أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - عسى أن أكون مُخطِئاً














المزيد.....

عسى أن أكون مُخطِئاً


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 19:25
المحور: المجتمع المدني
    


أحياناً .. تجدُ شخصاً يُحاوِلُ جاهداً ، أن يّدعي العَظَمة ويصطنع الأهمية ويقوم بِحركاتٍ أو تصرفاتٍ ، يعتقدُ هو ، بأنها دلالة على التَميُز والتفرُد .. في حين أنها تفضحُ زيفه ودونيته ! . قَد تلقى مثل هذا الشخص ، في مُلتقى ثقافي ، أو ندوةٍ فكرية .. وتكون الجهة الداعية ، قد دَعَتْهُ سهواً ، أو رُبما لأسبابٍ سياسية أو مصالح مادية ! .. من المُؤكَد أن العديد منكم ، قد صادفَ أمثال صاحبنا في يومٍ من الأيام .. حيث يسهبُ في الحديث " الثقافي " وينتقي المصطلحات التي حفظها في اليوم السابق فقط ، وبعض أسماء الأدباء والفنانين العالميين .. فإذا سألتَهُ عن رأيه في كتابٍ او نتاجٍ شهير لأحد هؤلاء الكبار .. يستدير فوراً رافعاَ يده بإتجاه مجموعة أخرى ويُغادِر .. ! . أنه كالطَبل الفارغ .. خاوٍ وصوته مُزعج ! .
رُبما ، تلتقي به ، في مناسبة عُرس .. وتجدهُ يُنافِس العريس في هندامه وزينته ، التي من المُرّجح يكون قد إستدانها أو إستأجرها أو إستعارها في أحسن الأحوال .. مثل السيارة الفخمة التي أتى بها ! . وتراهُ يشترك في الحديث مع هذا عن العقارات وأسعار الأراضي .. ومع ذاك عن الذهب والدولار .. ويُقدم النصح حول أحسن الاماكن السياحية في تركيا وتايلاند .. طبعاً صاحبنا ، يستنكف التحدُث مع البُسطاء والناس العاديين .. بل انه يتنقل بين مجموعة من الوجهاء ، ومجموعة اُخرى من الأثرياء والمقاولين او المسؤولين والمتنفذين .. وكُل هؤلاء ، يعرفونه حق المعرفة ويعرفون معدنه الرخيص ، لكنهم يُرحبون بهِ .. لانهم يحبون الذي يُداهنهم ويمدحهم وينافقهم .. وهو يُجيد كُل ذلك ! .
قد تراهُ .. في السوق او المحلات العامة .. تكادُ الأرض أن لاتشيلهُ ! .. يتبختر كالطاووس رافعاً أنفه بقدر ما يستطيع .. مُحركاً مسبحته في الهواء ، بِزَيهِ التقليدي وحذاءه اللامع الذي يصبغه كُل ساعتَين .. يُسّلِم على بعض أصحاب الدكاكين بإشارةٍ بسيطة من يدهِ .. بكُل أُبَهة .. فيقف صاحب الدكان إحتراماً ويدعوه لشرب الشاي .. فيرفض بأنَفة ! . بعض أقرباءه المقربين ، متنفذين ومسؤولين كبار في الحكومة او الحزب .. هو عنوان التفاهةِ واللؤم .. عليهِ ديون كبيرة ، جراء ممارسته للقمار .. لكنهُ مُتكبر ومتعجرف .. فيكفيهِ أنه من شيوخِ عشيرةٍ كبيرة ! .
وقد تشاهده في أي مكانٍ .. قد يكون مُجّرَد طفل صغير أو فتىً يافع .. لكنّ والديهِ قد عّلماهُ على البذاءةِ وقِلة الأدب .. والمدرسة عجزتْ عن تهذيبهِ وتربيتهِ .. فتراهُ نموذجاً للإستهتار وتحّدي الأعراف والقِيَم .. وإذا تجاوَزَ على أحدٍ ما ، وكثيراً ما يحدث ذلك .. وإذا لجأ هذا الأحد ما الى الوسائل القانونية والقضائية .. فأن من المُرجَح .. أن أولَ مَنْ يُدافع ، عن هذا الفتى الطائش ويُبرِر تصرفاته الشنيعة .. هو والده ! .. وعلى الأغلب ، فان الوالد ، أما ان يكون مسؤولاً .. أو ثرياً مُقّرِباً من المافيات المتنفذة .. ويخرج أبنه المُدّلَل بريئاً .. ليُمارس عنجهيته الفارغة على الشارع وبطريقةٍ أسوأ من السابق . كُل الخطورةِ أستشعرُها ، حين يكبر هؤلاء الأطفال والفتية ، العديمي التربية ، المُحتقرين للقانون والأعراف .. ويحتلون المناصب ، بِحكم نفوذ آباءهم وثرواتهم وخلفياتهم العشائرية والحزبية .. فكيف سيكون حال المجتمع آنذاك ؟! .
.................................
راقب المُجتمع عن كثب .. لترى بسهولة ، كَم المُتكبرين والمُتعجرفين المنتشرين في كُل مكان .. هؤلاء الفارغين .. الغير مُنتجين ، الإتكاليين التافهين ..
أما أني لا أرى جيداً .. أو ان عدد " المتواضعين " قليلٌ في مجتمعنا .. فالغالبية : مُهِمين ، فخورينَ بأنفسِهم ، عارفين بكل شئ ، هُم الأصَح في جميع الأحوال ، أنانيين . عسى أن أكون مُخطِئاً أو مُبالِغاً ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن الفَرِحِ ما يجرح !
- الحرب القذِرة
- حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
- ( طالباني ) يوم الدِين !
- منصب رئاسة أقليم كردستان
- الجهاز العجيب
- الأمور المعكوسة
- أحاديث في التاكسي
- الثابت والمُتغّيِر .. كُردستانياً
- الفرق بين يوخنا وشموئيل
- أبو فلمير
- العنزة .. والخروف
- ضُعفٌ وهَشاشة
- بعض القَساوة
- التعبُ من فعلِ لا شئ
- ملاحظات على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات
- العراقيين .. والخيارات الضيقة
- إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- تصعيد خطير في - الحويجة -
- اللعب بالشعوب والأوطان


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - عسى أن أكون مُخطِئاً