أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - نحو ابتسامة - نصيرة تختوخ، سلالم الغيوم - خيري حمدان














المزيد.....

نحو ابتسامة - نصيرة تختوخ، سلالم الغيوم - خيري حمدان


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 21:05
المحور: الادب والفن
    


نصّ مشترك: نحو ابتسامة للأديبة المغربية نصيرة تختوخ. سلالم الغيوم للأدبب الفلسطيني خيري حمدان
نحو ابتسامــــة
نصيرة تختوخ:
إشتهيت ابتسامة كتِلْكَ الصغيرة المخبأة بحرص في طرف قوس قزح تحت حراسة طاووس أبيض.
انتظرتها لعلها تُفلت حين يتبختر الطير وتنعكس ألوان الطيف على ريشه لكنها ظلت حبيسةً وأطلَّت الوجوه غائمة أشعرتني بنُدرة الحظ في يوم لم يهادن أمسه المطر.
مرَّ الخولي قلقاً متوجسا على سرب الحمام وعطاء زهور الشمس إن بقي الموسم على ماهو عليه ، أسقط ساعي البريد نصف ما...حملته حقيبته في الوحل في لحظة عدم اتزان و ظل لوح شباك شرفة السيدة عواطف يتأرجح مع الريح كما كان منذ يومين...كِدت في شرودي أطأ ضفدعا لزجاً قفز في آخر لحظة وكأنه تردد طويلا قبل اتخاذ قراره. شدني تباطؤه، تبعته قليلا ثم تابعت المشوار إلى طريق القصب.
يقال أن أَحدهم ذات زمان أقام خيمـة هناك، قبل أن يُشَقَّ الطريق ويُوزع القصب على الحافتين، وأنه صنع من القصبات عشرات النايات كلما عزف عليها ليلاً توقف نقيق الضفادع ودخل الناس أحلامهم هادئين.
لم يعد للخيمـة أثر ، مرَّرت أصابعي على بعض السيقان الأسطوانية النحيلة. كان يتحسسها قبل أن يصنع ثقوبه ويَمْزِج بعد ذلك الهواء بالشجون ليخرج منها مُنعتقا منطلقا نحو الفضاء الرَّحب.
كم كان في وقته من وقت وكم أخذ من وحداته ليطهر روحه من ثفلها ويغادر صافيا كوجه الماء؟
حاولت أن أدرك ما لاأعرف حين بدأ القصب بالتمايل والالتفاف حولي، استدرت مرة ،مرتين ، ثلاثا وتجاهلت بعد الأربعة الأعداد القادمة، امتلأ ماحولي عزفا. كل القصب كان يطلق ألحاناً، كل الطيور كانت تمر باسطة أجنحتها، أديم الأرض تنهد السلام والمحبـة ، تعانقا طائرين ارتفعا إلى السماء. رفعت يدي لعلهما يحملاني إلى حلم داخل حلم ينتعش فيه الفرح،وسبقتهما أغمضت عيني.
انفتح كوني على أكوان من ضياء وألوان خرج منها طاووس أبيض يرقبني وديعاً باسطا ريشه الخلفي ملكيا. تصاعدت نشوة لقاء روعته بداخلي، لم أجرؤ على الاقتراب منه تمنيت أن أفعل لكنه بادر بالتنحي لتنكشف ابتسامــة بحجم الطائر الطَّنان. دنوت للإمساك بها فباغتتني بالتحليق إلي، إلى شفتي، إلى قلبي، إلى محبتي والسلام.
************

سلالم الغيوم

خيري حمدان:

الطاووس الأبيض يحرس إبتسامتك، وقوس قزح يمتدّ يعبر الأوردة، يدمنك الفرح والحزن يدمنك أيضًا. والطير يحتجّ، يطالب بمزيد من إنعكاس أنوثتك تضفي على الدنيا بعض آيات الخلاص.
ساعي البريد يسعى، يبحث عن عنوان، وجميع العناوين تاهت في زحمة الأمية، والجهل يزحف نحو الرصيف الآخر، كلّنا أشباه نيام لا نعرف حقيقة الإتزان، نترنّح في العتمة والنور قد يسطع من أعماقنا في اللحظة التالية.
لا تطأ طيرًا يتقافز في طريقك، دع الضفدع يتثاءب، يملأ الدنيا صخبًا بنقيقه. لا تقبّل ضفدعًا فقد يتحول لأميرة لا تقدر على الخلاص من شِباكها. هل أنت قادر على معايشة كلّ شهقات الحبّ؟ إن كان قلبك قويًا بما فيه الكفاية فافعلْ وأمضِ نحوها، لا تتوقف لحظة واحدة، لا تنظر إلى الخلف، لا تلعن المغيب وغنّ حتى ينتصف الليل في الحانة عند رصيف الميناء، هناك تتراقص المصائر ويفلت الزبد من حمّى الأمواج.
أدمنتُ نصوصَكِ الخجلى في بدء المسيرة، لكنّها تحولت إلى أغانٍ يكاد الكون يسرق نوتاتها المسطورة برجع الهوى. من يقدر الليلة على إسكات الناي وقد تفجّرت طاقاته! نصمت، نصرخ، نهذي، نتمنّى، نضحك، نبكي، نهدأ، نأنس، نعانق، نسعى، نحضر، نهرب، نقبّل، نمضي، نفاخر، نخجل، نزحف نحو العشق زرافات كي نبلغ الحلم ونمضي في غياهب الكابوس والبحث الأبديّ عن ذواتنا. نَصَبْتُ هاهنا خيمةً وأخرى تركتها في طريق التبّانة لعلّها تهدي بعض النجوم التائهة. هنّا مرّت قوافلهم، لم تترك سوى أثر النيران قبل أن يقتتل الرجالُ من أجل عينيّ غجرية قدمت من المجهول متوجّهة نحو مجاهيل.
طائر المحبّة يسمو نحو الأفق، سألني عن ديارك فأخبرته بأنّ عنوانك سهل تعرفه الريح والسحب والظلال. رفرف بأجنحته ومضى يسأل الريح ويمسك بطرف سحابة قبل أن تسقط فوق صحراء جدباء والظلال خانت جناحيه، فتاه بعيدًا، لم يبلغ غايته. ارتفع حتّى طبقة االستراتوسفير، تجاذبته الرياح، تجمّد الهواء في حلقه، ليسقط فوق أسطح البيوت والحدائق ريشاً خفيفاً، من حوله دندنت سيدة تنشر غسيلها:

Birds falling down the rooftops
Out of the sky like raindrops



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يا سامي؟
- قُبْلة عندَ سلّم الطائرة
- قصائد مترجمة للشاعرة البلغارية بتيا دوباروفا
- معاناة الطبقة العاملة مستمرة
- قصائد مترجمة للشاعر البلغاري بويكو لامبوفسكي
- المغفرة في وقت لاحق
- المعذرة أنا متورّط
- يحدث أحيانًا يا صديقي
- الحبّ بالتقسيط
- الدعاءُ الأخير
- التحرش بالمرأة بمثابة اغتصاب فكري
- المرأة - عبق الورد وشوكه
- الجنوبيون
- الطريق إلى دينيتاس
- الجدران الوهمية
- برتقال أبو صرّة
- أحمقٌ يقود قطيعًا
- أعطني عامًا من عمرك
- المعذرة – رفعت الجلسة
- عِشْقٌ وانْتِظار


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - نحو ابتسامة - نصيرة تختوخ، سلالم الغيوم - خيري حمدان