أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - دروس من التاريخ : شهيدات نجران , وشهيدات منسيات - 2















المزيد.....

دروس من التاريخ : شهيدات نجران , وشهيدات منسيات - 2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 06:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لعبت الجزيرة العربية دوراً مهماً في التاريخ القديم والحديث , وقد ساهمت في الحضارة البشرية قسطاً وافراً وزاهياً , وخاصة اليمن بموقعها الجغرافي المُشرف والمُطلّ على بحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب , وطبيعتها وتضاريسها , وبشعبها المنفتح على شعوب المنطقة والمحيط , تمثلت بشكل بارز في مملكة حمير ومملكة سبأ .. وقد كانت اليمن من المحطات المهمة لقوافل التجارة العالمية بطرقها البرية والبحرية .
لقد ذكر إسم العرب في الإنجيل ( العهد الجديد ) أكثر من ثلاث مراّت , في بدء التبشير بالمبادئ المسيحية في القرن الأول الميلادي من قبل تلاميذ ورسل السيد المسيح في الجزيرة العربية وبنيت فيها الكثير من الكنائس والأديرة وأهمها كنيسة القلّيس – في ظفار ونجران –
وانتشرت فيها نظام ( المُكرّسات ) أي الفتيات المنذورات للعبادة وخدمة الكنائس والرعية , إلى جانب العلمانيات, وكانت الديانة الصابئية الديانة الأقدم من اليهودية والمسيحية منتشرة فيها أيضاً واليهودية والوثنية إلى جانبها متعايشين جميعاً بسلام – قبل سيطرة الإمبراطورية الفارسية وعنصرية اليهودي الذي تقوّى بوجود الجيش الفارسي -
كان في الجزيرة العربية أيضاً أكثر من مكان يدعى الكعبة مثال : كعبة نجران – أو الكعبة اليمانية -
من منا لم يسمع بأرض اليمن السعيدة ؟ اليمن والغنى والثروات وجمال ومدرّجات جبالها الخضراء ؟ من منا لم يسمع بسدّ مأرب الشهير ؟ ومن لم يسمع بغنى وثراء وجمال الملكة بلقيس التي دوّخت وغَرمت بالملك سليمان ؟
من منا سمع بكنيسة ( القلّيس ) الشهيرة في اليمن التي كانت سيرة الناس في ذلك الزمن الغابر !؟
وأيضاً من لم يسمع بمذبحة نجران والأخدود ( الخندق ) ؟

**
إن المنطقة التي نتحدث عنها ( نجران ) تقع في جنوب غرب الجزيرة العربية أي اليمن وما حولها بينها وبين الحجاز شمالاً - واليوم أصبحت ضمن المملكة العربية السعودية ويزورها السياح شهرياً أكثر من 30 ألفاً من الزوار – منطقة أثرية تاريخية مهمة بحاجة إلى تنقيب واعتناء ...

.......
لمحة تاريخية ..
لا بأس أن نستأنس والقراء شئ من التاريخ اليمني لنكون في الصورة الأشمل وتتمة للموضوع من جميع أبعاده الذي كتبتُ الجُزء الأول منه سابقاً -
كتبَ المؤرخ فؤاد يوسف قزانجي ما يلي حول موضوعنا اليوم :
" في مدونة للمؤرخ السرياني زكريا الملطي ( نسبة إلى ملاطية ) , سجّل فيها صفحة حزينة مروّعة من صفحات تاريخ مملكة حمير في اليمن التي ورثت مملكة سبأ بعد انهيار سد مأرب فيها , وتحتل مملكة حمير منطقة واسعة تمتد من حدود مدينة نجران شمالاً حتى عدن جنوباً ومعها شواطئ البحر الأحمر . وكانت عاصمتها مدينة فار لكن أبرز مدنها كانت نجران التي كان كثير من أهلها مسيحيين وذلك منذ بدأ انتشار المسيحية فيها في القرن الرابع للميلاد . أما لغتها فهي المعروفة بالحميرية وهي من اللغات السامية التي كان لها كتابة خاصة بها تعرف بالمسند ثم استبدلته بالسريانية .
وقد اشتهرت نجران بكنيستها التي وردت في بعض المصادر العربية باسم " كعبة نجران " , لكن ياقوت الحموي في معجمه يروي أن دير نجران هو المسمّى كعبة نجران أو " الكعبة اليمانية " , وكانوا بنو عبد المدان قد بنوه مربعاً مستوي الأضلاع والأقطار , مرتفعاً عن الأرض يرتقي إليه بدرجات . وكانت تحجّ إليه بعض القبائل العربية حينما تحل الأشهر الحُرُم مثل بنو خثعم الذين كانوا في اليمن والبحرين وغيرهم .
وكانت حميَر مؤلفة من قبائل عربية تنتشر فيهم المسيحية واليهودية إلى جانب الوثنية . وتبدأ الحوادث المريعة حينما توفي ملك حميَر وشغر العرش فاستغلها زعيم إحدى العشائر اليهودية المدعو يوسف أسعر أو مسروق , فهاجم ظُفار واستولى على الحكم .
وذكر إبن العبري المؤرخ السرياني , أن ذا نواس وإسمه يوسف أسار كان من أهل الحيرة في الأصل , وكانت أمه يهودية من أهل نصيبين وقعت في الأسر فتزوجها والد يوسف فأولده منها , ومعنى هذا أنه لم يكن يمنياً بل يهودياً وقد وفد على اليمن ونشأ فيها . وقد لاحظ المستشرقين أن إسم يوسف ذي نواس ليس على شكل وطراز أسماء وألقاب ملوك اليمن – وهذا ما دعاهم إلى التفكير في احتمال صحة ما ذكره إبن العبري . و بعد استيلائه على الملك راسل ملك الحيرة لكي يؤثر عليه ويحمله على أن يفعل بالمسيحيين في مملكته ما فعله هو بهم . كما كان يريد بذلك أن يتحالف مع مملكة الحيرة ومن ورائهم الفرس لمقاومة الأثيوبيين الأحباش .
وفي سنة 225 كانت نهاية حكم ذي نواس بعد أن احتل الأحباش اليمن , وقد عثر على موضع يسمى " سلع " أي الحجر يعتقد أنه القبر الذي دفن فيه أبو نواس بعد موته ’ على نصين أشير فيهما إلى أسار , ويذكر النص إسم ( مكن يسف أسار ) اي ملك يوسف اسار كما قرأه البحاثة " رايكمانس Ryckmans “ " .
وقد كتب النص في عام 633 من التقويم الحميري اي في سنة 518 م .
كما يتبين من تفاصيل النص المنقوش على الحجر أن يوسف أسار هاجم ظُفار مقر الأحباش واستولى على ( القليس ) أي كاتدرائية ظفار ثم سار إلى قبيلة " الأشعر " وحارب وقاتل , فقتل كل سكانها واستولى على كنيستها , ثم أحصى عدد من قتل فكان ثلاثة عشر ألف قتيل " وعدد من أخذ أسيرأً بلغ تسعة اّلاف وخمسمئة أسير " .واستولى على 280 " ألف رأس من الماشية , وأخذ غنائم عديدة أخرى , واتجه الملك اليهودي بعد ذلك مع جيشه إلى مدينة نجران حيث تجمع رؤساء عشائر بني أزان أو يزن وقبائل همدان وأعراب من مدن كندة ومراد وذحج , فأنزلت جيوش الملك خسائر بهم وبالأحباش الذي كانوا قد تحصنوا بالحصون , كل هذه الكلمات نقشت على الحجر وانتهت بعبارة " الرحمن : رب اليهود " @ - فلما بلغ الخبر المروّع مار شمعون – سمعان – أسقف بيت أرشم أو أوشم " انتشر الخبر بسرعة الذي عكس الإستشهادات المروعة التي قام بها الملك يوسف اسار ويقال له أيضاً مسروق الملقب بذي يزن " ( 510 – 523 م ) , على المستويين الإجتماعي بين أهالي الحيرة وساليق وكشكر وبيت قنى وغيرها , وعلى المستوى السياسي أي صراع القوى بين الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية بما تعكس علاقاتهما بالممالك الأصغر مثل الحبشة أثيوبيا وحمير ومملكة الغساسنة في الصحراء السورية ومملكة المناذرة او اللخميين في الحيرة وما جاورها . وقد ألهب استشهاد الاّلاف خيال العامة ,, وسرعان ما وجد مكاناً في تقويم جميع الكنائس لذلك بقيت قصص الشهداء حية قائمة الشهداء بالسريانية واليونانية والحبشية والعربية والأرمنية والجورجية .
إن القيمة التاريخية تثبت بما لا يقبل الشك من خلال النصوص المنقوشة في نجران وظفار وفي قبر إبي نواس المنقوشة على ألواح حجرية وضعت حول القبر كما ذكرها المؤرخ ( جواد علي ) نقلاً عن قراءات المستشرقين لها , إضافة إلى ذلك فهنالك وثائق سريانية ذات أهمية تعزّز تلك النصوص من بينها رسالة من ( مار شمعون ) التي كتبت في مدينة الرملة في أثناء الصوم الكبير حيث كان قد سافر إليها من عاصمة اللخميين ( حيرة النعمان ) في 2 كانون الثاني من عام 524 برفقة القسيس ابراهام بن يوفراسيوس الذي كان قد أرسله الإمبراطور يوستنيان أو جوستنيان لأجل الصلح مع الملك اللخمي المنذر الثالث . وبينما كانوا في مخيم المنذر وصلت رسالة رسول ملك الحميريين " أي يوسف " يعلن فيها للمنذر كل ما ارتكبه وفعل بالمسيحيين في اليمن وخاصة في نجران . دمار ..

يكتبه مارشمعون الأرشمي في رسالته هو كل ما حوته الرسالة عن يوسف من كلمات الملك ذاتها مع بعض التقارير الإضافية لشهودعيان والتي أحضرها إليه أناس اّخرون جاءوا من نجران . وكان يهدف من الرسالة أن ينقل الخبر إلى أساقفة السريان الأرثوذوكس ليتمكنوا من حمل البطريرك الإسكندري على الكتابة إلى الملك الحبشي وحثه على أرسال المساعدة سريعاً , يدعم كل ذلك " كتاب الحميريين " باللغة السريانية وهومن الكتب التي أنجزت بعد مذبحة نجران الذي يتحدث عنها الملك الحبشي المسمى " كالب " في مملكة حمير لإستعادة الحكم الحبشي المسيحي . بالإضافة إلى ذلك هناك مصدر غير سرياني يدعى ( إستشهاد أريثاكس ) ويتحدث عن قائد النجرانيين ويظهر أيضاً في الروايات السريانية حيث يدعى حارث بن كعب هذه الرواية التي انتشرت في مناطق الخلقيدونيين في شمال سوريا موجودة أيضاً باليونانية والحبشية , وتبدأ الرواية مثل " كتاب الحميريين " في إعادة النظام في اليمن من قبل الملك " نجاشي " الحبشة , لعل إسمه الحقيقي كالب وهذا هو إسمه الديني في المعمودية . ويتحدث الكتاب الثاني أي يوسف أسار أو أسعر بعد أن احتل مدينة ظفار بالخديعة انتقل نحو الشمال إلى نجران . وهناك بعد حصار طويل حث قادة المدينة على فتح الأبواب واعداً إياهم بضمان سلامتهم , ولكنه مرة أخرى حنث بوعده وكان على المسيحيين أن يختاروا بين اعتناق اليهودية أو الموت الزؤام . وهكذا حدثت أغلب الإستشهادات التالية في بحر أسبوع بدأ بحرق الكنيسة وفي داخلها كثير من رجال الدين والاّخرين . وكان بين القتلى عدد كبير من النساء . ويرد وصف مقتلهن في الروايات السريانية من أبرزهن " أليصابات " أليزابيت والنسوة النبيلات ومرافقتهن مثل رَهَم ومَحيا وكذلك حَبصة وحيّة . هؤلاء النساء قتلن أو أحرقن في الكنيسة التي ألتجأن إليها .
ولقد ذكرت الحادثة المروعة في القراّن مشيرة عن فاجعة ذات الأخدود حيث ألقي فيه المؤمنون وعندما رفضوا إنكار دينهم المسيحسي أمر زعيم اليهود ذا نواس بحرقهم أحياء وقد خلد القراّن ذكرى ضحايا نجران المؤمنين باّيات واضحة لا يمكن إنكارها : " قتل أصحاب الأخدود , النار ذات الوقود , إذ هم عليها قعود , وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود , .... " " سورة البروج . أيات 4 – 8 .
ويُكمل الكاتب
وبعد دعوة الإسلام في الجزيرة العربية , أرسل شيوخ مملكة حمير وفداً وهو علية القوم إلى الرسول الكريم في المدينة . وقدموا له فروض الإحترام وكتب لهم النبي الأمين أنه قال : القرى المحفوظة أربع : مكة والمدينة وإيلياء ونجران , وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبداً " .

.....
هنا يتبادر لنا السؤال التالي : هل هناك علاقة بين إسم وسكان نجران اليمن , ونجران العراق ؟
وإذا كان هناك ترابط أحداث تاريخية ما هي وكيف حدث ذلك وما هو الرابط ؟ وهل يحق لنا طرح هذا السؤال من باب المعرفة التاريخية أم لا ؟
طبعاً الباحث الصادق والكاتب الأمين عليه أن يتحرّى كل شئ حول الموضوع .
:::( بعد وفاة الرسول الكريم وفي زمن الخليفة عمر بن الخطاب , أمر بإجلاء أهالي نجران من المسيحيين مخالفاً العهد الذي أعطي لهم فغادروا بلادهم اليمن وتركوا أراضيهم وتوجهوا إلى حاضرة الكوفة ) .
التاريخ يعيد نفسه بشكل اّخر وبأساليب أخرى مع الأسف !!!
كتب ياقوت الحموي في معجمه : " فلما ولي عمر ( رض ) أجلاهم ويقصد المسيحيين في ( نجران واليمن ) واشترى منهم أموالهم . وقال ابوحسان الزيادي انتقل أهل نجران إلى قرية تدعى نهر أبان من أراض الهجر المنقطع من كورة بهتباذ من طهاتيج الكوفة " . وسكنوا في قرية دعوها ( نجران أو نجرانة أو نجرانية ) قرب الكوفة . وابتنوا كنيسة دعوها الأكيراح . وشخصوا جماعة إلى الخليفة عمر فتظلموا يريدون العودة إلى ديارهم فرجع الجواب وقد مات عمر . فانصرف النجرانيون إلى قريتهم ثم شخصوا إلى الخليفة عثمان ( رض ) فكتب في أمرهم إلى الوليد بن عتبة فألفوه وقد أحرجه أهل الكوفة , فانصرف النجرانيون مرة ثانية إلى قريتهم وكثر أهلها وغلبوا عليها " .
أما المؤرخ صالح أحمد العلي فيكتب عن نجران العراقية قائلاً : " اما نجران فقد أنشأها أهل نجران اليمن الذي أجلاهم عمر بن الخطاب عن أرضهم في اليمن ونقلهم إلى العراق . ويقول الطبري عن حوادث سنة 20 هجرية .. فيما أجلى يهود " كذا " في الأصل والصحيح نصارى نجران إلى الكوفة . ويتبين من النص الذي أورده ياقوت الحموي عن النجرانية أنها تقع على نهر أبان , ولعله هو النهر بين الكوفة وقصر إبن هبيرة وينسب إلى أبا بن الصامغان من ملوك النبط . وفي ولاية الخليفة علي بن ألبي طالب ( رض ) طلب النجرانيون من الخليفة السماح لهم بالعودة ولكنه رفض طلبهم أيضاً .
وفي رثاء الإمام علي قال عبيدالله بن موسى الحارثي يذكر قرية نجران : ( وقد حمل النعش إبن قيس ورهطه بنجران والأعيان تبكي شهودها مما يدلل ذلك على قرب قرية نجران من الكوفة وعلى مشاركة أهلها في هذه المناسبة الحزينة ) .
" أما نجران فقد أنشأها أهل نجران اليمن الذي أجلاهم عمر بن الخطاب عن أرضهم في اليمن ونقلهم إلى العراق ) .

....

نختم بحثنا المؤلم والمشوّق في لفتة قصيرة إلى الوراء , إلى جنوب جزيرتنا العربية لمعرفة تاريخ شعوب المنطقة العبودي ( الهولوكوستي ) الذي يتكرر كل يوم مع الأسف حتى الساعة أي من ( القرن السادس الميلادي حتى القرن 21 أمام العالم الديمقراطي ) وحقوق الإنسان والحرية التي يتشدقون بها !!! وما زال سكان هذه المنطقة في بلاد الشام والرافدين وغيرها ُيقتلون ويطردون من أوطانهم وجذورهم وأرضهم وبيوتهم بالإحتلالات الجديدة الصهيونية والأميركية والإيرانية - -
نموذج اّخر من البطولة والشجاعة النسائية في بلادنا ,, في جزيرة العرب التي كانت تموج في الأديان والكنائس دون اضطهاد وقتل قبل دخول سيطرة الإمبراطورية الفارسية عليها - وفيما بعد التطرف الديني الإسلامي فيها :

النساء الحرائر
----------------
( التفت الملك إلى النسوة قائلاً : لقد رأيتن بأم أعينكن موت أزواجكنّ لأنهم رفضوا أن ينكروا المسيح والصليب , ولأنهم ادّعوا مجدّفين أن المسيح هو الله وإبن أدوناي فأرأفن بحالكن الاّن وبأبنائكن وبناتكن أنكرن المسيح والصليب واعتنقن اليهودية مثلنا يكتب لكن الحياة وإلا فستقتلن حتما-
أجابت النسوة : المسيح هو الله وإبن الله الرحيم نؤمن به ونعبده وسنموت من أجله حاشا لنا أن ننكره وأن نكفر به أو نعيش بعد موت أزواجنا لا سنموت مثلهم من أجل المسيح . تلك السيدات اللواتي كن من المكرّسات والراهبات لم يحترقن في البيعة مع رفيقاتهن فقلن للعلمانيات من العدل ان نقتل نحن أولا ً. لكن العلمانيات أجبن لا نحن أولاً من العدل أن نُقتل نحن أولاً بعد أزواجنا مباشرة .
أمر الملك باحضار السيدات إلى الوادي وقتلن هناك ,, هرعت السيدات معاً تدفع الواحدة الأخرى بمنكبيها , وكل واحدة تريد أن تموت أولاً , كان الملك الغاشم وأعوانه يسخرون منهن وهن يتسابقن إلى الموت وهكذا نلن إكليل الشهادة بالسيف في يوم الأربعاء كما كتب سابقا وفي شهر تشرين الثاني من عام 835 م وفق التاريخ الإسكندري الإثنين 16 تشرين الثاني في تاريخ الحميريين " ) .

وهناك الكثير من أسماء الشهيدات مثل : القديسة الحبيسة بلاجيا الأنطاكية في القدس – ومرثا , وكانديدا وثقلا ورفيقاتها – وتاربو وأختها – باعوثا – ثقلا ودَنَك – وطاطون – ماما – مَزخيا – واّنّاً – أبيَت – حَثاي – ومزخيا – تقلا , مريم , مرثا وإيمي – والشهيدة أناهيد وقصتها الرهيبة العجيبة المؤثرة لوحدها تحتاج إلى مقالة خاصة !! وكل هؤلاء الشهيدات من بلاد الشام والرافدين أيام الإحتلال الفارسي لبلادنا استشهدن لإيمانهن بالمسيحية -

هذه هي شعلة الحب بما يؤمن الإنسان ..عندما تمرُّ أو تجلس في القلب أو تخرج منه لا تحرق الجسد , بل هي من الروح وإلى الروح مُطهّرة وطاهرة .

بنات الشرق .... !
هذا هو الشرق وجنّات بلادنا المقدسة بعطر الفكر ونقاوات الروح والثورات المتتالية عبر أجياله بناته وشبابه رجاله ونسائه , يا له من موقع مميّز جغرافياً وتاريخياً وإنسانياً ..,,, ومُحارب دولياً وأقليمياً للسيطرة عليه والتحكم في طرقه وموارده ومياهه الغنية !
لقد نشأت على أرضنا وبيننا أولى الصوامع والمعابد والأديرة والكنائس والمساجد ’, والاّلهة والأنبياء والكاهنات والنبيات ونظام الرهبنات والمكرّسات ’ والشهيدات والقديسات من أرضنا كثيرات ,, من بلادنا وشرقنا أولى الملكات والأميرات أولى المعلمات والعاملات والمزارعات والصيدليات والطبيبات وأولى العاشقات المحبات والشاعرات والراقصات والمغنيات والحكيمات ...
اليوم .. نحن في القرن الواحد والعشرين قمة التطوّر والعلم والمعرفة والإتصالات ...... وطالما لدينا هذه الخميرة من الحضارة الإنسانية العريقة , متى سيصبح الدين لله والوطن للجميع .. يختار الإنسان الدين الذي يريده والمقتنع به أو اللاديني , دون قتل وتشويه ومحاربة ..؟ متى سترتقي دولنا العربية الحديثة والتقليدية إلى مصاف الدول المتقدمة وتصبح دولة المواطنة لا دولة الطائفة أو الدين أو الحزب أو العشيرة , والمختلف يُهجّر أو يقتل ويطارد ويُضطهد وتسلب حقوقه المدنية .. متى !؟
ما أكثر " الهولوكوستات " والمجازر التي سارت ونفّذت على امتداد أرضنا وأوطاننا واحدة بعد الأخرى حتى الساعة , من كردستان حتى اليمن ومن العراق حتى فلسطين مروراً بلبنان وسويا ..!! كم قدمت شعوبنا من شهداء وما زالت نتيجة التخلف والإستبداد السياسي والديني والطائفي ؟؟ متى ستنتصر إرادة الثورات العربية الحرة لتبني مستقبلاً مشرقاً ديمقراطياً يليق بشعوبنا وبعيداً عن التعصّب والجهل والتقوقع والتحنيط والعبودية ... والفاشية ؟
.....

وأخيراً
ماذا عن نجران اليوم , والأمس ؟
ماذا عن اّثار الجرائم ضد الإنسانية والهولوكوست الأول ؟
هل أصبح مزاراً أم لا ؟
هل سيصبح مزاراً في يوم ما ؟ ربما .......!
من يعلم التاريخ كيف يدور ؟
" لأنه ما من محجوب لن يكشف وما من خفي لن يعلن " -
... لا شئ يُخبّأ لا سر يموت !!؟
مريم نجمه / هولندة
---------------------------------------
بعض المصادر : المؤرخ : يوسف قزنجي – المؤرخ : جواد علي – الكاتب والمؤرخ : جريس الهامس – قديسات وملكات من المشرق السرياني وجزيرة العرب – ترجمة : فريدة بولس وميسون الحجيري .



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اليوميات : عامين وشهرين ويومين , قدرنا مع الحرية - 43
- من اليوميات .. أسئلة ؟ - 42
- دروس من التاريخ : شهيدات منسيات , شهيدات نجران - 1
- 23 نيسان - عيد القديس جوارجيوس ؟
- يوميات جديدة - 41
- العالم يتغيّر
- قبلة الصباح - من اليوميات - 41
- خواطر .. ويوميات ؟
- تعابير وكلمات شعبية صيدناوية - رقم 10
- من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - 6
- من كل حديقة زهرة - 40
- أمثال وحكم , وكلمات ماثورة - من كل حديقة زهرة - 39
- أذار شهر الأعياد !
- الكلمة .. من اليوميات - 40
- مبروك للبابا الجديد ..
- سنتان .... مع الحرية - من اليوميات - رقم 38
- الجسد ..
- همسات نسائية - 2
- درج الليل ..
- من اليوميات - 37


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - دروس من التاريخ : شهيدات نجران , وشهيدات منسيات - 2