أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - قصص الخلق في الديانات والثقافات المختلفة















المزيد.....



قصص الخلق في الديانات والثقافات المختلفة


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 08:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قصص الخلق في الديانات والثقافات المختلفة
هناك عدد كبير من القصص والحكايات الأسطورية عن الخلق في الكتب الهندوسية المقدسة. وهي تشكل أدبا رائعا عن الفكر البشري القديم وتصوّراته والكون والحياة ودور الله في الخلق والتكوين. والشىء المهم في هذه القصص هو أن الله الواحد هو الذي يُبادر في الخلق وأن الأشياء كلها قد خرجت من بين يديه ولا يوجد شيئ خارجا عنه وعن ارادته. وجميع الآلهة تأتي منه، فهو الأبدي، غير المولود، سـيد العوالم كلها، البعيد عن كل شرّ والنور السامي والذات الأبدية والموجود منذ البدء، رب الأرباب، رب الكل، الدائم الوجود.
وتؤكد هذه القصّص على وجود الكون وكل ما فيه من الحياة والحركة والفن والإبداع. وتبدأ معظمها من الأرض أو في الماء او في الخلاء. وتجدر الإىشارة ان قصص الخلق تنتشر بين الشعوب الهندية الأمريكية والشعوب الاسترالية والشعوب التي عاشت في وادي الرافدين(العراق). وكذلك في عدد كبير من الملاحم الاسطورية التي تطوّرت في الصين وتحكي معظمها عن انكسار البيضة الكونية وانقسامها الى قسمين وعن خلق الكون وكل ما فيه.
وتقول إحدى تلك القصص في الملاحم الهندوسية: عندما لم يكن هناك شيء في الوجود، مرّ الخلق من خلال طريق طويل، إذ خلق في البدء الماء ونثر فيه الزرع الذي ينمو ويصبح بيضة ذهبية. وبعد سنة من تكوين البيضة إنقسمت البيضة الى قسمين، (السماء والأرض). وتتحدث هذه الملاحم أيضا عن النور الذي يُشرق منه، وما هو نور الشمس والقمر إلا فيض منه. فهو يُقيم في قلب الأشياء في الوجود ومنه تأتي الذاكرة والإدراك. وهو المطلق الأسمى، الرب الأزلي، الذي يكشف من خلال الخلق عن سريّة أعماله للبشر، ومن يعرف سرّه، يصل الى أعلى المراتب من الحكمة والذكاء والقداسة والى الوعي البراهماني الشمولي والكلي.
وتتحدث هذه الملاحم أيضا عن الشجرة الخالدة، التي تمتد جذورها في الأعالي، وتنتشر أغصانها في الدنيا وتمتد من الأرض إلى السماء، وبراعمها التي هي متعة للحواس، تربط الإنسان الفاني من خلال أعماله. ولا تعرف بدايتها ولا نهايتها، أو مواقع جذورها الحقيقية.
وتتحدث الملاحم أيضا عن وجود عملاق في السماء اسمه (براهما)، وهو(الإله) الحقيقي الذي يُباشر بالخلق: "أنا حقيقة الحقيقة، أنا أرفع من الشمس والأرض وكل هذه الأجرام والكواكب خلقتها يداي وإني أكمن في كل شيء، ولا يُدركني شىء في الوجود". فالبراهمان يخلق شيئاً هائلاً كبير الحجم يكاد يعادل جسمه ومن ثمّ يُحوّل جسده الى ذرات صغيرة ومن هذه الذرات الصغيرة يخلق الأرض والشمس والكواكب والأشياء الأخرى. ويخلق الكون البيضاوي، الذي فيه سبع سماوات لكي تعيش الأرواح الألهية وسبع أراض للحيوانات والثعابين والعوالم التحتانية.
وفي قصص اخرى، تسأل المرأة عن كيفية الخلق، فتتحول الى بقرة، وينقلب زوجها الى ثور ويتصلان جنسيّا وتتوالد الماشية. ومن ثم تتحول المرأة الى فرس ويتحوّل زوجها الى جواد، فتتوالد الأحصنة بعد اتصالهما جنسيّا. ومن ثم تتحول المرأة الى حمار وتتوالد الحمير بعد اتصالهما. ومن ثمّ تتحول الى نعجة ويتحوّل زوجها الى كبش ليتناسلا الماعز والخراف وهكذا تستمر المرأة بالتحوّل الى كل أنواع الكائنات حتى يتم الخلق كله.
وفي قصة اخرى، لم يكن هناك سماء ولا أرض ولا فضاء بينهما. ومحيط من الظلمة يغطي الكون كله، كانت أفعى كبيرة تطفو على المياه، ويغطي الأله فشنو نوم عميق وفي هدوء وسكون تام ومن دون حركة ولا أحلام تزعجه وما من شىء يخرجه من هدوئه في الكون الفارغ. وبعد ان وصل الليل الى نهايته وبدأ الفجر بالظهور، استيقض فيشنو الأله من سباته العميق وظهر معه نبات اللوتس وفي وسط الزهرة وقف خادم فيشنو (براهما) منتظرا الأوامر من فيشنو. فجاء الأمر من فيشنو(لنبدأ الخلق)، فإنحنى براهما. وأمر فيشنو، أخلق العالم؟.
وعندما اكتسحت الرياح على المياه، تلاشى فيشنو والأفعى العملاقة. وبقي براهما في الزهرة يطفو على المياه، يرفع أذرعه ليهدىء الرياح والمحيطات. فيقسم براهما الزهرة الى ثلاث أقسام، ويُمدّد القسم الأول ليكون السماء والقسم الثاني الأرض والقسم الثالث السماوات. وكانت الأرض عارية حينما بدأ براهما بالعمل، حيث قام بخلق العشب والورود والأشجار وكل أنواع النباتات وأعطاها الحسّ والشعور بالحياة. وخلق بعد ذلك الحيوانات والحشرات لكي تعيش على الأرض. وخلق الطيور لتطير في السماء والأسماك لتسبح في البحار. وأعطى كل هذه المخلوقات الشعور بالحياة والنظر والشم والسمع والبصر والحركة.
وفي كتاب الفيدا لقصة الخلق وفي قسم (سريماد بهاغافاتام)، يوضح الكتاب كيف حدث الخلق من خلال تنفس الله عندما كان نائما على البحار، حيث أن عدداً لا يُحصى من المخلوقات الكونيّة تظهر للعيان في كل زفير وشهيق من مسامات جلده. وكانت تستغرق المدة بين كل زفير وشهيق بلايين السنين بحسب توقيتنا الأرضي. وبدأ براهما في خلق العالم والكون وكل شىء فيه من أكبر الكائنات الحيّة الى أصغرها مثل النمل والقمل مع عدد كبير من الآلهة الصغيرة لكي تساعده في عمل الخلق والتي سميّت (ديفاس) و(ديفيس).
وتبدو عملية الخلق الهندوسية مشوبة بالكثير من الرموز الاسطورية والخرافية إلا ان جوهرها الاسطوري يؤكد على وجود الخالق للكون وكل ما فيه من العدم. ولكن قصص الخلق تبدو في الديانة الزرادشتية أكثر وضوحا وبساطة إذ يتمّ الخلق على ست مراحل زمنية، ففي المرحلة الزمنية الأولى يخلق الله السماء، ثم الماء والبحار، فالأرض والنباتات والأشجار، ثم الحيوانات وأخيرا، الأنسان الأول (ماشيا وماشيانة)، ويأمرهما الله بفعل الخير وبالابتعاد عن الشرّ وعدم عبادة الشيطان ويوصيهم بالامتناع عن الطعام ولكنهما يقعان في اغواءات أهريمان ويرضعان من لبن عنزة الممنوع عليهما شربه، فكانت سقطتهما الاولى. وغاية الله، إله الخير(اهورامازده) في خلق الإنسان الأول كما في الزرادشتية هو لكي يُساعده في حربه الأخيرة مع إله الشر(اهريمان). والذي على يده تكون الغلبة، ليعود كل شىء كاملا وجميلا كما يريده إله الخير والنور.
والمفهوم الزردشتي القديم لخلق الكون والحياة هو متأثر نوعا ما بالأفكار والتقاليد في المناطق المجاورة، ومجمل القصة هي أن الروح العظيمة (زورفان) الرب الاعلى، ينجب ابنين هما أهورامزدا(الرب الحكيم ـ الحكمة السامية)، مصدر النور والخير(سبنتا ماينو ـ الروح القدس). والابن الثاني، أهريمان(الرب الخبيث أو الروح الشريرة)، مصدرا لكل أنواع الشر والظلام والذي يُسمى(أنغرا ماينوـ الروح الشريرة). ويخلق أهورامزدا بدوره الكون والحياة والعالم الفوقاني السعيد وأما أهريمان فيخلق بدوره الشر والظلام والعالم التحتاني الذي كله شر وعذاب وخراب.
وفي التعاليم الدينية الاخرى للزرادشتية، مفهوم مشابه عن القصة الاولى في خلق العالم، إلا أن التغيير الوحيد في القصة هو في كون الله (أهورامزدا)، كان هو الأول، الذي له الوجود التام والكامل والقائم بذاته والمكتفي بنفسه، يُقرّر يوما أن يخرج من صمته ووحدته ويبدأ بالخلق وإظهار الأشياء الى الوجود. فكان أول ما خلق هو روحان توأمان هما(سبينتا ماينو وأنجرا ماينو) ويمنحهما الحرية في الإختيار للطريقة التي تناسبهما في الوجود، فيختار سبينتا ماينو (الخير) ويُدعي بالروح القدس، ويختار أنجرا ماينو(الشر) ويُدعي بالروح الخبيث(الشيطان). وهما مختلفان في الفكر والعمل والصورة والشكل، لا بد لهما من التعارض والتصادم وذلك لخلق نوع من التوازن في الكون. ورغم أن الله(أهورامزدا) كان قادرا منذ البداية على خلق الخير فقط وسحق الشرّ وكل قواه الشيطانية إلا أنه فضل هذا النوع من الصراع وجعل عالم المادة بمثابة المسرح المناسب للصراع بين جند الحق وجند الباطل. وسوف يسحق الباطل في الحرب الأخيرة حينما يتم تخليص الكون الى الابد من شرّ هؤلاء الاشرار ويبقى اله الخير والنور يلمع نورا وبهاءً أكثر من الأول وليعود الكون حسنا وطيبا الى ما لانهاية.
وأما بالنسبة الى خلق الكون في المعتقد الزرادشتي فإن أهورامزدا بعد أن يخلق عالم الملائكة وعالم الشياطين، فإنه يخلق سبع سموات ويزيّنها بالشمس والقمر والكواكب والنجوم ويجعل من السماء السابعة عرشا له ويجعل غلافها درعا وسياجا للكون، ثم يخلق البحار والرياح الممطرة لكي لا تجف البحار، ثم يخلق الارض في كبد السماء، ثم النباتات والاشجار، فالحيوانات، فالانسان الاول.
وهذا مقطع من أناشيد الغاثا لزرادشت:
من هو منذ قديم الزمان؟....
من رسم المسار للشمس والقمر؟ ...
من أمسك الأرض ورفع السماء فلا تقع؟...
من أنبت الزرع وصنع المطر؟...
من خلق الأفكار الخيّرة؟....
من سخر الليل والصباح والظهيرة تذكرة للناس؟
من سخر البقر والانعام لرخاء الناس؟
من علم الناس الإحترام للوالدين؟
من غير العقل الطيب ومن هو خالق كل شىء حسن وخيّر في الكون؟.
ويستريح أهورامزدا لمدة خمسة أيام بعد خلقه للكون ومن هنا يحتفل الزرادشتيين بهذه الايام الخمسة كل سنة ويسمونها(كهنبار) وهي في الحقيقة أيام زائدة في السنة الفارسية.
وتبدو عملية الخلق متطورة بعض الشىء في الزرادشتية بالمقارنة مع القصص الهندوسية ونجد بعض الآثار الاسطورية الهندوسية والزرادشتية في قصص الخلق اليهودية في التوراة ولعل القصص الاسطورية السومرية هي المصدر المشترك لجميعها ولهذا نجد التشابه الكبير بينها. إذ كانت الاسطورة تلعب دورا مهمّا في توضيح الخلق في جميع أديان العالم ولا يزال الانسان يستعمل الاسلوب نفسه والمفردات نفسها عندما يتكلم عن الله والخلق سواء من خلال الشعر أو القصة أو الرسم. ويُعرّف البعض الاسطورة، على أنها تصوير رمزي للأشياء والثقافات، بأبعادها الدينية والمادية وترتبط ببدايات البشر. وكانوا يكتبونها أو ينقشونها على الألواح والأواني والأحجار والجدران والقبور. ويقصّون فيها، قصص الأولين عن حياة الإنسان في الماضي القريب والبعيد. وعلى كل حال، فان الأساطير والملاحم والفلكلور والحكايات الشعبية وحكايات الخوارق والخرافات، هي كلها فن أدبيّ يجب أن نعتز به وأن نقدمه للأجيال الآتية بفخر وإعتزاز لأنه يُجسّد تاريخنا الإنساني. فكلمة (الاسطورة) في اللغة اليونانية mythologia mythos تعني(قصص تقليدية) وتحكي عن الآلهة والأبطال وهي قصص متداولة تقليديا تفسّر بدايات الأشياء سواء كانت كونية أم طبيعية. وتُفسّر حالة طبيعية لها صدى عالمي عميق في النفوس. وتتكلم عن الواقع في حياة الناس، بصيغة واحدة تقريبا(ما كان في البدء). فالاسطورة من هذا المفهوم: "إطار يضعه الإنسان حول حقيقة ما يُحاول أن يُزيّنها كما نُزيّن اليوم العروس والعريس في حفلة الزواج".
وبهذا تختلف الاسطورة عن الخُرافة والفلكلور وهي حكايات لا يُعرف لها مؤلف ما وتدور على الألسن في المجالات الشعبية المختلفة. فالخُرافات لا تعتمد على الحقيقة أو الحدث أساسا لها بل تعتمد على البطل (الاله أو الآلهة)، وتختار من الأحداث ما يُلقي الضوء على شخصية(البطل) وتُؤثر في حركته. ومُعظم هذه القصص الفلكلورية والخرافية، غير مُقنعة عادة وغير منطقية. والشىء الذي يمُيّزها عن بقية الأجناس الأدبية الشبيهة بها هو طابعها وجوهرها المُقدّس الذي يريد أن يُخاطب الانسان الذي أبدعها وصاغها لنفسه وللأجيال من بعده. وأما الخُرافة، فإن راويها والمستمع اليها يعرفان بأنهما ليسا مكلفين بتَصديقها. "فحين نبني البيت مثلا، فإننا نحتاج الى الخارطة أولا ثم الى المواد الأولية للبناء. فهناك الخريطة التي هي(الحقيقة) في الأساطير، والمواد الأولية التي هي (الرموز الاسطورية) التي تزيّن الحقيقة الآلهية"(الأب لوسيان كوب المخلصي).
فالكتاب المقدس مثلا يستلهم من الأساطير الكبرى ولاسيّما في روايات خلق العالم، وقصة خلق الانسان وروايات الطوفان ورواية عبور البحر الأحمر ورواية برج بابل وغيرها من القصص التي فيها حبكة اسطورية يتبناها كاتب الكتاب المقدس ويُحَوّلها تحويلا عميقا ويجعل منها رواية لاهوتية وتاريخية. ولا نقصد في طبيعة الحال بالتاريخ العلمي الذي لا يتكلم إلا وفي يده المصادر وأمام عينيه آثار التنقيبات. فالكاتب لا يريد أن يكتب عن التاريخ والحضارة البشرية الاولى أو تاريخ الانسان الأول، بل بالأحرى يريد أن يكتب من الواقع الانساني الحالي ليقول شيئا أو ليُبدي رأيا في التاريخ بما هو الواقع الانساني الماضي على وفق تفكير منطقي وحضاري مُستعينا بآداب الشعوب المجاورة من سومرية وبابلية وكلدانية وآشورية وكنعانية وفينيقية ومصرية وفارسية وأغريقية. ولهذه الأسباب نجد تشابها كبيرا في أساطير المشرق القديم والأساطير العالمية الاخرى مع قصص الخلق وغيرها من القصص في الكتاب المقدس كقصة الخلق التي نحن بصددها وقصة طوفان نوح وغيرها من القصص.
ففي الأيام الستة للخليقة مثلا تؤكد على الخلاء والخلق من العدم: "في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه البحر ظلام، وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله ليكن نور... وفصل الله بين النور والظلام... وكان اليوم الأول. وقال الله ليكن في وسط المياه جَلد يفصلُ بين مياه ومياه... وكان اليوم الثاني. وقال الله: لتجتمع المياه... ولتظهر اليابسة... وسمى الله اليابسة أرضا ومجتمع المياه بحارا... وقال الله لتنبت الأرض نباتا... فأخرَجت الأرض نباتا... اليوم الثالث. وقال الله: ليكُن في جلد السماء نيّران تفصل بين النهار والليل، وتُشير الى الأعياد والأيام والسنين... فكان كذلك... اليوم الرابع. وقال الله: لتفض المياه خلائق حيّة ولتطير طيور فوق الأرض على وجه السماء... وكان مساء وكان صباح: اليوم الخامس. وقال الله: لتخرج الأرض خلائق حيّة من كل صنف... ورأى الله ان هذا حسن. وقال الله: لنصنع الانسان على صورتنا كمثالنا، وليتسلط على سمك البحر وطيّر السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وكل ما يدبّ على الأرض. فخلق الله الأنسان على صورته، على صورة الله خلقهم، ذكرا وأنثى خلقهم"(سفر التكوين).
والمعنى اللاهوتي للمقطع هو أن الله في الأيام الثلاثة الاولى، يفصل الأشياء بعضها عن البعض. ففي اليوم الأول يفصل الله بين الليل والنهار والظلمة والنور. وهي في الحقيقة رسالة حوار ديني ضد الذين يعبدون الآلهة(النور "أهورمزدا" ـ والظلام "أهريمان")، وهي آلهة للزرادشتيين الفرس قائلا لهم أن النور والظلام ليسا بإلهين، فانما الهُنا الذي هو إله واحد، خلق النور والظلام، في اليوم الأول.
وفي اليوم الثاني، يفصل الله بين المياه التي فوق الجلد والمياه التي تحت الجلد. وفي اليوم الثالث، يفصل الله بين اليابسة (الأرض) وبين مجتمع المياه (البحار). فبعد أن يجري الله عدة عمليـات فصل، تظهر اليابسة ليجعلها مكاناً مناسباً للانسان. فهو يفصل السموات والأرض والنور والظلمة في اليوم الأول. ويفصل السماء والبحر في اليوم الثاني، ومن ثمّ الأرض والنبات في اليوم الثالث، فالشمس والقمر والنجوم في اليوم الرابع، فالسمك والطيور في اليوم الخامس، فالحيوانات والحشرات والانسان في اليوم السادس. ويؤكد التوراة أن الأرض ليست إلهة، حيث أن إلهُنا (يهوه) الذي هو إله واحد، هو خالق الأرض في اليوم الثالث (كانت الشعوب الكنعانية والفينيقية والسومرية تُقدسّ الارض وتؤلهها).
وفي الأيام الثلاثة الأخرى يخلق الله النيّرين العظيمين والطيور وأصناف الحياة في المياه والبهائم والحوش، وأخيرا، الانسان، ذكراً وانثى ويباركهم قائلا لهم انموا واكثروا واملأوا الأرض.
ويذكر كاتب الأيام الستة، النيّرين العظيمين كالسراجين المُضيئين الشبيهين بالسراج في الهيكل، بدلا من أن يذكر الشمس والقمر. وكأنما يوجه رسالة جوابية من (يهوه) إله اليهود، قائلا لجيران اسرائيـل الوثنييـن، إن آلهتهـم ليست بآلهة، وانما هي مُجرّد خلائق، خلقها (يهوه) في اليوم الرابع. وفي اليوم الخامس، يُوجه رسالة للفينيقين وغيرهم من الذين يعبدون آلهة البحار(ليوثان)، قائلا لهم: إن آلهتكم باطلة وإن الله (يهوه)، الاله الحق الذي لا إله إلا هو، خالق الأسماك الكبيرة في البحار.
فالخلق بحسب الفكر التوراتي اذاً، موّزع على ستة أيام الى أن يصل الى يوم السبت. ويُشدّد الكاتب هنا على(السبت) مُبيّنا أهميته لان الله نفسه يحفظه ويُضفي عليه طابعا مقدسا. والله (يهوه) يخلق في هذه الأيام الستة، عالما جميلا عادلا بالرغم من الشرّ والألم فيه، كون اليهود(ومنهم كاتب القصة) كانوا في جلاء بابل، يعيشون في حالة مزرية وفي عالم ملىء بالإحتقار. والخلق إذا أمل مستقبليّ يُريدنا الكتاب أن نصل إليه مستقبلا اي ليس شيئا مفقودا ولا مكانا جغرافيا على الارض فشل الانسان في الإحتفاظ به.
ولعل المقارنة بين القصة كما جاءت في سفر التكوين مع القصص البابلية عن خلق العالم تفيد بعض الشىء في معرفة غاية الانسان الاولى منذ بداية التاريخ بحبه وشوقه في إعلان خضوعه لقوة كونية خلقت كل شىء من العدم. ففي إحدى القصص السومرية- البابلية: لم يكن هناك سوى(أبسو) المحيط الأزلي... و(تيامات)... لا سماء ولا أرض... لا آلهة ولا بشر... فقط الفضاء.. والمياه الممتدة الى ما لا نهاية .. لا شىء سوى ظلمة حالكة... وكان منها آلهة نور... وأطلت (تيامات) حيث قرّرت أن تتخلص من آلهة النور (كونها لم تعرف سوى الظلام والفوضى)، فخلقت (تيامات) الوحوش المُخيفة المفترسة وانطلقت الثعابين المهولة ذات السم... والتنانين... والكلاب... والعقارب.. كلها تتحرك تحت امرة الأله الوحش (كنغو) الذي وعدته تيامات بالزواج اذا تغلب على آلهة النور... فيأتي الاله مردوخ لمحاربة الآلهة (تيامات) لنُصرة إلهة النور... فيقتل تيامات.. ثم يقطع قلبها.. يأخذ منه حبوب القضاء والقدر.. ومن جسم تيامات الممزق يخلق.. السموات.. والأرض.. والكواكب.. فيفكر مردوك بخلق من يعبد الآلهة.. يقوم بخدمتها. فيخلق الانسان.. ينحنى مردوخ على الأرض ليعجن التراب بدماء كنغو الشرير.. ويصنع من الطين أناسا تقوم على خدمة الآلهة وعبادتهم.
فاذا قارنا هذه القصة من آداب السومريين - البابليين مع القصة التوراتية، نجد تشابهاً كبيرا مع فروقات كثيرة أيضا. فالتشابه بين القصتين: هو مفهوم الخلق للكون والانسان وكل شىء تقريبا، مع وجود الماء والظلام قبل الشروع في الخلق في القصتين. وأما الفرق بين القصتين: فنجد أن الله(يهوه) في قصة التكوين لا يحتاج الى عقد معاهدات مع آلهة اخرى للبدء في الخلق، فهو يخلق(كل شىء) بكلمة من فمه وفي فترة قصيرة هي ستة أيام، إذ يخلق الانسان حرّا من التراب فقط من دون أن يكون فيه شىء إلهي كما في الأساطير البابلية. والخالق هو مجرّد عن الخلائق كليّا، صاف من أي تعلق بالمادة. وليس الشرّ من جوهره ولا يحتاج الى إستخدام الأنسان كما هو الحال في القصص البابلية التي تقول بأن الآلهة تخلق الانسان لكي يُعينها في أعمالها لكسلها.
وفي الاسطورة البابلية (اينوما ايليش ـ حينما خلق)، تعقد الآلهة معاهدات وتتزاوج وتحارب بعضها بعضا وتخلق الإلهة (تيامات) آلهة شريرة صغيرة، ويشن الأله مردوخ حربا شعواء عليهم وينتصر على تيامات الإلهة الأم التي أوجدت الآلهة الشريرة، ويلقي القبض على الاله(كنغو) قائد الآلهة الشريرة المُتمرّدة، فيُحكم عليه بالموت، ويُقتل للتخلص من الشرّ الذي فيه، ويُستعمل دمه(الممتزج بالشر) في جبل الانسان. والغاية من خلقه كانت لمساعدة الآلهة في أعمالها. وأما الانسان فلا حول له ولا قوّة، حيث أن الشرّ من جوهر جبلته وفي طبيعته من دون إرادته أو إختياره. وأما في القصة التوراتية فالأمر يختلف كثيرا عن القصص البابلية ولاسيّما في مسألة توزيع عمل الله على ستة أيام وإستراحته في اليوم السابع.
وتجدر الاشارة على أنه لا مجال للتفسير العلمي المُبرّر الذي يحاول البعض القول: أن الكاتب يقصد باليوم الواحد ألف سنة أو مئة الف سنة وغيرها من المُهاترات والمزايدات التي لاعلاقة لها بالكتاب المقدس، والذي هو قبل أي شىء آخر كتاب ديني وقصصه لاهوتية تعليمية، تهتم بمعنى وجود الأشياء وكيفية ظهورها للعيان، وليس بكيفية وجودها. وهو أيضا كتاب يَحكم على الأشياء الموجودة حولنا، حكما عيانيا وليس تحليليا علميّا على الاطـلاق، لان القصـة تعتمـد أصـلا على الأساطير كمواد للبناء، والايمان اللاهوتي بالله الواحد الأحد، كخارطة هندسية لهذا البناء.
وفي القصة التوراتية الاخرى ولاسيما قصة الانسان والمأساة (الخطيئة) في البستان(الفردوس) هي من المفهوم نفسه إذ تؤكد على وجود الخالق وحاجة الانسان والكون وكل ما فيه الى رعايته وضبطه للأمور لأنه هو المسؤول الاول والأخير عن تكوينه وإظهاره للوجود وخاصة الانسان الذي هو على صورته ومثاله: ففي النص التكويني المقدس: "كانت الحيّة أحيّل جميع حيوانات البرية التي خلقها الرب الاله. فقالت للمرأة: "أحقا قال الله: لا تأكلا من جميع شجر الجنة؟ "فقالت المرأة للحيّة:" من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله: لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا ". فقالت الحيّة " لا لن تموتا، ولكن الله يعرف أنكما يوم تأكلان من ثمر تلك الشجرة تنفتح أعينكما وتصيران مثل الله تعرفان الخير والشر". ورأت المرأة أن الشجرة طيّبة للمأكل وشهيّة للعين، وأنها باعثة للفهم، فاخذت من ثمرها وأكلت وأعطت زوجها أيضا، وكان معها فأكل. فأنفتحت أعينهما فعرفا أنهما عُريانان، فخاطا من ورق التين وصنعا لهما مآزر.
فنادى الرب الاله آدم وقال له: أين أنت؟ فأجاب سمعت صوتك في الجنة، فخفت ولأني عريان أختبأت. فقال الرب الاله: من عرفك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لاتأكل منها ؟ فقال آدم: المرأة التي أعطيتني لتكون معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت. فقال الرب الاله للمرأة: لماذا فعلت هذا ؟ فأجابت المرأة: الحية أغوتني فأكلت".
نجد في هذا النص، أجوبة دينية عديدة، لأسئلة طالما، يسألُها الإنسان أينما كان والى يومنا هذا: وتدور الأسئلة في معظمها حول الانسان نفسه والكون الذي يحيط به والشمس والقمر والنجوم والكواكب والمرأة والشرّ والموت والخلود وكذلك علاقة الانسان بالآخر ولاسيّما بالمرأة وبالحيوانات والنباتات. ويحاول الكتاب الإجابة على كل هذه الأسئلة بأسلوب اسطوري أستقاه الكتاب المقدس من آداب الشعوب المجاورة ولاسيّما الأدب السومري والبابلي والآشوري.
وهي قصة لاهوتية تعليمية عميقة، تؤكد على شىء واحد، ألا وهو(الله الخالق)، الذي يخلق الانسان ويُقيمه وكيلا وسيّدا للكون ليدير شؤونه وليجعله صالحا للسكن له ولنسله. ويسمي الأشياء والكائنات الحيّة بمسميّاتها. وفي القصة الكتابية أهمية خاصة للإنسان وكرامته، فهو لم يخلقه لكي يكون عبدا لله مسّيرا، وإنما حرّا ومُخيّرا في أعمال الخطيئة وفي أعماله الاخرى.
ويتكلم الكاتب عن فجر البشرية ولا يدّعي امتلاكه سجلات البشر الأوائل الذين سكنوا العالم منذ العصور الحجرية القديمة. ويريد أن يقول: إن محبة الله هي السبب الرئيسي التي من أجلها وُجدت الخلائق كلها وأن العالم ليس وليد صدفة، كما يدّعي بعض العلماء والفلاسفة، بل هو ثمرة من ثمرات مخطط الله الآب المُحب الذي من فيض حبّه أعطى الوجود لجميع الكائنات.
ويريد الكتاب القول: إن الانسان(كل الانسان) هو مُجرّد حفنة من تراب نفخ فيه الله نسمة الحياة، ويُسميه الكاتب آدم(التراب الأحمر) ويُسمي المرأة (حواء ـ السيدة الحياة)، ومعنى هذين الأسمين(السيد الإنسان والسيدة الحياة).
فالانسان إذا يُخلق من لا شىء وليس فيه شىء من جثث الآلهة كما تدّعي القصص السومرية والبابلية. ويُركز الكاتب في سفر التكوين على علاقة الله بالانسان وعلاقة الرجل بالمرأة وعلاقة الانسان بالكائنات الاخرى وبالكون. وهذه العلاقة بدأت وكأنها العلاقة نفسها بين الله وشعب اسرائيل في سيناء، التي يُعبّر عنها بعلاقة العهد بين الله والانسان، أي أن يكون شعب اسرائيل أمينا مع الله وان لا يعبد غيره من الآلهة (لا يكن لك آلهة تجاهي) الخروج 20: 3. فهذا العهد يُعبّر عنه باسلوب إسطوري وتعليمي جميل جدا، إذ يطلب الله (يهوه) منه أن يكون أمينا للرب ويضعه تحت حمايته(بركته) واذا زاغ واخطأ فإنه يخرج من تحت حمايته (بركته) وحينئذ فقط يشعُر بعريّه(انفتحت أعينهما فعلما أنهما عريانان) "تكوين 3 :23"، وإذا أخطأ وتعدى حدوده المرسومة له(فأنت يوم تأكل منها موتا تموت) " تكوين 2 :15 "، ويقصد بالموت هنا، الهلاك الروحي أو الموت الروحي.
ولكن في ملحمة جلجامش، يجد بطل القصة(ثمرة الحياة) بعد جهد جهيد ويرى بئرا مياهه عذبة، وينزل اليه ليغتسل. فإذا بحيّة تشمّ رائحة الثمرة، وتخرج من الأرض لتأكل الثمرة وتغيّر جلدها القديم. فيبقى جلجامش هناك ويبكي الى الأبد وتسيل دموعه.
فالرجل والمرأة هما من طبيعة واحدة في التوراة وانهما يختلفان عن الحيوانات. وعلاقتهما ليست، علاقة سيّد ومسود، بل علاقة شريكين على نفس المستوى. وفي هذه القصة التوراتية: يتعجب الرجل حين يرى المرأة لانها تكافئه. وأما في الأساطير القديمة، فالمرأة غير متكافئة وغير محترمة كسيدة وشريكة الحياة للرجل. والشىء الوحيد الذي من أجله تُحترم في الأساطير هي أنها مصدر للتكاثر.
وبعد أن يجبل الله الانسان(آدم ـ السيد الانسان) ويُسكنه في جنة عدن(الفردوس) ويخلق له شريكة الحياة(حواء ـ السيدة الحياة) ويقيمه وكيلا له ومسؤولا عن كل ما خلق، وعن كل ما كان يتمناه: واحة خضراء مليئة بالأشجار المثمرة والمياه الغزيرة، بالاضافة الى الأنهر الأربعة التي كانت في الفردوس، التي تمتد جغرافيا لتشمل الأرض كلها(المعروفة سابقا). فهو ليس حُلماً جميلاً فقدناه بل هو غاية مستقبلية مُثلى علينا تحقيقها بالعمل الدؤوب لحراثة الأرض وتشجيرها وتنظيفها وزرع الخير والسلام والمحبة في كل مكان. واستخدام كل شىء لمجد الرب الاله ولخدمة البشر، مهما كان لون بشرتهم وجنسهم ودينهم.
وبعد ان تُغري الحيّة المرأة بالأكل من الثمرة الممنوعة وبعد مشاركة الرجل للمرأة بالأكل من الثمرة، يقاصص الرب الاله، آدم وحواء والحيّة، بدءً بالحيّة ثم المرأة ثم الرجل، فيُطردون من الجنة أي من(الحياة مع الله). ونجد هنا أن للحيّة دورا مهمّاًّ مع ان الكل يعلم أن الحيّة لا تتكلم، ليس الآن ولا في عهد الانسان الأول. وهي تلعبُ دورا شبيها في الأساطير القديمة ولاسيّما(اسطورة جلجامش)، حيث نراها تسرق منه(ثمرة الحياة) بالحيلة، فيصبح الانسان مغلوبا على أمره، ويعود الى مدينته(اوروك) خالي اليدين. فأن كان اختيار(الحيّة) رمزاً اسطورياً مشابهاً للأديان القديمة، الا أن مفهوم الخطيئة هو مفهوم خاص بالكتاب المقدس لانجده في الأساطير السومرية- البابلية والمصرية. وأما الشرّ (الخطيئة) في قصة التكوين فهو إختيار شخصي للانسان وحرمانه من شجرة الحياة كان بإختياره الحرّ والخاص ولم يكن بسبب مباشر من الحية(المُجرّب) ولا بفعل عملها. ولكن الأمر يختلف في الأساطير القديمة، فالإنسان لا حول له ولا قوّة، وهو خادم للآلهة ومجبول بالشرّ من الآلهة، يفقد الخلود بالصدفة المؤلمة.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق كونية فلكية
- الجاذبية الثقالية: سبب الوجود والاستقرار في الكون العملاق
- شجرة الحياة: رموزها ومعانيها ودلالاتها اللاهوتية
- المجرات: جزر كونية في الفضاء العملاق
- كيف ولدت التقاويم
- البهائية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الطاوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الديانة السيخية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الجاينية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الكونفوشيوسية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الشنتوية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- البوذية: المنشأ والجذور والعقائد الروحة
- الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (ج 2)
- الإسلام: المنشأ والجذور والعقائد الروحية (الجزء الثاني)
- الإسلام:المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الاول)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثالث)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية(الجزء الثاني)
- المسيحية: المنشأ والجذور والعقائد الدينية(الجزء الاول)
- اليهودية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية
- الزرادشتية: المنشأ والجذور والعقائد الروحية


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - قصص الخلق في الديانات والثقافات المختلفة