دفاعا عن سيادة ووحدة وتكامل أمم شمال إفريقيا

-أخبار عمالية--المغرب

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:22
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

دفاعا عن سيادة ووحدة وتكامل أمم شمال إفريقيا
ضد التدخلات العسكرية في دول الساحل وشمال إفريقيا
ضد التهديدات الأمريكية بالتدخل العسكري بالجزائر الشقيقة
ارفعوا أيديكم عن أمم شمال إفريقيا - ارفعوا أيديكم عن الجزائر



تتعاظم اليوم، وبشكل غير مسبوق، التهديدات والأخطار التي تستهدف أمم ودول شمال إفريقيا والساحل، خصوصا بعد التدخل العسكري لحلف الناتو في ليبيا، والذي مهد لاحقا للتدخل العسكري للقوات الفرنسية في مالي باسم " محاربة الإرهاب"، الوصفة الجاهزة والعزيزة على القوى الإمبريالية، والهدف هو خلق "ساحلستان" جديدة لتبرير التدخلات العسكرية الأجنبية واستهداف كل أمم منطقة الساحل باسم مطاردة "الجماعات الإرهابية"، وذلك في إطار أجرأة مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي وضعته الإدارة الأمريكية على عهد الرئيس السابق جورج بوش، والقائم على تفكيك الأمم والدول على أسس طائفية وعرقية ومذهبية لتسهيل وضمان السيطرة على مواردها وثرواتها.
ما يؤكد هذا الأمر هو ما نشرته جريدة القدس العربي في عددها ليوم 22 أبريل : [ ستنشر الولايات المتحدة الأمريكية قوات تدخل خاصة تابعة للمارينز في قاعدة مورون دي لفرونتيرا في إقليم إشبيلية جنوب إسبانيا، وذلك تحسبا لتطورات واضطرابات في دول شمال المغرب العربي...وصرحت نائبة رئيس حكومة مدريد، ثواريا سانس سانتا ماريا أن الترخيص يخضع لاتفاقية التعاون العسكري الموقعة سنة 1988 بين البلدين. وتابعت هذه المسؤولة أن الأمر يتعلق ب 500 من قوات المارينز و ثماني طائرات عسكرية...وكشفت جريدة الباييس أن الحكومة الإسبانية قبلت بالترخيص للقوات الأمريكية في وقت قياسي للغاية، إذ قدم البنتاغون الطلب يوم 9 أبريل الجاري، وتمت المصادقة عليه أياما بعد ذلك، وهو ما لم يحدث سابقا. وهذه السرعة في المصادقة تطرح الكثير من التساؤلات، أبرزها أن الولايات المتحدة المتحدة متخوفة من انعكاسات سلبية للغاية على مواطنيها في المغرب العربي جراء ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية...ويأتي قرار البنتاغون بنشر هذه القوات الخاصة المعروفة بتدخلها في الأزمات ربما بسبب عدم ارتياح واشنطن لما يجري في الجزائر من اضطرابات في الجنوب وكذلك لما قد ينتج من احتجاجات على ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نفسه إلى ولاية رئاسية جديدة في حالة تعديل الدستور..].

ألا يتعلق الأمر إذن بالتحضير لتدخل عسكري أمريكي ضد الجزائر ركوبا على أحداث ووقائع سياسية واجتماعية جزائرية داخلية للشعب الجزائري وحده الحق في التقرير فيها وفي إيجاد الحلول الوطنية الصرفة لها ؟
ألم تساهم الإمبريالية الأمريكية في فبركة انتفاضات" مزورة لجعلها مطية للتدخل العسكري وتفكيك الأمم والأوطان ؟
أليس المستهدف هو الثروات النفطية والغازية الجزائرية، بعد أن رفضت الجزائر رهن ثروة الأمة للشركات المتعددة الجنسيات واستعادت تحكم الدولة في شركة سوناطراك الوطنية؟

الأكيد أن العملية الإرهابية المفبركة بالموقع الغازي عين أميناس بجنوب الجزائر لم تكن إلا تحضيرا للتدخل الأمريكي بالجزائر باسم مكافحة الإرهاب والمساهمة في تحرير الرهائن، كرد على الرفض الجزائري للانخراط في التدخل العسكري في مالي الذي لم يكن له من دافع سوى المساهمة في خلق "ساحلستان" جديدة في دول الساحل، وفتح الباب أمام التدخل المباشر في دول شمال إفريقيا، فالتهديدات الإرهابية الأخيرة التي تطال حدود الدول تؤكد السيناريوهات التي تعدها الإمبريالية لأمم وشعوب المنطقة. كما أن استغلال المطالب المشروعة للشباب الجزائري المعطل في الجنوب وتوجيهها في اتجاه جعلها آلية لتفجير الأمة الجزائرية، وتبرير التدخل، في إطار الثورات المضادة التي تفبرك في مطابخ الإدارة الأمريكية وأجهزة مخابراتها، إنما يؤكد اليوم الحاجة إلى الدفاع عن الوحدة والسيادة الوطنية عبر حل كل المشاكل الاجتماعية في إطارها الوطني بعيدا عن أي استغلال خارجي لها. فالأمر ذاته يتم اليوم استغلاله من قبل الإمبريالية الأمريكية في المغرب، عبر استغلال قضية الصحراء المغربية من أجل تبرير التدخل واستهداف السيادة الوطنية باسم مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء المغربية، وهذا ما تبين مع مشروع القرار الأمريكي بتوسيع صلاحيات المينورسو بالصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، أي الآلية التي تم استغلالها سابقا من أجل تفكيك الأمم وضرب سيادتها ووحدتها ، ولعل الأحداث المفتعلة التي تعرفها اليوم بعض الأقاليم المغربية الجنوبية لخير مثال عن الآليات التي تعتمدها الإمبريالية من أجل إثارة القلاقل في الأمم والأوطان لتبرير تدخلها وتواجدها العسكري الدائم في المنطقة.

إن الدفاع اليوم عن تكامل ووحدة الأمة الجزائرية، هو دفاع عن تكامل ووحدة المغرب وتونس أيضا، فأي تدخل عسكري في الجزائر هو مقدمة لتدخل عسكري في المغرب كذلك، وأي استهداف لوحدة وسيادة الأمة الجزائرية هو استهداف مباشر لوحدة وسيادة الأمة المغربية. فروابط الأخوة التي تربطنا بالشعب الجزائري الشقيق وكل تقاليد نجم شمال إفريقيا، كل تقاليد النضال الوطني المشترك ضد الاستعمار ومن أجل الحرية والاستقلال الوطني، تحتم علينا اليوم النضال المشترك ضد كل التهديدات الإمبريالية التي تستهدف الجزائر الشقيقة، ضد كل المحاولات الإمبريالية التي تريد استغلال المشاكل الوطنية والقضايا الداخلية من أجل ضرب سيادتنا ووحدتنا الوطنية والتدخل المباشر في شؤوننا الداخلية.

إن كل مناصر لسيادة ووحدة الأمم، كل مناهض للتدخلات العسكرية الأجنبية وكل أشكال التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للأمم، كل داعم لحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها بعيدا عن أية وصاية أو تدخل خارجي، وفي التقرير في اختياراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لا يمكن إلا أن يكون في خندق الدفاع عن سلامة وتكامل الأمة الجزائرية، وفي خندق رفض أي تدخل عسكري أجنبي قد يستهدف الجزائر.

إننا في هيأة تحرير جريدة "أخبار عمالية"، ووفاء منا لروابط الأخوة والتاريخ المشترك التي تربطنا بالشعب الجزائري الشقيق، واستحضارا لكل الإرث النضالي المشترك ضد الاستعمار ومن أجل الحرية والاستقلال، وانسجاما مع مواقفنا الرافضة لكل أشكال التدخلات الإمبريالية ضد سيادة ووحدة الأمم، واعتبارا لأن أي تدخل عسكري في الجزائر هو استهداف مباشر لوحدة وسيادة الأمة المغربية، نعلن رفضنا لأي تدخل عسكري أمريكي في الجزائر وأي مس بسلامة وتكامل الأمة الجزائرية، ودعمنا اللامشروط لنضال الشعب الجزائري دفاعا عن وحدته وسيادته الوطنية، وندعو كافة القوى المغربية الوطنية الحية إلى اتخاذ مواقف ضد التهديدات التي تطال اليوم الجزائر لمنع أي تدخل عسكري إمبريالي في الجزائر.
فيا أيها المتربصون بسيادة ووحدة أممنا:
ارفعوا أيديكم عن أمم شمال إفريقيا
ارفعوا أيديكم عن الجزائر الشقيقة
- هيأة التحرير -

#-أخبار_عمالية--المغرب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات