أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - الدين ...واتلوطن















المزيد.....

الدين ...واتلوطن


حسين علي الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 02:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ايهما اهم الوطن ام الدين....؟ سوا ل لو اننا وجهناه لمواطن امريكي او اوربي لاجاب على الفور الوطن قطعا..! ولو عدنا وطرحناه على مواطن عراقي او عربي لكان رده السريع والحاسم ايضا هو ... الدين بكل تاكيد ..! ولن نسمح للصداع ان يعشعش و يتمددتحت سقوف جماجمنا بعقد مقارنة واسعه بين الردين ولكننا فقط سنتلمس اهميتهما من خلال ما يمثلانه من ضرورة قصوى للحياة.
هل يستطيع الانسان ان يعيش من غير وطن والمقصود هنا بالوطن هو الوسط الذي يركن اليه الانسان لممارسة فعالياته الحياتيه اليوميه وليس مسقط راسه في القرية او المدينة من الدوله التي ينتمي اليها ,والجواب هو يقينا انه كائن لا يمكنه البقاء والاستمرار من غير وسط حياتي يومن له ذلك .
ولو نحينا با السوال في الجانب الاخر ورمينا به متلمسين المعنى ذاته في جانب الدين اي دين وليس شريعة محدده بعينها لكان الرد مغايرا تماما اي امكانية العيش بدون دين... وذلك يمكن ان يكون امر طبيعيا وميسورا كما هو حال البشري في طفولتها اي في مرحلة الطوطمية والسحر قبل ان ترقى الى مرحلة الدين , وحتى في مرحلة الحياة الراقيه اى في تجاوزمرحلة الدين الى العلم فان هناك الكثيرون ممن يعتقدون بوجود الخالق والحياة بعد الموت ولكنهم غير متدينين بشكل حقيقي اي لا يودون الفروض والواجبات الدينيه , واخرون ترفض عقولهم فكرة العبودية للخالق فهم يفلسفون الامر في مضماري الحياة والموت ويردانه لفعل الطبيعه وخواصها الفيزيائيه.! وغيرهم ممن يخشون الله ويتقونه حق تقاته وخلق اخر مابين هذا وذاك .
من هنا يتضح لنا ان الدين شيء مهم في الحياة ويضفي عليها المعنى الاخلاقي النبيل غير ان الحياة بدونه ممكنة ايظا , اما الوطن فهو الوسط الذي بدونه لا يمكن ان تكون هناك حياة ومن هنا تاتي ارجحيته باعتباره ضروة وجوديه بينما الدين ليس كذلك فهو دالة تطور ورقي ولكنه ليس سابق لشرط الحياة او الوجود اي الوسط السابق عليها والضروره الازمه لبقائها .
وهذا مايفسر لنا الحروب والتناحرات بين العديد من الدول التي يجمعها دين واحد وربما مذهب واحد في دين واحد كما هو الحال في سلسلة من الحروب في التاريخ الاوربي المسيحي والاسلامي ايضا كما هو الحال في الحرب السابقه بين ايران والعراق .وذلك من الامور المالوفة الحدوث بين البلدان حينما تتعارض الارادات والمصالح الوطنيه بصورة لا يجدي فيها الحوار..!
غير ان هناك حروب من نوع اخر يتناحر فيها ابناء الوطن الواحد والدين الواحد بسبب اختلافات وتنافرات في المذهب او العرق ويكون ذلك نتيجه لتغليب المهم على الاهم واسقاط الاصل من اجل الفرع وغالبا ما يتخلل ذلك العمى الانساني جرائم وفجائع مروعه يكتوي بنارها الابرياء والبسطاء من الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيها , ويكون منفذيها مجموعات من القتله الماجورين ممن الفوا وادمنوا القتل الجماعي والمجاز الوحشيه.
اما مسببيها والروس المدبرة لها فهم دعاة الطائفية والمنضرين لها من الزعماء ورجال الدين وروءساء العشائر والقبائل الذين ينقادون لمرجعياتهم وينفذون توجيهاتم واوامرهم ,ان السوال هنا هو كيف يسقط هولاء كل الروابط والاعتبارات الاخرى ويضحى الاعتبار المذهبي او العرقي الطائفي هو الاعتبار الاهم لديهم بل المحتوى الاوحد الذي يتقوقعون حوله ويتزاحمون في التمسك به والانطواء عليه, والذهاب الى ما هو ابعد من ذلك .........المقاتله لنصرته...!
قطعا ان الامر يبدا بالتشدد والتطرف في الايمان بافكار واتجاهات معينه تلوح اول الامر كا اجتهادات فقهيه واستنباط لافكار وسلوك صاحب الدعوة او النبي في -المجال الديني-ومن بعد ذلك يتجمهر حولها المريدن والاتباع من التلاميذ وطلاب العلم لتتحول الى نضرية بديله للاصل وقد تخالفه في منطلقات ونقاط معينه تذهب بعيد وتتمحور حول قضايا لم تكن التشريعات والاحكام الاصلية قد منحتها مثل هذه الاهميه او افاضت عليها كل ذلك الاهتمام والرعايه ,ومع تقادم الزمن وتكاثر الاتباع والمؤيدن تزداد الاضافات وتكبر ويتم التعامل معها على انها حقائق مقدسه ينبغي التعامل معها بدقة وعنايه ويضحى مخالفيها من المحافضين على الاتجاه الرئيسي او سواهم ممن ابتدعوا اضافات اخرى من المخالفين والمعاندين ويتحولوا بعد ردح من الزمان الى كفار وزناديق يكون هدر دمهم والتخلص منهم ومن اثامهم من اشد اولويات الدين وجوبا ...!
لا شك ان من يتولون مهام الزعامة ولامامة فيمثل هذه الاتجاهات والمذاهب هم من يسعون الى بلورة انماط من السعي او الميل الى مراتب من السلطة والنفوذ تمكنهم من اثبات الوجود اولا وتكريس النظرية او المذهب ثانيا مع تاكيد جانبا لاباس به من القداسه والالمعيه على المستوى الشخصي , وليس مستغربا مع هذا ان ينشاوا الاجنحة العسكريه وجماعات الصدام الجاهزين لتوجيه الاحداث من خلال التدخل المنضور اوغير امنضور حسب ماتمليه اراده الزعيم وتوجهاته ...!
او اللجوء الى انشاء منضمات اقليميه اوعالميه يكون لها ذراع عسكري وخلايا تخربية ارهابيه تحدث تصدعا وتشققات في المجتمعات الامنة المناوئه لها في الفكر والمعتقدات المذهبيه بغية اشاعة الفوضى والدمار فيها والسعي لقلب انضمتها وضمها لمناطف النفوذ المذهبي والسلطوي .!
ان الجانب السياسي الطامح الى الوثوب الى السلطة في مثل هذه المذاهب والعشوائيات الدينيه هو الاشد حضورا ونعكاسا من سواه في الجوانب الاخري لانه يمثل الجانب العدواني في صميم هذه التكوينات والطامح دائما الى تكوين وتمثيل وجها من اوجه القوه الساعيه الى بسط الارادة والنفوذ ويحدد هذا الاتجاه تطلعات ذلك التكتل وامكانياته في الصيرورة والتجسيد بمقدار ما يتهيا له من القيادات الشرسه المغامره والمدعمه بستعدادات شخصية خاصه للاغال في مسالك الشر والجريمه.ولم يكن ما فعله بن لادن او اتباعه المقربون ببعيد عن الاذهان
ان المصيبة الفادجعه في هذه المذاهب او التعرشات الجانبيه الى تطفلت واستمدت مقومات وجودها من الدين الاصلي انها تتنكر للاركان الرئسية للدين وتنضر لمنطلقات ومفاهيم تتعارض مع مبادءه واخلاقياته وتصرعلى ان يكون التشدد والتطرف من اهم سماتها وبذلك تهدم التكيف الاساسي لمفهوم الاسلام – ان كنا نتحدث عنه – وهو التسامح وحسن الخلق الناتجين عن كوننا امة وسط كما ابلغ عن ذلك الرسول وجعل خير الاموراوسطها .
ان الوسط هذه الحلقة المفقوده في تمذهبات هولاء القوم تجعل الامر يقوم على وجهين لا ثالث لهما!.. قمة التعصب والتشدد الذان يغدوا معهما تكفير المخالف واستباحة دمه وتكفير من يشك بهذا التكفير حتى وان لم يكن من المخالفين , او التحلل والانفلات من الامر كله اي التحول الى الالحاد ...!
اما تجاهلهم لركن اساسي من اركان الاسلام وهو الشهاده فذلك لوحده يخرجهم من ملة النبي باعتبارها العاصم الاول لدم المسلم وعرضه وماله وجعلهما حرام من المسلم على المسلم , ان فهولاء قد جعلوا المخالفين من الاعداء الذين يجب مقاتلتهم قبل الالتفات لمقاتلة المشركين من الملل الاخرى وهم يعلمون قبل سواهم ان الناس ( خصوم المذهب) انما همم من المسلمين الذين تتجسد فيهم كل اركان الاسلام ولا سيما شهادة ان لا الله الا الاله محمد رسول الله , دون ان يترتب على ذلك اي اعتبار او قيمه لديهم وهو خروج واضح وصريح عن اساسيات الاسلام فضلا عن فهمها والاخذ بها
ان الغاية من الدين والتدين هواغناء الحياة واخراجها من بوابة العبث باجتراح الغايات الساميه والنبيلة فيها بمايمثل قفزة هائلة في سلم الرقي والتسامي باعتبار الانسان قيمة عليا لها امتداداتها وتواصلها في مرحلة لا حقه وليس حالة دنيويه بائسه تنتهي كما ينتهي اي مخلوق و حيوان تافه بان ينفق ويتحلل .
فالدين اذن وسيلة لانعاش الحياة واخراجها من دوامات التخبط والضياع بصنع قيم وغايات نبيلة وعضيمة فيها, يسعى نحوها المخلوق باتجاه ذلك الفيض الاهي وتحقق جانب من الكمال , هو انعكاسا لما اودعه فيه خالقه المتفرد بالكمال المطلق .
وهو بهذا المعني رمزا للخير وهالة للتسامي ولكمال , قيثارة تصدح بالحب والتسامح والاخاء وليس سيفا حاد للتسلط والشرور والتفن في اساليب القتل والترويع كمايفعل من يدعون الايمان والجهاد من الفرق المتطرفة المتشدده . ان الدين وسيلةلاسعد البشر وليس تقتيلهم او تعذيبهم وهو عامل تنضيم وتهذيب للحياة وليس افساد لها وان كل احكام الشريعه قد جاءت موافقه للعقل في كونها الافضل والاصلح للسلوك البشري اي ان الاساس هو تناسبا وتناغمها والحياة وليس ضغط الحياةواخضاعها بالاكراه لمحتواها واحكامها , ومن هنا كان الاختلاف في اعتماد الافظليات, وهو اختلاف جذري ومبدئي فشتان بين من يرى ان الدين عامل تطور ورقي وبين من يراه احكاما صارمه يجب ان تنساق الحياة وتنساب وفق حدودها حتى ولو بالاكراه والقتل والترويع .!!وهذا هو بالضبط مايمنح الاولويات للدين او الوطن .



#حسين_علي_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - الدين ...واتلوطن