أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - المشهد السياسي لليسار الايطالي .. المشاكل والآفاق















المزيد.....

المشهد السياسي لليسار الايطالي .. المشاكل والآفاق


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 23:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



بقلم: رامون مانتوفاني
ترجمة: رشيد غويلب
في مقال خص به رامون مانتوفاني موقع kommunisten.de تحدث عن المشهد السياسي لليسار الايطالي، والمشاكل الكبيرة والآفاق بالنسبة لحزب اعادة التأسيس الشيوعي.
رامون مانتوفاني: عضو السكرتارية الوطنية لحزب اعادة التاسيس الشيوعي، وكان في عام 1991 احد اعضائه المؤسسين، وشغل لسنوات طويلة منصب سكرتير لجنة العلاقات الأممية فيه. وقد انتخب في انتخابات عام 1992 ، 1996 ،2001، 2006 عضوا في البرلمان الايطالي.



يعيش حزب اعادة التأسيس الفترة الاصعب، منذ تأسيسه قبل اكثر من 20 عاما. فبعد مشاركته في حكومة تحالف يسار - الوسط، التي جاءت نتيجة لتصويت الاكثرية داخل الحزب لصالحها، كان الحزب، وبالتعاون مع الخضر وحزب الشيوعيين الايطاليين، واليسار الديمقراطي (كتلة انشقت من اليساريين الديمقراطيين، بعد ان تحول الاخير الى الحزب الديمقراطي)، وراء تشكيل قائمة اليسار وقوس قزح. وفي عام 2006 حصل حزب اعادة التأسيس، وحزب الشيوعيين الايطاليين والخضر سوية على 10 في المائة، أي ما يساوي 4 ملايين صوت تقريبا، وشغلوا بذلك 125 مقعداً في مجلسي?الشيوخ والنواب. وفي عام 2008 حصلت قائمة اليسار وقوس قزح على 3,1 في المائة، أي ما يعادل مليون صوت، ولم تحصل بذلك على اي مقعد. وكان لهذه الهزيمة ثلاثة اسباب رئيسة هي:
1 – كانت تجربة سنوات المشاركة في الحكومة سلبية للغاية. لقد خانت الحكومة النقاط التي وضعها وابتكرها اليسار في برنامجها، وتسبب ذلك في خيبة امل كبيرة في اوساط ناخبينا، وناخبي المجموعات اليسارية الصغيرة الاخرى، ونتيجة لذلك حدثت مقاطعة كبيرة للمشاركة في الانتخابات.
2 – وفي نظام الاكثرية الانتخابي القائم على ثنائية القطب، حصل الحزب الديمقراطي على الكثيرمن اصوات ناخبي اليسار ، باعتباره «اهون الشرين مقارنة بقائمة بيرلسكوني».
3 - التخلي عن المطرقة والمنجل، التي تعد رمزا للحركة العمالية، والاسوأ منه، اعلان مجموعة شخصيات بارزة في قيادة الحزب، عن عزمها على حل الحزب في مجرى حركة يسارية عامة جديدة، اخرج القاعدة النشطة للحزب، والكثير من ناخبيه من توازنهم، وصوتوا للقائمتين التروتسكيتتين، اللتين انشقا عن الحزب في سنوات مشاركته في الحكومة.

هزائم إنتخابية وانشقاقات في حزب إعادة التأسيس

كان مؤتمر الحزب الذي اعقب الهزيمة الانتخابية، قد تحول الى حلبة لصدام لامثيل له، بين أولئك الذين ارادوا حل الحزب وضمه الى حركة يسار - الوسط، وأولئك ، الذين ارادوا الحفاظ على الحزب، والتوصل الى وحدة اليسار كبديل للحزب الديمقراطي.
كسب التصويت انصار الاختيار الثاني (الحفاظ على الحزب) بحصولهم على 52 في المائة، ، ولكن الخاسرين استمروا بإثارة جدل حاد وصولا الى الانشقاق . وحدثت انشقاقات مماثلة في حزب الخضر وحزب الشيوعيين الإيطاليين نتج عنها تأسيس حزب «يسار، حرية». لقد كان هذا الانشقاق مثيرا بالنسبة لحزب اعادة التاسيس الشيوعي، الذي فقد نتيجة له نصف اعضائه الـ 100 الف، ومع كل رفيق انتقل الى صفوف حزب «يسار، حرية»، ترك اربعة رفاق آخرين الحزب، وانسحبوا من الحياة السياسية النشطة. وأصبحت الخلافات والصدامات لا تطاق، يضاف اليها دعم وسائل الاعلا? لحزب «يسار، حرية»، ووصفها حزبنا بالتنظيم المغلق وعديم الفائدة.
وفي انتخابات البرلمان الاوربي عام 2009 اشترك حزبنا وحزب الشيوعيين الايطاليين، ومجموعة يسارية صغيرة بقائمة موحدة ركزت على التقارب مع حزب اليسار الأوربي وكتلة اليسار في البرلمان الاوربي ، وحصلت على 3,4 في المائة، ولم تحصل على مقعد في البرلمان، وحصل حزب الحرية اليساري على 3,1 في المائة، وبقي هو الآخر خارج البرلمان. وكانت النتائج التي حققها الحزبان متشابهة في جميع الانتخابات المحلية الى يومنا هذا. وبعد ذلك شكل حزب اعادة التاسيس، وحزب الشيوعيين الايطاليين، ومجموعات صغيرة فيدرالية اليسار، في حين غير حزب «يسار،?حرية» اسمه الى «يسار، حرية، البيئة».

حكومة مونتي و إنتخابات 2013

وبسقوط حكومة برلسكوني في عام 2011 وتشكيل حكومة مونتي، التي كانت مدعومة من قبل الحزب الديمقراطي وقوى اليمين ازدادت الأزمة الاقتصادية سوأ، وارتفعت البطالة وعلاقات العمل غير المستقرة، وأصبح من الصعب السيطرة على الوضع الاجتماعي في البلاد. وفي هذه الظروف قرر حزب «يسار، حرية، بيئة» الذهاب سوية مع الحزب الديمقراطي بنية الانضمام الى الحزب الاشتراكي الاوربي. وهنا انقسم تحالف اليسار بين الذين ارادوا الاقتراب من الحزب الديمقراطي، والعمل مع تحالف يسار - الوسط، كحزب الشيوعيين الإيطاليين، والآخرين الذين اصروا على تجميع?جميع القوى في قائمة ضد حكومة مونتي، وكان هذا اختيار حزب اعادة التأسيس الشيوعي. وفي النهاية رفض الحزب الديمقراطي عقد اي اتفاق مع حزب الشيوعيين الايطاليين، وحزب «ايطاليا القيم»، (الذي كان حتى ذلك الوقت جزءاً من قوى يسار – الوسط، الذي كان معارضا شديدا لحكومة مونتي. ونتيجة لذلك ، وبسبب ان التحضير للانتخابات المبكرة، تم في وقت قصير تشكيل قائمة «الثورة المدنية» من حزب اعادة التأسيس الشيوعي، وحزب اتحاد الشيوعيين، وحزب ايطاليا القيم، والخضر، ومجموعات يسارية. وحصلت هذه القائمة على نتيجة سيئة جدا هي 2,4 في المائة م? الاصوات.
لقد ذهب الجزء الرئيس من اصوات ناخبي اليسار احتجاجا ، لصالح قائمة « حركة 5 نجوم» بزعامة النجم الكوميدي بيبي غريللو، وذلك بسبب عدم التجانس السياسي داخل قائمتنا، وتذبذب بعض القوى المشتركة فيها نحو الحزب الديمقراطي، وفضل قسم آخر منهم الامتناع عن المشاركة في التصويت. وتسبب تكرار الهزيمة الانتخابية في شيوع واسع لحالة من الإحباط وعدم الثقة.
وازاء هذا الوضع بدأ حزب اعادة التأسيس الشيوعي مناقشة استراتيجية عميقة ستتوج في الخريف القادم بمؤتمر استثنائي للحزب. ان الحزب سيظل نشطا، ويعمل من اجل قوة، او تحالف مضاد للرأسمالية، ينبغي ان يكون بديلا لتحالف يسار – الوسط في الانتخابات المقبلة. وهذا الجهد مماثل لتجربة الحزب الشيوعي الاسباني، واليسار الاسباني المتحد.

ملاحظات ختامية

وفي ما بلي بعض الملاحظات الختامية حول الوضع السياسي المعقد لليسار الايطالي، ولحزب اعادة التأسيس الشيوعي. لقد فرض على حزب اعادة التأسيس ان يعيش في العشرين سنة الاخيرة 8 انشقاقات، انبثقت من يمين الحزب ويساره. وكانت هذه الانشقاقات تحدث دوما على خلفية النزاع بشان الموقف من يسار – الوسط، او لها علاقة بمسألة المشاركة بالحكومة.
وكان هذا يجري على خلفية تطور مجتمعي مستمد اكثر فأكثر من النزعة الفردية، ويعكس حالة من التمزق المستمر. وعلى اثر الهجمات الرأسمالية ، الليبرالية الجديدة على المجتمع، منذ بداية الثمانينيات، تشكل في عقد التسعينيات تحول ثابت في النظام السياسي: من النظام البرلماني الى نظام «الحكم الممكن»، ومن النظام الانتخابي النسبي الى نظام الاغلبية. انه ما يسمى بالجمهورية الثانية، التي تقوم على القطبية الثنائية.وهو نظام منيع ومغلق تماما بوجه المطالب الديمقراطية والشيوعية، وناتج عن املاءات التكنوقراطية المالية الاوربية، ويتنافى?تماما مع النضالات السياسية والاجتماعية. وهو الذي اجبرنا على الانظمام الى قوى تختلف كليا مع برنامجنا، لغرض الحد من هيمنة يمين بيرلسكوني المافوي الرجعي، وهو الذي انتج دائما حكومات اتبعت ، في الاقتصاد والسياسة الخارجية، اسس الليبرالية الجديدة ذاتها، وقد ترتب على ذلك خيبة امل عميقة لدى ناخبي اليسار. ومن ثم يأتي الاتهام لحزب اعادة التأسيس الشيوعي، بأنه يدعم بيرلسكوني، ويأخذ الاصوات من الحزب ألديمقراطي، باعتباره «اهون الشرين» ، وتجدر الاشارة الى انه من غير الممكن بالنسبة لحزبنا التوصل الى اتفاق حكومي مع الحزب ?لديمقراطي، بسبب سياسته الليبرالية الجديدة، والناتجة من تبنيه لاديولوجية الليبرالية الجديدة بالكامل.
ولهذا كان اي قرار يتخذ وفي اي اتجاه كان يقود الى خيبة الامل، او حتى الانشقاق، واذا ما تجاوزنا الاخطاء الذاتية، التي تحدث دائما ، فان هذه الظروف الموضوعية، هي التي سببت الصعوبات الكبيرة، والهزائم لحزب اعادة التاسيس الشيوعي. وهذا يفسر خصوصية الحالة الإيطالية في السياق الأوروبي، حيث تلقى بدائل، ومقترحات اليسار الطبقية التأييد، بسبب الأزمة الرأسمالية في العديد من البلدان الاخرى.

حزب إعادة التأسيس الشيوعي سيواصل النضال

ان هناك ضرورة لاستمرار حزب اعادة التأسيس الشيوعي، والتأسيس لحضوره الجديد في المجتمع، والامر يتعلق بتجميع القوى السياسية والاجتماعية، والإفراد الذين يجدون، بعد هذه الهزائم الكثيرة معنى للنضال من اجل تحقيق التحولات في البلاد. وسوف لم يحل الحزب نفسه، لانه يعتقد بضرورة وجود قوة شيوعية منظمة. وحزب اعادة التاسيس الشيوعي، الذي يمثل اليوم، وبفارق كبير، اكبر قوة يسارية في البلاد، مستعد لوضع كل قواه، للبدء بعملية توحيد من الاسفل، تقوم على مبدا «راس واحد، صوت واحد»، لبناء قوة يسارية بديلة تقف خارج «يسار الوسط»، وتسي? بوصلتها باتجاه حزب اليسار الاوربي، وكتلة اليسار في البرلمان الاوربي.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصوات تطالب بالخروج من منطقة اليورو وأخرى تفضل البقاء عرض مو ...
- امريكا اللاتينية ومواقف اليسار
- -يجب ان نبدأ الثورة المدنية- / مؤتمر لقوى اليسار حول الصراع ...
- امريكا اللاتينية بعد شافيز
- في مقالة مهمة لزعيم كتلة اليسار اليوناني/ مقترحنا لحل الأزمة ...
- تحالف اليسار يحصد ثلثي مقاعد البرلمان - بعد فوز مرشحه برئاسة ...
- كلارا زتكن والأممية الشيوعية
- الحزب الشيوعي الشيلي : الهدف هو الحاق الهزيمة بالمحافظين
- على طريق دحر قوى الحرب والاستغلال والرجعية /أفغانستان: نحو ح ...
- تضم الصياغات الأولى ل-رأس المال-/ طبعة جديدة لأعمال ماركس وا ...
- في الذكرى ال65 لتأسيس عصبة الشيوعيين/شبح الشيوعية ما زال يجو ...
- -ماذا يعني ان تكون اليوم يساريا ؟ -
- قراءة الحزب الشيوعي الأمريكي/ الصراع الطبقي وانتخابات الرئاس ...
- حزب آخر؟ نعم – حزب ثوري، علمي، وديمقراطي، وأكثر فعالية - ليو ...
- الأزمة المالية والنتائج الانتخابية لليسار/ لماذا لا يحصد الي ...
- الحزب الحاكم في اسبانيا هل في نيته القطع مع الفرانكوية؟
- بعد شهر من الانقلاب البرلماني/ باراغواي: الرئيس الشرعي يتحدث ...
- شيلي: تنوع الحركة الاحتجاجية واتساعها
- القوى الرئيسة في اليسار اليوناني وطبيعتها*
- لإقطاعيون ومافيا المخدرات يقصون الرئيس اليساري المنتخب / بار ...


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - المشهد السياسي لليسار الايطالي .. المشاكل والآفاق