أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الرئيس الايرانى القادم سيكون شماسا وليس كاهنا















المزيد.....



الرئيس الايرانى القادم سيكون شماسا وليس كاهنا


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة والتي من المقرر عقدها في يونيو 2013.. وتمثل هذه الانتخابات نهاية عهد الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد بالرئاسة في إيران والذي امتاز بكثير من الجدل على الجبهتين الداخلية والخارجية أيضا...فى عام 2009 شهد آخر توجه للإيرانيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد أملًا بالتغيير إلا أن إعادة انتخاب "أحمدي نجاد" لمنصب الرئيس الإيراني مجددا شكلت خيبة أمل لقطاع واسع من الشعب مما تسبب في اندلاع موجة احتجاجات عنيفة وسط اتهامات من المعارضة للنظام بتزوير الانتخابات...إلا أنه ومع عدم إمكانية حصول نجاد علي فترة رئاسية جديدة هذا العام؛ فإن مراكز الترشيح قد شهدت توافد العديد من الطامحين إلى منصب الرئاسة لتقديم أوراقهم اللازمة...وفقًا للدستور الإيراني؛ فليس بإمكان الرئيس الحالي أحمدي نجاد أن يرشح نفسه لفترة رئاسية ثالثة مما قد ينفي عنها تهمة التزوير التي أدت إلى اندلاع احتجاجات شعبية إثر انتخابات عام 2009... لذلك يبدو "محمد سعيدي‌ كيا" وزير الاسكان و بناء المدن الإيراني مرشحا ممتازا في السباق الرئاسي القادم... الغريب ان يقدم سعيدي‌ كيا نفسه كمرشح مستقل ويؤكد قدرته على خوض الانتخابات القادمة برغم معاناته من مشاكل في القلب... ويظهر فى الصورة الوزير"منوشهر متكي" الذى أقيل من منصبه كوزير للخارجية الإيرانية في العام 2010 كنتيجة لصراع خفي على السلطة.... وكان متكي الذي أقيل خلال قيامه بجولة خارجية قد وصف قرار إقالته بالـ "التصرف المهين وغير الإسلامي، ويناقض الأعراف السياسية والدبلوماسية"...كما يعتبر رئيس المجلس الإيراني الأميركي هوشنك اميراحمدي "النعجة السوداء" في هذا السباق... وهوشنك مرشح مستقل ومحلل سياسي لا يحظى بقرب من المؤسسة الإيرانية التي لم توافق على ترشحه للانتخابات بسبب الجنسية الأمريكية التي يحملها...لكن الغريب وعلى الرغم من الإعلان عن نيتها مقاطعة الانتخابات الرئاسية؛ عادت الجبهة الإصلاحية عن قرارها بتصريحها عن نيتها تقديم عضو الشورى الإيراني "مصطفی-;- كواکبی-;-ان" لخوض السباق الرئاسي على أمل أن يتمكن صديق السياسي "حسين موسوي" من الفوز بأصوات الليبراليين !!... كما يظهر محمد باقر خرازي أحد أقطاب المحافظين في إيران وزعيم ما يسمى بـ "حزب الله" الإيراني... خرازي يعد فى كلامه باستعادة أرمينيا وأذربيجان وطاجيكستان ضمن السيادة الإيرانية في حال تم انتخابه وهو من أكثر المرشحين إثارة للجدل على الساحة السياسية الإيرانية...كما يظهر فى الصورة محمد الشريعتمداري الذى شغل منصب وزی-;-ر التجارة الأسبق ويحظى برضا المؤسسة الحاكمة في إيران... الى جانب انه أحد مؤسسي وزارة الاستخبارات الإيرانية ومقرب من السلطة إلى حد كبير!!.. كما يظهر ايضا "علي فلاحی-;-ان" وزی-;-ر الأمن الإی-;-راني الأسبق المطلوب الثاني للإنتربول.... برغم إدعائه بتركيز حملته الانتخابية على تحسين الاقتصاد؛ إلا أن الكثيرين سيتذكرونه كمتورط في القتل بدلا من مصلح اقتصادي....

وكان آية الله خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية قد أكد في خطاب له على وجوب "أن تكون الانتخابات حرة" دون التعويل على الشبكات الاجتماعية مما أدى إلى أن يشهد جوجل الإيراني إقبالا واسعا على البحث عن جملة "انتخابات حرة" عقب هذا التصريح!...وهذا يوضح مدى تأثير المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى توجيه دفة الانتخابات والسياسة الايرانية !!.. على صعيد اخر يواجه الرئيس الإيراني الحالي "محمود أحمدي نجاد" احتمال تعرضه لعقوبة الجلد لمخالفته القواعد بمرافقة كبير مستشاريه "اسفنديار رحيم مشائي" إلى مكتب تسجيل الناخبين ودعمه بالمال العام... ويعد الأخير حليفًا مقربًا لنجاد إلى جانب علاقة المصاهرة التي تجمعهما...كما يعد الرئيس الإيراني السابق "أكبر هاشمي رفسنجاني" واحدًا من أبرز المرشحين المستقلين المثيرين للجدل والذين قرروا خوض سباق الرئاسة.... الجدير بالذكر ان يعود "رفسنجاني" الذي يسانده حزبان إصلاحيّان إلى السباق بعد انقطاعه عنه منذ انتخابات العام 2009...كما انضمت "عطرات كاظمي" إلى قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة الإيرانية حيث قدمت أوراق الترشيح في بادرة قد تدل ربما على حضور النساء في السياسة الإيرانية !!... كما انضم "غلامي حداد" وهو مستشار للزعيم الإيراني الأعلى "آية الله علي خامنئي" إلى قائمة المرشحين لخوض الانتخابات الإيرانية القادمة !!..على صعيد اخر أعلن "محسن رضائي" وهو الرئيس السابق للحرس الثوري الإيراني عن نيته في ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة في إيران... كما أعلن رجل آخر مقرب من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية "آية الله علي خامنئي" ترشحه للانتخابات الرئاسية الإيرانية وهو "سعيد جليلي" الذي يشغل منصب كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي.... لايختلف اثنان ان هناك علاقة قوية تجمع بين "خامنئي" ووزير الخارجية الأسبق "علي أكبر ولايتي".... وتشهد الانتخابات القادمة التي رشح "ولايتي" نفسه فيها تحالفا بينه وبين حداد عادل -وهو أيضا نائبٌ ورئيسٌ سابق لمجلس الشورى وبين رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف لمصلحة الفائز...ومن ناحية الشو الاعلامى نجد المصور الإيراني "محمد موهايماني" الذى لا يتوقع أن تكون حظوظه في الفوز برئاسة إيران القادمة كبيرة إلا أنه قد حصل على فرصة لا بأس بها للظهور إعلاميا...كما يظهر فى الصورة ايضا مرشح آخر هو "محمد باقر خرازي" وهو رئيس منظمة حزب الله في إيران ولا يعد ضمن أقوى المرشحين حظًا للفوز بكرسي الرئاسة الإيرانية !!.. ويظهر ايضا الدكتور محمد رضا عارف: النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق والمرشح المحسوب على التيار الإصلاحي في إيران ويركز عارف على أن "لدی-;-ه برنامجا شاملا لتطوی-;-ر الاقتصاد ی-;-تم من خلاله بالتاکی-;-د الحد من التضخم و السی-;-طرة علی-;-ه"...كما تقدم رئيس بلدية العاصمة الإيرانية طهران محمد باقر قاليباف رسمياً للانتخابات الرئاسية... وكان قاليباف قد شغل منصب رئيس الشرطة الإيرانية وخسر الانتخابات لصالح الرئيس الحالي نجاد في العام 2005...المضحك والمثير وبرغم الملابس المميزة التي ارتداها الإيراني "علي نصيري" إلا أن حظوظه في الفوز لا تبدو كبيرة مقارنة بالسياسين البارزين الذي يخوضون غمار الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة!!...

ويتنوع المرشحون لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستقام في يونيو القادم بين أولئك المنتمين إلى المؤسسة الدينية المحافظة وغيرهم من المنتمين إلى التيار الإصلاحي الذي يطالب بمزيد من الحريات في البلاد... وكان آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية قد عبر عن أمله في أن تسفر نتائج انتخابات هذا العام عن فوز مرشح محافظ موالٍ للسلطة الدينية في إيران.... إلا أن مرشحين محسوبين على التيار الإصلاحي مثل "اسفنديار رحيم مشائي" والمعروف بعلاقته المتينة مع "أحمدي نجاد" إضافة إلى الرئيس الإيراني السابق والسياسي البارز "أكبر هاشمي رفسنجاني" قد يعملان على تقويض هذه الآمال....وعلى الرغم من استبعاد المرشح الإصلاحي السابق "مير حسين موسوي" من المنافسة بسبب ادعائه بأن الانتخابات قد لا تتمتع بالشفافية والنزاهة اللازمين؛ إلا أن السباق الرئاسي القادم قد شهد وجود آخرين يتبعون للتيار الإصلاحي.... لذلك يعول الجميع مثلا على المرشح "مصطفی-;- كواکبی-;-ان" الذي من المتوقع أن يحصل على أصوات الناخبين الليبراليين ما لم يختر المرشح الإيراني-الأمريكي هوشنك اميراحمدي خوض السباق بدوره....ولذلك سيخضع المرشحون الذين وصل عددهم إلى 686 إلى التحكيم من قبل مجلس صيانة الدستور الإيراني وذلك لإقرار أهليتهم لخوض الانتخابات القادمة لتعلن قائمة المرشحين الذين وقع عليهم الاختيار ليكون ذلك بمثابة موافقة لهم على البدء بالحملات الانتخابية...

لايختلف اثنان أن الحد الفاصل في خيار الناخبين الإيرانيين قد لا يتعلق بمزيد من الحريات قدر ما يتعلق بتحسين الأحوال الاقتصادية للمواطنين وذلك إثر أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد بسبب انخفاض قيمة الريال الإيراني مما دفع العديد للخروج إلى الشوارع احتجاجًا.... لذلك الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران والمزمع عقدها ستؤدي إلى تعميق الانقسامات في صفوف المعارضة الايرانية؛ بينما بدأت أطراف من المعارضة التداول حول المشاركة في الانتخابات، يرفض بعضها مبدأ المشاركة فيها ،على سبيل المثال قال سعيد حجاريان، وهو أحد المنظرين للمعارضين في الداخل إن الانتخابات هي "فرصة للتنظيم والعمل" وهذا ضرب من الخيال لانه من الواضح انه لايعلم أنها ستشمل منتسبي النظام فقط ولن تسمح السلطة لأي من القوى الديمقراطية المشاركة فيها !!... لان المناقشات حول الفرص والقيود المتعلقة بإنتخابات عام ٢-;-٠-;-١-;-٣-;- تعكس أيضا الإنقسام الكبير بين المعارضين حول الإستراتيجيات ومستقبل النظام السياسي والديمقراطي في ايران... لان موضوع المشاركة أو المقاطعة هو معضلة مشتركة لغالبية المعارضين للأنظمة الاستبدادية التي تفرض إنتخابات غير حرة و غيرعادلة لإضفاء الشرعية على حكمها... كما تستخدم هذه الأنظمة أحياناً الانتخابات كأسلوب لتجزئة المعارضة والقضاء عليها وروسيا وماليزيا وغانا تشكل أمثلة لهذه الأنظمة التي يطلق عليها "الاستبدادية التنافسية"...

لقد رافقت الانتخابات الرئاسية في إيران على مدى العقدين الماضيين ضغوطات على التحالفات القائمة كما شكلت فرصاً لإيجاد تحالفات جديدة بين القوى السياسية المنتمية للنظام وكذلك للمعارضين.... إنشق في انتخابات عام ١-;-٩-;-٩-;-٧-;- "اليمين الجديد" الذي يمثله الرئيس السابق أكبر رفسنجاني ورجاله عن "اليمين التقليدي" وأقام تحالفاً مع اليسار منذ ذلك الوقت و دعم ترشيح محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية السابقة.... وبعد فوز خاتمي الذي طرح خلال حملته الإنتخابية شعار المجتمع المدني وسيادة القانون والحرية وتلبية مطالب الشعب وخاصة طموح الطبقة الوسطى الناشئة وأعلن كذلك دعمه للشباب والنساء، بدأت مرحلة جديدة أطلق عليها "حركة الإصلاح"...وتفكك هذا التحالف الكبير في عام ٢-;-٠-;-٠-;-٥-;- كما أن الإصلاحيين قدموا ثلاثة مرشحين للانتخابات وشكلت الحركة الطلابية ركناً مهماً لدعم ترشيح خاتمي في عام ١-;-٩-;-٩-;-٧-;- ....وتفكك التحالف آنذاك لأن المتشددين في النظام الإيراني قاموا بعمليات تصعيد وقمع طالت عدداً كبيراً من الاصلاحيين... أما في عام ٢-;-٠-;-٠-;-٠-;- فقد دعت الفصائل المختلفة الإصلاحية الى وضع استراتيجيات مختلفة للتعامل مع المتشددين...الجدير بالذكر أنه إذا كانت الفصائل الإصلاحية قد حافظت على تحالفها واتفقت على اثنين من المرشحين لكان قد تفوق مرشحوها على أحمدي نجاد مع فارق أقل من مليون صوت!!... وفي عام ٢-;-٠-;-٠-;-٩-;- لم تكن الهوة حول المشاركة أو المقاطعة عميقة كما كانت في عام ٢-;-٠-;-٠-;-٥-;- ، لأن السنوات الكارثية الأربع من رئاسة نجاد قد شكلت قناعات كافية لدى القوى السياسية المختلفة حول ضرورة وصول ممثل لهذه القوى إلى مبنى الرئاسة.... وكان للمعارضة مرشحان لكنها لم تشكك في استراتيجية المشاركة في الانتخابات...أما فرص المنافسة وتعامل المتشددين المهيمنين على مفاصل الحكم فسيحددان أطر الانتخابات وأثرها على التحالفات الإصلاحية الأخيرة.... إذ كما هو متوقع سيشجع مرشد الجمهورية الإسلامية ويسمح بمشاركة بعض الإصلاحيين السابقين مثل محمد رضا عارف، نائب الرئيس خاتمي (۲-;-۰-;-۰-;-۱-;--۲-;-۰-;-۰-;-۵-;- ) حيث لم يؤيد الحركة الخضراء ولكن رغم هذا يعمل حكام النظام على إيجاد تحديات كبيرة أمام الإصلاحيين ونشطاء الحركة الخضراء وهذه الإستراتيجية تؤدي من جانبها إلى إحداث انشقاق بين المعارضة و تعمل لبلورة الانقسامات السابقة في المعارضة و المتمثلة بالمقاطعة أو المشاركة كما حصل في الانتخابات الأخيرة....

وبناء على ذلك يعمل قادة الإصلاحيين مثل الرئيس السابق محمد خاتمي على تقييم استراتيجية المتشددين في الانتخابات ، كما ذكر خاتمي في أحد لقاءاته العامة بأنه يجب أن نعمل لإيجاد مناخ سياسي مناسب من اجل اقامة انتخابات شعبية...الأخبار غيرالرسمية الواردة من المنتديات والإجتماعات للأعضاء الأصغر سناً وأكثر تطرفاً في المعارضة وخاصة أولئك الذين ينضوون تحت راية الحركة الخضراء تشير إلى أنهم ليسوا متحمسين للمشاركة في الانتخابات... ويدعو بعضهم كحد أدنى إلى الإفراج عن موسوي وكروبي قبل النظر في خوض الإنتخابات.... ويرى بعضهم أن عميلة التزوير والإحتيال والقمع الذي تلى انتخابات ٢-;-٠-;-٠-;-٩-;- لم تترك مجالاً للمشاركة في أي انتخابات حيث أن المشاركة ستضر بالحركة الشعبية.... ووفقاً لذلك انتقد موقع "جرس" وهو أحد المواقع الرئيسة للحركة الخضراء، الدعوة للمشاركة في الانتخابات " الشكلية " في عام ٢-;-٠-;-١-;-٣-;- و وصف تلك الدعوات بأنها تتناقض مع طبيعة الحركة الخضراء التي تكافح لإقامة انتخابات حقيقية .هذا النقاش الداخلي يكشف أحد الاختلافات الاستراتيجية الكبيرة بين الإصلاحيين ١-;-٩-;-٩-;-٧-;--٢-;-٠-;-٠-;-٥-;- و الحركة الخضراء التي ظهرت بعد إنتخابات ٢-;-٠-;-٠-;-٩-;-....رغم أن الإصلاحيين كانو متشائمين بالنسبة لحشد الجماهير وفضلوا العمل من خلال المؤسسات السياسية القائمة ، كانت الحركة الخضراء ترى بأن الحشد الجماهيري سيكون أفضل وسيلة لدفع التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني.... القدرات المدهشة للحركة الخضراء في جلب مئات الآلاف من الناس إلى شوارع طهران طغت على الاستراتيجيات الإصلاحية السابقة وأدت إلى تهميشها لفترة من الزمن.... ومع ذلك نجحت السلطة في قمع الحركة الخضراء كما مهد إنخفاض نشاطها منذ عام ٢-;-٠-;-١-;-٠-;- إلى إمكانية العودة إلى الاستراتيجيات الإصلاحية المهمشة التي تركز على العمل من خلال المؤسسة السياسة الحالية...لذلك يبدو أن القادة الإصلاحيين باتوا يدركون مدى أضرار الانقسام بين أطياف المعارضة، وعلى هذا الأساس رفض عبد الله نوري، وهو من أبرز قادة الاصلاحيين الفصل بين الحركة الإصلاحية والحركة الخضراء، واقترح تشكيل مؤسسة تمثل جميع الإتجاهات المختلفة داخل المخيم الإصلاحي.... وكان نوري وزيراً للداخلية في حكومة خاتمي قبل إقالته من منصبه خلال استجوابه في البرلمان المحافظ آنذاك... وسجن في وقت لاحق بسبب الإنتقادات اللاذعة التي نشرها في صحيفته وهذه الخلفية السياسية لنوري تمكنه من استقطاب الأعضاء الراديكاليين في الحركة الخضراء....

من ناحية اخرى تشير النسبة العالية لمشاركة الناخبين في إنتخابات عام ٢-;-٠-;-٠-;-٩-;-، والتى بلغت نسبتها وفقاً للتقارير الرسمية إلى ٨-;-٥-;- ٪-;-، تشير إلى تراكم المطالب التي لم تتحقق في المجتمع الإيراني وتتعلق معظمها بالحريات السياسية والاجتماعية و التطورالاقتصادي... أما القمع السياسي الذي أخذ منذ عام ٢-;-٠-;-٠-;-٩-;- شكلا تصاعدياً إلى جانب العقوبات الإقتصادية، وإرتفاع معدلات التضخم أدى إلى تراكم المطالب الشعبية، وفي المقابل تشكل هذه التوجهات تحدياً خطيراً للنظام، أما المعارضة فتحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى صياغة إستراتيجية وخطاب مناسب لتمثل مطالب المجتمع الإيراني والمشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها يشكلان جزءا أساسياً من هذه الاستراتيجية, ومع ذلك تحتاج المعارضة لتنفيذ أي استراتيجية - سواء المقاطعة أو المشاركة – تحتاج أولاً الى الحفاظ على خطوط موحدة و متماسكة....الجدير بالذكر انه لم تكد تنتهى انتخابات الرئاسة الإيرانية السابقة عام 2009 والتى فاز فيها أحمدى نجاد بفترة ثانية، حتى بدأت التكهنات والاستعدادات للانتخابات المقبلة فى يونيو 2013، ووفقا للدستور الإيرانى لايحق لنجاد الترشح لفترة ثالثة، كما أن المرشح للرئاسة فى إيران كى يتمكن من الفوز يجب أن يكون مدعوما من المرشد الأعلى للثورة آية الله على أحمد خامنئى كما كان الوضع مع الرئيس الحالى فى الفترتين اللتين فاز فيهما....ولكن منذ انتهاء الانتخابات السابقة وحتى الآن جرت الكثير من المياه فى نهر السياسة الداخلية الإيرانية غيرت قراءة مفاتيح خريطة مستقبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما زاد الأمر تعقيدا فى المشهد السياسى الإيرانى الذى يعج بالتيارات الاصولية المتشددة والأصولية المحافظة والإصلاحية المعتدلة والإصلاحية..بالإضافة إلى تركيبة نظام الحكم الذى يتكون من سبع مؤسسات على رأسها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الذى تناط به مسئولية الاشراف على السياسات العامة والخارجية، كما يتولى قيادة القوات المسلحة والاستخبارات وينتخب من قبل مجلس خبراء القيادة (هذا المجلس ينتخب من قبل الشعب)، يليه رئيس الجمهورية الذى ينتخب بالاقتراع الشعبى المباشر ويترأس مجلس الوزراء ويشكل الحكومة...

وفى قراءة سريعة لنتائج الانتخابات البرلمانية التى اعلنت نتائجها النهائية والتى غالبا ما تقدم مؤشرات عن سير الانتخابات الرئاسية، نجد أن الموالين للمرشد الأعلى سيطروا على 70% من مقاعد البرلمان الأمر الذى ترك نجاد مغلول اليدين فى إدارة أمور البلاد وسط هذه المنافسة بين الفصائل المحافظة، وهو عكس ما حدث تماما فى انتخابات 2008 حين خاض مؤيدو نجاد وخامنئى الانتخابات كجبهة موحدة، ولكن الخلاف الذى ثار منذ عدة أشهر بين خامنئى ونجاد حول تعيين وزير الاستخبارات وتحدى الأخير للمرشد الأعلى بمقاطعة اجتماعات مجلس الوزراء لمدة 11 يوما ادت إلى انقسام الجبهة المؤيدة لنجاد....بينما قاطع الانتخابات البرلمانية أغلب الاصلاحيين لوجود عدد كبير من زعمائهم فى المعتقل ووضع مهدى كروبى ومير حسين موسوى المرشحين فى الانتخابات الرئاسية السابقة قيد الاقامة الجبرية على خلفية أحداث انتخابات 2009 حين نظمت المعارضة احتجاجات واسعة على نتائج الانتخابات التى اعلنت ثانى يوم الاقتراع فوز نجاد بـ62% من الأصوات وموسوى بـ34% وهى النتيجة التى شككت فيها المعارضة وعدد من الدول الغربية..... وإذا استخدمنا الانتخابات البرلمانية كمؤشر سنجد أنها تعزز فرص معسكر خامنئى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتسلط الأضواء بشكل خاص على غلام على حداد عادل الذى فاز بأعلى عدد من الأصوات فى العاصمة طهران وهو صهر المرشد الأعلى، بالإضافة إلى على لاريجانى رئيس البرلمان ومحمد باغر قليباف عمدة طهران....أما بالنسبة لمعسكر نجاد فسنجد أن هذه النتيجة تشكل صعوبة شديدة فى قدرة نجاد على إيجاد كتلة تساند أى مرشح من جانبه واقوى هؤلاء المرشحين اصفنديار رحيم مشائى مدير مكتب الرئيس وصهر نجاد بالإضافة إلى موجتابا سمارى هاشمى مستشار الرئيس الخاص.... أما فى معسكر الإصلاحيين فيتردد اسم حسن خومينى حفيد زعيم الثورة آية الله روح الله خومينى وهو لا يحظى برضى المرشد الأعلى ومن المتوقع ان يتم استبعاد اسمه من قائمة المرشحين قبل الانتخابات، بالاضافة إلى محمد رضا عارف نائب الرئيس فى الفترة التى تولى فيها خاتمى الذى ينتمى إلى الإصلاحيين المعتدلين رئاسة البلاد...

قد لايعرف البعض ان هناك معسكر قوى من المؤيدين لخامنئى يطلقون الآن على نجاد وانصاره "تيار الانحراف" ويؤكدون أنهم سيمنعون أنصاره من الترشح فى الانتخابات المقبلة.... وفى ذلك إشارة واضحة إلى مجلس الرقابة الدستورية الذى يرأسه العالم المتشدد آية الله أحمد جنتى والذى لا يمكن لأى مرشح خوض الانتخابات دون العبور من نافذة هذا المجلس الذى يبحث ماضى المرشحين منذ ولادتهم وحتى ترشحهم مرورا بالمواقف التى اتخذوها فى حياتهم ولا يعلن أسماء المرشحين إلا قبل الانتخابات بفترة محدودة.... كما يبرز من بين معسكر المعتدلين اسم وزير الخارجية الحالى على أكبر صالحى كأحد أقوى المرشحين المحتملين....وبعد موقف نجاد المعارض للمرشد الأعلى والتخوف من الإصلاحيين بدأت تدور شائعات حول أن خامنئى يفكر فى إجراء تعديل دستورى لاستبدال منصب الرئيس واسع الصلاحيات نسبيا بمنصب رئيس الوزراء الأقل نفوذا والعودة إلى دستور الجمهورية منذ نجاح الثورة عام 1979 واستمر حتى تعديل 1989 والذى نص على انتخاب رئيس للجمهورية وتؤكد بعض المصادر المقربة لخامنئى بالبرلمان ان هناك لجنة سرية تم تشكيلها بالفعل من أجل هذا الغرض !!...وفى كل الأحوال إذا أجريت الانتخابات كما هو مقرر سلفا فى شهر يونيو المقبل فان نتيجتها ستكون فى الغالب رسالة واضحة أنه لم يبق فى الساحة السياسية الإيرانية سوى الولاء الكامل للمرشد الأعلى... وتكتمل الصورة التى بدأت ترسم ملامحها الآن وهى أن السياسة الإيرانية أصبحت فى قبضة توءمى السلطة المتمثلين فى: رجال الدين وحراس الثورة من العسكريين...

لايختلف اثنان انه برغم استمرار المحادثات حول المشروع النووي الإيراني بين ايران ومجموعة (5+1 ) في ظل إمكانية فرض مزيد من العقوبات على طهران اذا ما واصلت عمليات تخصيب اليورانيوم؛ فإن السؤال المتعلق بشخص الرئيس الإيراني القادم والذي سيخلف الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد الذي شغل هذا المنصب لدورتين سابقتين يطرح نفسه وبقوة على الساحة.... إلا أن الرئيس القادم سيجد نفسه مضطرا إلى مواجهة ملفات عالقة منها علاقات إيران المتوترة مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة إلى جانب الملف النووي الإيراني والأزمة السورية التي تعد إيران شريكا أساسيا فيها.... مما لاشك فيه ان الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة وما يليها ستكون لها ابعادا دولية ستؤثرعلى الصعيد الدولي ولا تقتصر تأثيراتها على مساحة جغرافية بعينها.... لانه فيما يبدو أن الجمهورية الإسلامية غارقة في مستنقع سوريا يرى مستشار الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني أنّه في حال انتخاب الأخير رئيسًا قد تتغيّر سياسة بلاده تجاه نظام الأسد الذي يلقى دعمًا كبيرًا من إيران !!... وفي حال فوز أحد المرشحين الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية ستتغيّر سياسة طهران تجاه نظام الأسد الذي يحظى بدعم كبير من إيران... لإنه في حال انتخاب رفسنجاني رئيسًا للجمهورية الإسلامية قد تتغيّر سياسة طهران تجاه سوريا ويتوقف الدعم اللامحدود الذي يتلقاه نظام بشار الأسد من طهران !!...الى جانب ان الدول الغربية وأوروبا وأميركا عبّرت عن ارتياحها حيال ترشح رفسنجاني للانتخابات... والعالم العربي يرحب بذلك أيضاً؛ لأنه يرى في هاشمي شخصية سياسية برغماتية لا تعيش وهم تصدير الثورة !!.. لذلك ارى انه لو أصبح هاشمي رئيساً للجمهورية قد تتغيّر سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه سوريا وتتحول سياسة الدعم اللامحدود، لأن رفسنجاني يعارض ربط مصير المصالح الإيرانية بنظام آيل إلى السقوط ومستمر في الحكم نتيجة للدعم الخارجي على حسب تعبيره !!..لذلك من جانبه، دعا المرشح الرئاسي الأصولي البارز، غلام حداد عادل، جميع المحافظين إلى رصِّ الصفوف لمواجهة هاشمي رفسنجاني !!... الجدير بالذكر ان الدستور يحظر على أحمدي نجاد الترشح لولاية ثالثة!!... ولكنه أعرب عن دعمه لمساعده المثير للجدل والرئيس السابق لمكتبه ايسفنديار رحيم مشائي، ورافقه الى مبنى وزارة الداخلية !!...مشائي الذي تقلق آراؤه الليبرالية المحافظة قال : "انا ملتزم باتباع خطى حكومة احمدي نجاد".... الجدير بالذكر ايضا ان خامنئي كان قد الغى تعيين مشائي نائبًا اول للرئيس في 2009 مما احدث انقساماً بين الرئيس والمحافظين الموالين للمرشد الاعلى !!...على صعيد اخر لم يتضح ما اذا كان مشائي سيحصل على موافقة مجلس صيانة الدستور، وهو جهاز غير منتخب يسيطر عليه محافظون متدينون يعيّنهم خامنئي.... ويتولى المجلس مهمة دراسة قائمة المرشحين لضمان مطابقتهم لشروط الدستور بالالتزام بمبادئ الجمهورية الاسلامية ودينها الرسمي قبل الاعلان عن القائمة النهائية للمرشحين في موعد اقصاه 23 مايو....

مما لا خلاف عليه ان رفسنجاني يسعى الى خلافة احمدي نجاد الذي حكم البلاد لولايتين متتاليتين قادها الى عزلة دولية، فيما تعاني البلاد من ازمة اقتصادية نتيجة العقوبات الدولية التي فرضت على طهران بسبب تطلعاتها النووية... رفسنجاني الذي سيبلغ 79 عامًا في (اغسطس) المقبل،احدث استقطابًا في الاطياف السياسية المعقدة في ايران في الاسابيع الماضية عندما اعلن نيته الترشح للرئاسة....وفي الاعوام الاخيرة عانى رفسنجاني عزلة داخل السلطة بعدما طالب بالافراج عن اشخاص اعتقلوا في اطار الاحتجاجات، التي اعقبت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في 2009...الانتخابات الرئاسية الإيرانية محملة بالعديد من المفاجآت والرهانات، خصوصًا مع ترشح هاشمي رفسنجاني، الذي غيّر معادلة التنافس وأخرجه من الفريق المتشدد الواحد، إلى فضاء أوسع... وتتجه الأنظار إلى رد فعل أحمدي نجاد الرئيس الشعبوي سليط اللسان في حال استبعاد مرشحه ونسيبه أسفنديار مشائي...مع الوضع فى الحسبان ان مير حسين موسوي زعيم الحركة الخضراء الذي قال إن الرئاسة سرقت منه في العام 2009 ما زال تحت الاقامة الجبرية، وانصاره ما زالوا مشتتين في السجون أو المنافي...وما لم تحدث مفاجآت، لن يُسمح لمرشح ينتمي علنًا إلى المعارضة بالترشح لخوض السباق الرئاسي... لكن تسجيل الرئيس السابق، البرغماتي ذي النفوذ الواسع، هاشمي رفسنجاني في اللحظة الأخيرة قلب الافتراضات القائلة إن السباق سيكون بين محافظين متشددين من لون واحد.... ويتسم المشهد بالتعقيد على الايرانيين بقدر تعقيده على المراقبين ... لان "المفاجأة ثابت من ثوابت الانتخابات الايرانية ".... والثابت الآخر هو أن الايرانيين يبدون لامبالين ولكنهم يندفعون نحو مراكز الاقتراع والتصويت في اللحظات الأخيرة... ولذلك تسود البلبلة حتى بين الخبراء!! "لإن اسئلة كثيرة ما زالت بلا إجابة"....

لا شك أن الرهانات كبيرة، للجمهورية الاسلامية وربما حتى للعالم.... فمواجهة إيران مع الغرب بسبب برنامجها النووي والعقوبات الدولية والأزمة الاقتصادية الخانقة والآمال المعقودة على حدوث تغيير في الداخل يمكن أن تتأثر بنتيجة الانتخابات... لان معركة الرئاسة لا تتعلق بالسلطة التنفيذية فحسب، بل باتجاه ايران كلها في المرحلة المقبلة !!... لذلك اتوقع ( أى حمدى ) نسبة عالية من المشاركة للتطبيل بها، وكدليل على وجود نظام ديمقراطي كامل النضج... لكن تحت سطح الحماسة هناك احساس باللامبالاة لأسباب ليس أقلها الذكريات المريرة لسحق الاحتجاجات التي اعقبت الاعلان عن فوز احمدي نجاد عام 2009... الى جانب ان (هذه الانتخابات ستُزوّر مثلما زُوّرت الانتخابات السابقة) كما استبعد أن يوافق مجلس صيانة الدستور على أي مرشح لا يتفق ايديولوجيًا مع المرشد الأعلى... كما ارى من بعيد اصواتا ايرانية ممن يشكون مسبقًا في نزاهة الانتخابات إنهم سيدلون بأصواتهم تجنبًا للعقاب ولكنهم سيتلفون اوراقهم الانتخابية!!... لان هناك توجس وريبة من النظام تسكن فى النفوس دون ان ترى النور لان ما حدث فى الانتخابات السابقة اثبت بما لايدع مجالا للشك ان الشعب الايرانى بلا أهمية لدى نظام ولاية الفقيه وملالى ايران !!..لذلك تعرض الشباب الايرانى المعارض لنتيجة الانتخابات للضرب والسجن والاغتصاب، من أجل ماذا؟ لدرجة ان بعضهم غادروا البلاد والعديد قُتلوا أو ما زال مصيرهم مجهولاً !.. الانتخابات السابقة تلقي ظلالًا كثيفة على هذه الانتخابات وهي تؤثر في سلوك الجميع!!. لان هناك ريبة عارمة من النظام والشعب الايرانى لن يُخدع مرة أخرى.... وسيختار الناخبون خليفة احمدي نجاد من قائمة مرشحين، بينهم سعيد جليلي كبير مفاوضي الملف النووي والموالي للمرشد الأعلى ولاء مطلقًا... وجليلي (47 عامًا) هو محارب سابق في الحرب مع العراق في الثمانينات وفقد خلالها الجزء الاسفل من ساقه.... ويرأس جليلي فريق التفاوض مع الدول الكبرى حول نشاطات طهران النووية المثيرة للخلاف، والتي يخشى الغرب أن يكون هدفها انتاج اسلحة نووية، وهو ما تنفيه ايران...وبعكس رفسنجاني الذي دأب على انتقاد سياسات أحمدي نجاد بشأن الاقتصاد والسياسة الخارجية، فإن جليلي لم يبدِ آراء علنية بشأن القضايا الداخلية!!...لكن حسن روحاني، الذي تولى ايضًا مسؤولية الملف النووي في السابق، أقرب إلى الوسطية!!.. ويجمع باقر قليباف عمدة طهران والقائد السابق في الحرس الثوري الايراني بين اجندة تحديثية وسمعة بوصفه اداريًا كفؤًا... ومن المرشحين المحافظين الآخرين وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي !!...

الصراع السياسى فى ايران بعد ثورة الخمينى يدور دائما بين من سيكون الشماس الذى ينفذ اوامر الكاهن الاعظم ( المرشد الاعلى ) وليس من ينازع الكاهن الاعظم نفوذه ...وهذا يكشف لماذا أبقى رفسنجاني قنواته مفتوحة مع المرشد الأعلى علي خامنئي !!.. لانه من أشد التطورات اثارة للاهتمام كان ترشح رفسنجاني في اللحظة الأخيرة، والذي اعتبره البعض انتصار الأمل على الخبرة... ولكنى اعتبره شماس يقدم اوراق اعتماده للكاهن الاعظم بعد ان فشل الكاهن الاعظم فى اختيار شماسا يسمع له ويطيع فالمرشد الأعلى يريد مساعدًا مطواعًا منضبطًا، لكنه يحتاج ايضًا إلى رئيس يحل المشاكل الحساسة!!... لقد كان احمدي نجاد مفاجأة غير سارة للمرشد الأعلى بعد ما ظنه سيكون شماسًا، ولكن اتضح أن احمدي نجاد يريد أن يكون كاهنًا !!...واظن واتمنى ان يخيب ظنى ان رفسنجاني سيكون شماسا اذا فاز برئاسة ايران !!..رفسنجاني، البالغ من العمر 78 عامًا، له سجل يعود إلى ما قبل الثورة الاسلامية في العام 1979، ويُحسب له إقناع آية الله الخميني بانهاء الحرب المدمرة التي استمرت ثماني سنوات مع العراق... لكنه يجيد فنون الخداع والتخفى حيث لم يجاهر رفسنجاني، الذي انتصر عليه احمدي نجاد في العام 2005، بتأييد المعارضين الخضر في العام 2009، لكنه حث السلطة على معالجة قضايا المواطنين بعد ذلك.... وإذا وافق مجلس صيانة الدستور على ترشيح رفسنجاني، فإنه على الأرجح سيجد نفسه في موقف دقيق، يتطلب منه المشي على حبل مشدود، للتوفيق بين قاعدته الشعبية من سكان المدن المستائين، الذين يريدون حريات أوسع وسياسات اقتصادية واقعية من جهة، وإرضاء قادة إيران، الذين يقول العديد منهم إنه يجب أن يُحاكم بتهمة الفساد والارتباط بالمعارضة من الجهة الأخرى... لقد كانت العلاقة الوثيقة التى تربط رفسنجاني بمؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني هى التى جعلته يتولى الرئاسة في الفترة من 1989 إلى 1997، وأصبح بعد ذلك صانع ملوك في السياسة الإيرانية، ويقال إنه هو من أوصل آية الله علي خامنئي إلى منصب المرشد الأعلى بعد رحيل الخميني. وتتفق غالبية المحللين على أن مثل هذه الخبرة، فضلًا عن دعم خامنئي المتواصل له، هما ما أتاح له البقاء بعد سقوطه، بل وأن يراوده الأمل بالعودة إلى قمة السلطة من جديد!!... من ناحية اخرى طريق رفسنجاني إلى القمة محفوف بالمخاطر.... وأخيرًا وجّه وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي تحذيرًا إليه بألا يرشّح نفسه في الانتخابات الرئاسية..... وقال الوزير إن السبب الوحيد الذي حال دون إلقاء رفسنجاني في السجن على كلمته في تأييد المحتجين عام 2009، هو "اعتبارات معيّنة لدى النظام"، في إشارة إلى علاقة رفسنجاني بالمرشد الأعلى... وقال مصلحي مذكرًا باحتجاجات 2009 "لا تخطىء في الظن بأن الثورة نسيت الدور الذي قمتَ به"... العقبة الأخرى تتمثل في ما إذا كان مجلس صيانة الدستور، المؤلف من 12 عضوًا عيّنهم خامنئي ورئيس السلطة القضائية وصادق البرلمان على تعيينهم، سيوافق على ترشيح رفسنجاني ومشاركته في الانتخابات....لذلك بعث 100 نائب برسالة إلى مجلس صيانة الدستور يطلبون منه رفض ترشيح رفسنجاني، قائلين إنه "صديق الفتنة" لتأييده احتجاجات 2009....

يستطيع رفسنجاني أن يراهن في تصديه لهذه الحملة على علاقته بآية الله خامنئي صديقه "منذ 50 عامًا"، كما يحلو لرفسنجاني أن يعيد التذكير. ورفض المرشد الأعلى، الذي يحافظ على سلطته بتأليب الأجنحة المختلفة على بعضها البعض، أن يرفع غطاء الحماية التي يتمتع بها رفسنجاني ضد خصومه.... وفي المقابل حرص رفسنجاني على ألا ينتقد المرشد الأعلى ولا حتى بكلمة... رفسنجاني افضل من يقوم بدور الشماس على الساحة الايرانية !!..لكنه رغم علاقاتهما القديمة، فإن لدى الرجلين أفكارًا مختلفة من الأساس عن حال إيران اليوم.... فإن رفسنجاني دأب منذ سنوات على القول إن إيران تواجه خطر "فاشية إسلامية" وتمر بأزمة "خطيرة"، في حين يصرّ المرشد الأعلى على أن إيران "منارة للحرية" وتحقق "خطوات مدهشة إلى الأمام"... هذا الخلاف من شأنه أن يقيّد ما يستطيع أن يقوله رفسنجاني في أي حملة.... فإن هذه العلاقة مع المرشد الأعلى لا تحدد قدرته على معالجة القضايا الملحّة، التي تواجه بلده فحسب، بل إن أنصار خامنئي يتلهفون على تلقف أي انتقاد محتمل بوصفه إهانة للمرشد الأعلى يعاقب عليها القانون الإيراني !!...لكن من الواضح أن رفسنجاني أسير دعم صديقه القديم... ففي مقابلة مع صحيفة "شرق" الإصلاحية، وصفت ابنته فاطمة كيف انتظر والدها إلى جانب التلفون طوال يوم التسجيل، ليتصل به خامنئي مباركًا له ترشيحه، لا سيما وأنه أعلن في وقت سابق أنه لن يترشح من دون هذه المباركة... (ألم اقل لكم انه افضل من يقوم بدور الشماس وليس الكاهن !! ).. وعندما لم يرن التليفون، ويئس رفسنجاني من التزكية التي كان ينتظرها من صديقه، أمر العاملين في مكتبه بأن يعدوا رسالة يشرح فيها لماذا قرر عدم المشاركة في السباق الرئاسي... ولكن قبل نحو نصف ساعة من غلق باب التسجيل، قالت فاطمة إن والدها اندفع خارج مكتبه، وقال "باسم الله ، لنذهب!"، وكاد يفوته موعد التسجيل !!... لذلك انتظروا الشماس الجديد رفسنجاني !! الذى نال بركات الكاهن الاعظم ليقوم بدور الشماس مع كاهنه على خامنئى !! ...وبخلاف الاصلاحي محمد خاتمي، الذي تعتبر ولايته من 1997 إلى 2005 عصرًا ذهبيًا، فإن رفسنجاني أبقى قنواته مفتوحة مع المرشد الأعلى علي خامنئي !!...


الانتخابات الايرانية ستكشف من يفوز فى الصراع الابدى السياسة ام الاقتصاد لان المواطن الايرانى لايهمه من يصبح رئيسا بقدر من يقدر على حل مشاكل ايران الاقتصادية !!..لان هناك حالة ضجر وسأم عام من القلق بشأن الأسعار اليومية والتضخم، والمواطن الايرانى يفضل ان يفوز مرشح يستطيع تحسين الوضع الاقتصادى على مرشح اخر لكنه يفهم بالسياسة ... والاصلاحيون وحدهم يجرؤون على القول بصراحة إن القضايا التي تتعلق بظروف معيشة الايرانيين ترتبط ارتباطًا لا فكاك منه بالسياسة الخارجية!!...المواطن الايرانى يشعر بأنه إذا أمكن تحسين العلاقات مع الغرب سيطرأ تحسن على الوضع من الناحية الاقتصادية لانه لدى الجميع مشاكل بسبب العقوبات...مما لاشك فيه ان هناك تطورات مثيرة أخرى من الآن وحتى يوم الانتخابات... واحد التطورات او الأسئلة ذات الأهمية البالغة هى ما إذا كان مجلس صيانة الدستور سيوافق على اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب احمدي نجاد السابق الذي يمقته الخامنئي وانصاره؟!!.ويعتقد البعض بأنه إذا استبُعد مشائي فإن الرئيس المنتهية ولايته قد يدخل في مواجهة مباشرة مع خامنئي خلال الايام الأخيرة من رئاسته، ربما بالكشف عمّا حدث فعلًا في العام 2009 أو برفضه تزوير الانتخابات مرة اخرى... ومن غير المعروف إذا كان رفسنجاني مرشحًا جديًا أم انه يعتزم أن يكون الشماس صانع الرؤساء.... في كل الأحوال، سيكون من الخطأ النظر إلى الانتخابات على انها بلا معنى، مثلما يقول خصوم النظام الراديكاليون.... فتغييرات كبيرة حدثت في عهدي رفسنجاني وخاتمي!!... لان ايران ليست نظامًا ديمقراطيًا، ولكنها ليست نظامًا مركزيًا بالكامل على الطريقة السوفيتية أيضًا !!...حيث يوجد هناك قدر من السجال السياسي حول توزيع الثروات والشفافية والادارة، وهذا السجال المحدود يمنح النظام مرونة كافية لتصحيح بعض اخطائه، كما أنه يجرد فكرة اسقاط النظام من طاقتها ... لقد بدأ موسم الانتخابات الرئاسية الايرانية في ظل لامبالاة ظاهرة من جانب الايرانيين عمومًا، قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع في 14 (يونيو) القادم... وليس هذا الموقف بمستغرب إزاء الحقيقة الماثلة في أن الغالبية الساحقة من المرشحين الطامحين في خلافة محمود احمدي نجاد ينتمون إلى معسكر الاستبداديين أو إلى معسكر أقل استبدادًا، بمعنى أن الاختلاف بينهم في درجة الاستبداد لا اكثر...

من الغرائب والعجائب الايرانية في خضم السباق إلى الرئاسة في إيران، ظهرت زهرة المرشحة للرئاسة، وهي شخصية خيالية يعترف مبدعها بأنها وهمية، لكنه يقول إن الجمهورية الاسلامية وهمية هي الأخرى، وموقع المرشد الأعلى وهمي ايضًا... لكن هناك مرشحة تسبح ضد التيار، ومن المتوقع أن تستأثر باهتمام قطاعات واسعة من الايرانيين.... انها زهرة (52 عامًا) التي قررت خوض السباق الرئاسي على اساس برنامج لحقوق الانسان يؤكد حرمة كل حياة، وتقول إنها دخلت حلبة السباق الرئاسي لمحاسبة نظام الملالي على جرائمه!!...لكن فرص زهرة في التنافس أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.... فمجلس صيانة الدستور، وهو هيئة غير منتخبة، يمنع كل من ليس ذكرًا شيعيًا ولديه سجل ثوري ناصع من الترشيح لمنصب الرئيس...والحق أن زهرة شخصية روائية أبدعتها مخيلة الكاتب الايراني امير سلطاني، المقيم في باركلي في ولاية كاليفورنيا، ومؤلف رواية فردوس زهرة، التي تروي قصة أم ايرانية تبحث عن ولدها الذي فُقد خلال حركة الاحتجاج على تزوير نتائج الانتخابات في العام 2009، وما أعقبها من بطش وتنكيل بالمعارضة!!... سلطاني استوحى شخصية زهرة من شريط شاهده على يوتيوب، لأم ايرانية حقيقية تدفن ولدها الطالب المناوئ لحكم الملالي، بعد موته في ظروف مريبة، حين كان معتقلا في أقبية الباسيج في العام 2009. وقال سلطاني: "على وجهها تستطيع أن ترى عصارة ما مرّ به الشعب الايراني خلال العقود الثلاثة الماضية، من الأسى والغضب والإرباك والشجاعة أيضًا"...لذلك شعر سلطاني أن من واجبه تقديم زهرة بوصفها مرشحة تمثل حركة الاحتجاج لتسليط الضوء على حقيقة أن الانتخابات الايرانية مزيفةووهمية ....نعم زهرة تعجز عن التسجيل رسميًا على قائمة المرشحين، ولكن بفضل الانترنت يستطيع الايرانيون في الداخل والخارج رؤيتها افتراضيا على موقع http://www.vote4zahra.org ومقارنة برنامجها مع برامج المرشحين الذين زكاهم نظام الملالي !!...وحتى الآن لم تتحرك السلطات الايرانية حتى الآن لتعطيل موقع زهرة الذي يسجل يوميات حملتها روائيًا والكترونيًا، بما في ذلك إعلان أحد أنصارها في اجتماع انتخابي أن طموحه هو التخلص من حكم الملالي والمرشد الأعلى...الجدير بالذكر أن برنامج زهرة الانتخابي الافتراضى الوهمى ينبثق من كونها أمًا مثكولة، "تدعو إلى إلغاء عقوبة الاعدام والافراج عن جميع السجناء السياسيين بمن فيهم مرشحا المعارضة في انتخابات العام 2009، اللذان ما زالا تحت الاقامة الجبرية، كما تخوض زهرة الانتخابات بوصفها مرشحة، وبالتالي فهي تريد المساواة التامة للمرأة"....ان ترشيح زهرة يطرح سؤالًا أساسيًا على مسؤولي النظام، وهو كيف أصبحت الرافعة التي تُستخدم في الشنق رمز ايران اليوم؟!...طالما انهم كحكام يغذون الشعب الايرانى بالوهم لذلك رد عليهم امير سلطانى الوهم بوهم ولكن زهرة تقدم رؤية أمل ومحبة، على خلفية أهوال النظام وفظائعه.... لكن لرسالتها نصل حاد كذلك، مؤداه أن إيران ديمقراطية لا يمكن أن تقبل بشخص مثل آية الله خامنئي في القمة، وما دام يمسك الدفة فليس هناك من مخرج !!...واذا كانت زهرة شخصية وهمية لكن الجمهورية الاسلامية وهمية هي الأخرى، وموقع المرشد الأعلى وهمي ايضًا، واصوات احمدي نجاد في الانتخابات الأخيرة كانت وهمية، فلماذا لا نواجه الخيال بالخيال؟!...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلطجة اخوانية ضد احد اعضاء حركة تمرد ببيلا
- المناداة بالخلافة هى التى افسدت حياة الناس فى كل العصور
- لايوجد شىء اسمه السياسة النظيفة فتشوا عن الفرق بين السياسى و ...
- محمد حسان والحوينى وجهان لكابوس يصعب التعايش معه
- الاخوان يقلدون الاتراك فى المتاجرة باسم الدين
- رسالة تحذير الى العدو الصهيونى
- سوزان مبارك زليخة مصر الجديدة
- سائق التاكسي و الزبونة ( قصة قصيرة )
- حاسبوا المجلس العسكرى الطنطاوى عن اجهاضه للثورة وعن تصدير ال ...
- خان , يخون , فهو اخوان
- عنف الاخوان ضد معارضيهم وسيلة رهيبة لغاية قبيحة
- الى اللجان الالكترونية الاخوانية ايش تعمل الماشطة فى الوجه ا ...
- الاخوان ومحاولات اغتيال عبدالناصر
- مرسى النائب البرلمانى قال ما لم يفعله وهو رئيس
- الارستقراطية القرشية والاستعلاء الطبقى وسوء ادارة الأزمة هو ...
- الحرب النفسية القذرة
- الساسة ولعبة الفراش
- الى مرسى ابو صباع لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المش ...
- احتاجك كى اكون أنا
- الدور السعودى المشبوه فى دعم ورعاية الارهاب الدينى بكل اطياف ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الرئيس الايرانى القادم سيكون شماسا وليس كاهنا