أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - مشيخات الخليج الفارسي: لماذا تأخر الرد العراقي-السوري؟














المزيد.....

مشيخات الخليج الفارسي: لماذا تأخر الرد العراقي-السوري؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 18:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في سيناريو متطابق، وشبيه جداً، لما يجري اليوم في سوريا، ساهم الحلف الأمريكي- العربي البترودولاري إلى حد كبير في إسقاط نظام حكم الرئيس العراقي الراحل، بعد حرب عدوانية بربرية، انتهت في التاسع من نيسان عام 2003، بالقضاء على حكم البعث القومي العروبي العنصري الفاشيستي في العراق الذي استمر خمسة وثلاثين عاماً، 1968-2003. ولكن، مع هذا التحول الجذري، الذي كان يؤمل منه إحداث تحول جذري في موقف العراق، وإلحاقه بالمنظومة الخليجية، ووضعه تحت المظلة والرعاية الأمريكية، سارت الرياح الاستراتيجية بما لا ينسجم مع الهوى الأمريكي، وتموضع العراق جيوسياسياً بالضد، تماماً، من المصالح الأمريكية، أي في الحلف، والمحور الإيراني، المناهض للسياسات الأمريكية في المنطقة، ما حدا بالمنظومة الخليجية لإعادة إخراج "عدّة" و"بزنس" وثعابين القاعدة، وأفاعي الإخوان من الجعبة، وإرسال فرق الموت والاغتيالات والتفجيرات، بدل الدبابات الأمريكية، لتعيث خراباً ودماراً وقتلاً في شوارع المدن العراقية، لاسيما بعد المواقف البارزة واللافتة لحكومة نوري المالكي، الرافضة لما يجري في سوريا، من إرهاب وقتل ودمار، تحت يافطة ماسمى بـ"الربيع العربي"، إذ لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة التفجيرات والعمليات الإجرامية في العراق، بغية إجبار بغداد على تحويل مواقفها، وثنيها عن تأييد وتبني الموقف والرواية الرسمية السورية لما يحدث في سوريا.

وتتعرض سوريا، أيضاً، وضمن السياق ذاته، ومنذ أكثر من سنتين، لإرهاب دولي منظـّم تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، تحت اليافطة الثورية، إياها، والوصفة الديمقراطية الأمريكية المؤذية والمهددة لبقاء الأوطان، لعدوان بربري همجي ممنهج، وحرب بالوكالة تقودها عصابات النصرة، ومجموعات مسلحة تعمل مباشرة بإمرة وتوجيه مشيخات الخليج الفارسي وتتلقى دعما مالياً ولوجستيا، وشتى أنواع السلاح الحديث والمتطور منها، ولا يخفي مسؤولو مشيخات الخليج الفارسي، وفي تدخل فج، مقزز، وسافر بشؤون بلد ذي ومخالف للقانون الدولي، رغبتهم بإسقاط ورحيل النظام السوري، ويتبنون ويحتضنون رموز المعارضة المسلحة، وينشؤون، وفي سابقة، وواحدة من أحط وأقذر وأخس عمليات تغيير الأنظمة غير المعهودة في التاريخ، معسكرات تدريب لها في المشيخات، إياها، ويوفـّرون لتلك الجماعات كل أسباب الاستمرار، ويمدّونها بكل أنواع الحشد الدبلوماسي والدعاية الإعلامية التي تبرر كافة إجرام الجماعات والخلائط المسلحة، وجبهة النصرة، التي باتت تسيطر، عملياً، على مجمل العمليات العسكرية للمجموعات المسلحة، وبحماية ورعاية أمريكية-أوروبية-تركية-خليجية علنية يستيسل قادة هذه البلدان في الدفاع عنها وحمايتها، وبعد أن صارت الجسم الرئيس والعصب الأوحد لجيش المرتزقة والقاعدة في سوريا الذي يطلقون عليه اسم "الثوار" (رجاء ممنوع الهزء والسخرية). وبذا، بات واضحاً أن هذه المشيخات الفارسية هي التي تؤجج وتنفخ في كير الإجرام، وتساهم مباشرة في عملية التدمير الممنهج للدولة والمجتمع، في البلدين "العربيين"، سوريا والعراق.

هذا الواقع أدى إلى تبلور تيار شعبي عارم واع لما يحصل، ومدرك لطبيعة العدوان، ومن يموله ويقف خلفه، ومن هو المسؤول عن كل هذا الخراب والدمار وإراقة الدماء، المشرعن أمريكياً، في هذين البلدين، الذين يتمتعا بوضع استراتيجي، وديمغرافي، وعسكري وأمني، وازن، ونشوء أي تحالف، وتكتل، واتحاد من أي نوع كان بينهما، سيقلب الخريطة الاستراتيجية في المنطقة، راساُ على عقب، ويبث الرعب في تلك المشيخات الفارسية الكرتونية والهشة، والتي لا تتمتع بأي ثقل استراتيجي، نوعي ولا معنوي، أو ديمغرافي، واكتفت عبر تاريخها المشبوه القصير، بلعب دور العميل، والتابع والأجير لدى القوى الكبرى التي تسيـّرها وفق رغباتها ومصالحها، وتسخـّر كل إمكانياتها ومواردها البترولية الغازية الهائلة لتمويل حروب الولايات المتحدة المتنقلة عبر العالم، ونشر ديمقراطيتها الخرّابة.

وعلى مستوى آخر، ظهر أيضاً، تحالف ومحور استراتيجي وجودي عراقي-سوري، وهناك ضرورة رسمية واستراتيجية للبلدين الجارين المستهدفين بجيوش القاعدة ومرتزقتها الممولة خليجياً، لاتخاذ موقف ما حاسم ورادع إزاء هذا التدخل الخليجي السافر والعبث بأمن واستقرار البلدين. وبات الرد أكثر من مطلوب للحفاظ، والبقاء على الكيان السياسي والوطني للعراق وسوريا، أكثر مما هو حالة دفاعية وإجرائية ووقائية، مع الأخذ في الحسبان الهشاشة والرخاوة الاستراتيجية للمشيخات الفارسية، لأن مدن الخليج، بآبارها البترولية، ومحطاتها الكهربائية والمائية فقيرة ديمغرافياً ودفاعياً، وتقع تحت مرمى قذائف "الهاون" من الجنوب العراقي، ويتكهن البعض إلى أن ضرب محطات تحلية المياه، ومحطات الكهرباء، واستهداف البني التحتية الخليجية، بات وارداً ومحط دراسة جدية في أجندة بعض الجماعات والتجمعات ذات الطابع الميليشياوي الخارجة عن التحكم والسيطرة، وكما يفعل مجندو المشيخات ومرتزقتها من القاعدة في المدن السورية والعراقية، وأي استهداف كهذا قد يـُخلي مشيخات الخليج الفارسي من سكانها، تماماً، ويردع، ويعيد هذه المشيخات إلى العصور البدائية، ويمنع إجرامها بحق كامل شعوب المنطقة، ورأينا كيف فر الكويتويون عن بكرة أبيهم بمجرد أن سمعوا بهدير دبابات صدام حسين وهي تتجه إليهم. ويقول عارفون بأن الرد قادم، وهو قاس جداً ومكلف، بما لا تحتمله هذه المشيخات الخليجية التي تعيش قلقاً وجودياً وحرجاً ظاهراً، ولن تفعل القواعد العسكرية الأمريكية شيئاً مع حرب العصابات وتفجيرات هنا وهناك. والسؤال لم يعد فيما سيكون هناك استهداف ورد سوري-عراقي، أم لا، وتدفيع مشيخات الخليج الفارسي فاتورة الخراب والدم، وثمن مغامراتها الطائشة الحمقاء، بل متى سيتم ذلك؟

متى تنتفض دمشق وبغداد؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تفلت منظومة الخليج من المساءلة والحساب؟
- حمير عبد الباري عطوان
- انتفاضة الكيماوي والعسل الثوري المرّ
- الخبث الثوري وشطارة اللعب بالمصطلحات
- العراق: الشعب يريد إسقاط الديمقراطية
- العرب وتزييف التاريخ
- القصة الحقيقية، وبالتفاصيل لرسالة أوباما المسمومة
- ماذا وراء حمّى التسليح في سوريا؟
- هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد الرئيس باراك أوباما
- لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد بيونغ يانغ
- لماذا نخجل من ثقافتنا؟
- بيان هام من نبيل العربي: هذه هي قراراتنا
- سوريا: نعم إنها حرب كونية
- لكم أزلامكم ولي أزلام
- فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة
- مازوشية ثورية
- ماذا بعد الرقة؟
- بن أوباما: على عرش القاعدة


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - مشيخات الخليج الفارسي: لماذا تأخر الرد العراقي-السوري؟