أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - مصر تخضع للإرهاب














المزيد.....

مصر تخضع للإرهاب


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 22:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا كان الأثر يدل على المسير، وإذا كانت النتائج تفضح المقدمات، فإن الإفراج عن الجنود المخطوفين بدون إراقة نقطة دم واحدة يضع عقولنا أمام احتمال واحد وهو أن الرئيس مرسي قد فرط في كرامة مصر، وخضع للإبتزاز، واستجاب لكل أو بعض مطالب الخاطفين.
لقد كذب علينا النظام الحاكم، فقد أعلن رفض التفاوض مع الإرهابيين إلا أنه تفاوض، وخضع، وأفرج عن مجرمين محكوم عليهم، وهو ما تؤكده كافة الشواهد والتصريحات والأنباء التي تتوالى تباعا في الصحف ووسائل الإعلام.
لقد فضحت هذه المهزلة التحالف الإستراتيجي القائم بين جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية وعلى رأسها منظمة حماس التي أصبحت بمثابة المنسق العام للعمل الإرهابي في المنطقة، وتجلى ذلك التحالف في طريقة إدارة الرئيس مرسي لهذه الأزمة، فهو لم يدن العملية، ولم يصف مرتكبيها بالإرهاب، وغل يد الجيش لثمانية أيام عن التدخل لتحرير جنوده، ثم تفاوض مع الخاطفين، بل راح يخطب ودهم في بيان الرئاسة حين دعا لضرورة المُحافظة على أرواح المُختطفين "والخاطفين"، وكأن المريب يقول خذوني.
ولقد رد الإرهابيون لفخامة الرئيس التحية بأفضل منها، ففي الشريط المذل الذي أذيع للجنود المخطوفين جاء ذكر الرئيس على ألسنة المخطوفين مجللا بآيات الفخار والتبجيل، بينما جاء ذكر وزير الدفاع بمزيج من التهكم والإزدراء، وهي رسالة كاشفة ولا تحتاج إلى تعليق.
لو كان الإخوان أعضاء ورئيسا مصريون حقا لوضعوا الحفاظ على هيبة الدولة وكرامة جيشها على رأس أهدافهم، ولما ترددوا لحظة واحدة في القيام بعملية عسكرية فورية حتى ولو أفرج الإرهابيون عن الجنود المختطفين، فحين يعتدى على الدولة وجيشها لا يكون هناك مفر من العقاب القاهر الرادع المذل، ولو سالت دماء المجرمين بل والأبرياء إن تترسوا بهم أنهارا.
وإذا أضفنا إلى ذلك ما يقوم به الإخوان من هدم أركان الدولة عن طريق فرض دستور يهدر حقوق المواطنين، وتفكيك وزارة الداخلية، واتهام جهاز المخابرات، والإعتداء على السلطة القضائية، والعفو عن مجرمين محكوم عليهم في قضايا إرهابية، وتعيين وزراء ومحافظين إخوان من غير ذوي الكفاءة والخبرة في سبيل تمكين جماعتهم من مفاصل البلاد، فضلا عن حماية أمن إسرائيل، والتورط في مؤامرات دولية في سيناء وضد دول عربية كسوريا والإمارات، والتخطيط لبيع أصول البلاد في مشرعات مشبوهة كمشروعي الصكوك وإقليم قناة السويس، يصبح الباب مفتوحا على مصراعيه للتساؤل عن حقيقة انتماء الإخوان كأفراد وكمشروع لمصر الدولة والحدود والوطن، وتصبح تهمة الخيانة العظمى أقرب إلى كل إخواني من حبل الوريد.
إن هذه المهزلة ستترك آثارا على ملامح مجتمعنا لسنوات قادمة، فلقد تم إعلان سيناء وكرا عالميا للإرهاب، وأهين الجيش، وفقدت الدولة هيبتها، وأصبح على المصريين أن يتهيأوا لسيناريوهات أكثر سوادا ودموية تتجاوز سيناء إلى كافة مدن ومحافظات مصر، وأن ينسوا أي أمل في انتعاش السياحة وتدفق الإستثمارات الأجنبية، وأن ينتظروا سنينا عجافا تنتهي بثورة جياع تحرق الأخضر واليابس، وتعود بنا إلى القرون الوسطى.
لقد كشفت لنا الشهور الماضية أن جماعة الإخوان ليست سوى نمر من ورق، وأنها تفتقر إلى الخبرة السياسية والكوادر الفنية، وأنها كأي عصابة لا تمتلك سوى مجموعات من الأنفار يتم حشدهم للبلطجة والتصويت، وأن الجماعة وقد افتضح أمرها وفشلها قد انهارت شعبيتها، ولم تعد تعتمد في البقاء إلا على التأييد الصهيوأمريكي القطري.
إن النجاح الكبير والمطرد الذي حققته حركة "تمرد" يعني أن الشعب قد حسم أمره، ولم يعد هناك بديل عن إسقاط مرسي، ودستوره، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طارق البشري يفضح تآمر الإخوان على مصر
- الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
- من ينقذ جبهة الإنقاذ
- دولة المشايخ في مصر
- القضاء المصري في مواجهة الفاشية
- مصر تحت حكم العصابات المسلحة


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - مصر تخضع للإرهاب