الماء البارد لأروي عطشي.. في هذى الكون ,في هذى الكون سؤالٌ صعب عن أهمية وجودي في هذى الكون الواسع, وسألت كل الناس عن معنى وجودي وهل مثلا لوجودي بينهم أي أهمية؟ والأغلبية لم يجيبوا على سؤالي لكونهم لم يفهموه وبحاجة إلى مترجم يترجمه لهم وكأنني أحكي معهم لغة أجنبية,والبعض قال بأن وجودي وعدمه واحد عندها حزنت قليلا على وضعي وقلت هذه فعلا مأساة عالمية كبيرة والظاهر أن الملايين من الناس مثلي ومثلهم لا يوجد لوجودنا على هذه الأرض أي معنى أو أي لازم أو أي حاجة, فجاري لم يحتجنِ طوال عمره وأمي لم تحتجنِ طوال عمري والكل لا يكترث لوجودي وسواء أ نمت كثيرا أو صحوت مبكرا فهذى لا يعني للأغلبية أي معنى, فمن أكون أنا ومن أين جئت وإلى أين سأذهب؟,أنا خائف جدا وأخشى بأن تكون هنالك حياة أخرى غير هذه الحياة التي نعيشها عندها سأصاب بالصدمة,أنا لا أريد من هذه الحياة إلا أن تفسر لي معنى وجودي في هذى الكون ومن هم الذين يهتمون بوجودي..

وقلتُ لنفسي ربما أن أهمية وجودي في هذى الكون تعود إلى أشعاري وقصائدي وقصصي الساخرة ومقالاتي ألاذعة ولكن هنالك مشكلة كبيرة وهو أنه يوجد حولي مئات الكتاب الذين يكتبون مثلي وأقل مني وأحيانا هنالك كتاب يكتبون كتابات أفضل من كل كتاباتي لذلك موضوع الشعر والقصص والمقالات سوف أنساه نهائيا فهو لا يمكن له أن يعبر عن معنى وجودي في هذى الكون ويجب أن أفتش عن المعنى الحقيقي لوجودي ولماذا جئت ومن أين جئت وإلى أين سأذهب؟ كل تلك الكلمات والإشارات والتلميحات لا يمكن لها أن تقنعني بأهمية وجودي فأنا إنسان مثلي مثل كل الذين سبقوني جاهدوا في هذه الحياة وناضلوا وتعبوا كثيرا دون أن يشعروا بأهمية وجودهم وأنا لا أريد أن أبقى جاهلا بأهمية وجودي...أنا لا يمكن أن يكون لوجودي أي معنى, فأن أنام وأصحو وأستحم وأخرج من بيتي معطرا لا يعني لي أنني موجود وأن وجودي له أهمية ملموسة على أرض الواقع وأنا لا أتميز عن الناس في أي شيء فكل الناس مثلي وهنالك الأفضل لذلك وجودي وعدمه ليس له أي أهمية تذكر وساء حضرت حفل توقيع ديوان شعر صديقي أو لم أحضر فهذا لا يضيف للموضوع شيئا جديدا وسواء عشت أم مت فهذى لا يعني أي شيء ولا يقدم الناس ولا يؤخرهم,أنا أريد أن اكتشفت أهمية وجودي وأريد أن أعثر على نفسي هنا أو هناك أريد أن ألتقي بنفسي وبروحي أ{يد أن ألتف من هذا الشارع لأجد نفسي على الرصيف الآخر أو في نهاية الطريق المؤدي إلى العالم المجهول,أريد أن أعرف أيضا أهمية وجود هؤلاء الملايين من الناس ,أريد أن أقدم شيئا للإنسانية لأشعر بإنسانيتي,أريد أن أنقذ الناس من الضياع وبنفس الوقت أريد من ينقذني من الضياع قبل أن أصحو يوما على نفسي وأنا في عالم آخر لا يرحم أبدا..ما معنى وجودي وسواء رضيت أو لم أرض الناس من حولي تعيش أحسن عيشة ويأكلون أطيب وألذ المأكولات ويسافرون في السياحة والسفر ويمخرون البحار ويتعبون الأمواج وهم يركبونها وكل هذى يحقق لهم ما يطمحون إليه وسواء رضيتُ أنا عن هذى الوضع أو لم أرض لا أحد يهتم برأيي ولا أحد يأخذ برأيي ولا أحد يشاورني حتى زوجتي تطبخ لي وللأولاد دون أن تسألني ماذا تطبخ هي فقط تستمع لوجهات نظر الأطفال وتمشي كما يريدون هم لذلك جميعنا في هذى البيت نأكل ونشرب ونتفسح بناء على رغباتهم هم وليس رغباتي,إذاً ماذا يعني وجودي في هذى الكون,لا يمكن أن أعتبر نفسي موجودا طالما أن غيابي وحضوري كله مثل بعضه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام دخل الجامعات وأفسدها
- المسيحيون في الأردن
- المسيحية طريقة حياة
- المسيحية في عالم آخر
- غرائب المثقفين1
- هل أمريكيا دولة عظمى؟
- عيد ميلادي 2
- الابيقورية
- إسرائيل ليست مزحة
- الإنسان طيب وشرير في نفس الوقت
- المشاعر والأحاسيس من وجهة نظر رواقية
- درس من الإنجيل
- الغنوصية
- الاستثمار في الإنسان
- الحلاج الفقير الذي تكرهه الناس
- الحج عن المعضوب
- مبروك...مبروكه ..وطقومة قزاز
- سلمان المُحمدي
- الأفكار الكبيرة تبدأ من بذرة صغيرة
- ما حدى مرتاح


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - وجودي وعدمه واحد