أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - سوء توزيع الموارد النفطية














المزيد.....

سوء توزيع الموارد النفطية


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 17:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( تابع إلى أسباب انتشار الشيوعية )
هنا لابد من الاشارة إلى انتقال الدخل الحقيقي من أيدي الكثرة من الناس إلى أيدي القلة منهم . و لدينا تلميح إلى كيفية حصول بعض هذا التحول من خلال رسائل كتبتها منّور الهاشمي سنة 1943 إلى زوجها طه الهاشمي , وزير الدفاع السابق , الذي أثار استياء الوصي على العرش فنفاه إلى اسطنبول . و قد ضبطت الشرطة السياسية هذه الرسائل .
كتبت السيدة الهاشمي تقول :
(( ليس عدلاً أن تبقى في اسطنبول بعد تلقي الإذن ( بالعودة ) . أرجوك أن تأتي بلا تأخير . النصائح التي أتتك من أناس لا يريدونك أن تأتي إلى هنا لأنهم يخافون أن تصبح عقبة في وجه سرقاتهم إذا ما أصبحت وزيراً . الفئران تتكاثر بسرعة و إلى درجة أن عدد القطط لم يعد كافياً .... و الناس الذين كانوا في السابق يركبون عربات تجرها الثيران صاروا اليوم يقودون السيارات وجيوبهم ملأى بأوراق اللعب . و الذين لا يرغبون بمجيئك هم هذا النوع من الناس , و بينهم الكثير من الأصدقاء و الأقارب .....
(( عزيزي الحياة مكلفة جداً , لقد أصبح الدينار بقيمة الفلس ... حتى الخيار صار ب 300 فلس .... و القماش القطني المطبوع يباع ب 250 فلس للذراع ..... , يمكنك أن تتكهن بالحالة المزرية ...... )) .
و لم يكن للثروة الجديدة التي رفعت القلة التي استفادت منها إلى أعلى بكثير من جمهرة الشعب , و التي ولدت الترف في وسط البؤس , إلا أن تقوي الحواجز النفسية القائمة بين الطبقات و أن تهدد بنية المجتمع . و صار الاثرياء لا يفكرون إلا بأنفسهم وحدهم .
كان هذا هو الإطار التاريخي الاساسي الذي نمت المشاعر الشيوعية في أحضانه . و لكن كانت هنالك عوامل اخرى مساهمة أيضاً . و كان أحد هذه العوامل هو عجز الطبقات المصابة عن تحسين أوضاعها أو تقويم ما تشكو من مظالم بطرق قانونية . و كان العمال ومأجورو الطبقة الوسطى مستبعدين طبعا عن السلطة السياسية . وكانت الحلقة الضيقة من الحكام المستندين أساساً إلى التحالف القائم بين الملاكين البيروقراطيين و الضباط الشريفيين السابقين الذين تحولوا إلى ملاكين , و المشايخ الملاكين , وأصحاب المصالح المالية , قد اعتادت النظر إلى الطبقات الأخرى على أساس أنها غير ناضجة و ليست ذات حقوق سياسية . ولم يسمح بوجود أية أحزاب سياسية منذ منع حركة الإصلاحيين الشعبيين سنة 1937 وحتى سنة 1946 . بعد ذلك , ونزولاً عند تأثير الضغط الشعبي , منحت حرية النشاط السياسي و إن بتردد , و لكنها قيدت بالممارسة – باستثناء فترات قصيرة و متقطعة – إلى درجة أنها لم تكن أكثر من وهم , حتى منعت أخيراً سنة 1954 . و بشكل مشابه , فمنذ حل النقابات سنة 1933 , نادراً ما نظر بعين العطف إلى تجمع العمال لأهداف اقتصادية . و كان قانون العمل لسنة 1936 قد تحدث بحلو الكلام عن حقوق العمال , ومنح الحكام في الفترة 1944 – 1945 , عندما كانوا بمزاج تسامحي , الصفة القانونية لبعض الاتحادات النقابية , و لكن يبدوا أنهم شعروا بأنهم فتحوا على أنفسهم صندوق كل الشرور , و لذا فقد سارعوا إلى إعادة احكام الغطاء عليه . و انتهت تجربة أخرى مع نقابات العمال جرت في فترة 1951 – 1952 بالطريقة نفسها . باستثناء السنوات المشار إليها , فإن الضغط من أجل أجور أعلى أو ساعات عمل أقل , أو من أجل حرية الاضراب , كان يعني الخيانة السياسية , و كثيراً ما كان يعني فقدان مصدر الرزق . وأدّت كل هذه الظروف إلى تجذير الارادة الشعبية وإلى تقوية قبضة الشيوعيين بشكل ملموس . و نظراً لأن التوزيع القائم للسلع ولقوى الحياة لم يكن في مصلحة جملة الناس – وهي حقيقة موضوعية اجتماعياً تضخمت لدى انعكاسها على مستوى الوعي الاجتماعي – و لاستحالة إجراء أي تغيير يتلاءم مع التيار ومع الرغبات المتزايدة باستمرار بواسطة العمل القانوني , لذلك ظهر العمل السري إلى الوجود بعد ان أصبح الآن هو الموطن الطبيعي للشيوعيين العراقيين . و كان طريق الاصلاح الاجتماعي مسدوداً , ولم يبق أمام المستاءين إلا بديل الثورة الاجتماعية .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الملكي وحالة عدم الاستقرار
- اسباب انتشار الشيوعية في عراق ما قبل 14 تموز
- بين السبعاوي و قاسم حسن
- الحزب الشيوعي العراقي و حركة 1941
- على حافة الهاوية
- يوسف سلمان يوسف يستقر في بغداد
- الميل إلى الشيوعية يبقى راسخاً
- بواكيبواكير التنظيمات الشيوعية في الجيش العراقي
- إعادة التاسيس ( الحلقة الرابعة من تاسيس الحزب الشيوعي العراق ...
- الشيوعيون ينضون تحت لواء اللجنة ( الحلقة الثالثة )
- تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ( ارهاصات التاسيس )
- بواكير ظهور الأفكار المساواتية في العراق
- عجبا لأمر السلفية
- نوري السعيد و صالح جبر يعودان إلى بغداد
- حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في م ...
- الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه ...
- حدث في مثل هذه الأيام ( الحلقة الأولى )
- ملاحظات حول مقالة (( أسباب اضطهاد الشيعة )) للكاتب عبد الخال ...
- رسالة إلى أبي إسراء
- الأسباب الكامنة وراء استشراء في العراق


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - سوء توزيع الموارد النفطية