أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - مفهوم الله في الاديان والثقافات العالمية المختلفة















المزيد.....



مفهوم الله في الاديان والثقافات العالمية المختلفة


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 18:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مفهوم الله في الديانات والثقافات العالمية المختلفة
كشف العقل البشري في القديم عن وجود الله عن طريق المخلوقات التي لا بُد لها من خالق أظهرها للوجود. فالمخلوقات كانت العلامة والرمز لحقيقة الله. ويعتبر الانسان الموّكل من جميع المخلوقات، بالكشف عن الله وعن سرّه، وإزالة الغموض عنه وعن وجوده وعن علاقته بالكون والكائنات. ولذلك عندما أراد الانسان التعرّف على الله، كان طريقه الى ذلك، الطبيعة وكل الأشياء التي تراها العين المجرّدة، كالشمس والقمر والنجوم والكواكب والأرض والبحر والصاعقة والنار، فبدأ يعبدها، ويُسمّيها بالآلهة. ولم تكن هذه سوى تأليها لحقائق وقوى كوّنية، خاف منها، فألهّها وصنع لها تماثيل وصور وقدم لها قرابين وهدايا مختلفة.
فالانسان ميال إذا بغريزته الى أن يكون صاحب ديانة مُقرا بكمالات الله وأكثر الحقائق الدينية، وبعبادته لله وبتقديمه القرابين والذبائح للعزة الآلهية على اختلاف ثقافته وأصوله وفي كل زمان ومكان. ويؤكد علماء الاجتماع بوجود الاحساس الفطري لوجود قوة كونية لأسباب عديدة منها الوعي بالموت والخوف منه وعدم معرفة سببه وعدم القدرة أو السيطرة عليه. والسبب الآخر عجز الإنسان عن السيطرة على قوى الطبيعة مثل العواصف والفيضانات والزلازل والبراكين والجبال والمرتفعات والصخور الضخمة وحتى الحيوانات السريعة والقوية كالأسود والنمور والفيلة والحيّايا والثعابين والزواحف، التى كانت تدمر وتقتل بلا رحمة ولامبالاة. فقرّب الناس القرابين لها، وأقاموا الطقوس لعبادتها بإعتبارها آلهة.
وقد تكون للاحلام أيضا دور مهمّ في تكوين فكرة الماورائيات وخلق فكرة الايمان بالله وبالدين وبالآخرة، ولاسيّما بعد الموت، عندما رأى الإنسان البدائي أعزاءه المتوفين في أحلامه، فكان تفسيره الأول هو حياة هؤلاء في العالم الآخر. فالماورائيات كانت السبب المهم في تحريك الفكر البشري في انشاء المذاهب الفكرية والدينية وعبادة القوى المجرّدة. وكان لابد لهذا العالم الآخر من آلهة تسيطر عليه وتدعو اليه وتنظمه. فكان الايمان بالطبيعة وبما فوق الطبيعة (الميتافيزيقيا) وبالحياة الحاضرة و(الآخرة) أو الحياة الأبدية، وبالتالي الجنة والجحيم.
فالايمان بالله الذي هو (الحقيقة المطلقة)، كان ولا يزال ضرورة مرتبطة بوجود الانسان ومستقبله وسعادته وهناءه بالاضافة الى ارتباطه بمصيره الاواخري. ولم يكن مفهوم الله كما يظن البعض، محور دين واحد أو مجموعة معينة من الأديان، ولكنه محور كل دين. إذ يدور جوهر كل دين تقريبا حول الله الذي يُسمى بمسميّات متعدّدة. ويؤكد علماء الاجتماع على أن البشر جميعهم جاهدوا جهادا حسنا في سبيل العثور على الله في كل الأوقات، وللأطياف البشرية قصص وحكايات لا نهاية لها عن الآلهة وعن كيفية البحث عنها أو عنه. وكانت الشعوب ترى آلهتها ومعبوداتها رؤية ذاتية خاصة بها. لأن التباين العقلي والعاطفي بين الناس أثر على تصوّرهم لآلهتهم وشكلها وعددها وميزتها وقربها أو بعدها عنهم.
ومما يثير الدهشة، أن الديانات كان لها دورها الفعال في إقامة الحضارات والفنون وفي غرس الفضائل والأخلاق، كما في مصر الفرعونية وفي سومر وآشور(بين النهرين) وفي فينيقيا(لبنان) والحيثيّين والأسكندنافيّين والأغريق والبابليين والهنود والفرس والعرب. ولأنه من الثوابت العالمية التي لا نقاش فيها، أن العالم القديم والمتحضر، يحتاج الى نوع من القيّم والأخلاق التي لابد منها في أي ثقافة أو حضارة حيّة ومتطورة. والتي تعدّ ضروية للأفراد والمجتمعات، لولاها لما كان لدينا اليوم حضارة قائمة ولا ثقافة حيّة، كما قال الملحد الفرنسي الكبير (فولتير):"اذا ساْلنا زرادشت وصولون وسقراط وشيشرون نجدهم قد عبدوا سيّدا وقاضيا وأباً. فهذه العبارة ضرورية للانسان، وهي للألفة رباط مقدس وللعدل أساس وطيد وللشر لجام كابح وللخير رجاء صالح ولو لم يكن هذا الأله موجوداً لدعت الضرورة الى ان يُختَرَع وجوده".
فلو رجعنا للانسان القديم لوجدناه يمارس نوعا من الشريعة الطبيعية، فيه حُب للاستطلاع وميل يشعر به منذ الصغر، يجد في باطنه ميلا ًيقوده الى الخير ويشعر بقلق اذا ما أقدم على الغش. فقوانين تلك الشريعة كانت تبُعده عن إرتكاب المعاصي وعن الاعتداء على حقوق أخيه الأنسان. ويؤكد علم الآثار اليوم أن الشعوب البدائية كانت متديّنة جدا، بدليل الأنصاب والرسوم الدينية والمقابر والتعاويذ التي تركتها، وكما قال أحد الفلاسفة:"قد توجد مدن لا بيوت فيها ولا حصون لها، ولكن ليس هناك من مدينة بدون بيوت للعبادة"، أو كما قال الفيلسوف شيشرون:"ليس من أمة مهما توغلت في التوحش، إلا ولها إله تعبده حتى ولو جهلت من تعبده".
ولعل هذا ما يدعونا الى الأستنتاج بوجود دليل على وجود الايمان بالله وبممارسة العقائد الدينية منذ بدايات الأنسانية، اما في الحيوانات فلا يوجد أي اثر لديانة ما أو عبادة لأله او بناء مذبح أو مقبرة لموتاهم ولا حتى بين أذكى الحيوانات وهي القرود. كما ذهب هيغل قائلا:"أن الأنسان وحده هو الذي يمكن أن يكون له دين، وان الحيوانات تفتقر الى الدين مقدار ما تفتقر الى القانون والأخلاق". فمنذ وجود الأنسان في الغابة حاول أن يُفسر ما يجري حوله من حركات الطبيعة وظواهرها الغامضة التي لم تكن لديه القدرة على التأثير فيها فافترض وجود قوى خفية تُحرّك هذه الظواهر ومن هنا بدأت الفكرة الأولى للديانة والشوق الأول الى المعرفة والتطلع الجديّ الى المجهول. وحسبنا أن نقلب صفحات الحضارات القديمة، فنرى وجه الدين مطبوعا في كل المجالات الفكرية والفنية والغنائية والموسيقية.
ومن الجدير بالاشارة، ان تعلم الانسان الكتابة والتدوين يُعد وبحق من أهم المراحل في تاريخه، التي ميّزت تحصيله على القدرة المتزايدة من الفهم والتعبير، عن نفسه وعن كل ما حواليه من الحياة الطبيعية والكائنات الحيّة التي تشاركه الحياة على الأرض. فعَبّر عن هذه الأشياء برسوم على جدران الكهوف والرقيّمات الطينية والحجرية. واما ضرورة الدين فهي لرفع الانسان عن الأثم والعدوان ولكي يُعينه في أوقات القلق والشدة والحرب والحزن والموت، وبزرع الأمل فيه وبإعطائه نظرة ايجابية ومتفائلة للحياة، على الرغم من الصعوبات والآلام والشرور. ولكي يؤسس فعلا أخلاقيا سرمديّا، يكون قاعدة عامة للسلوك، تُطبق على الجميع من دون ما تمييز. ويسمى هذا السلوك بالقاعدة الذهبية التي لها حضور قويّ في كل الأديان وتُعدّ الركن الأساسي في كل دين:"وعاملوا الناس مثلما تريدون أن يعاملوكم".
فالبشرية إذا آمنت بوجود الله منذ القديم ولكن بطرق مختلفة وبأسماء متعددة. فمنهم من سماه الله أو يهوه أو ايلوهيم أو المطلق أوالحقيقة المطلقة أو الكائن أو الموجود أو المعلوم أو يسوع أو البراهما أو الكريشنا أو الباباجي أو ثيوس أو ديوس أو آدوناي أو إيل أو الطاو أو كوريوس أو دومينوس أو ثور أو (ذلك الآخر). وكلّ هذه الأسماء إنما هي للخالق الواحد الذي لا إله الا هو، الكلي القدرة والكلي المعرفة. يتكلم مع الجميع بلغة يفهمونها إذ يتكلم بكل اللغات.
وكانت الديانة الهندوسية، الاقدم بين الديانات التي تكلمت عن الله ولكن بنظرة هرّمية بدائية غامضة. إذ تتفاوت القوّة الألهية فيها من إله الى إله. وقد تبدو لدارسي الهندوسية لأول وهلة وكأنها ديانة غارقة في التناقضات، إلا أن الحقيقة ليست كما تبدو للمتعمّقين في مفهوم الله. فالهندوسية تؤمن بالتوحيد بطريقتها الخاصة، إذ لا يوجد توحيد بالمعنى الحرفي الدقيق كما في اليهودية والاسلام. ولكن نستطيع القول أن الهندوسية تقف في حالة الوسط بين الديانات الوثنية والديانات التوحيدية. إذ يعبد الهندوس كل إله من الآلهة بكل جوارحهم ويخاطبونه كأنه رب الأرباب ويحسبونه إلههم الأعلى الذي لا إله غيره. وتؤمن الهندوسية ايضا بنوع من التثليث الذي يُسيطر على الكون والذي يتكون من البراهمان الخالق وفشنو الحافظ وشيفا المُدّمر المُهلك والذي يتجسّد في شخصية كريشنا ويأتي بمغامرات البطولة والغرام ويصنع المعجزات للبشر ولا يزال يتفقد شؤونهم من السماء العالية بعد موته وقيامته من بين الأموات. وتؤمن الهندوسية أيضا بالالآف بل بالملايين من الآلهة الصغيرة الى جانب الثالوث الأقدس. علما أن الأله فيشنو يتجسّد في الحيوانات المختلفة كالفيلة والأفاعي والتماسيح والببغاوات والفئران والأبقار والمواشي.
وتحكي الملاحم الهندوسية عن آلهة عديدة يُسمونها ديفاس للذكور أو ديفيس للآلهة الآناث وهي في الحقيقة صفات تجسّدية للأله الواحد في الكائنات الحية والنباتات والأحجار وحتى في المواد الجامدة. وهناك آلهة كبار وآلهة صغار تختلف قوّتها وقدراتها الآلهية بحسب موقعها وغاية وجودها. وأما فيشنو وشيفا فهما ماهاديفاس(آلهة كبار) بسبب أهميتهم المركزية في العبادة والاسلوب الملحمي الذي يتكلم عنهم. وآلهة اخرى مثل أفاتاراس وراما وكريشنا.
ويعبد الهندوس الله من خلال التصوير والرقص والموسيقى والتأمل والتماثيل، وذلك لتمجيد قوّة الله وإظهار جلاله من خلال رموز مرئية وملموسة وهي تصبح أداة بين الله وعباده. ولا يمانع التعليم العقائدي للهندوس من تصوير الله لأن الله في نظرهم يحلّ في كل شىء وهو في كل مكان. إلا أن بعض الطوائف الهندوسية الآرية (ساماج) لا تؤمن باستعمال الصوّر والتماثيل للتعبير عن الله وعبادته من خلالها، فالصور والتماثيل تبعد الانسان عن العبادة الحقيقية لله.
وتعلم بعض المذاهب الهندوسية مثل فانيشنافيسم وسمارتيسم، بأن الله يزور العالم بتجسّدات إنسانية لمساعدة البشر في حلّ مشاكلهم المستعصّية في الحياة ولتنوير دروبهم الأخلاقية والروحية وهذا ما يُسمى(موشكا). وأما التجسّدات الآلهية الانسانية فتدعى (أفاتارا)، الذي يشبه الى حد كبير التجسّد الألهي في يسوع المسيح، مع الفرق في أن التجسد في المسيحية قد تم مرة واحدة فقط وأما في الهندوسية فالأفاتاراس تتم مرات عديدة في التاريخ البشري وتستمر الى نهاية العالم.
ولكي نفهم مفهوم الهندوسية عن الله لابد من توضيح الجذور الهندوسية والعقائدية عن مفهوم الله والألوهة. إذ تؤمن الهندوسية بالله الكوني الخالق والمطلق وهو براهما، الكائن الأعلى الذي تتطابق صفاته مع صفات الله في الأديان التوحيدية. يُعبد بطرق مختلفة وبأشكال متعددة. ويُمثله آلهة أصغر مثل الأله فيشنو وشيفا وشاكتي ولاكشمي وساراسفاتي. وتؤمن الهندوسية ايضا بعدد كبير من الآلهة معتمدة على العناصر الطبيعية الخمسة أولا، ثم على كل الأشياء المتعلقة بهذه العناصر. فجعلت من كل عنصر الها يعبده الناس، مثل الشمس والأرض والنار والريح والماء والسماء والمطر والحيوانات والنباتات. وتؤمن الهندوسية كذلك بعدد كبير من الآلهة، يؤلهونها وبعضها أقرب في طبيعته الى الملائكة وبعضها الآخر الى الشياطين. وهناك آلهة لكل موسم ولكل نوع من أنواع الكائنات الحيّة وغير الحيّة. فالشمس هي إله والأجرام السماوية آلهة والحيوانات والطيور آلهة يجب الخضوع لها وعبادتها. فالفيل مثلا هو ابن الأله شيفا.
وجدير بالاشارة أن ايمان الهندوسية بتعدّد الآلهة وبالثالوث المقدس(براهمان وفشنو وشيفا) الذي يرأس هذا التعدّد الألهي كان ضرورة قصوى بسبب الفوضى التي عمّت العالم ولتحقيق الحق والعدل. ويختزل الهندوس كل هذه الآلهة في ثلاثة آلهة أو في إله واحد ذو ثلاثة أقانيم أو معاونين: الاله براهمان: وهو الأله الخالق، لا هو مؤنث ولا هو مذكر، فالمعبود إذا خنثى، أي أنه يجمع بين التذكير والتانيث. وهو الخالق النزيه الذي لا ابتداء ولا انتهاء له، حرّ في خلقه أو هو الخالق والمخلوق، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء، مخيّر وغير مسيّر. وهو الأقنوم الأول من الثالوث الهندي المقدس أي أنه إله واحد في ثلاثة أقانيم: براهما وفيشنو وشيفا ولكل منهم مهمّة خاصة ولا يتدخلون بمهمّة بعضهم بعضا.
وتفسر العقائد الهندوسية الكتابية عملية الخلق من قبل براهمان الذي يخلق الكون من بذرة ذهبية أو من بيضة ذهبية. وأما دور الاله فيشنو: فهو الحفاظ على الخليقة ولذلك يُصوّر على هيئة انسان ويحتل موقعا مهمّا وخاصا جدا في الديانة الهندوسية. ولكن الاله شيفا: فهو إله القسوّة والدمار والفناء لكل أنواع الكائنات الحيّة وغير الحيّة.
يبدو مفهوم الله في الهندوسية غامضا ومرتبكا وخاصة للذين لا يتعمقون في عقائد وتفسيرات الكتب الهندوسية المقدسة. وأما الزرادشتية فهي في الحقيقة، الديانة الأولى التي أبدعت في تقديم الفلسفة الكاملة للحياة. إذ عرف مؤسسها زرادشت بكونه الفيلسوف الذي لم يُفرّق بين الديانة والحياة. فإذا أخذنا اسم الله (أهورامزدا) وحللناه فسوف نجد أن الإسم هو مركب من (أهورا) وهو أسم مذكر في الفارسية القديمة ويعني (الحياة). والاسم الثاني(مازدا)، ويعني الحكمة السامية أو العظيمة وهو أسم مؤنث. والمعنى الكامل للأسم هو(الواهب العظيم للحكمة والحياة) أو كما يترجمه معظم الباحثين (أهورامزدا ـ رب الحكمة والحياة). وهو اله واحد مطلق. وباستعمال الأسم المركب من المذكر والمؤنث معا يعني أن الله في الحقيقة هو كائن مطلق، لا يُمكن تحديد جنسه أو حصره في جنس واحد. وإكراما لهذا المفهوم لأله النور الفارسي، يُقال بأن نوعا من المصابيح سُميّت(مازدا). وكذلك السيارات اليابانية التي تسمى (مازدا) فإن صانعيها قصدوا بتسميّتها (السيارات الحكيمة). وأما أهريمان فهو الإله الباطل، رب الخراب والشرّ، واقف بالمرصاد لكل الأعمال الخيّرة التي يقوم بها أهورامازدا. وصراعه مع الخير والنور هو صراع الموت مع الحياة.
الله هو إله الرحمة والحكمة والخالق لكل شىء حسن في العالم وهو ليس مسؤولا عن الشرّ الموجود في العالم. وأما الشرّ فهو من صنع إله الشر أهريمان وهذا لا يعني وجود أكثر من إله، لأن العالم مُنقسم الى عالم النور وعالم الظلمة، عالم الخير وعالم الشر، عالم الفوق وعالم التحت. إلا أن هناك صراع أبدي بينهما، ينتهي هذا بفوز النور على الظلمة، والخير على الشر، وفوز (أهورمزدا) وأعوانه وملائكته على(أهريمان) وأعوانه وشياطينه.
خلق أهورمزدا، أرواحا طيّبة تحت سيطرته يوجهها كيف ما يشاء نحو الخير، وذلك لنشر النور والرحمة والسلام في العالم وهو لا يقف وحيدا ليدبر أمور الكون، بل يستعين بهذه الأرواح التي تسمى بالملائكة. وخلق أهريمان ايضا أرواحا تدور في فلكه وتخضع لسيطرته لنشر الظلمة والشرّ في العالم ويتحكمون في الجحيم تحت الأرض وتسمى هذه الكائنات الأميشاسبندات.
ويدل مفهوم الزرادشتية بصورة واضحة وجلية على التوحيد إذ أن أهورامزدا هو واحد مطلق وقديم وأزلي، لانهاية لحكمه ولا يمكن أن تدركه عين، موجود في كل مكان، عالم بالغيب وقدير على كل شىء، رحمان رحيم لا حد لعدله ورحمته ولا يقوى على تصوّره خيال إنسان ولا يمكن إدراك حقيقته لم يلد ولم يولد ولا يمكن تحديد جنسه. وتؤمن الزرادشتية كذلك على أن الشمس والنار هما رمزان مهمّان لأهورامزدا، فالشمس هي روحه وهي المبدأ الأول لكونها توزع الخير بالتساوي على الجميع، والنار هي القوة المُطهّرة التي لا يمكن أن تزول أو تفسد وفيها خير كثير للناس.
ويتميز تعلم الزرادشتية بالنسبة الى النفس البشرية بكونه التعليم الأقدم والأصفى عن الصراع بين الخير والشر إذ تؤكد الزرادشتية على وجود حرب داخلية في كل شخص لأختيار الخير ولنبذ الشر ولكن الشيطان يوسوس دائما في أنفس البشر وعقولهم ويُحاول أن يُبعد الناس عن القرار الصحيح.
وبعد الجولة التي قطعها الإنسان بحثاً عن القدرة الأعلى والأسمى منه والذي سماه الله الخالق، إنتقل نقلة أخرى في تعقله للأله وفي تصوّره له. وحينما اطمأن عقله بوصوله الى هذه الغاية القصوى، بدأت عنده النزعة القلقة عن سرّه وحقيقته ومحاولة الاقتراب منه وازالة كل الحُجب عنه، فسماه (الله) أو الحقيقة المطلقة أو بأسماء مختلفة تختلف بحسب الثقافات والأماكن الجغرافية. فالله هو الخالق المتفرّد بالعظمة والجلال، والمُبدع للأشياء كلها وما فيها من أجناس وطبائع كما يوضحه بولس في رسالته الى أهل رومية:"لأن ما يُعرف عن الله بيّن لهم، فقد أبانه الله لهم. فمنذ خلق العالم لا يزال ما لا يظهر من صفاته، أي قدرته الآلهية وألوهته، ظاهرا للبصائر في مخلوقاته" روم 1/9 و 20. ويتجسّد هذا المفهوم في العهد القديم حيث يكشف الله عن ذاته: إلها خالقا ومخلصّا، يختار شعبه ويُقيم معه عهدا خلاصيّا أبديا ويكشف له عن أسمه ورسالته:"فقال موسى: ها أنا سائر إلى بني اسرائيل، فأقول لهم: إله آبائكم أرسلني إليكم. فإن قالوا لي ما اسمه؟ فقال الله لموسى: أنا هو الكائن. وقال: وكذا قل لبني اسرائيل الكائن أرسلني إليكم" خروج 3: 13ـ 14.
فالأسم الأول والمهّم جدا لله في الكتاب المقدس إذا هو (يهوه)، وهو أسم قديم له جذور عتيقة في التاريخ العبراني ويُذكر دائما عندما يتعلق الأمر بعلاقته بالانسان حيث يُذكر (6828) مرة في العهد القديم ومنها مثلا في سفر التكوين:"هكذا كان منشأ السماوات والأرض حين خُلقت يوم صنع الرب الأله الأرض والسماوات" "تك 2: 4" ويستخدم هذا الأسم عادة مع صفة، كأسم مركب (يهوشع) والذي يعني الله هو خلاصي، ومن هنا يأتي أسم طائفة (شهود يهوه) حيث يدّعون أن اسم الله الحقيقي والشخصي هو (يهوه – جهوفا). وكذلك اسم (هللويا) ويعني (سبّحوا الرب). وكذلك الأسم (إيل) الذي يُستخدم في العهد القديم (250) مرة، وإيلوهيم الذي له صيغة الجمع ويُذكر في العهد القديم (2570) مرة. وأسماء أخرى لله (كأدوناي ـ السيد) و(عمانوئيل ـ الله معنا) والله القوي (إيل شداي).
وكانت رحلة البحث عن الله في اليهودية والمسيحية من أمتع وأصعب الرحلات في تاريخ الانسانية، إذ لم يكن من السهل الإمساك بالخيط الأول من خيوط هذه الرحلة التي ابتدأت في شخص ابراهيم قبل 40 قرنا من الزمان، والتي توسعت تدريجيا وشملت عائلة(يعقوب ـ اسرائيل)، ثم توسعت أكثر لتشمل شعب اسرائيل، وتوسعت أكثر لتشمل سائر الشعوب البشرية لكي يعيش جميع الناس حياة النعمة البنوية الجديدة في شخص يسوع المسيح. إذ صار الله انسانا:"الكلمة صار بشرا وحلّ بيننا". أي أن الذات الآلهية حلت في اللحم والدم(الانسان ـ الإله ... الإله ـ الانسان). أو أن الله الواحد ـ الثالوث المقدس الأبدي، دخل في تاريخنا البشري بحريّته ومحبته ليتألم من أجلنا تعبيرا عن عهد الله من أجل الخطأة والمتألمين، وأصبح شخصا إلهيا إنسانيا كاملا في يسوع المسيح، جاء ليرفعنا معه في قيامته.
ففي العهد المسيحي قدمت المسيحية إحتراما شديدا لأسم الله، وإستخدمته بلياقة في العبادة والتسبيح، وهو أسم خاص لأنه يحمل حقيقة شخصه، ويتسم بسمة متميزة. وتقول المسيحية، أن الله ظهر شخصيّا في تاريخنا البشري في شخص يسوع المسيح، الذي قال عن نفسه:"أنا هو الطريق والحق والحياة" يوحنا 6/14. وهو(الله) الخالق، سيّد التاريخ والحياة، الكائن الشخصيّ المُحب، الذي يعتني بالإنسان كما يعتني بطيّور السماء وزنابق الحقل. جاء ليقترب من الانسان بثقة ومحبة، أظهر حبه للإنسان كما يظهر الأب لأبنه ويثق به ثقة الصديق لصديقه. ولهذا تدعوه المسيحية (أبا)، ولا تنحصر أبوّته في كونه خالقا، بل هو أب في علاقته بابنه الوحيد، منذ الأزل، ونعرف أبعاد هذه الأبوّة الآلهية من خلال الأبوّة البشرية.
فالله في المسيحية، هو على غرار العهد القديم، الأله الوحيد الذي له وحده يجب السجود:"يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الاولى والعظمى والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء" متى 22/36 ـ 40. ولكنه ليس إله القدرة والتسلط والانتقام وانما هو إله العطاء والمحبة الذي أحب البشر الى درجة أنه بذل ابنه الوحيد ذبيحة حيّة من أجلهم:"فانه هكذا أحب الله العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" يوحنا 3/ 16.
وتعتقد المسيحية بأن الله هو الأب الروحي لكل البشر، يترك التسعة والتسعين ويبحث عن الخروف الضائع:"هكذا يكون الفرح في السماء بخاطىء واحد يتوب أكثر من الفرح بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون الى التوبة". انجيل متي 18:12ـ 14. وقد تجسد في شخص المسيح يسوع ليُقيم في مؤمنيه: "إن أحبني أحد يحفظ كلمتي وإليه نأتي وعنده نجعل مقامنا" يوحنا 14 / 23. ويعني أن يُقيم هو فينا وأن نقيم نحن فيه، وأن يثبت هو فينا وأن نثبت نحن فيه. وقد جاء ليدعونا الى الكمال:"كونوا كاملين كما ان أباكم السماوي هو كامل" مت 5: 48 مع انه يعلم ضعفنا ومحدوديتنا، ويدعونا الى التشبه بمثال المحبة الذي أظهره لنا يسوع المسيح ببذل ذاته حتى الموت من أجلنا ومن أجل كل البشر.
فالعقيدة المسيحية عن الله عقيدة غامضة نوعا ما وخاصة في مفهوم الثالوث الأقدس: الآب خالق السماء والأرض، وكل ما يُرى وما لا يُرى، والابن(الكلمة) الذي إنبثق منه قبل كل الدهور، والروح القدس الذي ينبثق من الآب ويأخذ صورته من الآب والابن، متحدون في شركة واحدة، أحدهم مع الآخر وأحدهم في الآخر في وحدة واحدة في الجوهر. فالمسيح في هذا المفهوم ليس إلها آخر الى جانب الله ولا الروح القدس إله آخر الى جانب الله. وبسبب هذه الوحدة يقول التعليم المسيحي الجديد: "الآب كله في الإبن، وكله في الروح القدس. والإبن كله في الآب، وكله في الروح القدس. الروح القدس كله في الآب، وكله في الإبن".
والألفاض التي تستعملها الكنيسة(جوهر) أو (إقنوم)، هي ألفاض فلسفية لغرض شرح هذا السرّ الآلهي العميق ولكي يكون في الحدود البشرية. وعلمت الكنيسة هذه الفكرة اللاهوتية من خلال مجماعها وجامعاتها ومنابر كنائسها وقدّمتها للفكر الإنساني قائلة: إننا المسيحيون لا نعترف بثلاثة آلهة، بل بإله واحد في ثلاثة أقانيم، ويؤكد الإيمان الكاثوليكي على هذا المفهوم:"عبادة إله واحد في الثالوث، والثالوث في الوحدة، بغير خلط للأقانيم، وبغير تقسيم للجوهر: إذ إن للآب أقنومه، وللأبن أقنومه، وللروح القدس أقنومه، ولكن للآب والابن والروح القدس الألوهة واحدة، والمجد واحد، والسيادة واحدة في أزليتها".
وهناك شواهد عديدة في الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس ومنها ما قاله الإنجيلي يوحنا:"وشهد يوحنا قائلا اني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" يوحنا 1/ 32 ـ 33.
وكذلك حينما يتكلم عن الآب والإبن وعن وحدتهما:"الآب يعرفني، وأنا أعرف الآب ... إن الآب فيّ، وأنا في الآب" يوحنا 10/ 15 و 30 . وفي قوله لأحد تلاميذه الذين يودّون رؤية الآب يقول يسوع:"من رآني فقد رأى الآب" يوحنا 14/ 9. وعن الروح القدس يقول يسوع: إن الله مُستعد أن يُعطي الروح: "فان كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيّدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه" لوقا 11/ 13.
وأود ان أشير هنا إلى أن عقيدة التثليث تسمو فوق الإدراك البشري ولا يُمكن للانسان أن يُدركها بعقله المحدود بالنسبة الى الله، لان التثليث كعقيدة ليست وليدة التفكير البشري بل هي إعلان إلهي قدمه الوحيّ المقدس، ويدعمه الإختبار المسيحي من خلال أعمال وأقوال يسوع المسيح والرسل وشروحات آباء الكنيسة الأوائل. وفي سبيل قبول هذه العقيدة واعتناقها لابد من قبول المسيح ربا وإلها ولا بُد من الإختبار العميق للحياة المسيحية وإلا تبدو العقيدة غامضة وعسيرة على الفهم والقبول.
فالايمان بالتثليث في المسيحية هو الايمان بالتوحيد الخالص كما جاء في دستور الايمان في مجمع نيقية(اؤمن بالاله الواحد) الذي يُردّده كل مسيحي من يوم عماده الى يوم انتقاله من هذه الحياة. والتثليث في التعاليم المسيحية في مختلف عقائدها، إنما هو كشف انجيلي لسر الله ولحياته في ذاته. ولذلك تؤمن المسيحية بأن الظهور الآلهي بلغ ذروته في شخص المسيح يسوع وفي سر التثليث المقدس بالتحديد، وهذا ما كشفت عنه الأناجيل بعد أن مر الكشف سرّا محجوبا عن البشر لقرون وأجيال عديدة.
إذا أن الثالوث الأقدس المسيحي هو الآب والإبن والروح القدس في وحدة لا تنقسم ولا تنفصل. والحياة المسيحية بمجّملها تستند الى محبة الله الآب التي ظهرت بالإبن(يسوع) وفي الروح القدس المحي والمعزي. ويرتكز إيمان الكنيسة من هذا المنطلق في الله(جوهر واحد بثلاثة أقانيم)، ثالوث في وحدة ضمن الجوهر الآلهي الواحد. وفي المسيح طبيعتان(إلهية وانسانية)، متحدتان جوهريا في إقنوم الكلمة الآلهي(يسوع المسيح). وتؤمن الكنيسة أن التثليث لا يُنقص شيئا من فكرة التوّحيد التوراتية لا بل تؤكده دائما في البسّملة قبل كل صلاة(بسم الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد آمين). وهي صفات الأبوّة والبنوّة والحياة القدسيّة في ذات الله الواحدة.
فالايمان بالثالوث الاقدس لا ينطلق من النظرة الفلسفية في الذات الآلهية بقدر ما ينطلق من الوحي الآلهي لذاته وسرّه في تاريخ الخلاص المسيحاني، الذي أوحى بنفسه أبا يخلق ويُخلص بكلمته وروحه. وعرفناه عن قرب، وذلك بمجىء ابنه الوحيد في قوله في انجيل متى:"في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: أحمدك ايها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للاطفال نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرّة أمامك كل شيء قد دفع الي من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له". متى 11/ 25 ـ 30.
وتؤمن الكنيسة انطلاقا من مفهوم الكتاب المقدس إن الله قد ظهر ظهورا نهائيا في شخص يسوع وأوحى الوحي الأخير في حياة يسوع وأعماله وأقواله. ويتكلم المؤمن المسيحي من خلال يسوع عن الآب. لأنه الكلمة الذي كان منذ البدء لدى الله، به كوّن كل شىء وبدونه لم يكن شىء مما كوّن، فيه كانت الحياة لكونه ابن الله الوحيد الممتلىء من مجد الله، وقد شاهدنا مجده، مجدا من الآب لابنه الوحيد الممتلىء نعمة وحقا. ففي الابن يُمكننا رؤية الآب:((من رآني فقد رأى الآب))، والابن هو إذا صورة الآب والروح القدس هو صورة الابن.
يُشبّه آباء الكنيسة من القرون الاولى، الثالوث الاقدس بالانسان من حيث ذاته وعقله وروحه ومع ذلك هو شخص واحد. والشمس أيضا تشبيه آخر للثالوث الأقدس، الشمس وشعاعها ونورها وهي مع ذلك شمس واحدة. وكما أن الشمس لا تأتي الينا كلها، بل فقط بشعاعها ونورها، كذلك الله الآب يأتي الينا بإبنه وروحه فقط.
وقد جاء الاسلام في مفهوم الله كنظرة تصحيحية في رايه إذ أكد الاسلام منذ نشوءه على وحدانية الله ولذلك فإن الايمان الاسلامي يدور كله حول الله. واسم (الله) هو آرامي وعربي، ويستخدم بالصيغة نفسها في المسيحية الشرقية، وفي بعض الطوائف اليهودية الشرقية كالسفردية والمزراهية. ولا يختلف مفهوم التوحيد الاسلامي مع التوحيد اليهودي إلا في بعض المفردات والاسماء الإلهية. ولله في الاسلام (99) إسما وهي في الحقيقة صفات اله، في معظمها كما جاء في القرآن الكريم:"وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"سورة الاعراف 7: 180. ويتكلم ثُلث القرآن الكريم تقريبا عن الله وعلاقته بالخليقة وتعاليمه وصفاته. بيد أن كل سورة من سور القرآن تبدأ بالبسملة:(باسم الله الرحمن الرحيم) وان صفاته الجوهرية هي الرحمة والقوة والحكمة وغايته الأساسية هي هداية الناس ونشر الحق والعدالة بينهم. ولا يعترف القرآن الكريم بفكرة التثليث وفكرة تجسد المسيح. ومع ذلك يُعلم بأن إله الاسلام والمسيحية واليهودية هو إله واحد:"وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" العنكبوت 29: 46". ويُكافىء الله الأبرار مكافأة عظيمة. ويُدين الأشرار دينونة مُخيفة يذوقون نارا وسعيرا تحرق أجسادهم وتأكل أعضاءهم. ولكنه الرحمن الرحيم الذي يغفر التائب إذا تاب.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص الخلق في الديانات والثقافات المختلفة
- حقائق كونية فلكية
- الجاذبية الثقالية: سبب الوجود والاستقرار في الكون العملاق
- شجرة الحياة: رموزها ومعانيها ودلالاتها اللاهوتية
- المجرات: جزر كونية في الفضاء العملاق
- كيف ولدت التقاويم
- البهائية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الطاوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الديانة السيخية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الجاينية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الكونفوشيوسية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الشنتوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- البوذية: المنشأ والجذور والعقائد الروحة
- الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (ج 2)
- الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (الجزء الثاني)
- الإسلام:المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الاول)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثالث)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثاني)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الدينية(الجزء الاول)
- اليهودية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - مفهوم الله في الاديان والثقافات العالمية المختلفة