أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الشعوب التي تعيش معنا














المزيد.....

الشعوب التي تعيش معنا


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 22:01
المحور: الادب والفن
    












ما يتماثل مع نفسه ...





شعوب مجيدة تتحمَّل محنة الجفاف في البرّية وتربط رياح الله لإرادتها .
الزلاّت التي تتوجّس منها في الدروب المؤدية للهاوية ، تتحاشاها في صلاة
طويلة الى ما يتماثل مع نفسه في الطبيعة ، والتاريخ يتقدّمها في توكيده
ينبوعه معها ، ويلقي مشاعله باطراء عظيم لاعتدالها في إراحتها نفسها
بين النقائص التي تقتسمها مع أشياء الوجود . بصائر يتلاشى في زمردها
الانسان المدرك لذاته ، والوعي يراعة توأم تبغي في اعتيادها على المخاطر
الجوائز التي يتحمَّل ثقلها الزمان .






مشاركتهم الشر ...






نهار أدهم أمضيناه نزيح ما تصدَّع من نزاعاتهم . تفجيرهم لزهور عبّاد
الشمس في قيلولتنا ، يفقدنا كرامتنا وتحلّ الكوابيس خيوط قرابتنا لهم .
تعقّبهم للحمامة التي نطلقها باتجاه مركب نوح ، وإزاحتهم للملح من الأفياء
التي نوسّد عندها أرواح من ماتوا منّا . يثقل كواهلنا ويعجزنا عن ترويض
التطاول عليهم . ضآلة لا شعورية تعذّبهم في عدم التساوي معنا ، لكنّ
أضحياتهم التي تذوب حبّاً بالآلهة ، تلوذ في صمتها وتصلّي الليل كلّه الى
ما يعتقها من إيمانها . يمتنع الكمال عن اظهاره لماهيته لمن أفسدوا حياتهم
في مشاركتهم الشرّ خلطه بين الحصاة والريشة .






مماطلة الآلهة في وعودها ...






المتقلَّبون في نومهم وسيّر حيواتهم ، يستشيطون فزعاً من ذكرنا الفردوس لهم .
إمالتهم لزيفهم ومطابقته مع تقشَّفهم في كلّ شيء ، حيلة يحفرون الأذى فيها للغير ،
ويبالغون دائماً باتقان ما تعلَّموه من أسيادهم الذين يدسّون السقم في عظام الشجرة .
فزّاعات كثيرة بنيناها بين الأروقة المتحيّزة للنهار ، من أجل تجنَّب شرّهم . تدفّقوا
عليها يحزرون كيفية تطويبها لأفعالم التي لا تلتزم الحيطة من جنايتها على الموتى .
في دخيلة كلّ وقح منهم ، صلابة تنتهك البخار المغلي لانفجار الصاعقة ،
واحتفاظهم للفضيلة بعرنوس ذرة ، ذخيرة مكتفية بضآلتها من الحرمان في التعذيب .
يومهم الذي لا فاصل بين نهاره وليله ، يمرّ بتمثيلات شائنة لما ارتكبوه قبل النوم ،
ونحن لا نستطيع اقحام صلاتنا من أجل إزالتهم لعقابهم الذي ينتظرهم . قولهم أن
تقلَّبهم في مجتمع ذرّيتهم ، غاية ثورية للاحتياط من مماطلة الآلهة في وعودها
بالغفران ، تقاعس عن إيمانهم بكرامتهم الانسانية .





الشعوب التي تعيش معنا ...





مربيات شابات من شعب آخر ، أرضعننا ثمارهن المشابهة لعسل قوميتنا
والقحط والجفاف لا يظهران عيوبنا في مبارزاتنا للآخرين . مراعاتنا
للغريب التائه بين أطلالنا القديمة والترحاب به ، خصوصية تعلّمناها من
المربيات الجميلات ، وسمة خيّرة خُصصنا بها وحدنا . الشعوب التي تعيش
معنا في أرضنا ، تتمثّل الخيّر والجمال والصلاح دائماً ، لكن الازدواجية
التي تعاني ونعاني من وحشيتها . تزامن حيّ لفك الارتباط عن انسانيتنا .
تضاعف المعابد التي نفجّرها ونقتل فيها المصلّين ، وانتزاعنا من الآلهة
ما تَّتسم به من رحمة وغفران ، واختراعنا للطوائف العدوّة . إرث منحط
وتعوزه الاستقامة . ابداع في القتل والتمثيل بجثَّة الربيع ، وكلّما تقدّمنا في
السن . نعزّز اليقين الأجوف في ضمائر ذرّيتنا ، ونعلّمها الوشاية بالآخر أو
الاجهاز عليه في صلاته المرفوعة الى آلهتنا .


19 / 5 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العوالم الأخرى
- صلاتنا الصيف كلّه
- العادي والزائل
- الجمال النسوي
- في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا
- الأجل الذي يتوفَّاهم
- الاحتياط من الطوفان
- ما يطمح اليه الغريب في بابل
- في اخوّتنا للأشياء المفزعة
- احتياجنا للكتَّان في يوم العيد
- العصي التي يضربنا بها الكهنة
- حبور عظيم للعرس
- نثرنا لرماد الموتى
- الأبواب العتيقة للربيع
- ما يلزمهم مع الزائل
- الورم الجميل للحظة موتهم
- بين السياج والبرّية
- كلّ حرب لها شائعة معروفة
- سهرنا في الريح مع الملُقّنين
- اطراء العفّة


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الشعوب التي تعيش معنا