أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - المُحادّة لله وظاهرة التطرف














المزيد.....

المُحادّة لله وظاهرة التطرف


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 00:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أخطر السلوكيات على المؤمن أن يقع بسلوكه تحت طائلة قوله تعالى..( إن الذين يحادون الله ورسوله كُبِتوا كما كُبِت الذين من قبلهم)..والمُحادّة هنا تعني الخصومة والممانعة لله ولرسوله، وقد يُخاصم الإنسان ربه من حيث لا يدري فيقع في الشر والإثم جزاءً بما كسب من الفِعل الأثيم والإجرام الفاضح...الكبت تعددت معانيه لدى المفسرين، منهم من قال أنه الغيظ والكمد، ومنهم من قال الذُلّ، ومعنى الآية أن الله سيُعاقب الذين يُمانعون ويخاصمون الله ورسوله بالذلّ والغيظ...

ولكن يبقى السؤال:

كيف نعلم أننا ممن يحادون الله ورسوله أم لا؟

مفهوم المحادة في معناه الأصيل يعني..(المخالفة)..والمخالفة عند المفسر الكبير الإمام الطبري تعني..(التبديل والتحويل في أحكام الله)..فيفرضون على أنفسهم –والناس- حدوداً غير حدود الله، وأحكاماً ما أنزل الله بها من سُلطان، رغم أن هذه الأحكام قد تؤذي البشر، ولكن تمسكهم بها "دليل محادة" فيكون العقاب هو أن يكمدوا ويكثر غيظهم ويُذلّون في الأرض.

سيدخل ضمن نطاق المحادين لله من فرض على الناس أحكاماً وفتاوى قاطعة جازمة في أمور وشئون تحتمل الخِلاف، ولكن بتشددهم وتنطعهم يُحادون الله فتخرج أفعالهم على صور شتى تحمل الأذى والظلم لأنفسهم وللناس..

في هذا الزمان أرى أن المُحادة قد انتشرت وفَشت بين الناس، خاصةً أولئك الذين يفرضون آرائهم على الآخرين بالقوة والعُنف، وسماتهم أنهم لا يقبلون الحوار ولا أن يُقدموا على التحقق من صحة آرائهم بالسؤال، فالسؤال –لديهم-يعني الشك في الدين، وهم ممن لا يشكون لذلك فهم ممن لا يسألون، وإذا سألوا سألوا شيخهم ومُفتيهم، فهم على مذهبه حتى لو دخل نار جهنم سيدخلوه!

الدين ليس هكذا..بل هناك قواطع وجوازم وقِيَم ومُشتركات عامة إنسانية إذا تحققت في النفس ظهرت صورة الإنسان صورة دينية ربّانية سَمِحة..فالمؤمن لا يكذب ولا يسرق ولا يقتل ولا يُؤذي ولا يَظلم ..فإذا جاءه الحُكم من "أشياخه" وكان يحمل في مضامينه التعدي على هذه الحدود فينبغي مراجعتها فوراً لئلا يقتل نفساً بغير علمٍ ولا هُدى، ولا أن يكذب دون أن يتبين ويتحقق، ولا أن يسرق دون أن يُراعي حُرمة الناس في أموالهم، ولا أن يؤذي دون أن يرى في هذا الإنسان الحرية، ولا أن يظلم دون يُراعي الحقيقة وأولها حقيقة نفسه وموقفه.

الدين ليس عسير الفهم بل هو يسير ، إذ لو كان عسيراً لكان للناس فُسحة في دينهم بأن يُخطئوا ولا يحاسبهم ربهم على ما فعلوه، ولكن الله عدل وأنذرنا جميعاً بأن المُخطئ سينال عقابه والصادق البرئ سينال ثوابه، ومن هنا يأتي اليُسر، أن الحلال بيّن والحرام بيّن..فالكذب والقتل والظلم حرام ..الكذب هو الآفة التي يستهين بها بعض الناس ..وربما لا يعلمون أنها كانت السمة العامة والملمح الأول لليهود وللكافرين في القرآن-ليس كل اليهود فالخطاب القرآني فيهم ليس عام- وقد خص عباده المؤمنين بالصدق، وأن التحري والتحقيق من صفات المؤمنين..فلماذا إذاً نستحل الكذب وإطلاق الإشاعات في حق المخالفين ونحن نعلم حجم هذه الجريمة التي جعلها الله الجريمة رقم ..(3)..في القرآن..هل –حينها-سنكون من الصادقين بعد أن خدعنا أنفسنا وتوهمنا بأننا ننصر دين الله بالكذب..؟

أكثر من يحادون الله الآن هم من ..(الكاذبين)..فسائر الحروب الأهلية من ليبيا إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان جميعها كانت صناعة حصرية لهؤلاء الكذّابين الأفّاقين، فصدق عليهم قول ربهم أنهم يحادون الله وأنه سيكبتهم ويزرع في قلوبهم الذُلّ والغيظ..ولن نبذل الجهد في التعرف عليهم بعد الآن فبالإمكان أن نراهم في الشاشات وفي مواقعهم وفي الشارع.. أن من صفاتهم ..(الغِلظة -وسُرعة الغضب -والضيق من الآخر- واحتكار الحق –والتقليد والآبائية)..هؤلاء هم أخطر على أنفسهم من أعدائهم، وهم أخطر على الدين من أعدائه، فلو أنفق أعداء الدين حتى يوم القيامة كي يُشوّهوا هذا الدين ما استطاعوا ولكن شاء الله أن يكون هؤلاء الكذّابين هم المشوِّهين للدين، وأن انتصارهم لأنفسهم أغلى- لديهم- من الانتصار لله.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد لفكرة(أستاذية العالم)عند جماعة الإخوان
- لا فضائل للشام ولا لأهلها كما نسبوا للرسول
- درس من حديث خلق التربة
- صلاة التراويح بدعة أم سُنّة؟
- سمو الدين وسمو السياسة
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(3)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(2)
- صراع الإخوان مع القضاء المصري
- من يوميات حمار حكيم(3)
- من يوميات حمار حكيم(2)
- من يوميات حمار حكيم(1)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار
- كفوا عن التجارة بالدين
- نحن قومُ لا نخطئ
- باسم يوسف عبقري وليس إلهاً
- كان ياما كان..كان فيه ثورة في سوريا
- حقيقة صيام يوم عاشوراء في الإسلام؟
- حقيقة العين والحسد في الإسلام
- أزمة مصر في مستنقع الكهنوت
- محمد مرسي وفلسفة الاستعباط!


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - المُحادّة لله وظاهرة التطرف