أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى مصطلح ( إسرائيليات )















المزيد.....

مغزى مصطلح ( إسرائيليات )


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 12:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مغزى مصطلح ( إسرائيليات )
طلعت رضوان
دأب الإسلاميون على استخدام مصطلح (إسرائيليات) فى الرد على المختلفين معهم فى تفسير آية قرآنية أوأسباب النزول. ومن أمثلة التفسيرما جاء فى تفسير(الجلاليْن) عن الآية 44من سورة النمل ((وكشفتْ عن ساقيْها)) إذْ ((كان سليمان على سريره فى صدرالصرح فرأى ساقيْها وقدميْها حسانـًا)) ولأنّ مُحقق تفسير(الجلاليْن) لم يُعجبه ذلك كتب فى الهامش ((روى القرطبى أنه (أى سليمان) قال لها ذلك بعد أنْ صرف بصره عنها. وهذا يتفق مع مقام سيدنا سليمان. وأما الروايات التى تثبتْ أنه أمعن النظرفى ساقيها حتى رآها حسانـًا، فلعلها من الإسرائيليات المدسوسة فى كتب التفسير)) وكتب أ. أمين الخولى أنّ راحة الإسلام تكون بالتخلص من الإسرائيليات التى أقحمتْ عليه (المجدون فى الإسلام- مكتبة الأسرة عام 2001ص 47)
يربط العقل الحرهذا الكلام (التخلص من الإسرائيليات التى أقحمتْ على الإسلام) بما ورد فى القرآن من سورعديدة ُمجّدتْ بنى إسرائيل (البقرة/40،47، 122والجاثية/ 16) هدف مصطلح إسرائيليات (من وجهة نظرمستخدميه) هوتشويه الإسلام، فكيف يكون ذلك مع تمجيد القرآن فى بنى إسرائيل؟ وكيف يكون ذلك مع تطابق القرآن والعهد القديم (مع اختلاف فى بعض التفاصيل فى قصة الخلق (قرآن- الأعراف/ 54، يونس/3،هود/7) وأنّ خلق السماوات والأرض تم فى ستة أيام، وهو ما يتطابق مع سفرالتكوين الذى ذكرأنّ خلق السماوات والأرض تم فى ستة أيام، والخلاف الوحيد بين القرآن والعهد القديم أنّ الأخيرنص على (فرغ الله فى اليوم السابع من عمله الذى عمل، فاستراح فى اليوم السابع) (تكوين، إصحاح 1،2) والإنسان خلق من تراب (قرآن- الكهف/37والعهد القديم تكوين2) وكذا الطرد من الجنة (قرآن- الأعراف/ من 19- 24وطه- من 116- 125) وفى العهد القديم (تكوين- إصحاح2، 3) مع اختلاف فى التفاصيل. وكما قتل (قايين) أخاه هابيل فى العهد القديم (تكوين- إصحاح4) حدث نفس الشىء فى القرآن (المائدة- من 27- 31) كما أنّ الإله فى المصدريْن تقبل قربان هابيل (من أبكارغنمه) ورفض قربان الزارع. والتشابه أيضًا فى قصة نوح والطوفان (عهد قديم- إصحاح 6، 7) والقرآن- الأعراف من 59- 64، يونس 71، 72و هود- من 25- 46والمؤمنون من 23- 29والشعراء من 105- 120 والصافات من 75- 82 وسورة نوح بالكامل.
فإذا انتقلنا من الوقائع والشخصيات إلى النظرة العامة للإنسان، نجد أيضًا التطابق، فمثلا المرأة فى العهد القديم تحت سيطرة الرجل فيُخاطبها قائلا ((هويسود عليكِ)) (تكوين3) يقابلها فى القرآن ((وللرجال عليهن درجة)) (البقرة/228) و((الرجال قوامون على النساء)) (النساء/ 34) والرجل فى العهد القديم (بعل المرأة) (خروج 21) وهو ما يتردد فى القرآن فى أكثرمن سورة (النساء/ 128) والبعل فى اللغة العربية أحد الآلهة قبل الإسلام وهوما أكده القرآن إذ جاء به ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) (الصافات/125) وفى العهد القديم تكريس لمنظومة العبودية (خروج 21) وفى القرآن تثبيت لمنظومة (ما ملكت أيمانكم) الواردة فى (النساء/ 24، 25، 36والنحل/71والنور/31، 58والروم/28والأحزاب/50، 52،55والمعارج/30)
ومريم أم السيد المسيح هى فى نفس الوقت أخت هارون الذى هوأخوموسى ، رغم الفارق الزمنى بين عصرموسى وعصرعيسى بأكثرمن ألف سنة. وهذا التشابه موجود فى العهد القديم (خروج 15) والقرآن (مريم/28وآل عمران من 35- 45) والتشابه يصل إلى حد التطابق (مع اختلاف فى بعض التفاصيل) فيما يتعلق بالأنبياء مثل إبراهيم ويوسف إلخ (أنظرمشاهد غواية يوسف ثم سجنه ثم تفسيرحلم ملك مصرالذى عيّن يوسف وزيرًا- العهد القديم – تكوين إصحاح 27- 42) وفى العهد القديم فإنّ موسى يقتل إنسانـًا مصريًا (خروج 15وصموئيل الثانى23 وأخبارالأيام11) وفى القرآن (القصص15، 16وطه40) وموسى يذهب للقاء ربه الذى يقول له ((اخلع حذاءك من رجليك. لأنّ الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة)) (خروج3) وفى القرآن (النساء/164وفى سورة طه يكون المعنى أكثر وضوحا ((نودى يا موسى إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس)) (طه11، 12) وفى العهد القديم فإنّ عصا موسى تتحول إلى حية تبتلع عصى المصريين التى تحولت إلى ثعابين (خروج 4، 7) وفى القرآن (طه- من 17- 23ويونس 75-82والشعراء من 32- 45والنمل من 10- 12)
إنّ مقارنة ما ورد فى العهد القديم والقرآن عن مصرالقديمة، تـُبرزالتطابق التام من حيث الانحيازلبنى إسرائيل مقابل العداء للمصريين. ففى العهد القديم يقول الرب العبرى ((إنى أنا الرب. ها أنا أضرب بالعصا التى فى يدى على الماء الذى فى النهرفيتحول دمًا. ويموت السمك الذى فى النهر، وينتن النهر، فيعاف المصريون أنْ يشربوا ماءً من النهر. ثم قال الرب لموسى قل لهارون خذ عصاك ومد يدك على ماء المصريين. على أنهارهم وعلى سواقيهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصيردمًا. فيكون دم فى كل أرض مصر، فى الأخشاب وفى الأحجار.. وكان الدم فى كل أرض مصر)) (خروج 7، 8) وأرجومن القارىء الرجوع إلى سفرالخروج كله وإلى أسفارالتثنية وعدد ويشوع وصموئيل الأول وهوشع وحزقيال للتأكد من حجم العداء غيرالمبرر على المستوييْن التاريخى والإنسانى ضد المصريين القدماء. وهذا التطابق ورد فى القرآن بنفس المعنى وأحيانـًا بذات الألفاظ ، ففى العهد القديم ((خلص الرب فى ذاك اليوم إسرائيل من يد المصريين. ونظرإسرائيل المصريين أمواتـًا على شاطىء البحر.. وقال موسى للشعب لاتخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذى يصنعه لكم اليوم. فإنه كما رأيتم المصريين اليوم لاتعودون ترونهم أيضًا إلى الأبد. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون)) (خروج 14) يقابله فى القرآن ((وإذْ فرقنا بكم البحرفأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون)) (البقرة50) وإذا كان العهد القديم به آيات عديدة عن غضب الرب ضد مصرفسلط عليها الضفادع والجراد والذبان ، فإنّ القرآن فعل نفس الشىء إذْ ورد به ((فأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين.. فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم.. وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها.. وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)) (الأعراف من 133- 137)
إزاء هذا التطابق فى العهد القديم والقرآن ، فإنّ العقل الحريتساءل عن أسباب صك مصطلح (إسرائيليات) من قِبل الإسلاميين(معتدلين ومُتشددين) وأعتقد أنّ الإجابة تكمن فى احتمال واحد : ضَعْفْ حجة الإسلاميين للرد على ما يرونه ضد العروبة والإسلام ، فمثلا فإنّ أغلب المفسرين يتجاوزون الآية 59من سورة الشعراء التى تـُورث مصرلبنى إسرائيل، بينما اللجنة التى وضعتْ كتاب (المنتخب فى تفسيرالقرآن الكريم) كانت لديها شجاعة الكتابة بأنّ تفسيرالآية57((فأخرجنا فرعون وجنوده من أرضهم الشبيهة بجنات تجرى من تحتها النهار. وتفسيرالآية58وأخرجناهم كذلك من كنوزالذهب والفضة. وتفسيرالآية59 أخرجناهم وجعلنا هذا المُلك وما فيه من ألوان النعيم لبنى إسرائيل بعد أنْ كانوا معدمين)) (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- عام 73ص 548) ورغم أنّ الآية 59من سورة الشعراء صريحة فى توريث مصرلبنى إسرائيل (خاصة مع ربطها بالآيات السابقة عليها) فإنّ البعض إما يلزم الصمت المشين مثلما فعل ابن كثير وغيره. أويكتب أنّ ذاك التفسيرمن (الإسرائيليات) ونفس الشىء فيما يتعلق بفرض الحجاب فى سورة الأحزاب ، إذْ ذكرالطبرى وابن كثيرأنّ الهدف كان التفرقة بين العبدة والحرة. ونفس الشىء فيما ذكره ابن كثير فى تفسيره لسورة الأعراف إذْ كتب ((أما الجراد فمعروف ومشهور وهومأكول لما ثبت فى الصحيحيْن عن عبدالله بن أبى عن الجراد فقال (غزونا مع رسول الله سبع غزوات نأكل الجراد. أما الضب فكان عمربن الخطاب يشتهيه ويحبه. وعن فلان سمع أنس بن مالك يقول ((كانت زوجات النبى يتهادين الجراد على الأطباق)) (تفسيرابن كثيردارالهيثم – القاهرة عام 2005- ج2ص1213، 1214)
إنّ مصطلح إسرائيليات يفضحه القرآن الذى نصّ فى أكثرمن سورة على أنه امتداد لما قبله فى كتب العبريين (البقرة/4، 41، 87، 97، 136وآل عمران/3، 81، 84، 184والنساء/47 ،136، 163والمائدة/43، 44 وفى الأخيرة يكون صريحا فينص على (إنـّا نزلنا التوراة فيها هدى ونور) ويتكررالمعنى فى سورة الأنعام/91والتوبة/111ويوسف/111والنحل/44 . والقرآن يعترف بأنّ (الله) هوالذى منح الزابورلداود (الإسراء/55) ويتأكد ذات المعنى فينص على ((ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان)) (الأنبياء/48) ومع ملاحظة أنّ الفرقان = القرآن كما جاء فى تفسيرالجلاليْن لسورة الفرقان. بل إنّ (الله) فى القرآن هوالذى كتب الزابور(الأنبياء/105) ويكون التواصل مع كتب التراث العبرى أكثر وضوحًا ومباشرة عندما ينص القرآن على ((إنّ هذا (أى القرآن) لفى الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى)) (الأعلى/18، 19) فهل بعد هذا الاستشهاد من القرآن (وأنا تغاضيتُ عن الكثيرخشية التكرار) الذى مجّد بنى إسرائيل وأنّ مُنزل القرآن هومُنزل كتب العبريين، يصمد مصطلح إسرائيليات فى مواجهة العقل الحر؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيح وشكر
- شكر للأستاذ Jugrtha
- حصان طرواده والأربعين حرامى
- الدين والفلسفة : علاقة إتساق أم تعارض ؟
- التعصب العنصرى والخصوصية الثقافية
- السخرية المصرية عبر العصور
- تعلق على ما كتبه الأستاذ أحمد مصطفى عن الشهور المصرية
- الشهور المصرية فى الأمثال الشعبية
- قهر الخوف بالسخرية
- أخلاق فيلسوف وأخلاق داعية إسلامى
- النكتة المصرية ومقاومة الاستبداد
- الدكتور سيد عويس والشخصية المصرية
- فلسطين بين الصهاينة والعروبيين
- المغزى الاجتماعى للأمثال المصرية
- عتمة افتراضية - قصة قصيرة
- سيناء وتوابع زلزال يناير2011
- العلاقة بين الحضارة المصرية وأفريقيا
- عقوبة الجلد وبداية سعودة المصريين
- الفنان خالد حمزة وفن كتابة السيرة الذاتية
- رد على آخر رسالة من الأستاذ طاهر النجار


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى مصطلح ( إسرائيليات )