أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - على حسن السعدنى - فتامين الثقة المحاضرة الثالث للتنمية البشرية















المزيد.....



فتامين الثقة المحاضرة الثالث للتنمية البشرية


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 22:32
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


المحاضة الثالثة للباحث والكاتب على حسن السعدنى
كُلّ شخص يتمنى امتلاك الثقة بالنّفس لكي يجعل حياته أسهل وأكثر مرحًا، فالثقة بالنفس تعطينا الطاقة لخلق أحلامنا، وهي عنصر ضروري لكي نكون قادرين على الخلق بقوة. وهناك العديد من السمات للإحساس بهذه القوةِ التي تأتي من خلال الحقيقة، فبتغيير أنظمة معتقداتنا سنعرف أن لدينا قوة مدهشة تجعلنا قادرين على الخلق في مجالات شتى، فالثقة بالنفس والحقيقة ضروريتان جدًا لكي نكون قادرين على خلق أحلامنا بسرعة وقوة، وبطرق مريحة.

وللوصول إلى الثقة بالنفس في حياتِك الخاصة يجب عليك أن تعرف مجموعة من الحقائق أولها أن الثقة بالنفس لا تعني أن تتصرف وكأنك أفضل من الآخرين، كما أنها لا تعني أن تشعر وكأنك أفضل منهم، وأنها لا تشعرك بأنك مخطئ مطلقًا فهي ليست شيئا يمكن أن تشعر معه بالذنب لأنك تطلب وتريد، وامتلاك الثقة بالنفس تماما مثل امتلاك العصا السحرية، فهي تفتح الأبواب لأصحابها وتجذب الآخرين لهم لتميزهم، وكونهم مصدر إلهام وتعليم للكثيرين.

ويمكن القول إن الثقة بالنفس مهارة إنسانية جذابة وقوية، وستجد من خلال تعلم كيفية الوصول إليها أن الحياة بدأت تتغير في كل مناحيها، لتجعلك قادرًا على تحقيق كل ما تريد وكل ما تتمنى.


معنى الثقة بالنفس؟
يقول "جرودون بايرون": إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها، وهي إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته، أي الإيمان بذاته، أو هي احترام الذات والشعور بالايجابية والقدرة على الفعل، أو هي شعور بالارتياح والاطمئنان والقدرة على تحقيق الأهداف.

والثقة بالنفس تجعل الإنسان يشعر براحة نفسية عجيبة، فالشخص الواثق تكون مواقفه ثابتة، لأن المقصد من الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاها الله للإنسان، وقدرة هذا الإنسان على شق طريقه في الحياة وإحراز النجاح فيما تمتد إليه يداه من أعمال، لذلك فهي انبثاق داخلي من صلب شخصية الإنسان ونمو تدريجي لشخصيته، ونتائج أو ثمار الشخص بعد أن يكون قد غرس البذور الصالحة في حياته، ليتقدم باستمرار في الحياة، ويقيس تقدمه بنفسه وبالنقطة التي كان عندها في مرحلة سابقة من حياته، بمعنى أن الثقة بالنفس تحمل صاحبها على النظر إلى الماضي والحاضر والمستقبل وتدفعه إلى قياس تقدمه في ضوء قدراته واستعداداته، وكذلك الترحيب بالنقد أيا كان عندما يوجه إليه.

وحينما تجد نفسك مطمئنا، ومتفائلا بالمستقبل بإيجابية، ومبادرًا ومسيطرًا على المواقف الحياتية المختلفة، فتأكد عندها أنك واثق من نفسك، لأن علامات الثقة قد بدت عليك، وتلاحظ ذلك من خلال حركات جسمك الواثقة، وكلماتك التي تنطق بها. وللثقة بالنفس أنواع فهي إما ثقة مطلقة وهي التي تستند إلى مبررات قوية، وتنفع صاحبها وتجزيه، إنك ترى الشخص الذي يمتلك مثل هذه الثقة في نفسه يواجه الحياة غير خائف فلا يهرب من شيء من منغصاتها، وإنما يواجه مشكلاته ليجد لها أكثر من حل، ومثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلِّم بأنه أخطأ وبأنه فشل وبأنه ليس ندًا كفئًا في بعض الأحيان.

ومثلما هناك ثقة مطلقة، هناك أيضا ثقة لها حدود وهذا النوع يظهر في مواقف معينة، وتتضاءل هذه الثقة أو تتلاشى في مواقف أخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه الرجل الحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها، ومثل هذا الرجل أقرب إلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره، فيحاول أن يقدر إمكاناته حق قدرها، فمتى وثق بها، عمد إلى تجربتها واثقًا مطمئنًا.

كيف تبني ثقتك بنفسك؟
كيف تستطيع التزام الهدوء وإبقاء الثقةَ بالنفسِ في ظل بيئة قاسية؟ إنها معادلة صعبة بالتأكيد ولكن يمكن أن تحلها بأن تبتعد عن بيئات العمل السلبية، أو بعدم تصوير بيئة عملك على أنها سلبية فيما يعرفه السياسيون بـ"نظرية المؤامرة" فأحيانا ما يخلق الإنسان أعداء دون داع، فيرى الآخرين يحاربونه دائما، لا يريدون أن يتقدم في عمله، وهذا ما قد ينافي الواقع تماما. وعلى ناحية أخرى لابد أن تكون حذرا أيضا من مستغلي الفرص الذين يحاولون الفتك بك، أو الانتقام منك، لأنك متميز، أو لمجرد حبهم السيطرة عليك وهؤلاء سَيشكّلون مشاعرَ سيئةَ وسلبية على ثقتك بنفسك.

وفي ظل الشد والجذب فإنك لا تستطيع أن تقف جامدًا دون تغيير، فالتغييرات دائما ما تتحدانا، الظروف كلها من حولنا تتغير وتختبر مرونتنا، وعملية تكيّفنا هي ما يُعدّلُ طريقُ معتقداتنا. لأن التغييرات قَدْ تُصعّبُ الأمور علينا لفترة قصيرة وتسبب الإجهاد لنا، لَكنَّها في الوقت نفسه تزوّدنا بالفرصَ لتَشجيع أنفسنا. فهناك مقولة تقول إن "الشيء الوحيد الثابت في الحياةِ هو التغييرُ". فالتغيير يَحْدثُ دائما. وعلينا تقبله والتعلم منه، وكل منا سَينْجحُ ويَكُونُ سعيدًا عندما يكون مرنا، ومقاومْة التغيير ستجعلك حزينا ومنعزلا عن الآخرين وهو ما لا ترضاه أنت، وهو أمر قد يهز ثقتك بنفسك بصورة كبيرة.

ومن المهم أن تتذكر بكائك عندما تواجهُ الألم، لكن إياك أن تَتْركُ هذا الألم يُتحوّلُ في نفسك إلى خوفِ، إن الخبرة التي يمر بها الإنسان لها عظيم الأثر في التعلم، لذلك حاول دائما أن تتعلم كُلّ دروس الفشل والخطأ، لديك الآن حرية الاختيار للنَظْر في كُلّ لحظة على اعتبار أنها فرصة جديدة للحياة، ولا تجعلَ الماضي يحرمك مِنْ رُؤية جمال الحياةِ وما بها من خبرات.

وعليك أن تعرف أن طريقَ حياتك وميزاتَكَ السلوكيةَ هي خَليطَ مُنتَج من العِلْمِ والوراثة وبيئتكَ المحيطة التي تمثلها زوجِتكَ وزملاء عملك وحلقة أصدقائك. لدى كل منا هويتُه الخاصةُ. فإذا كان والدك قد فشل في حياته، فهذا لا يَعْني انك يَجِبُ أن تفشل أيضا. التعلّمْ مِنْ تجارب الآخرينِ يجعلك لا تصادفَ نفس الأخطاء. قَدْ تتسائل لماذا بَعْض الناسِ يفكرون بايجابية، وهم بذلك قادة بالفطرةَ؟ الأمر ليس كذلك، أن تَكُونَ ايجابي وتبْقى ايجابيا في الاختيار وتبني الثقة بالنفس وترسم الخططِ لتحويلِ النفسِ هي خيار أمامك وليس قاعدة أو موهبة. الله لا يَنْزلَ مِنْ السماءِ ليقول لك أن تبني وتشجع نفسك على الثقة بحياتك، فالحياة تَعطينا الكثيرَ من الخيارات لمواجهة معاركها، وعليك أن تلبس درع الوقاية المناسب لكل معركة، والتغير الذاتي يعني نوعية التغير التي تأتي من داخلك - من ضمنك، ونوع التغيير يتأثر بثلاثة أشياء هي: الموقف والسلوك وطريقة التفكير، وعندما يتم تفعيل هذه الأشياء تصبح شاعرا بالمسؤولية لمن هو أنت وما هي قدراتك وما الذي تريد تحقيقه.

وتطوّيرْ الثقةَ بالنفسِ يعني السيطرة على المهام والقيم والانضباط والتصميم، وبذلك تضمن البدء في البناء، فكن ايجابيا.وقانعا وسعيدَا. ولا تضيّعُ أي فرصةَ لرؤية الامتنان. فهو الطريق الايجابي للعيش الذي سَيُساعدُك على بناء الثقةَ بالنفسِ ويقودك للتحول.

فن الإرادة:
بين الفشل والنجاح جسر صغير هو الإرادة، وهذا ما يفسر لنا نجاح شخص فيما الآخر محلك سر، وقد يضعنا هذا الأمر في حيرة، ولكن يقطع تلك الحيرة سير رجال الأعمال الناجحين في المجتمعات، يقول واحد منهم وهو تشارلز شراب: "إن أهم عامل يعين الشاب على بلوغ النجاح هو تصميمه على بلوغ الهدف" فالنجاح رهن بقوة الإرادة، وفي كتابه "قصة حياتي" يقول الدكتور مصطفى الديواني عميد طب الأطفال: "إن النجاح في الحياة يتوقف على دعائم ثلاث، كثير من الهداية والتوفيق، ذكاء يكفي أن يكون متوسطا، ومثابرة تصل بلك إلى نهاية الطريق دون أن تلهث".

وهناك عامل رابع وهو أن يهبك الله فسحة من العمر تتيح لك الفرصة كاملة لتأدية رسالتك في الحياة، كل هذه العوامل مجتمعة توصلك إلى ما تبغي من نجاح ولمعان، وليست الفكرة أن تلمع لمعانا خاطفا سريعا لا يلبث أن يخبو، وتفقد الثقة بنفسك بعد ذلك، ولكن العبرة أن تحافظ على هذا اللمعان، ومن ثم تعلو نظرتك لنفسك لتواصل النجاحات.

ولا شك أن المثابرة أو قوة الإرادة هي من أهم العوامل التي تؤهلك لتحقيق النجاح والتغلب على الفشل، ولكن هل يكفي أن تكون لديك الإرادة فحسب؟.. لا بد أن يتوفر لك الاهتمام أيضا بل ونقول الحب كذلك، فإذا لم تهتم بشيء وتحبه فكيف ستجد القوة والمثابرة لتحقيقه، إن الإرادة هي طاقة مضاف إليها اهتمام. وفي كتابه "علم النفس" يقول روبرت ودورث يمكنك تدريب إرادتك بالخطوات التالية:

1- اتخذ لنفسك هدفا معينا واضح المعالم، تستشعر رغبة في السعر إليه وبلوغه، وكلما كان الهدف واضحا بينا كان السعي إليه أيسر.
2- ابتكر لنفسك مقياسا تقيس به مقدار تقدمك نحو تحقيق هذا الهدف، ولعل من العوامل التي تحفزك على متابعة السعي نحو هذا الهدف أن تجد سبيلا للمنافسة، فلا شيء كالمنافسة يحرر طاقة النشاط من عقالها ويدفع بها إلى العمل الدؤوب.
3- اتخذ لنفسك شخصية عليا ناجحة فكثير من الرجال بلغو النجاح خلال سعيهم الحثيث لبلوغ ما بلغه مثالهم الأعلى.
4- كن جادا في بذل الجهد ولا يثبط شيئا من همتك.

إن عجز الإرادة واحدة من المؤثرات الخطيرة على الثقة بالنفس، ولتنميتها يلزم ثلاثة أمور:
• القوة: وتعني النشاط البناء الإيجابي.
• الثبات: ويعني الإصرار في عناد على معاودة الكرة بنفس الرغبة الأولى.
• التوجيه: ويعني تحديد الغرض المنشود وتسديد الخطى نحوه.

أعداء الثقة بالنفس
هناك أعداء كثيرة للثقة بالنفس، وتختلف تلك الأعداء على حسب المرحلة العمرية التي يمر بها الإنسان ففي مرحلة الطفولة فإن أكثر أعداء الثقة بالنفس هو الإكثار من الزجر والتأنيب، والتهديد المستمر للطفل والذي يوجه له بإسراف، فتمتلئ نفسه بالخوف، تربية الطفل بطريقة تجعله معتمدًا على الآخرين، مقارنة الأبوين بينه وبين طفل آخر، الإفراط في السيطرة على الطفل مما يشلُ حرية التفكير لديه، الشجار والمنازعات بين الوالدين مما يبعث في النفس الشعور بعدم الاستقرار أو الطمأنينة، إصابة الطفل ببعض العاهات كالبدانة أو القِصر، الخجل الزائد، قسوة الأب مع الزوجة والأولاد، تأثر الطفل بمخاوف الأم وقلقها الزائد عليه، وحمايتها الزائدة للطفل نتيجة شعورها بأن طفلها سوف يتعرض للأذى في كل لحظة، وعدم السماح للطفل بالاختلاط مع الأطفال الآخرين، نتيجة الخوف عليه من تعلم السلوك أو الألفاظ غير اللائقة.

وبالنسبة للمراهقين فإن أعداء الثقة بالنفس تتمثل في سيطرة الكبار على المراهق، افتقاد المراهق الحنان والعطف في التعامل من أفراد الأسرة، المعاملة القاسية واستخدام الضرب وأسلوب الترهيب في أكثر المواقف بهدف التربية، عدم إعطاء المراهق فرصة للتعبير عن رأيه ومناقشة الكبار وقمع ومصادرة ذلك الرأي، وإصرار الكبار على أنه مخطئ، افتقاد الطمأنينة النفسية في الحاضر والمستقبل، استخدام تعليقات أو مداعبات من الكبار تكون مشوبة بالاستغراب أو السخرية والاستهزاء لما طرأ من تغيير على جسد المراهق أو شكله، تعود المراهق على الاستقبال فقط والاعتماد على الغير، دفع المراهق لفعل أمور لا يحبها أو لا يرتاح إليها، وعدم ثقة الكبار به وبقدراته وإشعاره بذلك.

أما أعداء الثقة بالنسبة للراشدين فتتمثل في: عدم منحهم مجالا للتنظيم أو الابتكار والتشييد وتحويل الفكر إلى واقع، الافتقار إلى المقومات الثقافية والمادية والاجتماعية فتنعدم لديهم الدافعية لبذل الجهد وخلق العلاقات الجديدة التعبير عنها وإخراجها إلى الواقع المحسوس، حرمانهم أو التقليل من شأنهم وحماسهم لرغبتهم بالمشاركة في الأنشطة أو البرامج الاجتماعية، عدم القدرة على (الإبانة) أي: التعبير عن الذات سواء كانت ذاتا فردية أو جماعية، ضيق المجالات الممنوحة لهم لممارسة المناشط المتباينة والمشاركة بجدية في عالم الكبار والاستهانة بما يستطيعون عمله، عدم إتاحة الفرصة للشباب للتغيير مما يؤدي إلى الجمود والتقولب مما يقضي على كل أمل في التقدم والرقي والتطور، افتقادهم لجو الحرية في التفكير والاعتقاد والتعبير، وتعرضهم للمضايقات من زملائهم بسبب التنافس فيما بينهم مما يقيدهم ويكبلهم.

أعراض هدامة
هناك عدة أمور أخرى لا ترتبط بمرحلة عمرية معينة، وتؤدي الى انعدام الثقة بالنفس أهمها:

• عقدة النقص:
عقدة النقص هو الإحساس الذي يجعلك تتوارى خجلا عن مواجهة الآخرين، أو يجعلك تنطوي على نفسك ناقما على حياتك، يقول عالم النفس و.ج جالبريد: "لا يهتم أغلب الناس بالعيوب الجسمانية أو المظهر الخارجي الذي ليس لنا عليه سيطرة ولا يشعرون بالخجل والعار منه، فإن كان لشخص ساق مشوهة أو عين تالفة أو إذا كان لون الشعر لشخص لا يتفق مع اللون الغالب أو إذا ذهب اللون قبل الأوان فإن الآخرين لا يهتمون كثيرا فهم يهتمون أكثر من ذلك بروح الشخص وخدماته للمجتمع فالفرد لا يقدر لجماله وتنسيق جسمه ولكن بسبب فائدته للمجتمع".

وفي الحقيقة كلنا في هذه الدنيا لديه نقص ما، وهذه الحقيقة هي طابع لحياة الإنسان، فالنقص هو دافعك للوصول إلى صورة مثالية، وربما كان وراء ذلك كله الأمل الذي بدونه تفقد الحياة معناها وتتجرد من أهم خصائصها، إن علم النفس يرى أن الشعور بالنقص هو استعداد كامن لدى أي إنسان، وإن هذا الشعور يجد ما يثيره عندما يرتبط بنقص ما مثل التعثر في الكلام أو ضعف يعتري العضلات أو تشوه أو عيب بالجسم، أو جراء تخلف في مادة دراسية، هنا يبرز الإحساس بالنقص فإذا لمس خسرية الآخرين، وتهكمهم فإن هذا الإحساس يتحول مع الوقت إلى عقدة تسيطر على الذهن وتجعل صاحبها عاجزا عن مجابهة المواقف التي يمكن أن تكشف نقصه، وقد يؤدي به هذا في نهاية المطاف إلى العزلة والوحدة والبعد عن المجتمع، وذلك حتى يتجنب كشف نقصه للناس.

وعندما يصل الشخص إلى هذا الحد من تأثير هذا الشعور عليه فإن عزيمته تتزعزع وتقل ثقته بنفسه، وهو غالبا لا يستقر عند غاية أو هدف لأنه ليس على ثقة من قدرته على الوصول إلى هدف يتمناه أو أمل يريد تحقيقه.

والمصاب بالشعور بالنقص يبذل الجهد الكبير لإخفاء ما يشعر به من نقص، وقد يكون هذا الإخفاء لا شعوريا، فقد يتخذ الشعور بالنقص مظهر الشعور بالهوان، فلا يجد لذة في أي شيء سواء في بيته أو عمله، فتبدو له الأمور وقد فقدت طعمها ويتسم سلوك هذا الشخص باللامبالاة وعدم الاكتراث والاستهتار، ويتخذ هذا الشعور صورة من الحساسية المرهفة أو قد يتخذ صورة الهجوم على الآخرين وتحقيرهم أو التهوين من شأن المجتمع والتشكيك في القيم السائدة به، على أن هناك أنواعا من الشعور بالنقص أعراضها ليست على درجة من الخطورة، وإنما هي مجرد جنوح إلى التعويض الذي لا ضرر منه.

تقول الدكتورة مارجيري ويلسون: "إننا لنلاحظ أن الرجل القصير القامة يجتهد أن يظهر بمظهر الخيلاء وانتفاخ الأوداج، وإذا سمعنا شخصا يتحدث بلهجة التعالي أو التعاظم مع أنه في مركز عادي جدا، وغير مرموق فنلعلم على الفور أنه يعاني شعورا بالنقص من الناحية العملية، أو المكانة أو النسب أو أن ظروفه العائلية ليست طبيعية، كأن تسيطر عليه زوجته وتذله وتتحكم في شئونه.

كذلك من يكون جاهلا بحقائق العلوم ومصطلحاتها، ومع ذك يقحم في أحاديثه ألفاظا ومصطلحات علمية في غير مواضعها أو في غير ضرورة أو يتخلل أحاديثه تعبيرات أجنبية لا تمت لمقصود حديثه بصلة، فهذا الرجل يستشعر في قرارة نفسه أنه مطعون في ثقافته.

ولا شك في أن المبالغة في التأنق سواء عند الرجل أو المرأة إنما هو لون من ألوان المبالغة في حب الظهور ومنفذ من منافذ تعويض الشعور بالنقص، وأكثر هذه الحالات ذيوعا عند نساء أثرين بعد فقر، وممثلات ذاع صيتهن بعد خمول، لأن التأنق بارتداء الثياب الغالية الفاخرة والتزين بالمجوهرات البراقة يبدو لهن تغطية لماضيهن الجاف، وهناك وسائل خطيرة لا تخلو من غرابة لتعويض النقص يلجأ إليها الأشخاص الذين تتسم تصرفاتهم بالشراءة والتحرش بالناس لتعطيل الأعمال من غير داع أو سبب فيلجأ هؤلاء إلى إظهار أهميتهم بالإيذاء والتنفير لتغطية عدم قدرتهم وعجزهم عن إظهارة قوتهم بالتعاون النافع.

ولا شك أنك قد رأيت الكثير من هذه الصور حولك، لأناس قابلتهم يوما، وربما كان بك نقص جسماني أو اجتماعي، وكنت تحاول إخفائه بواحد من الأعراض التي ذكرتها، عموما ليس المهم أن تشعر بالنقص إنما المهم هو كيفية النظر إلى هذه المشاعر، وماذا تعمل تجاهها؟ هل تدفعك إلى الأمام لتبرز وترتفع في مركزك وقيمتك أو تتوارى وتقتنع بها وتسمح لها بأن تضعف شخصيتك فتضعف قواك وتؤثر على عملك وصحتك؟

• عدم الاحساس بالأمان
ينتج عدم الاحساس بالأمان من أمور عديدة أهمها القلق مما ستحمله الأيام القادمة وحتى عدم الاطلاع أو معرفة الإنسان بالأمور التي تهمه. مثلا عندما لا تشعر بالارتياح مما يجري حولك ولا تعلم ما الذي تستطيع فعله لكي تغير ذلك الوضع فإن هذا القلق يؤثر عليك احيانا. هذا الشعور غير مريح وقد يكون مزعجا احيانا ولكن إذا عشت في قلق من الأوضاع المحيطة بك فترة طويلة قد ينتقل هذا الشعور ويؤثر على الكيفية التي تنظر بها إلى نفسك ايضا لانك صرت محاطا به الى درجة يصعب عليك النظر الى المشكلة بطريقة موضوعية. تذكر دائما ان الله سبحانه وتعالى موجودا معك وهو يقول في القران "وهو معكم اينما كنتم" فاطلب منه العون والقوة وسيعطيك اياها حتما.

• الانتقاد
الانتقاد هو شيئ غالبا ما نسيئ فهمه. فإذا تعرضنا للانتقاد بعد الانتهاء من تادية عمل ما. ففي احيان كثيرة يهدف الانتقاد الذي نحصل عليه في ان يوضح لنا كيف يمكن ان نؤدي الغرض بطريق افضل والمنتقد يريد ان نكون بمستوى أعلى مما نحن عليه الآن. ولكن إذا اسئنا فهم الانتقاد، أو أننا شعرنا أن الانتقاد موجه لشخصيتنا وليس لفعلنا، فسيكون هذا سبب آخر نخبر به انفسنا بأننا قد فشلنا.

هذه بعض الأمور التي تؤثر بنا سلبًا وقد لا ننتبه أن لها هذا التأثير إلا عندما يكون الضرر قد وقع علينا فتذكر دائما أن لك طاقات وقدرات تكون فيها أفضل من الآخرين في جوانب، والآخرون أفضل منك في جوانب أخرى.


استراتيجيات الوقاية
لنعتبر أنك في حرب مع أعداء الثقة بالنفس، ولا ريب في أن النصر سيكون بداية لشخصية واثقة من نفسها ومسيطرة على مجريات حياتها، ولكن الخسارة في تلك الحرب تقود إلى انعدام الثقة في النفس وهي سلسلة مرتبطة ببعضها البعض أولا: بانعدام الثقة بالنفس، ثم الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك، وهو ما يؤدي إلى القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه بأن يصدر عنك سلوك وتصرف ضعيف، وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك وأسلوبك بصلة وهذا يؤدي إلى الإحساس بالخجل من نفسك، وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية، وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي تجاه نفسك وقدراتك، لكن هل قررت التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية، والتي تعتبر بمثابة موت بطيء لطاقاتك ودوافعك؟

إذا اتخذت ذلك القرار بالتوقف عن لوم نفسك وتدميرها فإن عليك أن تتبع إستراتيجية وقائية بدايتها تحديد مصدر المشكلة: أين يكمن مصدر هذا الإحساس؟ هل ذلك بسبب تعرضي لحادثة وأنا صغير كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتي ومقارنتي بالآخرين؟ هل السبب أنني فشلت في أداء شيء ما كالدراسة مثلا؟ أو أن أحد المدرسين أو رؤسائي في العمل قد وجه لي انتقادا بشكل جارح أمام زملائي؟هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسي بالألم؟ وهل مازال هذا التأثير قائم حتى الآن؟ أسئلة كثيرة حاول أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل، وكن صريحا مع نفسك، ولا تحاول تحميل الآخرين أخطائك، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها، حاول ترتيب أفكارك، استخدم ورقة وقلم واكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك، تعرف على الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة.


وبعد أن تعرف جذور المشكلة على وجه الدقة عليك أن تبحث لها عن حل، أو حلول، وعلى أية حال بمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول في الظهور، اجلس في مكان هادئ وتحاور مع نفسك، حاول ترتيب أفكارك، ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي و أستعيد ثقتي بنفسي؟ إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عامل رئيسي في فقدانك لثقتك، حاول أن توقف إحساسك بالاضطهاد، ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر، بل يسهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة. أقنع نفسك وردد: من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي. من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.

ولابد أن تعرف أن ثقتك بنفسك تكمن في اعتقاداتك، ففي البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك، فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب مهما أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك، لذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك. انظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمع إلى حديث نفسك جيدا واحذف الكلمات المحملة بالإحباط، إن ارتفاع روحك المعنوية مسئوليتك وحدك لذلك حاول دائما إسعاد نفسك، اعتبر الماضي بكل إحباطاته قد ولى وانتهى.

عليك أيضا أن تتحلى بصفة التسامح، اغفر لأهلك، لأقاربك، لأصدقائك، اغفر لكل من أساء إليك لأنك لست مسؤولا عن جهلهم وضعفهم الإنساني. ابتعد كل البعد عن المقارنة أي لا تسمح لنفسك ولو من قبيل الحديث فقط أن تقارن نفسك بالآخرين، حتى لا تكسر ثقتك بقدرتك وتذكر أنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شئ، فقط ركز على إبداعاتك وعلى ما تعرف، وحاول تطوير هواياتك الشخصية، وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون.

ومن المهم جدًا أن تقرأ عن الأشخاص الآخرين وكيف قادتهم قوة عزائمهم إلى أن يحصلوا على ما أرادوا، اختر مثل أعلى لك وادرس حياته وأسلوبه في الحياة ولن تجد أفضل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، مثلا في قدرة التحمل والصبر والجهاد من أجل هدف سام ونبيل وهو إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه.

وفي طريقك لبناء إستراتيجية الثقة بالنفس لابد أن تكون بنكا للذاكرة، حيث يقودنا النقص الزائد في الثقة بالنفس مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل يشبه البنك كثيرا، إنك تودع يوميا أفكارا جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِن ذاكرتك، حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما فإنك في الواقع الأمر تسأل بنك ذاكرتك: ما الذي أعرفه عن هذه القضية؟ ويزودك بنك ذاكرتك أوتوماتيكيا بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب، بالتالي مخزون ذاكرتك هو المادة الخام لأفكارك الجديدة، أي أنك عندما تواجه موقف ما صعبا، فكر في النجاح، لا تفكر بالفشل، استدع الأفكار الإيجابية، المواقف التي حققت فيها نجاح من قبل، وحذار من أن تقول قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني، نعم أنا سأفشل، إنك بذلك تجعل الأفكار السلبية تتسلل إلى بنك الذاكرة، وتصبح جزءا من المادة الخام لأفكارك. وحين تدخل في منافسة مع شخص آخر قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. وهنا أشير إلى أن التفكير بالنجاح يهيئ عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، أما التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل. لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.

وفي النهاية لابد أن تعرف أننا عندما نضع أهدافا وننفذها فإن ثقتنا بأنفسنا تزيد مهما كانت بساطة هذه الأهداف، سواء على المستوى الشخصي، أو على صعيد العمل، وفي طريقك لتحقيق أهدافك لابد أن تقبل تحمل المسؤولية، فهي تشعرك بأهميتك، تقدم ولا تخف، اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها، افعل ما تخشاه يختفي الخوف، كن إنسانا نشيطا، اشغل نفسك بأشياء مختلفة، استخدم العمل لمعالجة خوفك، تكتسب ثقة أكبر.

حدث نفسك حديثا إيجابيا، في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة، واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة، ولكن تمرن على الكلام أولا. حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر. اشغل نفسك بمساعدة الآخرين.

تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك. اهتم في مظهرك ولا تهمله، لأن المظهر هو أول ما تقع عليه العين. ولا تنسى الصلاة وقراءة القران الكريم لأنهما يمدان الإنسان بالطمأنينة والسكينة، كما أنهما يذهبان الخوف من المستقبل، ويجعلان الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله في كل شيء.



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من الغضب المحاضرة الرابعة فى التنمية البشرية وتطوير ا ...
- الخروج من الكهف, المحاضرة الثانية ( تنمية بشرية )
- النمط الإستراتيجي الأميركي في إدارة الأزمات الدولية ( ادارة ...
- رحالة الى الذات محاضرة تنمية بشرية
- حل المنازعات عن طريق التحكيم


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - على حسن السعدنى - فتامين الثقة المحاضرة الثالث للتنمية البشرية