أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً لها ؟ ( فكرة الجنة والنار )















المزيد.....

خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً لها ؟ ( فكرة الجنة والنار )


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 00:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتأمل احدنا ماضيه فيبدأ بنفخ الحسرات عليه ويلعن الحاضر بمآسيه التي يحملها له والهموم التي اخذت تتراكم عليه يوماً بعد يوم دون محاولة الوقوف ليتأمل ويفكر في السبب الذي صار فيه الماضي اجمل , وبدلاً من التفكير بالسبب أخذ يلعن ويسب في الشعوب التي فكّرت وتطورّت ومن ثم تفوقت عليه فصار يتمنى الموت لها ويدعو الله بأن يخسف الأرض بهم والخ ... من هذه الأدعية التي قدره الله عليها !!.
فمن أين جائت فكرة الدعاء والبغضاء والكره هذا ؟ هل هي في جيناتنا الموروثة التي سرت ولا تزال في عروقنا منذ القِدم ؟
ولماذا نحن دون غيرنا من الشعوب ؟

تدور بنا عجلة الحياة ونحن ساكنون لا نبرح اماكننا فنكون في حالة من التخلف عن دورتها وحركتها المستمرة , ولهذا السبب لا يمكننا أن نقول بأننا ساكنون بل متخلفون أمام حركة الحياة وتطورها , نتأمل بالقديم ونتمناه ونحاول تكرار الماضي ولكن بطريقة تأخرت قرون عن الحاضر , فصار حاضرنا اتعس من ماضينا وأصبحنا بحالة من التمني لعودة ذلك الماضي فنُعيد الماضي ونكررأخطائه دون ان نتجنبه ولا ينتابنا الخجل من تكرار نفس الخطأ مستندين على تعاليم هي مطلقة لدينا ولا غبار عليها بتصورنا, فنكرر بنفس الصيغة والأسلوب دون ان نضيف للماضي شيئاً لأننا نُبجل هذا الموروث واعتبرنا اجدادنا قدوةً لنا رغم فارق القرون , فبدلاً من الألتفات للحاضر الذي سيلد لنا المستقبل والسعادة , وقفنا على اطلال ماضينا نبكي ونتحسر على فقدانه ونسينا حاضرنا الذي به سنبني مستقبلنا , ومن ثم صرنا نولول ونلعن حظنا ونقول ليت الزمان يعود يوماً وتعود فيه أيامنا الجميلة , أو نقرأ مثلاً على شاشات التلفاز المخصصة للأفلام القديمة ( أفلام الزمن الجميل ) !! ,ولكنه كان جميلاً بنظرنا فقط لأن حاضرنا صار تعيساً , فكيف صار ماضينا اجمل من حاضرنا ؟

الخــــوف
*********
روضت مجتمعاتنا الأنسان على الخوف منذ طفولته فترسخ في عقل الآباء ليورثوه لأبنائهم ليكون ملازماً لهم طوال حياتهم فاقتنع بفكرة واحدة وصارت مطلقة لديه ليملىء بها ثغرات نقصه في ما لم يفهمه من حقيقة الحياة .
عندما يكون الأنسان بحالة من الخوف نطلق عليه كلمة جبان , هي كلمة منبوذة اجتماعيا , والأحساس بهذا النبذ سيشعر به صاحبه دوما بمحيطه ومن ثم ينغرس بلا وعيه دون ان يدركه , بداية شعور الأنسان بالخوف أحاطت به منذ ان نشأ وترعرع على فكرة العقاب الذي ينتظره وما يلحقها من نار تحرق جسده وتحيله الى رماد ومن ثم يحيه الله مرة ثانية ويُحرق وهكذا الى ما لا نهاية فتحول خوفه الى فوبيا قاتلة لأي ابداع له وصار لا يخجل بل ويعترف متفاخراً بأنه يخاف من النار وهنا تبدأ رحلة عبوديته بعد أن ربط ايمانه بالعقاب فهو لا يمتنع من ممارسة الأخطاء الا خوفا وقهراً وليس عن قناعة حقيقية نابعة من ذاته , طريقة التفكير هذه زرعت في داخله الرعب دوماً وحصرت تفكيره بقالب حدده له الدين , أنشغل فكره بقضية العقاب ومن ثم ترك الخطر الحقيقي الذي قتل حاضره ومن ثم هدد مستقبله بالفناء .

الطمــــــع
*********
اصبح التفكير في المادة هو هدفنا وصرنا نعيش لأجلها ونعترف بل ونفختربأنفسنا كوننا طمّاعين باسلوب غير مباشر بعد ان قمنا بالتلاعب باللفظ باستبدال المعاني وفق المألوف الذي سرنا عليه حين استبدلنا مفهوم الطمع الى طموح ,( انا اطمع بالجنة تعني لنا انا اطمح بها ) أو احيانا نفتخر بأننا نطمع بالجنة لأنه يمثل لنا ايمان مشرّع ومن ضمن تعاليمنا فاختلطت المفاهيم وضاعت بالتعاليم التي ورثناها , شيء مقابل شيء لا يوجد شيء اسمه " لله ", مقابل طاعتي وعبادتي تنتظرني الجنة , فمصلحة المؤمن صارت له فوق كل اعتبار, وعبادته هي مصلحة حتمية دون أي قناعة منه ودون أي مبدأ ولا أي فلسفة تخصهُ , امتناعه عن الأخطاء لم ينبع من ذاته بل طمعاً بالجنة الموعودة .
الطموح هنا صار مزيف وبعيد كل البعد عن معناه الحقيقي والذي يُعنى بحياةٍ افضل , بمعنى اننا سنشعر بالسعادة الحقيقية في هذه الحياة , ولكن السعادة هنا الأطمئنان والقناعة الكاملة وعدم التذمّر من الواقع مهما تردّت أوضاعه , هذا هو سر سعادته المزيفة , وكلما ازداد قناعة بأوهامه ازداد يقيناً بأنه الأفضل , وهكذا يدور بدوامته التي افرغت حياته من معناها ليستقر وعيه في الهاوية التي اختارها له المحيط , هنا طموحه تحوّل الى طمع بالحياة ما بعد الموت فركّز على فكرة موته والجنة , وبدأ بالتلاعب باللفظ وبأفعاله فحوّر المعاني على هواه وعكس بها حالة التخبط التي يعيشها كونه مجبر دون قناعة ومؤمن دون شك وغُرِستْ في داخله فكرة واحدة وعليه ان يعمل ما هو مطلوب منه ومن ثم ينتظر المكافأة , وأن فكّر وانتابته الشكوك عوقب بالنار, حياته اصبحت معدومة دون اي محاولة له للأجتهاد والتغيير .
الأدهى من هذا يكون الدافع هو الخوف , بمعنى انه صار بحالة من الطمع والخوف , فصار انساناً طماعاً وجباناً ومحرّفاً في اللفظ ايضاً , أي مشوّه , تحريف اللفظ اصبح سلوكاً اجتماعياً مألوفاُ , وتغييرالمعنى صارعادة للذين حرّف الموروث لهم عقولهم والمعاني الحقيقية للألفاظ , فشتان بين اطماع الأنسان والطموح , طمع الأنسان بالحياة ما بعد الممات سلبه طموحه بحياته بعد ان سيطرت فكرة حياته بعد موته وشلّت تفكيره وشكلّت له هاجساً مرعباً لقرون عديدة وهدفاَ يتصوره من اجمل اهدافه وأكثرها حقيقية , بعد ان صار يتغنّى بهذه القناعة المميتة ويسعى اليها , ضيق البصيرة وقصر النظر هذا وشلل الأفكار تلك صارتا تسرحان بدمه لتشكلان له احدى اكبر اسباب تدهوره , تقديس الموت واحترامه صار سلوكاً يفتخر به فيكون بحال من الترقب دوما له وانتظاره , فمات شعوره بالحياة وصار بحال من السكون والموت في لحظات الحياة التي هي من اروع واجمل ما في الوجود , تفكيره اصبح مهزوماً ومغموراً بالموت بعد ان صارَ موته افضل من حياته التي اصبحت مجرد تكراراً للتكرار فانعدمت فائدتها أي بمعنى الموت المبكر والرغبة بالحياة ما بعد الحياة الحقيقية , فسكن على أمل موته باستثناء تلبيتة لغرائزه , هي مهزلة كبيرة لا يستطيع ادراكها الأنسان الذي فقد اهم مقوماته الحقيقية وهي التفكير .
انتظار المكافأة ستلغي القناعة الحقيقية بحب الأنسان لأخيه الأنسان ومن ثم هو مجبر على عمل الخير وليس لضميره الحي , فالضمير مات منذ ان أُجبِرالأنسان على حب اخيه الإنسان فابتعد بذلك عن انسانيته .
امتناعه عن الأخطاء لم ينبع من ذاته بل طمعاً بالجنة الموعودة , وهذا أثر ونتيجة جنيناها
من واحدة من تعاليم اعتبرناها مطلقة وغير قابلة للنقاش وهي فكرة الجنة والنار.


ابداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا .... بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت المرأة في انتخابات العراق عورة , تحت وصاية الرجل وحكم -- ...
- نحن لا نحب الله
- سرقة من تحت الحجاب
- قتلها بهيمنته وقتلته بسكينها ... فهل هي القاتلة ام هي المقتو ...
- حواء من ضلع آدم أم آدم من رحم حواء / اسباب دونية المرأة
- أفكار في قضية المرأة ( من هو المسؤول عن تردّي أوضاع النساء )
- الدين والشريعة لا تهذب الأنسان ولا تعلمه الأخلاق
- متى ستحتفل المرأة العربية بعيدها
- أفكار في قضية المرأة --- علاقة الأضطهاد والقمع بأبداع المرأة ...
- كم نحن بحاجة لغسل عار العقول
- لا يخلو رجل بامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما
- ردا على مقال الزميل نعيم ايليا ( في رحاب المطلق )
- تأملات طفلة في مجتمع عربي
- تنهدات امرأة (6)
- لنكشف المستور عن مجتمعنا
- أعز ما تملكه المرأة
- مجتمعنا والجنس
- لا لحجاب الصغيرات (أنهم يشوهون أطفالنا)
- لنرفع القناع عن الحضارة الذكورية ومفهوم الشرف فيها
- تنهدات ( صرخة امرأة بعد صمت طويل )


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً لها ؟ ( فكرة الجنة والنار )