أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - إعادة هيكلة و ليس مهزلة















المزيد.....

إعادة هيكلة و ليس مهزلة


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الائتلاف الوطني لقوى المعارضة و الثورة, تركيبة عجيبة غريبة قبلناها لعلها ترتي ما فشل به المجلس الوطني سيء السمعة و التجربة, و لكن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر.
تحت ضغط السيدة كلنتون و بتعليمات مباشرة منها تم إقفال الأبواب على مجموعة معارضة تحمل تاريخاً نضالياً وطنياً خرجت معظمها من الداخل تحت تهديد البطش الأسدي بالتصفية و الاعتقال, و مجموعة أخرى خليط بين شخصيات معروفة بانتمائها لتنظيم الاخوان المسلمين و إعلان دمشق و شخصيات هبطت علينا من غائب علمه لا نعرفها و لا تحمل أي تاريخ نضالي سياسي و ربما لا تعرف من السياسة سوى كلمة أحبك.
حلفت الحكومة القطرية آلاف الأيمان أن لا تفتح الأبواب إلا بعد أن يتفقوا على تشكيل مكون جديد و بما أن لكل إنسان قدرة على العناد و الجوع فقد طرقوا الأبواب معلنين اسم المولود الجديد و هو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة و الثورة و لكن هذا المولود كان مشوهاً أيضاً و غير مكتمل الخلقة و كأنه سبيعي أو ينقص دماغاً أو رأساً.
استبشرنا خيراً برئيسه الشيخ المناضل معاذ الخطيب لما له من سمعة طيبة و نزاهة و صراحة و لكن كيف يستطيع الانسان أن يمشي بخطوات واثقة قوية و قد قيد بسلاسل الاقصاء و التفرد باسم الديمقراطية العددية.
لم يستطيع الشيخ أن يشكل مجلس استشاري سياسي رغم أن أهم خطوة تقتضي برسم استراتيجية للثورة واضحة و وطنية تعكس أهداف الشعب السوري الثائر و منها تبدأ علمية التعامل اليومي مع مستجدات الثورة بما يسمى بالتكتيك.
من الظواهر الديمقراطية للاتئلاف كان سحب الملف الاعلامي من السيدة ريما فليحان و إعطائه لآخر من الشخصيات التي تهبط علينا من السماء لم نره في مقابلة أو تصريح باسم الائتلاف لاحقاً و لكنه منصب و هناك من يعشق المناصب.
من الظواهر الديمقراطية الأخرى لجنة الإغاثة التي لا يعرف عنها معظم أعضاء الاتئلاف إلا أن السيدة سهير الأتاسي رئيسة لها و كما صرح ممثل مجلس مدينة الرقة في الائتلاف أن المبالغ المخصصة للمجالس المحلية تصرف نتيجة المعرفة الشخصية و الانتماآت و الولاآت الحزبية.
و أيضاً من الكوارث الديمقراطية للائتلاف, حادثة انتخاب رئيس وزراء للحكومة الانتقالية حيث عجزنا لنعرف من هو هذا الهمام الذي سيتنازل و يتواضع و يقبل بهذا المنصب الكبير رغم عدم اقتناعنا بهكذا حكومة في مثل هذا الوقت من الثورة, و إذا بالسيد غسان هيتو و بأكثرية الأصوات. مع كل الاحترام للسيد هيتو و لكن من هو؟ و ماذا يعرف عن سورية بعد أكثر من ثلاثين عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية بعيداً عن الوطن و همومه؟ و ماذا يعرف عن السياسة و خاصة أن هذا المنصب هو منصب سياسي بامتياز؟.
السوريين الحذقين بالفطرة عرفوا أن تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة و تنصيب رئيس وزراء كان لحرق بطاقة الشيخ معاذ الخطيب كما حدث للدكتور برهان غليون و د. عبد الباسط سيدا و شيخ العلمانيين السوريين السيد جورج صبرا بعد أن تنازل أحد المنتخبين لصالحه في انتخابات المجلس الوطني, لكن الشيخ كان أشد ذكاءً منهم و قلب الطاولة عليهم و حضر مؤتمر القمة العربية رئيساً للوفد السوري. كل مشكلة الشيخ معاذ أنه لا يعرف دهاليز السياسة كما يعترف هو شخصياً و لكنه واضح و صريح و كان لإعلان مبادرته بالتفاوض على رحيل النظام نوع من التجاوز للمحرمات التي يضعها المرشد و ما لف لفيفه.
تلخبط الحابل بالنابل و بدأ الناس بالشوراع يسقطون الاتئلاف في مظاهراتهم كما فعلوا مع المجلس, و خاصة أنهم لم يشاهدوا أعضاء الائتلاف و المجلس إلا للصور التذكارية بينما الوضع المعيشي اليومي في تدهور مستمر و انتشار المجموعات المسلحة باسم الثورة صار كارثياً فقد سيطرت بعضها على منابع النفط باتفاق وضيع مع النظام و أخرى سرقت الصوامع و المصانع و باعتها في تركيا و الكارثة الكبرى سيطرة مجموعات متطرفة تكفيرية على المناطق المحررة باسم الهيئات الشرعية فبدأت بالجلد و إقامة الحد على البشر و إعدام الأسرى بمشاهد جاهلية و بربرية لا تمت للإسلام الحنيف بصلة, بينما كتائب أخرى تقاتل النظام في ظروف إعجازية اسطورية.
تعالت الأصوات بإصلاح الائتلاف كي لا تستعاد تجربة تشكيل كيان جديد و انسحب عدد من الأعضاء كتعبير عن رفضهم للتفرد و الاقصاء باسم الديمقراطية داخل الائتلاف و عن الذهنية البليدة و العنجهية الظاهرة لكثير من قيادات الاخوان المسلمين و حلفائهم و من يقفون تحت جناحهم, في حالة اثبات لضياع فرصة تاريخية لحركة الاخوان المسلمين السورية في العودة للحياة السياسية على أرضية وطنية تقبل الآخر و تبتعد عن شبح تجربة الثمانينيات الدموية التي خسروا بها تعاطف السوريين و خرجوا بنتيجتها من الوطن ككل. لقد كان من الأجدى لقيادة الاخوان المسلمين كتنظيم سياسي سوري أن يخضع نفسه لمراجعة نقدية حقيقية لتجربته التاريخية و يقدم للشعب السوري اعتذاراً واضحاً عن تاريخ دموي في الثمانينيات و يطهر كيانه بالغفران و يقبل بالآخرين و بالاختلافهم معه أيديولوجياً عندها كان من الممكن الرجوع السليم للوطن و للعمل به و له بعدها كامل الحقوق و الطموحات كأي تنظيم سياسي سوري عريق و أساسي, تحت سقف الديمقراطية الدستورية.
تجمد عمل الائتلاف فترة, لكي تستوعب القوة المهيمنة عليه تداعيات الرفض الشعبي للفشل و التفرد لتعود الضغوط عليه من جديد بعد الاتفاق الروسي الأمريكي على انعقاد مؤتمر جنيف 2 فكان لا بد من صيغة مقبولة شعبياً و ثورياً و دولياً.
اليوم, صام الائتلاف دهراً و نطق كفراً حيث أعلن عن توسعة تتضمن ثمانية شخصيات معارضة وطنية فقط و كأن المطلوب منهم تنازل و قدموه على غير رغبة.
هنا لا بد و أن نبق البحصة و نصرخ بأصحاب العقول المتحجرة و الذهنيات الاستبدادية في حالة استنساخ لاستبداد النظام الاستبدادي الأسدي نفسه و كأن الأنظمة الاستبدادية تنتج معارضات استبدادية تشبهها:
هل إعادة الهيكلة تعني زيادة ثمانية أعضاء جدد و بقاء نفس البنية و الهيكل و الآليات؟ هل باسم ديمقراطيتكم العجيبة تقصون شخصيات معارضة أصيلة و أساسية كانت مع الحراك الثوري منذ بدايته و مازالت؟ من أنتم حتى ترفضوا توسعة شاملة للقوى السياسية السورية و تعيدوا هيكلة الائتلاف بشكل يعطيه المصداقية؟ هل كنتم بالأصل نتاج حالة ديمقراطية انتخابية و قدم كل واحد منكم تصرح بتاريخه النضالي و المهني و المالي أمام الشعب الثائر على الأقل, أم انكم لمية شللية و معارف شخصية مع احترامنا للجميع حيث نتائج التصويت كشفت أنكم من صنف سياسي واحد و هذا ما حصل في تجربة انتخاب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية ذاك الانتخاب المهين؟ يعرف كل السوريين أن من بينكم شخصيات أشد سوءً و تعطشاً للسلطة من النظام فها هي اليوم ترفض توسعة الائتلاف ليضم معارضين وطنيين و نزيهين و حريصين على الثورة و على الوطن و وجودهم اليوم ضروري أمام استحقاق مصيري قادم.
لكي لا يذهب الكلام هباءً, سأذكر بعض من هذه الشخصيات ليس لمعرفتي ببعضها بقدر ما لها من حضور في تاريخ المعارضة السورية مع حفظ الألقاب: حازم النهار, بسام يوسف, عبد العزيز الخير, خليل معتوق, منذر خدام, حسين العودات, صادق جلال العظم, عقاب يحيى, الحارث النبهان, عمر الأدلبي, صبحي الحديدي, عزة البحرة, طيب تيزيني و غيرهم الكثير, فضلاً عن العشرات من المعارضين الثوريين داخل الوطن و تحت ظروف القمع الأسدي كرياض الترك و ياسين الحاج صالح و خولة دنيا و مي سكاف و كثيرين لا يريدون كشف اسمائهم كي لا يتعرضوا للتصفية و الاعتقال رغم أنهم يعملون بصمت و صبر و تفان.
بصراحة و هذا لسان كل السوريين الثائرين و الصابرين, أن المعارضة للأسف صارت من أكبر الأعباء على الثورة, فبعد سنتين من العذاب الذي يكيله النظام الخائن على كل السوريين و من أنقاض هذا الدمار العظيم يخرجون منه ثانية رافعي شارات النصر, مازلتم أنتم في مواقعكم و شخصانيتكم و مطامعكم السلطوية بينما النظام يبني على ضعفكم أساطير نصره على الثورة و عودة الشعب لشرب الكأس الأسدية المرة.
هذا الكلام عام للجميع, و لكننا نعرف المناضلين الحقيقيين الأصيلين الذين يحملون همنا و لا يبيعون و يشترون بدماء شباب الوطن و مصيره.
كلمة أخيرة, و من قلب سورية و فكر الثورة السورية نقول: سيسقط كل متسلق و كل مدعي و كل طامع بالسلطة و كل انتهازي و لص لأموال المساعدات و كل أمير حرب و مرتبط بأجندات لاوطنية..سيسقط كل هؤلاء جميعاً مع أول مظاهرة تخرج بعد إسقاط النظام و سيحاكمون بشدة و قسوة, فالشعب يمهل و لا يهمل.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي
- الثورة السورية أسباب و مقارنات 2
- التحليل السياسي في الثورة السورية 1
- التكوينات الطائفية من موقع المقاوم إلى موقع العدو
- تشيخوف في الثورة السورية
- في نهاية العام الثاني للثورة...ما العمل؟ أيضاً
- الممكن, في الوصول لأهداف الثورة
- كم كنت وحدك؟
- السوريون الأحرار ضمانة لأهداف الثورة
- الثورة السورية اليتيمة بين حصارها و عنادها
- لدينا خادمات سوريات..
- العيد يأتي قريباً


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - إعادة هيكلة و ليس مهزلة