أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - ليس دفاعا عن العلمانية -2-














المزيد.....

ليس دفاعا عن العلمانية -2-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 13:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ليس دفاعا عن العلمانية 2-
*******************
ليس مبعث الكتابة حول العلمانية هو الرد على مقالة بعينها ، بقدر ما كانت بمثابة تفجير لأسئلة طالما رافقت هواجس البحث عن أسس وأصول المفاهيم ، وتطوراتها ،ايجابا وسلبا ، كما هو حال أي اشتغال انساني وان حول النص القرآني نفسه . فناحت المفهوم المفكر الانجليزي هوليوك يؤكد أن "العلمانية لم تأت كحجة ضد المسيحية -الدين - التشديد من عندي - .بل هي مستقلة عنها - أي عن الدين - .كما أنها لاتشكك في خلفيات المسيحية . انها تدافع عن الآخرين . فالعلمانية لا تقول بأنه لايوجد طريق آخر أو سبيل آخر .وانما هي تراهن على طريق وسبيل يمكن الوصول اليه عبر الحقيقة العلمانية ، حيث الظروف والعقوبات توجد مستقلة وعملها يشتغل بوتيرة أبدية . واضح اذن أن المعرفة العلمانية التي وجدت في هذه الحياة والتي تتعلق بسير الحياة نفسها ، يفضي الى رفاهية هذه الحياة . وهي قادرة على الخضوع للتجربة في هذه الحياة . 5-
انها دعوة للاهتمام بالحياة باعتبارنا نتحرك في الحياة ، وليس خارجها ، وما يتحرك في الحياة يجب أن يعقل في الحياة ، قبل أن نعقل ما وراء الحياة ، فهل يمكن القفز عن الوجود للعيش في اللاوجود ؟ وهل يمكن مصادرة الحياة باسم الآخرة ،كما يدعو من امتلك الحياة وأسبابها ويرمي الناس بالصبر الى يوم القيامة ؟ .
ان الاشكال أعمق وأخطر من مقابلة الدين بالعلمانية ، والبحث عن تناقضاتهما التي لا وجود لها الا في مخيلة العلمانيين الأورثودوكس ، والمتدينين المتشددين . فالوحي ثابت بثبوت بعث الرسل والأنبياء ، لكنه منقطع بانقطاعهم عن الحياة . ولعل الآية التي تتحدث عن التنزيل والحفظ أبلغ تعبير عن الفرق بين زمنية التنزيل وزمنية الحفظ ، اذ التنزيل آني ، والحفظ مستمر ، وعملية الحفظ تهم محتوى التنزيل وهو القرآن ، ولا تهم فعل التنزيل -الوحي - . والحفظ شأن الهي وأمر رباني ، اختص به الله نفسه بصيغة الجمع توكيدا على عظمته وقدرته الأبدية ؛ "ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " ،ثلاث توكيدات .
قد يكون بعض المغالين قد تعسفوا في فهم وشرح عملية الوحي الديني ، لكن هذا لايعني أنهم يتكلمون باسم العلمانية ، كما أن القرآن تحدث عن المنافقين ومن يشترون بآياته ثمنا قليلا . ولا عجب في ذلك فكل البناءات العظمى تعتريها منغصات ودواخل تعمل على افساد عظمتها وشموخها ، كما حصل في أيام نزول الوحي نفسه ، وفي زمن جميع الرسل ، ولعل قصة شق القمر أدل دليل على تعنت أبو جهل ورفاقه من المشركين . فهل نلوم اليوم بعض غلاتنا في شطحاتهم وتأويلاتهم المتعسفة لنخسف بناء انسانيا راقيا ، يروم التوسل بالعقل والمنطق للبحث عن أجوبة دنيوية وواقعية ووجودية تتفاعل بين بني الانسان ، بعد أن فسح الدين الاسلامي الباب مشرعا في الايمان أو الكفر تأسيسا على قوله تعالي " لكم دينكم ولي دين " أو "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " .
ان العلمانية لم تأت جوابا عن الدين كما اثبت هوليوك ، بل هي طريق آخر للجواب عن العلاقات الانسانية والأسس التي تنبني عليها . فالتفكير المتأني والعقلاني سيجعلنا نتوافق حول التحولات والتبدلات والتطورات التي طرأت على مجمل تكوينات الانسان ، بما في ذلك التكوين البيولوجي والمورفولوجي ، وفي أنفسكم آية أفلا تبصرون ؟ ؟.
كان الأدعى على المنتصبين للرد على العلمانيين ، أن يبحثوا علميا في تاريخ نشوء العلمانية وما المقصود بها ، ومختلف مناطات تطوراتها ، وكيف اختلفت تطبيقاتها بين دولة وأخرى ، فالعلمانية الانجليزية غير العلمانية الفرنسية . كما ان كثيرا من دول المهد العلماني تترك حرية المعتقد للأفراد ولا تتدخل في دينهم ما دام هو شأن يخصهم كذوات حرة ولها القدرة على الاختيار .
والعلمانية حسب المعاجم العربية هي العالمية أي الكونية وقد تخففت من ثقل النطق وصارت علمانية ، وبهذا النحو يرى علي حرب أن الاسلام عالمي أي علماني ، وهو نفس الرأي الذي ذهب اليه محمد اركون . والخلط بين العلمانية والالحاد هو فقر في الفهم والقراءة والاحاطة . فالالحاد قديم قدم الانسان والعلمانية فكر حديث ، هو موقف ومنهج في البحث وليس عقيدة كما الالحاد الذي يعتبر عقيدة انكار وجحود .
هكذا أفهم العلمانية حسب قراءاتي المتواضعة وتتبعي البسيط لنشوء العلمانية ، دون الصاق الترجمة الحرفية للسيكولوم "Seculum" بالدهر ؛ حسب شرح جمال الدين الفغاني كما يورد ذلك عزمي بشارة .
المرجع
*****
5- Wekipedia ....Secularism



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الدلالة
- البحث عن الغائب الحاضر-12- رواية
- تذكرة السيرك
- ليس دفاعا عن العلمانية
- عاشق الفوضى
- عرق الريح.......
- الخوف من انبعاث الحضارة العربية ثانية
- البحث عن الحاضر الغائب -11- رواية
- ابتسمي
- هاري كريشنا
- المغرب وعلامات استفهام كبرى وعديدة
- البحث عن الغائب الحاضر -10-رواية
- سليل النار
- رعشات تائه
- البحث عن الغائب الحاضر -9-رواية
- السلطة الرابعة ...السلطة الأولى -1-
- التفكير بالدين والتفكير في الدين
- روسيا تنتصر
- البحث عن الغائب الحاضر -8- رواية
- أنت الصباح


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - ليس دفاعا عن العلمانية -2-