ألنظافة الشيوعية

سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 1177 - 2005 / 4 / 24 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صادف الثاني عشر من الشهر الجاري، يوم النظافة العالمي وفي اسرائيل جاء في اسبوع البيئة، وجرت فيهما العديد من الفعاليات والنشاطات ولا شك انها ايجابية، فان تزرع وردة او اية شتلة فالنتيجة الحتمية هي ضمان اضفاء المزيد من الجمال وانتشار وتضوع عبق الطيوب والشذى، والسؤال الذي يأبى الا ان يفرض نفسه هو ما هو الافضل ان ترى الورود تتمايل فواحة العبير، جذلى جميلة والاشجار خضراء مثمرة، تغتسل بنور الشمس نهارا وضوء القمر ليلا ام تراها محروقة ويابسة وباكية؟
وأمر جيد جدا ان ترى الشوارع والاماكن العامة والطبيعة كلها نظيفة فلقد كان يوم النظافة ليوم واحد وتصرم وتصرم كذلك اسبوع البيئة، فماذا مع باقي ايام السنة؟ والاهم من ذلك هو ماذا مع نظافة القلوب والنفوس والافكار والممارسات والنوايا والاهداف، عند القادة بشكل خاص وعند العامة بشكل عام؟ ففي اسرائيل قادة يصرون ومنذ عشرات السنين، على التباهي بانتهاج سياسة اثبت ويثبت الواقع مدى كارثيتها وخطورتها، على البيئة والانسان وممارساتهم اثبتت وتثبت يوميا انكارهم وتنكرهم لما هو مفيد للناس والتخلي عنه، والاصرار على ممارسة ما هو ضار وغير مفيد للانسان فتكديس الاسلحة وكل وسائل القتل والتدمير والتخريب ليس في صالح الطبيعة والانسان وهو ناجم عن عقلية ملوثة وضمائر متحجرة وقلوب حاقدة ونفوس بشعة سوداء.
والتي لم تتورع وعلى مدى عشرات السنين عن اقتراف الجرائم ضد الانسان والطبيعة وآخرها كان تجريف آلاف الدونمات المزروعة للمواطنين العرب في النقب. في اطار التضييق عليهم والضغط عليهم لترك الارض. ويضايقون العرب في كل مكان بحجة الحفاظ على البيئة فيمنعون مثلا استصلاح الاراضي الوعرة وتوسيع مناطق النفوذ من اجل البناء بينما قاموا ويقومون بابشع الممارسات التي شوهت الطبيعة ومنها على سبيل المثال خفضوا قمة الجرمق اعلى جبل في الدولة ثمانية امتار لاقامة قواعد عسكرية ومخازن للذخيرة القاتلة، غير آبهين لما نجم عن ذلك من اقتلاع كميات كبيرة من الاشجار وتشويه للطبيعة، وعندما اقاموا قرية "حورشيم" جنوب بيت جن، على رأس الجبل شقوا شارعا طويلا واستصلحوا الارض لتكون جاهزة للبناء، غير آبهين لما تطلبه ذلك من اقتلاع لعشرات آلاف الاشجار فلهم كل شيء مسموح، بينما لاصحاب الوطن الاصليين من الجماهير العربية الامر محرم ويلاحق كل من يخالف بمفاهيمهم قوانينهم العنصرية ويصلح ارضه الوعرية.
يصر حكام اسرائيل على ممارسة سياسة الارض المحروقة في التعامل مع الشعب الفلسطيني ومع شعبهم نفسه وذلك ناجم عن قذارة الافكار والمشاعر والنوايا ومن القذارة تنبعث دائما الروائح الكريهة النتنة والجراثيم السامة ويتجمع حولها الذباب والحشرات فعندما يصرون على التنكر للشعب الفلسطيني وحقه في العيش الانساني في دولته بجانب اسرائيل باحترام وكرامة واستقلالية ومواصلة التحريض الارعن عليه وحشره في جيتوات، فانهم بذلك يلوثون افكار وقلوب ومشاعر وضمائر ابناء شعبهم وحشوها بقاذورات العنصرية والحقد والاستعلاء والنميمة وطمر القيم الجمالية في اكوام قمامة تلك الافكار والممارسات ففي صالح من ذلك؟
جيد ومطلوب ان تكون البيئة نظيفة وذات جودة عالية ولضمان ذلك يجب في اعتقادي ضمان نظافة وجودة البيئة الاجتماعية ولضمان نظافة وجودة البيئة الاجتماعية يجب تنظيف الافكار والقلوب والضمائر والنفوس من جراثيم العربدة والعنصرية والحروب والنوايا السيئة ونزعات التسلط الوحشية فماذا لو اعلن واسبوعيا نشاط اسبوعي معين وعلى مدى ايام الاسبوع كأسبوع المحبة بين الناس كل الناس تجري فيه الفعاليات والنشاطات التي تعمق رؤية المشترك بين الجميع والتعاون والاحترام المتبادل ونبذ الاحقاد والاطماع والنزعات الوحشية؟ واسبوع آخر للاعمال التطوعية وآخر لتجميل النفوس بنشاطات منوعة وآخر للتباري في من يعمل لصالح الناس وتوطيد العلاقات بينها اكثر من الآخر، وهكذا على مدى ايام السنة ولا شك ان ذلك سيساهم كثيرا في توطيد العلاقات والتعاون والتقارب والتفاهم بين الناس.
ان الفكر الوحيد القادر على ضمان ان تكون افكار ونوايا ومشاعر وضمائر ومواقف كل الناس بمثابة شذى وردة منعش وطيب هو الفكر الشيوعي وهو القادر على غسل وازالة كل القاذورات من العقول والقلوب والضمائر، فكلما انتشر اكثر وتغلغل في العقول والضمائر اكثر ازال جراثيم النزعات اللاانسانية والافكار العنصرية والنوايا السيئة، وبذلك يحفظ نظافة المجتمع ومن فيه ويحفظ النفوس والقلوب والعقول ويحميها من التلوث ويقضي على البذور السامة والارض الفاسدة والاشتال الضارة ليضمن بالتالي نظافة البيئة والناس كل الناس عالميا والى الابد.

#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات