نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 11:47
المحور:
الادب والفن
1
على تلك الوسادة القديمة في الجانب الأخر من الخيال ، فوق رأسكَ صورة إمام أو آية حمدٍ أو حباة حمص يابسة على شكل قلادة ، أو لاشيء .
جدار من الطين ترسم عليه ألف ليلاكَ وكل شهرزاد لاتسقيكَ شفتيها ترميها في النهرِ...
طفولتنا التي كانتْ هناك .
كائناتها تؤسطرها ذكورتنا وانسانيتنا وعقلنا المبكر .
ومثل الذي يكتشف عطر الجسد بدمعتهِ اولاً..
نخبئ رؤوسنا في الالحفة ..
لأن الاشباح ستأتي ..
تذبحنا .
تخنقنا .
مثل الجثوم الذي لايريد أن نسلب منه نساءه..
وهكذا الليل القديم .
آباؤنا يشخرون .
ونحن في بحر من الرعشة .
نتحسس شاعريتنا المبكرة.........!
2
هناك .
في المكان الذي حدائقه ماتسمح فيه عبقريتنا البدائية
الأشباح بأشكال مختلفةٍ .
والذي يلبس البياض منهم لانحبه .
لأنه يذكرنا بالموت فقط...
كنت احب الاشباح الزرقاء.
لها شكل الحكايات التي استعيرها من مكتبة المدرسة .
لها عطر سندباد
وشهوة بحر.
وصفاء عيون نساء ممثلات السينما
لكن علة الأزرق في الواقع .
انه يعاكس واقعنا الذي كل لونه ترابي
وهاهي الاشباح الزرقاء تعيدنا الى الموت من حيث لاندري..
3
يفسر الهنود الأحمر الأشباح بأنها ما يظهر في الليل من الخلف الشجر.
واهل الصين يفسرونها بظل التنين
والهنود يقول عنها انها بنات اعواد البخور ...
نحن بفضل جبهات الحرب .
نعتقد أن الاشباح .
هم ( البسيج ) الذين يعبرون حقول الالغام بعد منتصف الليل ........!
4
الشبح هو صورتنا الغيبة في معاكسات ما يسكننا من هاجس.
انه ميتافيزيقيا الليل .
تفسيره الحقيقي .
هو نحن ولكن على شكل روح ودخان وخوف.....!
5
الأشباح وذكرياتنا .
ذلك الخيال الذي تبنيه مرايا النوم في عزلة التفكير بالآتي
كل واحد منا له شبحهُ المفضل .
والغريب في النهاية
ثمة خصام بيننا ..
لأن الأشباح لن تحقق حلما لأحدٍ ..
والحقيقة أن فائدتها رائعة ..
فهي وحدها من يجعلَ الطُغاة لا يناموا الليل كُلهْ .......!
دورتمند 23 مايس 2013
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟