أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عدنان حسين أحمد - الطاقة في جسم الإنسان















المزيد.....

الطاقة في جسم الإنسان


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 19:15
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



نظمّت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن أمسية ثقافية للدكتور صباح جمال الدين تحدّث فيها عن موضوع "الطاقة في جسم الإنسان" وقد ساهم في تقديمه وإدارة الندوة كاتب هذه السطور. استهل د. جمال الدين محاضرته بالقول: "إن مفهوم الطاقة أصبح متشعباً بعد أن دخلت عليه مفاهيم أخر سوف أتحدث عنها لاحقاً". ثم مضى إلى القول بأن القلب البشري يبدأ بالنبض في الأسبوع الخامس من الحمل، أما قبل هذا الوقت فقلب الطفل لم يتكون بعد بتركيبته الجنينية لأنه عبارة عن أنبوب وفيه صمّام، وهذا القلب الذي يبدأ بالنبض منذ الأسبوع ويستمر إلى ما شاء الله يحتاج إلى طاقة.
أشار المُحاضر بأنّ حركته وحركة كل الناس الآخرين تحتاج إلى طاقة، واستذكر أيامه الخوالي حينما كان مُعيداً بقسم التشريح بجامعة البصرة التي كانت تضم طلاباً من مختلف المحافظات العراقية، فالموصلي حينما تسأله عن حاجة ما يقول لك: "ما أطيق" وهي مشتقة من "الطاقة"، وحينما تسأل البغدادي يرّد عليك: "ما أقدر" وهي من "القدرة"، وحينما تسأل البصري يقول لك إذا لم يستطع تلبية طلبك: "ما بيَّ" وهو يقصد بالطبع ليس لديّ الطاقة أو القدرة على تأدية هذا الطلب أو العمل. وهذه التعابير ثلاثتها تشير إلى الطاقة. لفت جمال الدين عناية الحاضرين إلى غرابة الجسد البشري الذي ينطوي على الكثير من الأسرار التي لا نعرفها، ولا يعرفها حتى الأطباء أيضاً.
عرّف المُحاضر الطاقة بأنها "القدرة على إنتاج عمل". وقال بأن الطاقة أنواع، فهناك الطاقة الصوتية والكهربائية والمغناطيسية والذرية والنووية، وكلها تعني قدرات لإنتاج شيئ ما، لكن أبسط هذه الطاقات هي الطاقة الحرارية التي يمكن تحويلها إلى طاقات أخرى آخذين بنظر الاعتبار أن هناك طاقة أخرى في جسم الإنسان نسمّيها "الطاقة الكامنة" وهي عبارة عن مواد كيمياوية متهيئة ممكن تحويلها بالطاقة الحرارية إلى طاقات أخر.
ذكرَ جمال الدين بأن هناك جهازين مهمين في جسم الإنسان وهما الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي حيث يحضِّر الجهاز الهضمي المحروقات، لأنك لا تستطيع سواء داخل الجسم أم خارجة أن تنتج حرارة إلاّ بالحرق، وهذه الأشياء التي نحرقها نسمّيها عناصر الطعام أو الغذاء بصورة عامة. وكلما قلّ حجم الوحدة المحترقة كلما أنتجت ناراً أشدّ وأفضل. لذلك فرّق المُحاضِر بين طبيعة احتراق الفحم وبين احتراق وحدات الغاز الذي لا يولِّد دخان، كما الفحم، وإنما يولِّد ماء وثاني أوكسيد الكربون.
توقف المُحاضر عند عناصر الطعام واستذكر كيف كان يعلِّم أطفاله الصغار عناصر الغذاء بكلمة أو بجملة واحدة فكان يقول لأحدهم: "أدِّب فمك" وأحرف هذه الجملة الأمرية تعني الألف للأملاح، والدال للدهون، والباء للبروتينات، والفاء للفيتامينات، والميم للماء، والكاف للكربوهيدرات، أما العناصر الرئيسة في جملة "أدِّب فمك" فكان يجمعها بكلمة "كبد" حيث الكاف للكاربوهيدرات، والباء للبروتينات، والدال للدهون. وأضاف بأننا لو نأخذ نسبة كل من هذه العناصر في قوتها وأدائها وحجم الطاقة التي تعطينا إياها فسنجد أن السكريات والبروتينات متساوية تقريباً إذ يعطينا كل طرف أربعة، بينما تعطينا الدهون لوحدها تسعة.
تساءل المًحاضر عن الشيئ الذي يجب أن يفعله حينما يريد أن يتدفأ إذا كن الجو بارداً؟ فقال إشعال النار، لكنه سيحتاج في هذه الحالة إلى موقد وحطب ومادة حارقة و "مهفّة" يدوية لإدامة اشتعال النار. ثم عرّج على خلايا الجسم البشري وأورد تعبير علمي وأدبي هو "شعلة الحياة" في جسم الإنسان حيث يحتاج الإنسان إلى أوكسجين يأتيه بواسطة كريات الدم الحمر عن طريق جهاز التنفس، كما يحتاج إلى الأنسولين بصفته مادة حارقة، ويحتاج أيضاً إلى غدة الثايرويد التي تقابل "المهفّة" التي تديم اتقاد الجمر، كما أنك لا تستطيع أن تترك النار تشتعل لوحدها لذلك يتوجب عليك أن تترك شخصاً ما يُشرف عليها.
أشار المُحاضر إلى أنّ كل خلية تحتوي على جزيئات صغيرة يسمونها "ميتوكوندريه" وهذه المادة هي التي تشرف على عملية الاحتراق. ذكرَ المُحاضر بأنه قرأ بعض المعلومات العلمية التي تفيد بأن الجسم الذي يزن "65" كغم يولّد كل في ساعة طاقة تكفي لغلي غالون من الماء، فهناك خلايا في جسم الإنسان تعدِّل هذه الحرارة أو تحفظها أو تقللها بحسب حاجة الجسد. تساءل المُحاضر قائلاً: ما الذي سيحصل إذا أزدنا النار العادية حطبا؟ الجواب هو حدوث الدخان، وهذا ما يحدث بالضبط للجسم، لكننا علمياً نسمّية بالـ "Ketone bodies" مذكراً إيانا برائحة الـ "Acetone" التي تنبعث من السيارات. وهي ذات الرائحة التي يمكن أن نشمها من المريض بداء البول السكري إذا كان الاحتراق عنده أكثر من الحد المطلوب.
توقف المُحاضر عند الدماغ الذي اعتبره سيد الأعضاء لأنه يتغذى غذاء نظيفاً ونقياً وهو الكلوكوز، فهذا الدماغ لا يعمل إلاّ بواسطة الكلوكوز. لكن المُحاضر عاد ثانية ليذكرنا بأنه لم يتحدث عن الأوكسجين وكيفية الحصول عليه فقال: بأن التنفس نوعان، الأول رئوي والثاني خلوي، فرئة الإنسان أو الحيوان متكونة من حويصلات حيث يدخل الهواء الذي يحتوي على نسبه من الأوكسجين أعلى من ثاني أوكسيد الكربون، وحينما يأتي الدم إلى الرئة، وعادة ما يكوّن بعد الاحتراق ثاني أوكسيد الكربون الذي يحمله غشاء رقيق في الحويصلة لذلك فإن الفرق في نسبة الأوكسجين تسبب جريان الدم بسرعة في المنقطة القريبة من الرئتين. أوضح المُحاضر بأن التنفس الرئوي نوعان، الأول صدري حينما نأخذ النفس من الصدر أو الحجاب الحاجز بحيث نوسّع الرئة حتى يدخل الهواء، كما تتنفس المرأة بصدرها، أما الرجل فيتنفس من بطنه وهذا هو النوع الثاني من التنفس الرئوي. ذكرَ المحاضر بأن المرأة تتنفس بصدرها، كما يحدث في الأفلام، حينما تقع المرأة في موقف صعب أو محرج فنلاحظ أن صدرها يصعد ويهبط بشكل سريع يوحي وكأنها تتنفس من صدرها فعلاً، وهذا ناجم من كونها معرضة في مرحلة من مراحل حياتها لأن تكون حاملاً فليس من المريح لها ولجنينها أن تضغط كثيراً على منطقة البطن.
اختتم المحاضر حديثه بالقول: "إن بعض الأصدقاء تصور بأنني سأتحدث عن الطاقة بالمفهوم الميتافيزيقي، لكن هذا موضوع آخر". أشار المُحاضر بأنه عمل سبع سنوات في الطب الصيني وهو مُحب للميثولوجيا الصينية خاصة والعالمية بشكل عام، لكنه لا يؤمن بالكثير من تعاريف الطاقة ذلك لأن الصينيين يعتبرون أن هناك طاقة تشمل الكون كله والمتمثلة بنظرية الوجود التي وضعها لاو تسو قبل (500) سنة ق. م. وهي تقول بأن كل شيئ يتحرك هو جزء ما من الطاقة التي يسمونها "تشي" وهذه الطاقة تكون على سطح الجسم. وهذا الأمر يقودنا إلى الفرق بين النظريتين السوفيتية والصينية، فالسوفييت "سابقاً" يعتقدون أن الصراع ينتهي عند طبقة معينة كما يذهب كارل ماركس، لكن الصينيين يعتقدون أن الصراع لا يمكن أن ينتهي، لأنه إذا انتهى الصراع تنتهي الحياة. وأفضل من تحدث عن هذه الطاقة أو "الروح الكلية" هو الفيلسوف الصيني لاو تسة الذي ترجمت أشعاره من قبل فراس السوّاح. أما الباحث المصري محمد عمارة فهو يتكلم عن نوع آخر من الطاقة أسماها "الطاقة النفسية" وهي تتضمن كيفية التأثير على الآخرين، ولكننا لا نستطيع أن نحدد هذه الطاقة من الجانب العلمي.
لا بدّ أن ننوّه إلى أن كلمة "تشي" التي تكتب "Qi" أو "Chi" أو "Ch’i" بالصينية فهي تستعمل لوصف "الطاقة الطبيعية للكون"، ومع أنها تسمّى "طبيعية" إلاّ أنها روحانية أو خارقة للطبيعة، وهي جزء من نمط اعتقاد فوق طبيعي، وهم يعتقدون بأن هذه الطاقة تتغلغل في كل الأشياء بما في ذلك الجسد البشري وحينما يمرِّر المعالج الصيني يده على الجسد مباشرة أو فوقة بقليل فهو يوازن تدفق الطاقة في معظم أنحاء الجسد. فيما يعتقد آخرون بأن الإنسان يجب أن يؤمن بوجود هذه الطاقة في جسده وينسجم معها لتفعل فعلها فيه وتؤثر بشكل إيجابي في حياته.
بعد انتهاء الدكتور صباح جمال الدين دار نقاش طويل بينه وبين الحاضرين، خصوصاً وأن بعضهم كان يعمل في مضمار الطب والهندسة وبقية الاختصاصات العلمية وعلى رأسهم الدكتور عمر صكبان الذي أغنى المحاضرة بمعلوماته القيمة والدكتور مصطفى حبيب إضافة إلى بقية روّاد الحوار المتمدن أبرزهم خالد القشطيني وعبدالله الموسوي وسعد الشريفي ومحمد علي زيني وفاروق رضاعة ونوري لطيف وجعفر عبد وأسعد التميمي وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعا.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد عاصمة الثقافية العربية بعيون أبنائها المغتربين
- البصمة الذاتية والصوت الخاص للفنان أمين شاتي
- أمل بورتر في ندوة في -بيت السلام- بلندن
- مشاكل المرأة العراقية في المملكة المتحدة
- احتفاءً بالمنجز الأدبي للشاعر الراحل عبد السلام إبراهيم ناجي
- تاريخ عربستان وثقافتها
- الثابت والمتغير في واقع ما بعد الثورة في تونس
- همسات مقدّسة في المركز الثقافي العراقي بلندن
- في أمسية بالمركز الثقافي العراقي بلندن (ج4)
- أمل بورتر: حينما أدخل في مناخ الكتابة الروائية أعاني، وأبكي، ...
- خالد القشطيني . . الضاحك الباكي (ج2)
- المركز الثقافي العراقي بلندن يستضيف خالد القشطيني(1)
- قراءات نقدية ل (كوميديا الحُب الإلهي)
- حرية الجسد
- نأي الرأس وغربة الجسد في مرويات تحسين كرمياني
- بحر كاظم يستنطق ذاكرة المكان وتجلياته عند سعود الناصري
- الكتابة في ظلال ملحمة كلكامش
- ترجمة النفس
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (2-2)
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (1-2)


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عدنان حسين أحمد - الطاقة في جسم الإنسان