أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى اسماعيل - الصحافة الكردية بين الفواتح القصوى والنهايات القصوى للقرون














المزيد.....

الصحافة الكردية بين الفواتح القصوى والنهايات القصوى للقرون


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1177 - 2005 / 4 / 24 - 10:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


تبدو الصحافة الكردية اليوم في وضع سيْ . مؤطرة بالمحددات السياسية والاقتصادية والثقافية . تماماً كالنماذج الأولى . النماذج البدء المغرقة في القدم التي تشكل جذوراً مضيئة وجذابة , لأنها تجعلنا ببساطة آثرة وبعد كل هذه السنين والأفكار والورود . نسير إليها باسمين , بنوستالجية كبرى , وعشق أكبر لنقتطف من حدائقها النورانية بشارةَ غدٍ أفضل , وتحريضاً على الفعل والحراك وسط أزمنة القتلة والصمت المطبق والنكسات المؤبدة والنفير الكردي الهائم على وجهه في مدارات المستحيل .
لا أريد في هذه الكلمة البحث في تاريخية الصحافة الكردية , والتطرق إلى أحوالها ومكابداتها في نهايات القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين , ولا أريد كذلكم الأمر الانطلاق في رحاب تقييم المستويات اللغوية والتحليلية والتعبيرية في جرائد ومجلات الزمن الأول ذاك . بإمكاننا الخوض في الإجابات على أسئلة تطل برأسها كل مرة حين نتحدث في الشأن الثقافي العام وشؤون الصحافة الكردية , من هذه الأسئلة العابرة للأوراق والحبر :
- متى انطلق قطار الصحافة الكردية ؟.. أين ؟.. ومن صاحب حجر الأساس الأول في هذا المضمار ؟.. وما كان شكل الصحيفة الكردية الأولى ؟..
لكن الموضوع الأكثر أهمية وفائدة في الزمن الحاضر وفي كل زمان آخر برأيي هو كيف نؤسس لمعرفة كاملة وتعريف شامل بالدور التاريخي لهذه الصحافة في حماية الثقافة الكردية من الانقراض والأخذ بيد الشخصية الكردية في رحلة جميلة للقفز فوق كل مشاريع إبادة وتقبير الأكراد .
لقد سرق البدرخانيون النار الأولى في ظروف تاريخية قاهرة ليمكنوا أكرادهم من التعبير عن هواجسهم التي كانت قبلُ مزيجاً من الشفاهية والمدونات القليلة فاستحقوا أن يكونوا تراثاً عظيماً للنضالات والرغبات الكردية لاحقاً .
لقد كان البدرخانيون على ثقةٍ تامة بالدور اللانهائي للثقافة والصحافة في التشكيل البدئي لوعي جماهيري وشعبي يسهم في الخلاص من حالة الشقاء القومي . بالتالي خلق إنسان كردي معاصر , ومثقف , وعقلاني متحرر من الذهنية العشائرية والفوات الحضاري والغيبيات التي تنتهك أبجديات أيما مجتمع من المجتمعات . كل ذلك للإتيان بمجتمع متنور وحضاري يقيم قطعاً معرفياً مع رواسب وآليات التفكير الظلامية .
كان البدرخانيون يؤمنون بأسبقية التنوير على التثوير , فلا إمكان لشن الثورات باسم القومية بينما المجتمع يرزح تحت وصايات الفقهاء والإقطاعيين والملّاك أذنابُ السلطان العثماني والجمهوريين الترك لاحقاً .
كان بإمكان البدرخانيين القبول بشروط المنافي والملاجىْ المهينة بعيداً عن أرض الآباء والأجداد .
كان بإمكانهم قضاء حياة هانئة في ظل الدولة العثمانية القاتلة . والعيش في ترف وغنى وتخمة . إذا ما هدموا جسورهم مع المسألة الكردية , والثقافة الكردية , والتاريخ الكردي , والجغرافية الكردية . لكنهم طوّحوا بكل تلك الحلول المقيتة , وقرروا على العكس افتداء الشعب الكردي , وهذه تعتبر من إشكاليات العقل السياسي الكردي اليوم . ففي حين كان الزعماء الأكراد فيما مضى يفتدون الشعب الكردي , صار الشعب الكردي اليوم – للأسف – هو الذي يفتدي الزعماء ويحتفي بالصنمية .
التأسيس لنهضة كردية في المجالات كافة , لا سيما في المجالات السياسية , والتعليمية , والثقافية هي الحقيقة الوحيدة الطاغية على فكر وهواجس البدرخانيين . لذا بذلوا على هذه الجبهات قصارى الجهد ليقدموا لنا نتاجات غنية . ففي المجال السياسي والخيري أسسوا الجمعيات والأحزاب التالية :
- جمعية التعاون والترقي الكردي عام 1908
- جمعية التشكيلات الاجتماعية الكردية عام 1910
- جمعية نشر المعارف الكردية عام 1910
- هيئة الاستقلال الكردية عام 1920
- جمعية خويبون عام 1927
- جمعية الصداقة الكردية – الأرمنية عام 1914
- جمعية مساعدة الفقراء الكرد في الجزيرة السوريةعام1931
أما في مجال الدراسة والتعليم فقد أسسوا جملة من المدارس ومراكز الأبحاث , منها :
- مدرسة استانبول – مدرسة خوي ( في إيران ) – مدرسة تبليسي – مدرسة بيروت – مدرسة دمشق . إلى جانب مراكز دراسات وأبحاث مثل : القسم الكردي في معهد الدراسات الاستشراقية في مدينة سان بطرسبرغ والمعهد الكردي في باريس والمعهد الكردي في واشنطن .. إلخ .
أما المجلات والجرائد التي أصدروها فهي كثيرة ونكتفي بإيراد أسماء بعضها : جريدة كردستان عام 1898 – أوميد عام 1900 – يكبون عام 1913 – مجلة زين عام 1916 – هاوار 1932 – روناهي 1942 .. إلخ .
ولا شك أن دور كل من النتاجات السالفة الذكر مؤثر في تنمية المجتمع وتنويره وإعادة خلقه . وبفضلها فقط وصلنا إلى هذا القدر من المرونة الكتابية والتعبيرية اليوم .
اليوم . تبدو مهمة أقسام الصحافة الكردية وتلاوينها صعبة وحملها ثقيلاً , فهي مطالبة بالارتقاء بمضامينها للوصول إلى هوية ثقافية ما , ويلزمها أن تكون ممثلاً وفياً ومخلصاً ومتجاوزاً لمحاولات الأجداد الأولى , وعليها كذلكم الأمر أن تنأى بنفسها عن البروباغاندا الحزبية الضيقة لتصبح مساحة حرية للجماهير الحزبية والمستقلة والمثقفين المختلفين .
إلا أن كل ذلك ليس بمقدوره أن يتم بعيداً عن مساهمة الشعب الكردي , الذي يقع على عاتقه مهمة شراء المجلات والجرائد وتصفح المواقع الانترنيتية بغية الشد من أزرها لتمارس دورها الريادي في المجتمع بثقة أكبر . لا سيما وأن سكان مدينتنا كوباني في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين كانوا يشترون المجلات والجرائد الكردية ويوزعونها وينشرون فيها بعض المواد وكوباني حينها كانت مجرد قرية , طفلة صغيرة تحبو على الجغرافية .
اشتروا المجلات والجرائد واقرأوها لئلا يقول أحد أن الديناصور كان القارىْ الأخير .

* نص الكلمة التي ألقيتها باللغة الكردية في الاحتفال الشعبي الكبير الذي نظمه الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في مدينة كوباني يوم 22/4/2005 بمناسبة الذكرى 107 على انطلاقة الصحيفة الكردية الأولى كردستان عام 1898 .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل المقال فيما بين آية الله المحتجبي والانترنت من اتصال
- شطحات العمامة القومجية الفارسية
- ورقة المجازر الأرمنية تكشف عورات تركيا
- البعث العراقي وتأميم القرآن
- الجعجعة التركية لن تنتج طحيناً
- اذا كانت أمريكا عدوّة الله فمن هو صديق الله ؟ ..
- سياسة الفكر المحروق
- راعي خراف الرب وفقهاء الظلام
- الكورد أمة .. من ما قبل جنكيزخان الى ما بعد سقوط صدام
- الأكراد والعقول العنكبوتية المقلوبة - من يسقط في برميل النفط ...
- الأكراد والعقول العنكبوتية المقلوبة - من يسقط في برميل النفط ...
- الذهنية الاقصائية - الأقليات والجاليات وتعالي الأنا العربية
- الذهنية الاقصائية - خرافة الايديولوجيا القومية الحديثة -ياسي ...
- الذهنية الاقصائية - ياسين الحافظ ومسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي-مسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي - مركزية العرب وه ...
- مدخل الىالذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي
- عن الأفق الديمقراطي
- ( العقل الدونكيشوتي والعقل الالكتروني (تحية الى موقع سيدا ال ...
- حلبجة.. أوشفيتز..والعرب


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى اسماعيل - الصحافة الكردية بين الفواتح القصوى والنهايات القصوى للقرون