أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟














المزيد.....

ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دَعْم المعارضة السورية (وبالسلاح في المقام الأوَّل) بما يمكِّنها من إطاحة بشار الأسد ما عاد (اليوم) بخيارٍ للقوى الدولية والإقليمية التي زَعَمَت، وتَزْعُم، أنَّها مع هذه المعارَضَة، تؤيِّدها، وتَقِف إلى جانبها؛ وعبارة "ما عاد" أَفْهَمها على أنَّها تفيد المعنى الآتي: "تأكَّد اليوم، وأتَّضح، أكثر من ذي قَبْل، أنَّ تلك القوى الدولية والإقليمية لم يكن لديها هذا الخيار، وإنْ حرصت على أنْ تبدو على غير ذلك".
أمَّا الصراع، في واقعه الحقيقي، والذي يشتد ويعنف، في استمرار، فلا خيار يعرفه، ويعترف به، ويؤكِّده، إلاَّ الخيار الآتي: "إمَّا سورية بلا بشار، وإمَّا بشار بلا سورية".
"المؤتمر الدولي (لحلٍّ سياسي للأزمة السورية)"، والذي يُفْتَرَض عقده في النِّصف الأوَّل من حزيران المقبل، وفي جنيف، وفي رعاية الأمم المتحدة، هو الآن مدار اهتمام وجهود ومساعي القوى الدولية والإقليمية المتورِّطة في الصراع السوري، وفي مقدَّمها الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل؛ وكأنَّ كفَّة البُعْد الدولي ـ الإقليمي للصراع في سورية ترجح الآن على كفَّة بُعْدِه السوري.
ولو سُئِلَتْ روسيا "ما العقبة الآن في طريق عقده؟"، لأجابت على البديهة قائلةً: إنَّها "الطَّرف الآخر"، لجهة "عجزه" عن "تسمية أعضاء وفد المعارَضَة السورية (إلى المؤتمر)"، واستصعابه قبول اقتراحها ضَمَّ إيران (والسعودية) إلى "المؤتمر"؛ فموسكو تسلَّمت من بشار الأسد "قائمة بأسماء أعضاء الوفد الحكومي السوري".
بشار نفسه لا وجود له في "الوفد الحكومي السوري"؛ لكنَّه هو الذي ألَّف هذا الوفد؛ وبعد تأديته هذا العمل يمكن أنْ يؤدِّي عملاً آخر، هو أنْ يساعِد، في طريقة ما، في قيام "حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات والسلطات (التنفيذية)"؛ لكنَّ هذا "العمل الثاني" لن يؤدِّيه بشار إلاَّ بَعْد توصُّل وفديِّ الحكومة والمعارَضَة إلى اتِّفاقية للحل السياسي للأزمة السورية، تَرْضى عنها، في الوقت نفسه، القوى الدولية والإقليمية أعضاء "المؤتمر"؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ غاية القوى الدولية والإقليمية المناوئة للثورة السورية هي أنْ يفضي "المؤتمر" إلى "اتفاقية" لـ "حلٍّ سياسي"، قوامه، وجوهره، "إصلاح نظام الحكم السوري نفسه"!
وفي "أحسن الأحوال"، يمكن أنْ "تتنازل" هذه القوى الدولية والإقليمية، فتَقْبَل حلاًّ لـ "مشكلة بشار نفسه"، قوامه: أنْ "يتنازَل" بشار عن "حقِّه" في الترشُّح لانتخابات الرئاسة ((2014 في مقابِل حصوله (وآخرين) على ضمانات قوية تجعله آمناً مُطْمَئِنَّاً.
أمَّا "العقبة الثانية"، بعد عقبة "مصير بشار"، فهي "القوى والأجهزة والأدوات الأمنية والعسكرية"، التي هي المَصْدَر الأوَّل والأهم لقوَّة نظام الحكم في سورية؛ وأحسب أنَّ "المقايضة" ستكون، في هذا الأمر، بين تقليص "النفوذ العلوي" فيها وبين تقليص نفوذ "جماعات المعارَضَة"، التي توافَقَت روسيا والولايات المتحدة على أهمية وضرورة إضعافها، وفي مقدَّمها جماعة "النُّصْرَة".
وأحسبُ أنَّ أوَّل شيء ينبغي لـ "المؤتمر الدولي" إنجازه، إذا ما عُقِد، أو إذا لم "ينفجر" بعد عقده، هو "وقف إطلاق النار وكل الأعمال العسكرية والقتالية"؛ لكنَّ هذه "الهدنة" ستكون مشروطة بالتزام قوى دولية وإقليمية مَنْع وصول أسلحة وذخائر ومعدَّات عسكرية إلى قوى المعارَضَة.
القوى الدولية والإقليمية، التي ما زالت تَزْعُم أنَّها مؤيِّدة للمعارَضَة السورية، على الرَّغم من أنَّ واقع الصِّراع في سورية أكَّد بما لا يدع مجالاً للشَّك أنْ لا مصلحة حقيقية لهذه القوى في دَعْم المعارَضَة بما يمكِّنها من إطاحة بشار الأسد، سنسمعها تقول الآن (إلاَّ إذا تأكَّد لديها أنَّ "الطَّرف الآخر" لن يتنازل إلاَّ في الشكليات) إنَّ بشار الأسد لن يكون له مكان في سورية المستقبل؛ فهذا هو "الشعار الجديد" التي ستَسْتُر به "عورتها"، والتي هي كناية عن تخليها عن شعار، أو مطلب، "رحيل بشار".
وهذا "الشعار (الخادِع المضلِّل الجديد)" سيُتَرجَم عملياً (إذا ما تكلَّلت أعمال المؤتمر الدولي بالنجاح) بتلك المقايضة (عدم ترشُّح بشار لانتخابات الرئاسة المقبلة في مقابل حصوله على تلك الضمانات القوية).
وسيقولون للمعارَضَة: اذهبوا إلى "المؤتمر"، وفاوضوا "الوفد الحكومي"، وإنْ ألَّفه بشار نفسه؛ ففي نهاية المفاوضات، تتوصَّلون إلى اتفاقية، بموجبها تُقام "حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات والسلطات"؛ ثمَّ تُجْرى انتخابات الرئاسة في غياب "المرشَّح بشار"؛ وهكذا تحصلون على "سورية جديدة"، لا مكان فيها لبشار!
أمَّا روسيا فستقول لنظام الحكم السوري، ولحلفائه الإقليميين: لقد نجحنا في إرغامهم على التخلِّي عن شرط "رحيل بشار"؛ وها هُمْ يأتون إلى "المؤتمر" ليفاوِضوا وفداً ألَّفه بشار بنفسه؛ وفي آخر المطاف، سنأتيكم بـ "سورية جديدة"، يتجدَّد فيها القديم نفسه، أيْ تَعْرِف من "الإصلاح" ما يَصْلُح لبقاء نظام الحكم السوري نفسه (أيْ لبقاء كثيرٍ من أُسُسه ومقوِّماته).
وعلى "المؤتمر" أنْ يجيب، في مفاوضاته واتفاقياته، عن سؤال واحِد أحد، هو: "كيف يتوصَّل المؤتمرون إلى إصلاحٍ لنظام الحكم السوري بما يُصْلِح ذات البين بين طرفيِّ المعادلة الدولية ـ الإقليمية للصراع في سورية؟"؛ ولقد شُحِنَ هذا الصراع بطاقةٍ من "الأقلمة" و"التدويل" تكفي لجعل "الحلِّ السياسي النهائي" إصلاحاً لنظام الحكم السوري الذي غادره بشار (وصحبه) آمناً مُطْمَئِنَّاً!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نظام التصويت- الذي يؤسِّس لمجتمع ديمقراطي
- فلسفة -الإرادة-
- في فِقْهِ -الاستبداد الدِّيني-
- لماذا أعلن كيري -الدليل القاطِع-؟
- هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!
- الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-
- هل ثمَّة ما يُبرِّر خوفنا من الموت؟
- لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها ...
- شبابنا إذا حُرِموا -نِعْمَة- العمل!
- الظاهِر والمستتِر في الضربة الإسرائيلية
- في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-
- -إنجاز- كيري!
- طريقتنا البائسة في التفكير والفَهْم!
- عيد -المحرومين في وطنهم-!
- مهاتير يُحذِّرنا وينصحنا!
- العراق على شفير الهاوية!
- أُمَّة تحتضر!
- عندما يتسَّلح العرب!
- في -الحقيقة-.. مرَّة أخرى
- كيري في جهوده -الحقيقية-!


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟