أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هل الحرب الطائفية الأهلية قادمة لا محال؟















المزيد.....

هل الحرب الطائفية الأهلية قادمة لا محال؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عشرات المقالات الصحافية والثقافية وبيانات الأحزاب الوطنية والديمقراطية والمقابلات والتصريحات التلفزيونية والإذاعية كان التحذير من الحرب الطائفية الأهلية ومخاطرها ونتائج الانفلات الأمني والصراع على الكراسي وحرب المحاصصة الطائفية بين القوى صاحبة القرار، وأول من تم تحذيره هو رئيس الوزراء نوري المالكي باعتباره المسؤول الأول والقائد العام للقوات المسلحة والمسؤولين في الكتل السياسية وأحزاب الإسلام السياسي المشاركة في الحكومة، لكن كل التحذيرات والمقترحات والمطالبات ذهبت أدراج الرياح وكان القول الفصل للتصعيد وخلق الأزمات والتفجيرات التي تضرب البلاد وتقتل العباد وتخرب الوهاد، والأجهزة الأمنية والقادة الأمنيين والبعض من المستشارين والناطقين الرسميين باسم القائد العام للقوات المسلحة يصرحون بقوة النظام والقضاء على الإرهاب بدون أن يسألوا أنفسهم عن أي إرهاب يتحدثون وهم يشاهدون تنوع المناطق جغرافياً وسكنياً والذين يقضون نحبهم هم أبناء شعبنا ومن جميع المكونات، هذا الاشتداد والتوسع اخذ أبعاداً جديدة منها تطور المصادمات والأعمال الإرهابية المزدوجة، والتفجيرات المتنوعة أخذت تتبلور وكأنها بين الشيعة والسنة وهذا ما يتكرر على ألسنة البعض من وسائل الإعلام والتصريحات من قبل البعض الذين يسعون للفتنة الطائفية، إلا أن الحقيقة ليست كذلك لأن الذين يستخدمون طرق القتل وارتكاب الجرائم بحق المواطنين وعن طريق دور العبادة هم في خندق واحد وليس خندقين وهدفهم نقل الصراع الحزبي والطائفي بين التنظيمات المتطرفة إلى الشارع لعلهم يصلون للحرب الشاملة، الحرب الداخلية التي تحدثنا عنها منذ سنين وكشفنا عن المخططات التي وضعت لها والتي بدأت تقترب بشكل ملموس على الرغم من إيماننا بالوحدة الوطنية الذي لا يمكن أن يتزعزع لأننا نعرف شعبنا ومقدار بسالته وتضحياته وتداخل مكوناته، لكن المشكلة أن التدهور الأمني الذي شهدته البلاد منذ اشهر هو الحافز والأمل المرجو لدى القوى المتطرفة، والا كيف تشهد بغداد العاصمة التي كان من المفروض أن تنصب جهود الحكومة والأجهزة الأمنية على عمل المستحيل لتحقيق الأمن والاستقرار بدلاً من هذا القتل وهذه التفجيرات الفوضى وقادة الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية والدفاع وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة يهزون رأسهم أسفاً كمن يضيع في زحمة لا يعرف الطريق للخروج منها ولا نسمع سوى البيانات التي تعدد المناطق والمحافظات والضحايا وآثار الدمار والحرائق في الممتلكات فمثلا ما أفادت به مصادر وزارة الداخلية بأن حصيلة الانفجارات في بغداد ليوم الاثنين 20 / 5 / 2013 ( 187 ) بين قتيل وجريح نتيجة ل ( 8 ) تفجيرات عدا انفجارات البصرة وبابل ونينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى وواسط ( والحبل على الجرار ) ونستطيع أن نقوم بتعداد الكثير من أعمال وجرائم العنف التي حصلت، ولكن كيفية معالجة ما هو قادم والذي لا يبشر بخير، ففي كل مرة نحسب ونقول تحصيل حاصل ونضع أيدينا على قلوبنا ونسال ماذا سيحصل بعد ذلك؟، وإذا بالقادم أبشع وأشرس وأوسع، وعندما نوجه انتقاداتنا وملاحظاتنا وندين المسؤولين عن هذا التدهور الأمني تنبري التصريحات الدفاعية وتقدم الحجج وتتهم من يعارض بشتى التهم وفي مقدمتها الإرهاب وأعداء العملية السياسية أو الارتباط بقوى خارجية بدون أن تفكر ولا للحظة واحدة بان المصيبة تكمن في أداء الحكومة الأمني وفي القوى المتنفذة التي تجر البلاد إلى مزالق خطيرة باتت ظاهرة في الأفق وهي الحرب الطائفية الأهلية، والا كيف يمكن أن يدعي الذين صرحوا سابقاً ولاحقاً القضاء على أكثرية القوى الإرهابية بينما تحت أبصارهم الميليشيات الطائفية المسلحة التي تعلن على لسان زعمائها بأنهم مسلحون ومستعدون وسوف يأخذون الثأر وأنهم متعطشون للدماء! كيف يمكن فهم ما يجري من استعدادات إرهابية لكلا الطرفين للانتقام من المواطنين الأبرياء الذي لا حول لهم ولا قوة وهم بين نارَيْن تنطلق لهدف واحد ومن موقع واحد هو تدمير العراق وشق وحدة الشعب! هدف يراد تحقيقه منذ زمن وتسعى إليه القوى الإرهابية والميليشيات المسلحة ومافيا الجريمة إلى الوصول للحرب الشاملة بين مكونات الشعب حيث يبدأ العمل في اعتبار الآخر عدواً له ولتتخندق القوى والجماعات المختلفة قومياً وعرقياً واثنياً ودينياً وطائفياً ثم تنتقل للمرحلة التي تقسيم البلاد على الطوائف والجماعات المسلحة وتكون الحرب وعند ذاك ليقول لنا أي شخص لديه ذرة عقل ـــ من هو الرابح ومن هو الخاسر؟ الجواب الحقيقي سوف يكون تجار الرصاص والقتل والتفجيرات والاغتيالات والطائفيون هم الذين سيربحون والخاسر الوحيد هم المواطنون كلهم على اختلاف مشاربهم الفكرية وتكويناتهم الدينية والقومية والعرقية.
الحرب الطائفية والأهلية هي " قاب قوسين أو أدنى " إذا ما استمر هذا النزاع والصراع بين القوى السياسية صاحبة القرار الذي أدى إلى التدهور الخطير في الأوضاع الأمنية والأزمة المستمرة منذ بداية عهد الحكومة الثانية برئاسة نوري المالكي، ولا تبدو في الأفق علامات ضوئية للتخفيف منها وصولاً إلى الحلول المنطقية التي تجنب البلاد الكارثة المقبلة وهذا أمر خطير سوف يقرب مخاطر ليس الحرب الطائفية الأهلية فحسب بل التقسيم أيضا، وقد تكون حلول ترقيعية على غرار ترتيب الأوضاع مثلما ما جرى في لبنان من تقاسم ديني وطائفي والنتائج معروفة فلا لبنان استقر يوماً بشكل كامل ولا القوى السياسية استطاعت أن تحل الإشكالات القديمة والعودة إلى الدولة المدنية الديمقراطية والتخلص من نظام الطوائف وهذا أمر غير مستبعد عن العراق في مثل هذه الظروف البائسة، ظروف الانهيار والقتل والتدمير، الحل الوحيد للتخلص من المجهول المظلم الشعور بالمسؤولية من قبل القوى السياسية والتوجه لإيجاد طريق لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد وان تعي القوى المتنفذة بان الخيار الصحيح هو الحوار والتفاهم والتسامح والمواطنة لإعادة الطمأنينة والأمان لكل العراقيين وإلا وبكل صراحة وبقلوب دامية نقول الحرب الطائفية الأهلية قادمة لا محال منها وعلى غرار البيانات " قد ا اعذر من انذر "



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيزيديون وجرائم القتل المبرمج
- مَنْ يتحمل مسؤولية أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة ؟
- الواقع الجماهيري في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- المعنى من استقلالية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات
- اياررمز لنضال الشغيلة ضد الاستغلال والقهر الاجتماعي
- الانزلاق نحو الحرب الطائفية الاهلية
- هدف سياسي خلف تعديلات قانون المساءلة والعدالة
- المثقفون وهاجس التدجين السياسي
- تحقيق المطالب المشروعة طريق لعودة الاستقرار
- ارهاب مبرمج ضد وسائل الاعلام في العراق
- وجهة نظر في حكومة الاغلبية السياسية
- واقع أحزاب الإسلام السياسي في العراق وباقي الدول
- النتائج الكارثية لاحتلال العراق بعد عام 2003
- مكونات الفتنة الطائفية
- المرأة في العراق واقع مرير ومستقبل مشوش
- المظاهرات والاحتجاجات والحلول المطلوبة
- آليات النعرة الطائفية هي القوى الإرهابية وميليشيات الأحزاب
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثالث
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثاني
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة 1


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هل الحرب الطائفية الأهلية قادمة لا محال؟