أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - الألم النفسي .. الألم الغامض















المزيد.....

الألم النفسي .. الألم الغامض


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 19:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولربما ابتسم الوقور من الأذى وفؤاده من حِرِّهِ يَتَأوَّه
¤ علي ابن أبي طالب

يختلف الإحساس بالألم بين الأشخاص باختلاف الأشخاص، وذلك عائد لمقدرة كل شخص على تحمل الألم، أكان ألما نفسيا أو جسديا . فلا يمكن أن نحدده كإحساس في درجة معينة عند جميع البشر، لكننا نعلم أنه يمكن للألم إن بلغ درجة معينة من القوة أن يشعر به أي شخص خاصة الألم الجسدي، إلا أن كيفية التعامل معه وتحمّله هي ما يوجد الإختلاف. فما يؤلم(جسديا) طفل صغير يمكن ألا يؤلم شخصا كبير، ولكن قد نجد ما يؤلم(نفسيا) شخصا كبير قد لايؤلم طفل صغير. ولزيادة توضيح هذه النقطة فلنفترض أن شخصين تربطك بهما معرفة أو نفس علاقة القرابة (جيران مثلا)، وليكن الشخصان عبارة عن طفل وراشد. فيمكن أن تقول للطفل (بجدية) أنك تكرهه أو أي إهانة، فلا يهتم أو يسبك ويهرب وينسى الموقف بعدها، وقد تقولها بنفس الطريقة للراشد فتفجر بركانا بداخله بفعلك هذا ! فلا يُظهر أي رد فعل لكنه قد لا ينام الليل بسبب إهانتك ! . فإن كان الألم الجسدي واضحا كرد فعل لمسبب مادي، فإن الألم النفسي غير واضح كرد فعل لمسبب سواء مادي أو معنوي يصعب تحديده. لهذا نقول أن الألم النفسي يعود للشخص وكيفية تعامله مع الواقع وتحليله لمعطياته، وشدة حساسيته كذلك تجاه الآخرين، فرغم أن مسبباته تكون خارجية فإنه يأتي من داخل الشخص.
وعكس الألم الجسدي الذي يذهب بغياب المسبب المادي الخارجي، فإن الألم النفسي قد لايزول بزوال المسبب الخارجي. لأن انعكاس أحداث الواقع على عقله وتفاعلها مع معتقداته (كمؤثر معنوي) قد تساعد على تحفيز مراكز الألم في دماغه كما يقوم بذلك المؤثر المادي (كالجُرح الغائر). وبما أن الذاكرة تربط الألم بالمسببات، فالمسبب المادي قد يغيب (ليغيب الألم المصاحب)، لكن الاحساسات الناتجة عن العملية الإدراكية أي الفهم (كمسبب معنوي) تتكرر باستمرار ولا تغيب بل يجب أن تتغير ! كما تقول غادة السمان : إن الذاكرة والألم توأمان، لا تستطيع قتل الألم دون سحق الذاكرة ! . ليس إلى هذه الدرجة، بل قد يكفي أن تغير (أو تصحح) رؤيتك لشيء حتى يتغير احساسك نحوه.

نجد اقتباسا لماركوس أوريليوس يقول فيه : ارفع عنك إحساسك بالألم وسوف يزول الألم ذاته. وفعلا فهذا مانجده في عمليات التخذير (الموضعي أو العام) للقيام بجراحة لشخص، فالحقنة ترفع الألم بتعبير ماركوس ليزول عنك الإحساس بالألم أثناء القيام بالعملية، وهو ماتقوم به أيضا العقاقير المسكنة للألم حتى يتمكن الشخص من النوم أو القيام بأموره الخاصة. فنحن نجد أن الإحساس بالألم يشغل كامل تكفير الشخص لحتى أنه يرى أن السعادة العظمى ستتحقق بزوال هذا الألم. لماذا ؟ لأن الألم هنا يقيد التفكير، نوضح بمثال : من الشائع أن حلم وأمنية السجين وتفكيره كذلك يدور حول الحرية، لأنه يرى أن السجن يحده من القيام بالممارسات التي يريد، وعندما يتحرر فإنه سيتمكن من الوصول لكل ما يحقق سعادة، لهذا يربط ألمه بسجنه وسعادته بحريته. لدى وبالعودة للمعني فإنه يرى أن ألمه كالسجن الذي يحده من القيام بممارسات تخلق أو تحقق سعادة، فيلزمه أن يتخلص من الألم ليخلص تفكيره من قبضة الإحساس بالألم، فيزداد تألما لأنه سجين للألم.
لكن قد يزول الإحساس بالألم بزوال مسبب الألم كما ذكرنا، لكن الإشكال هنا هو المسبب المتكرر باستمرار، فإن كان بإمكان المعني أن يسيطر على مسببات الألم الجسدي كتجنب الأغراض المؤذية أو عدم تكرار الأحداث أو الظروف المُؤدّية للمرض، فإن الألم النفسي يتكرر بتكرر المواقف الاجتماعية التي تجمع الشخص بالآخرين، فقد يلجأ للعزلة كحل، لكنه في الأغلب يتحتم عليه المواجهة بحكم ظروف العمل أو المكانة الاجتماعية أو الموقع الجغرافي(بيئة يصعب فيها الانعزال).

من المسببات التي تجعل الشخص يشعر بألم نفسي هو الضعف، فإلاحساسات الناتجة عن المواقف التي يجد الإنسان نفسه فيها ضعيفا هي ما يسبب له ألما، سواء شعور بإهانة أو تحقير من شخص ما دون استطاعة الرد (الشماتة والسخرية الخ) ، أو الشعور بالذنب لعدم القدرة على مساعدة الآخرين في موقف صعب (معاناة نتيجة فقر أو مرض)، الشعور بالنقص أو أنك أقل من الآخرين كعدم الحصول على ماتريد (الحرمان) أو انك لست كما تود أن تكون (عدم الرضى عن الذات).
جميع هذه المواقف تؤلم المعني لأنه كرغبة منه في أن يتفوّق على الواقع، يرى أن الواقع هو من تغلب عليه، أي انه شخص ضعيف. وهذا مانجده في فيلم النينجا الحشاش (Ninja Assassin) لدى قول المعلم لتلميذه إثر تدريبه على التحمل : "الألم يغذي الضعف. تذكر أن المعاناة موجودة فقط لأن الضعف موجود. يجب أن تكره(تتخلص) من الضعف. اكرهه في الآخرين، لكن الأهم هو أن تكرهه في نفسك". ويمكن أن نجد هذه الفلسفة كقاعدة لدى الكثير من مدارس الفنون القتالية الأسيوية (بالأخص)، الهدف منها تقوية الجسد للتغلب على الخصوم بسهولة. رغم أن هذه الفنون ترتكز على الدراية بالجسد الإنساني والقدرة على الإحاطة بنقاط ضعفه حتى يسهل شلّه بأقصى سرعة وبأقل مجهود، إلا أنه قد نجد كثيرا ممن يُعبّرون في هذه الرياضات على سادية ومازوخية واضطرابات عقلية ! زيادة على صراخ وجذب كأنهم قطيع من حيوانات لم تكتشف بعد !! .
فحتى لو اعتبرنا أن الجسد يمكن أن يصير صلبا كصخرة ! فيمكن لكلمة أن تدمره، فما أغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين بتعبير جبران خليل. وترينا الطبيعة الكثير من الحيوانات القوية، لكنها رغم ذلك تعجز عن الحصول عما تريد أو حتى البقاء، وهذا مادفع بداروين لاستبدال تعبير "البقاء للأقوى" ب "البقاء للأفضل"، فالأفضل هنا لم يعد الأشرس بل من له قدرة على التكيف والتأقلم في البيئة. فلو كانت القوة العضلية تخلص من المعاناة، لتخلص الحيوان من سيطرة الإنسان وخدمته. ليظهر بذلك أن العقل كأداة، أعظم قوة ! .
وبهذا نعود للكلام المقتبس من الفيلم ونقول : "المعاناة موجودة فقط لأن الضعف موجود، والضعف موجود لأن الغباء(الجهل) موجود. يجب أن تكره(تتخلص) من الغباء. اكرهه في الآخرين، لكن الأهم هو أن تكرهه في نفسك". فغباء الحيوانات (بمعنى ما) هو ماجعلها أضعف من الإنسان (الأضعف عضليا منها)، بل غالبا ما قد نجد أن الغباء هو مايسبب لصاحبه الألم أكثر من الضعف. بل حتى في الفنون القتالية التي تعتمد على قوة الجسم، فإنه كلما تراكمت سنين الممارسة زاد اعتماد الشخص فيها على عقله أكثر من قوته الجسدية، وهذا الأمر بالنسبة لجميع الرياضات.

رغم أن الإنسان يكبر، إلا أن رؤيته للواقع لاتتغير منذ أيام طفولته، حينما كان الجميع يُقدّره بسبب وجوده فقط، خصوصا الأب والأم والأخوة أحيانا الذين يظهرون اهتماما نحوه فقط لأنه موجود بينهم. هذا المنظور الطفولي يؤلم الشخص عندما يكبر، لأن الجتمع لا ينظر له بنفس الطريقة، فالمجتمع لايقدرك لتواجدك كالماما والبابا ! بل بما تقدمه وتعطيه كإنجازات في مختلف الميادين. لدى قد يشعر الشخص بواقع غريب(اغتراب) أو دونية مايمكن أن يسبب ألما نفسيا.

قد يسبب الاحتكاك الاجتماعي ألما نفسيا للشخص، وهذا يعود للقيمة المضافة التي يمنحها الشخص للآخرين، فأي تصرف أو لفط سيء تجاهه يراه كأذى أو اهانة حتى لو لم تكن بطريقة مقصودة، وهذا طبعا نتيجة حساسيته الزائدة تجاه الآخرين واهتمامه بردود أفعالهم تجاه. وهذا سببه الغباء ! فمن الغباء رؤية الآخرين ككائنات خارقة أو كاملة، فأغلب البشر لايختلفون عن الحيوانات إلا بابتسامة وملابس مضحكة ! . فهل إذا نبح عليك كلب ؟ تعتبر هذه إهانة ؟! . طبعا لا، إلا إذا كنت ترى الكلب ككائن أفضل منك ؟!!! . لأن من لا يعانون من مشاكل نفسية وجنسية وعقد نقص ورقص وفقص ! أي شيء سيستفيدونه من إيلامهم للآخرين أو التسبب لهم في الألم. ولا ننسى طبعا أن الأمر قد يتعلق برؤية المعني للآخرين وتفسيره للمعطيات بطريقة عوجاء، أيدخل هذا ضمن الغباء ؟ ربما ! لأن الغباء قد يسبب مشاكل نفسية كما اجتماعية.

تشير بعض الدراسات إلى أن الألم النفسي (أو حتى الجسدي) يختلف بين الجنسين على مستوى الإحساس (الدرجة)، وهذا قد يعود للتربية المختلفة للجنسين، كما يشير بذلك مورافيا في رواية "الاحتقار" إلى أن النساء مثلهن مثل الأطفال وذوي النفوس الضعيفة يعلقون على البكاء قيمة من الاقناع العاطفي، أو كطريقة للشكوى أو الشكاية بتعبير نيتشه (أوليس كل بكاء شكوى ؟! أوليس كل شكوي شكاية ؟), باعتبار أن الضعف مُكوّن من مكونات شخصية الأنثى (ولا نعلم أي عبقري توصل لهذه النظرية الخرافية في التاريخ). لكن أن تذهب تلك الدراسات لحد القول أن السبب يعود لاختلاف البنية الفيزيولوجية أو الجهاز العصبي لدى كل من الرجل والمرأة، فسبب قولهم هذا يعود لذكاءهم الذي تجاوز الحد فمكّنهم من رؤية أشياء غير ظاهرة لغيرهم ! .
وربما أو لما لا قد تظهر دراسات مستقبلية تبين أن الجن له قدرة على تحمل الألم النفسي أكثر من البشر ! هذا إن لم تكن موجودة في كتب مُصارعي الجن !!! .

قد يكون الألم (خصوصا النفسي) دافعا لصاحبه لتغيير الواقع أو القيام بإنجاز، لكنه قد يدخله كذلك في حلقة من التذمر والاكتئاب، كما بقول ديفيد روباثوم (اخصائي في معالجة الآلام والتخدير) : "إن الألم متعدد الأبعاد ويعتمد على الموقف الذي يجابهه الشخص." وكذلك على نفسية هذا الشخص.
لدى فكل من يسبب لك ألما، بالأخص لو كانت تربطك به ظروف تجعلك تلتقي به بصفة متكررة أو متقطعة، فيلزم أن تواجهه بذلك لا أن تكبت الأمر في نفسك. فقد تجد أن هناك من يسبب لك ألما دون أن يدري، لهذا يجب أن يعلم. بل نود أن نضيف أنه يجب أن توقف كل شخص يحاول أن يسبب لك ألما عند حدّه وتواجهه بذلك. كما يقول غابرييل ماركيث : لا أحد يستحق دموعك، ولئن استحقها أحد فلن يدعك تذرفها. فإن استحق شخص ما حبك وصداقتك، فيجب ألا يسبب لك ألما، وإن سببه فهو لا يستحقك، أو أنك تستحق مايسببه لك لأنك سمحت له بذلك ! . فأن تصبر حتى لا تخسر شخصا، وتعزي نفسك بالعقاقير حتى تهرب من الألم الحالي، فانتظر من الأعراض الجانبية ألما قادما أشدّ ! .



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الجنس والاقتصاد
- أصول الفوبيا
- سيكولوجية الفضيحة ودوافع الفاضحين
- عقدة المهاجر
- استعراض السادية
- صراع الوجه مع البثور
- الطفل والعلاقات الغير شرعية
- تشريح الكراهية
- الحسد اللاشعوري
- التطرف كمرض نفسي
- التعري.. احتجاج أم دعوة جنسية ؟
- كشف حيلة المستغل
- الجنون الجماعي الحديث
- الحيض بين الطب والدين
- لما النساء تكره العاهرات ؟
- سيكولوجية الحب : الذل كشرط
- عقدة لوقيوس والنرجسية
- عقدة لوقيوس أو اللوقيوسية
- تحليل نفسي للصوص المقالات والنصوص
- سيكولوجية الخيانة : تحليل لدور الضحية


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - الألم النفسي .. الألم الغامض