أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - العراق .. القتل الممنهج للايزيديين














المزيد.....

العراق .. القتل الممنهج للايزيديين


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




علينا ان نقرأ جيدا جريمة، ورسالة، اغتيال الشباب الايزيديين، في يوم الثلاثاء الرابع عشر من الشهر الجاري، بتلك الطريقة التي اتسمت بالاستهتار والوحشية والاستعراضية، وان نسمي الاشياء باسمائها، وان نحدد مسؤولية السلطة ومكان تلك المسؤولية، من دون ان نعفي الجهات الدينية والسياسية والبرلمانية والحقوقية من المسؤولية، بل ينبغي محاكمة المرحلة كلها، بنظامها ومكوناتها ومراجعها ونظمها السياسية والعقائديه إذ يستطيع القاتل ان يأتي بحافلات حكومية ومحمية، ثم يرتكب مذبحة بحق مواطنين عراقيين لا علاقة لهم بالصراعات السياسية، وعلى بعد ياردات من مفارز الدولة وسونارات وزارة الداخلية وابراج وزارة الدفاع ومطبات وكاميرات امانة العاصمة وشرطة المرور.
ودواعي القراءة الاستثنائية للجريمة كثيرة، لكن اكثرها اهمية وإلحاحا، هي ان قتل المواطنين الايزيديين في بغداد والموصل وكركوك ظهر وكأنه مرخّص له، أو مسكوت عنه بقرار او باتفاق، وإلا لماذا تتم اعمال القتل بحق الايزيديين، بشكل منهجي بين فترة واخرى، ثم تسجل الجريمة، بعد استنكارات باردة ومغشوشة، ضد مجهول، مع انه معلوم، ويشار له باصابع اليد في كل مرة؟.
قواعد العدالة وفروض التحقيق الجدي والاحترافي ومجريات تطبيق القانون تستلزم اقتفاء اثر الجاني وملاحقته وتحديد هويته وتطمين المواطنين والمهددة حياتهم بان الجهات المعنية ستحميهم ولن تترك الجناة طلقاء، وطبعا، لا نطلب استباق ارتكاب الجريمة باجراءات امنية تحول دون وقوعها فهو مطلب ينطوي على ترف في احوالنا، وهو سبيل تستخدمه دول تحترم دماء ابنائها، وتهتز، وتنشغل، حين تتفاجأ بمثل هذه المذبحة.
ومن غير لف ودوران فان جريمة قتل الايزيديين، بالطريقة المستهترة واللاانسانية والمصممة، تكشف عن امرين، الاول انها تستهدف مكونا دينيا وقوميا، وهذا يسجل في مسؤولية "جماعات" تكفر هذا المكون، وتضيق من الاعتراف الدستوري بحقوق العراقيين في ممارسة دياناتهم ومذاهبهم وعقائهم، وجزئيا، من حقهم في العمل في حقل لا تقبل به تلك الجماعات، او تزعم ذلك، وتعمل، بين فترة واخرى على ارهاب العاملين في هذا الحقل ونسف محلاتهم وتنظيم الاغتيالات الجماعية لهم، وشاءت تقسيمات العمل والعيش ان يكون غالبية هؤلاء العاملين من المكون الايزيدي.
الامر الثاني، يتمثل في تقنيات تنفيذ الجريمة، حيث يستخدم القتلة ادوات ووسائل وشاحنات تابعة لاجهزة الدولة، وهذا يسهل (من الناحية النظرية) القبض عليهم، في حال ارادت الجهات الحكومية فرض هيبة العدالة والقانون ومنع الجريمة واخضاع الجناة للقصاص، لكن ايقاعات التعامل الرسمي مع هذه الجريمة والجرائم التنكيلية السابقة بحق الايزيديين تثير بل تتجه الى تحميل هذه الجهات ومراجعها، او بعض جيوبها المسؤولية عن القتل الممنهج للايزيديين، وستبقى ظنة الاتهام بالتورط او التقصير او التفرج قائمة، حتى تثبت العكس.
******
" "الكرامة هي الملاذ الأخير لمن جار عليه الزمن".
ماكس فريش-اديب ومعماري الماني



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاشية حزب البعث.. وتجريمه
- لمنقذ الوحيد.. آخر الخرافات
- نذالة السونار
- عبور حاجز الاحباط
- تمرين للحرب الاهلية
- اللغة الطائفية.. محاولة تفكيك
- الانفال.. ابو حسان مرّ من هنا
- من ضد من في سوريا
- الكتابة.. والكتابة في السياسة
- ملف ىفاق المرأة والحركة النسوية
- العنف ضد النساء العراقيات.. عواطف مغشوشة
- تهميش السنة في العراق.. 5 حقائق منهجية
- العراق.. ماذا يعني انهيار تجربة الدولة الفيدرالية؟
- الكرد الفيلية.. خصوصية لا مكوّن
- هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟
- احتراب طائفي .. هذا ما يحصل في العراق
- الغرب والدكتاتوريات.. ماض سئ السمعة
- هادي المهدي.. القاتل -معلوم- هذه المرة
- فرزات.. انهم قطع غيار
- كاظم الحجاج.. مرثية توماس اديسون


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - العراق .. القتل الممنهج للايزيديين