أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل البدوي - إبراهيم باشا الذي ضحى للسلطان العثماني فأمر السلطان بإعدامه خنقاً















المزيد.....

إبراهيم باشا الذي ضحى للسلطان العثماني فأمر السلطان بإعدامه خنقاً


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





الصدر الأعظم إبراهيم باشا الفرنجي ولد قرب مدينة بارغا على الساحل اليوناني (1493 أو 1494-1536) وهو أول صدر أعظم يعينه السلطان سليمان القانوني بعد ارتقائه عرش الدولة العثمانية. عرف إبراهيم باشا بأسماء متعددة بفضل ألقاب لحقت أو سبقت اسمه، إما تمييزًا له عن رجالات الدولة والصدور العظام الذين حملوا اسم "إبراهيم باشا"، أو لصفة أو منصب رافق تاريخه. فقد عرف باسم إبراهيم باشا الفرنجي (Frenk بالتركية، وتعني الغربي أو الأوروبي) نسبة إلى أصوله غير العثمانية، كما يظهر في المصادر التاريخية باسم إبراهيم باشا "البارغالي" أو "البرغالي" أو "البرغلي" في إشارة إلى بارغا التي ولد فيها. ولد إبراهيم لأسرة مسيحية، وكان والده بحارًا أو صياد سمك حين أُبعد عن أسرته طفلاً، إما باختيارها أو باختطافه من قراصنة أو بنظام الدوشيرمة، ويعتقد أنه بيع لأرملة في ماغنيسيا أحسنت تنشأته وتعلم لديها العزف على الكمان، قبل أن يؤخذ إلى الأناضول، حيث دأب أولياء العهد العثماني على تلقي تعليمه، ولاحظوا فطنته المبكرة ووسامته وشخصيته الجذابة فقربوه إلى مجايله سليمان ابن السلطان سليم الأول الذي اتخذه صديقاً، فيما سمحت العلاقة بين الاثنين لإبراهيم بتلقي تعليمه مع ولي العهد العثماني، ليكتسب مهارات معرفية منها اللغات المتعددة والثقافة الموسوعية. تقلد منصب الوزير الأول (الصدر الأعظم) وعمره 28 عامًا وذلك عام 1522 أو بتاريخ 27 مايو 1523، أو 1524، خلفاً لبيري محمد باشا، الذي كان عينه في 1518 السلطان سليم الأول. كانت بدايات إبراهيم المكللة بالنجاح، ثم نهايته الدموية على يد سيده، منحته لقبًا ثالثًا، هو "المقبول المقتول". وبزواجه من خديجة شقيقة السلطان القانوني، بات إبراهيم يستحق لقبًا إضافيًا هو "داماد" الذي يُمنح لصهر السلطان، وأصبح واحدًا من ثلاثة صدور عظام في التاريخ العثماني يحملون اسم "داماد إبراهيم باشا". ويجري التنويع على هذه الألقاب كليًا أو جزئيًا، على نحو: "مقبول إبراهيم باشا" أو "إبراهيم باشا المقتول" أو "داماد إبراهيم باشا برغالي". وبارتقائه سدة الحكم عام 1520، بات سليمان القانوني يعزز مكانة صديق صباه إبراهيم، الذي قابل ذلك ببرهنة مستمرة على مهاراته الدبلوماسية وبراعته العسكرية، ما جعله يصعد سريعًا في سلم الحكومة العثمانية، وذلك بدءًا من أول مناصبه المعروفة رئيسًا للغرفة الخاصة للسلطان "خاص أوده باشي" وهي المهمة التي تجعل صاحبها الأقرب شخصيًا إلى السلطان، و"الذي لا يفارقه أبدًا". وحتى بعد تعيينه صدرًا أعظمًا للدولة العلية، وهو أهم منصب عثماني بعد السلطان، واصل إبراهيم باشا حصد الألقاب والمناصب، وتوسيع نفوذه في الدولة الآخذة بالتمدد، ما خوله سلطة شبه مطلقة تكاد تقترب من سلطة سيده. وعسكريًا، شارك إبراهيم باشا في انتصارات الجيوش العثمانية، ورافق السلطان في الحملات التي قادها، في حين تولى بنفسه حملات أخرى كقائد للجيش. كما انتدبه السلطان للقضاء على تمرد أحمد باشا الخائن واليه على مصر، ولم يعد إبراهيم باشا من هناك إلا بعد أن وضع قوانين جديدة حافظت على استقرار مصر بصفتها أهم الولايات العثمانية في الشرق الإسلامي؛ حيث بقي فيها لنحو عام (من 30 سبتمبر 1524 وحتى 5 سبتمبر 1525) "ونظمها على النمط العثماني. قلل الضرائب. اجتمع بأصحاب الشكايات من الشعب واستمع إليهم، عمّر جامع عمرو بن العاص فاتح مصر". وساهم إبراهيم في تحجيم نزعة البطش لدى السلطان سليمان، فقد أمر الأخير بقتل جميع أهالي حلب عقابًا على ثورتهم في بداية حكمه، فألغى إبراهيم باشا "هذا الأمر البربري واكتفى بقتل زعماء الثورة". وعلى المستوى الدبلوماسي، حققت جهود إبراهيم باشا مع الغرب المسيحي نجاحًا واضحًا، ما جعله يظهر أمامهم كصانع أساسي في السلطنة العثمانية، وبموجب ذلك بات مسؤولو البندقية يطلقون عليه لقب "إبراهيم العظيم" لاعبين في ذلك على نغمة "سليمان العظيم" وهو الاسم الذي عرف به السلطان سليمان القانوني في أوروبا. وفي 1533، أقنع إبراهيم باشا شارل الخامس بتحويل المجر إلى دولة تابعة للدولة العثمانية، وفي 1535، أنهى اتفاقًا تاريخيًا مع فرانسيس الأول منحت بموجبه فرنسا امتيازات تجارية داخل الأراضي العثمانية مقابل التحالف معها ضد آل هابسبورغ. وكان هذا الاتفاق آخر أعمال إبراهيم باشا البارزة. كان إبراهيم باشا قائدا عسكرياً بارعا وكان له الفضل الأكبر في انتصارات العثمانيين أبان حكم سليمان القانوني فأثناء التجهيز لفتح بلجراد نصح إبراهيم باشا السلطان ان ينقل الجيش ومعداته عن طريق نهر طونا (الدانوب حاليا) بدلا من الطريق البرى حتى لا يضطر لدخول الغابات التي يستطيع فيها المجريون القضاء على الجيش العثمانى بسهولة، ونجحت الخطة وفوجئ المجريون بالجيش العثمانى وقد أصبح على أبواب بلجراد. ويعتبر إبراهيم باشا هو مهندس معركة موهاكس التي اكتسح فيها الجيش العثمانى الجيش المجرى في ساعة ونصف فقط ومن ثم فتح بودابست. وخلال رغبة السلطان في فتح فيينا نصح إبراهيم باشا السلطان بأن يقوم أولا ببناء مخازن ومستودعات للذخيرة والطعام بطول الطريق نظرا لبعد المسافة, كما نصحه بأن يبدأ هجومه في نهاية فصل الشتاء حتى يبدأ الحصار في منتصف الربيع حتى يتمكن من فتحها قبل أن يطول الحصار للشتاء، ولم يلتزم السلطان بنصائحه ولذلك لم يتمكن من فتحها.وقام إبراهيم باشا بقمع تمرد قلندر جلبى في مرعش واحمد باشا الخائن في مصر. كما قاد الجيش في الحملة ضد الدولة الصفوية وحقق نجاحا واضحا حيث استطاع دخول تبريز عاصمة الشاه واحتلال قلعة وان المنيعة وفتح مدينة اريوان واستكمل مع السلطان الفتح بعد ذلك حتى دخل بغداد. وبالنظر إلى مجمل الأعمال العسكرية التي تمت في عهد القانونى بعد إعدامه (حوالى 30 عاماً) فانها لا تقارن بما فعله هو أثناء خدمته كصدر أعظم (حوالى 13 عاماً).ويشتهر أن سليمان قد فتح في عهده حوالى 360 قلعة قام إبراهيم وحده بفتح نصفها كأكبر قائد عسكري مسلم من حيث عدد فتوحاته، كما أن إبراهيم شارك السلطان في فتحه لعدة قلاع أخرى. وكان له عده أهداف أخرى كانت لتتم لولا وفاته أهمها فتح إيطاليا واستخدام الأسطول لفتح الأراضي الجديدة ""أمريكا"".
كانت مسوّدة معاهدة عام 1536 المتمخضة عن المفاوضات بين السفير الفرنسي جان دي لا فوريه وإبراهيم باشا، قبل أيام قليلة من إعدامه. فبعد عودة الجيوش العثمانية إلى القسطنطينية قادمة من مواجهتها الأولى مع الدولة الصفوية، أمر السلطان سليمان بإعدام رجله الأول إبراهيم باشا، الذي عثر عليه ليلة 22 رمضان سنة 942 هجرية، 5 مارس أو 14-15 مارس عام 1536، مخنوقاً في غرفة نومه بقصر الباب العالي، أي بعد 13 عاماً من تعيينه صدراً عثمانياً أعظم.ويذكر المؤرخون أن إبراهيم، قبل إعدامه بسنوات، توسل إلى السلطان أن يتمهل في ترقيته بغية عدم إثارة حسد وزراء ومسؤولي الحكومة الكبار، الأمر الذي قابله السلطان بأن أقسم على ألا يسمح للوشاية أن تأخذ طريقاً بينهما، وبعدم تعريض صديقه للموت الذي كان، في الدولة العثمانية، عقوبة معتادة للمسؤول المشتبه في تقصيره أو خيانته.
إلا أن السلطان العثماني حصل على فتوى تجيز له الحنث بقسمه لقاء بناء مسجد في القسطنطينية، وواصل لسبعة ليال تناول طعام السحور مع إبراهيم باشا لوحدهما، مانحاً إياه فرصة الهرب أو حتى أن يقتل السلطان بنفسه.وكشفت رسائل إبراهيم باشا التي كتبها قبل أيام من إعدامه، علمه بنية سيده، وقراره، رغم ذلك، البقاء وفياً للسلطان. وتاريخيًا، يعد إبراهيم باشا واحدًا من 22 صدرًا أعظمًا قضوا نحبهم بأوامر من سلاطينهم وخامس صدر أعظم من حيث مدة البقاء في المنصب دون انقطاع، غير أن مكانته قربه الشخصي الذي أمسى عائليًا من السلطان، ومنصبه- ثم الصلاحيات التي منحت له والأعمال التي أوكلت إليه، مع عدم وضوح الدافع الحقيقي لإعدامه؛ جعلت المؤرخين يقدمون عدة تفسيرات لنهايته المفاجئة. فيعتقد بعض المؤرخين أن خشية القانوني من تعاظم نفوذ إبراهيم باشا هي السبب الرئيس لإعدامه، وهو ما اختصره الشاعر الفرنسي لامارتين بالقول: "نهاية حياة إبراهيم لم تكن لأي سبب، ولا جريمة، سوى عظمته". ففي آخر نشاط عسكري له، كان إبراهيم قائداً أعلى لكافة الجيوش في مواجهة الإمبراطورية الفارسية الصفوية، ووقع بعض الأوامر العسكرية باسم "سر عسكر سلطان" ما عدّ خرقًا بروتوكوليًا وتجاوزًا على المقام السلطاني، و"خشي السلطان أن تكون تلك الأعمال مقدمات لاغتصاب الملك لنفسه" خاصة مع "ازدياد نفوذه على الجند والقوّاد" واتخاذه القرارات منفردًا دون التشاور مع الوزراء. كما اتهم الصدر الأعظم بطمعه في عرش المجر، بل وبالعرش العثماني نفسه "وهما تهمتان لم يقم عليهما برهان". ومعظم الروايات وآراء المؤرخين أكدت على إبراهيم كان ضحية لمؤامرات "خُرَّم" وهي ابنة كاهن أرثوذكسي أوكراني، بيعت كجارية وغدت لاحقًا الزوجة الثانية -والأثيرة- للسلطان سليمان القانوني، ومارست أدوارًا مهمة ضمن ما يعرف بـ"سلطنة الحريم". ووفقًا للروايات، فإن السلطانة "خُرَّم" سعت لتقويض ثقة السلطان بإبراهيم باشا، خاصة مع دعمه منذ البداية لولي العهد مصطفى النجل الأكبر للسلطان من زوجته الأولى ماه دوران، وإذ لم يكن بوسعها "تحريك وزير أعظم كهذا ضد ولي العهد الشرعي" فقد حاكت "المؤامرات الدقيقة الخفية التي لا تطفو على سطح الماء" كي تتخلص من "وزير أعظم ذي نفوذ. حيث لم يتمكن أي وزير من الذين تلوه، أن يحصل على نفوذ إبراهيم باشا".وبعد إعدام إبراهيم، وإعدام السلطان أيضًا لولي عهده وابنه الأكبر مصطفى عام 1553، صار التاج العثماني، في نهاية المطاف، إلى سليم، ابن "خُرَّم". وفي رسالة بعثت بها إلى السلطان، كتبت خُرَّم: حين أقرأ رسالتك يكون ابنك محمد وابنتك مهرماه حولي يبكيان بدموع لا تنقطع. إن رؤية دموعهما تجعلني أجن... تسألني عن السبب في غضبي على إبراهيم باشا، وحين يجمعنا الله ثانية سأذكر لك السبب وستفهمني. ويعتقد المؤرخون أن إبراهيم ظل محافظاً على روابط مع جذوره المسيحية، وعمد إلى تقريب اليونانيين، وجلب والديه للعيش معه في العاصمة العثمانية؛ ما منح خصومه فرصة ترويج الإشاعات عن تمسكه بمسيحيته وخطورته على الدولة الإسلامية. وكان للتشكيك في عقيدة الصدر الأعظم ما يبرره في نظر بعض المؤرخين الذين لاحظوا أن حرص الصدر الأعظم الديني صار يتدني مع تعاظم قوته، وأن معظم أعماله الإسلامية كانت في آخر عهده، ربما لمواجهة الأقاويل حول ضعف إسلامه.وتقدم واحدة من الروايات مثالًا لما يمكن أن يؤدي إليه التساهل الديني. فبعد عودته من الحملة المظفرة في المجر عام 1526، جلب إبراهيم باشا من بودا ثلاثة تماثيل لشخصيات الآلهة الرومانية: أبولو وهرقل وديانا، وأقامها في باحة قصره. بالنسبة للعامة، الذين يطلقون على الصدر الأعظم اسم إبراهيم الفرنجي اعتماداً على أصوله الأوروبية، فإن هذا التصرف يدل على ضعف العقيدة، بل وأخطر من ذلك: تمسكاً بالجذور المسيحية.وسرعان ما انتشر في المجتمع العثماني بيت من الشعر نُسب إلى الشاعر فيجاني، وترجمته:
في هذا العالم ظهر إبراهيمان الأول هَدَمَ، والآخر نَصَبَ الأوثان
وفي ظل حكومة ومجتمع يرفعان شعار الإسلام، فإن لمثل حملات التشكيك هذه خطورة كبرى، بالنظر إلى أن السلطان العثماني، الذي يعد نفسه خليفة للمسلمين، ليس بوسعه احتمال عواقب صدر أعظم مشكوك في عقيدته. ويزعم مؤرخون عثمانيون أن إعدام إبراهيم باشا كان بسبب إساءته استخدام السلطة، ويعتقد أن هذه التهمة ارتبطت على نحو خاص بعمليات الحرب العثمانية الصفوية التي سار إليها أولاً إبراهيم باشا، وكان يرافقه مسؤول الخزانة (إسكندر جلبي) الذي أُعدم بسبب ما قيل إنه فساد في تصريف الأموال، أو أخطاء ارتكبها في الحملة. ويرجّح هؤلاء أن إبراهيم دفع، ولو متأخراً، ضريبة إعدام إسكندر جلبي، كما أنه بموجب القوانين العثمانية، فإن الصدر الأعظم هو صاحب الكلمة الأولى في عمليات الصرف، ويتحمل بالتالي المسؤولية النهائية لتبذير الأموال. رغم ذلك ثبت أن السبب الحقيقى لتخلص إبراهيم منه هو طمعه بالاستيلاء على مكانه. وكانت واحدة من الأخطاء التي اتهم إبراهيم باشا بارتكابها حماية أقربائه اليونايين ورعاية مصالحهم، والثابت أن الصدر الأعظم لم ينس أصله وعائلته، إذ زاره والده عام 1527، ولاحقًا استضاف أبواه وشقيقيه في الباب العالي، وقد أسلم والداه واتخذ أبوه لنفسه اسم يونس وحصل على منصب في إحدى السناجق العثمانية. وقد اتهم إبراهيم بالتواطؤ مع النمسا "على ما يضر بمصالح الدولة العليا فغضب عليه السلطان. وكانت والدة السلطان سليمان القانوني، عايشة حفصة سلطان شخصية ذات حضور قوي في الإمبراطورية العثمانية، ويُعتقد أنها، انطلاقاً من مفهوم "سلطنة الحريم"، كانت توفر حماية لزوج ابنتها خديجة، إبراهيم باشا؛ وبرحيلها فقد الأخير سندًا مهمًا له وانتهى الأمر بإعدامه. زوجة غيورة وكان لإبراهيم باشا زوجة ثانية اسمها محسنة (Muhsine) وربما كان ضحية لغيرة زوجته الأولى، شقيقة السلطان،السلطانة خديجة. وبإعدامه لإبراهيم، خسر السلطان سليمان المنظّر الأول والرئيس له، والذي عمل منذ البداية على إعلاء صورة القانوني والترويج له بصفته الغازي المظفّر والمنافح عن الإسلام، والفاتح الجديد خلفًا للإسكندر الأكبر، البطل المفضّل لدى السلطان.فخروج إبراهيم من المسرح العثماني إبان خلافة السلطان القانوني يختتم الفصل الأول من عهد الأخير، والذي وصلت فيه الدولة إلى أقصى اتساع لها شرقًا وغربًا، وبدا أن "الإدارة الحازمة والثابتة التي ميزت تصريف أمور الدولة منذ عام 1523 إنما تجد تفسيرها في التعاون الوثيق بين العاهل وصدره الأعظم".
ويمكن أن يقدم قصر إبراهيم باشا الذي تحول اليوم إلى متحف للفنون التركية والإسلامية في إسطنبول دلالتين: المكانة التي بلغها الصدر الأعظم، إذ يعد القصر الوحيد بهذا الحجم الذي يبنى لشخص من خارج الأسرة العثمانية، والتصميم الدفاعي الذي يفصح عن حجم العداوات التي كانت تهدد ساكنه.وبمقارنة مكانته هذه مع خلفائه في الصدارة العظمى إبان عهد القانوني، فإنه "حتى تعيين محمد باشا سوكوللو، في أواخر العهد، فإن من شغلوا منصب الصدر الأعظم، رغم كونهم رجالاً قادرين غالباً، هم شخصيات جد باهتة بجانب إبراهيم باشا"، ولم ينعم أحد منهم بالمكانة التي نعم بها والسلطة التي تمت له.
ظل مدفن الباشا موضع حيرة حتى الآن. فبرغم أن المعلومات المتوفرة حتى الآن أنه في حديقة مسورة صغيرة ملحقة بالفناء الخلفى لقصره إلا أن حقارة القبر وصغر مساحته وعدم دفنه في المقابر السلطانية قد أكثر من الاحتمالات والأقاويل حول مكان دفنه وهي كالاتى:
بارغا: مكان مولده... وذكر البعض أن إحدى وصاياه أن يدفن فيها.
الجزائر: ابعد ولاية عثمانية... حتى لا يتذكره السلطان.
مانيسا: أول مكان قابل فيه السلطان والذي كان تحت حكم الأمير مصطفى ولى العهد وربما كان دفنه هناك بطلب من مصطفى.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرا الصهيونية والماسونية وتأثيراتهما في أحداث العالم
- الحرملك العثماني دولة داخل الدولة
- عالج نفسك بنفسك
- الشبح المتخفية بالسواد التي تتحدى الرادار
- أنا أعرف من قتل السادات!!
- النسر الصامت أف - 15 إيغل
- هل تريد دخول الخزانة أو الخروج منها؟
- بعد إخراجهم من العراق سكان مخيم ليبرتي يستقرون في ألبانيا
- الإسلاموفوبيا أساسها دجل وخرافات الحروب الصليبية
- إن كنت تكره النساء أطلق أسمائهن على الأعاصير
- بابا مرزوق المدفع العثماني الأسطورة
- أسرار عن شخصية القذافي وعائلته
- فن صناعة الأساطير المؤسسة للإسلاموفوبيا
- الخوف من الإسلام، هل هو واقع أم فوبيا؟
- جيهان السادت تنشر غسيل عائلة مبارك وتنتظر نشر غسيلها!!
- العدو الصديق والأسطورة الشمولية
- حركتا الشاي والقهوة الأمريكيتين استيقظ وانهض وكافح الأسلمة!!
- ما سر الكرسي، وقتل المصور، ورش غاز الأعصاب في اغتيال السادات ...
- تعالوا معي لنعود بالتاريخ للوراء!!
- الهامفي الأمريكية المتعددة المهام، العالية الأداء، هي الأكثر ...


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل البدوي - إبراهيم باشا الذي ضحى للسلطان العثماني فأمر السلطان بإعدامه خنقاً