أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض النقض ، هل مات الأنسان ؟















المزيد.....

نقض النقض ، هل مات الأنسان ؟


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 14:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



نعم ، حتى لو كنت آلهة فأنت في مقبرة زمن يتلاشى ومكان يذوي ، تقتات من وهم معاشرة الكواعب ، ومن أصناف النتانة والتخمة وأوراق الغد الصفراء ، ومن أورام جسد لاتملكه ويرتدي روحاُ غير روحك ، ويعزف على قيثارة أنجبت أبيقور وأصحاب اللذة والمتعة ، ومن يلادة عقل أصبح عالة عليك وعلى ذاته ، عقل يغترب منك يهرع إلى صمته الأبدي ويلوذ كدوستوفسكي إلى هواجس النفس الغائبة البائدة والتي سوف تقتلك وتغدر به وتغتال العلاقة ما بين الحاضر واللاحاضر ، ما بين الغائب وشهوة المستقبل ، ما بين الوجود والفرار المطلق عن ذاته . لأن المعادلة غدت ، أنت لست أنت ، أنت ظلال شبح يستميت من أجل أن ينتحر العقل .
لقد أندحر التمرد الأزلي وأكتست الأرض بالعار الدائم من خلال ضياع ثلاثة مفاهيم مبقورة الوجدان و التي أنتكست دون رصيد تاريخي ، دون الأعتماد على السمة السائدة ، دون أن تتجشم عناء مشقة البحث عن مفهوم الخطيئة الأولى . فكم أنت بائس تروتسكي المائت الذي لم تولد إلا حين هرع غرامشي إلى محراب يلتمس معنى للتاريخ في سلوك بشرية تهرول هي نفسها إلى أحضان فرويد ويونغ وسارتر ، جان بول الذي بعد أن أنتهى من مؤلفه العدم والوجود وأغرق غباءه الأزلي في صفحات تسعة عشرة بعد المائة بعد الألف ، ليصفق لنفسه بحرارة منقطعة النظير ، ويخترق أزقة باريس بعنفوان الخلد وسطوة هيجل وهمجية العقل الشرقي ودناءة العقل الغربي ليهتف : أنا سارتر ، فيأتيه الصدى بسؤال دميم ، ما هو الوجود وما هو العدم ؟ فيكتشف سارتر نوع الغباء الذي يضفي على ذكائه قوة أرعبت كل من برجسون وهنري بوانكاريه وأولاد حارتنا وعظماء الفكر الذي لم يلد بعد .
ومازلت أتذكر قول البروفسور يعقوب تالمون أستاذ في الجامعة العبرية في القدس إن الحق اليهودي التاريخي بفلسطين يفتقر إلى أساس ثابت فيما لو تم إقصاء مسألة الإيمان بالوعد الإلهي وفكرة الشعب الذي أختاره الرب وأصطفاه ، الأمر الذي يفضي حتماً إلى أظهار اليهود بمظهر الغزاة الفاتحين والأمبرياليين .
ويؤكد نفس المقولة الشاعر الروسي – قومي يهودي – حاييم نحمن بياليك : إن أسرائيل والتوراة شيء واحد لإن الأول أستمرارية الثانية والثانية وجود الأول .وهذا هو الزواج الحقيقي ما بين الفيزياء والرياضيات ، أو الزواج الطبيعي الأينشتايني ما بين الكون والفيزياء .
أما هارولد فيش ، رئيس جامعة بارايلان الدينية في أسرائيل ، فأنه يبحر أكثر في العلاقة ما بين الوجود واللاوجود ، مابين الصورة والماهية لدى أرسطو ليؤكد : أبعد البعد اللاهوتي الديني تتلاشى الصهيونية ذاتها هباءاً منثورا .
هذا المدخل يلج بنا إلى سرداب خنفوس يتقافز فيه هذا السؤال : ماهي المعادلة التي ينبغي أن تتمسك بها الأمة العربية والأمة الكوردية ؟ ، ماهي المادة الرياضية الفيزيائية التي تخرج مذعورة من الأنقاض لتتوج ملكة حميدة في ساحة الشرق الأوسط الفكرية . هنا يبرز محتوى الفقه الأسلامي الرياضي ، ومعنى الفكر الزرادشتي الفيزيائي ، وأستلمح من بعيد أبتسامة عريضة على مبسم محمد عابد الجابري ( ألف رحمة على رمسك الطيب الثرى ) وأخرى من ماركس والثالثة وهي الأدهى والأمر من سيد أرادة القوة ( الموت والبقاء ) نيتشه : ها إن التين يتساقط عن أشجاره عطر النكهة ، حلو المذاق ، وقشوره الحمراء تتشقق بسقوطها ، وأنا هو ريح الشمال تهب على هذه الأثمار الناضجة ) .
أو كما يقول ستيبان أوديف : إن لإرادة القوة بعداً نوعياً مفضلاُ عن البعد الكلي ، إن الخليقة والخالق يتحدان في الأنسان ، الإنسان مادة نتفه ، تفاهة تراب ، طين ، عبث ، تيه ، لكن الإنسان خالق أيضاُ مثال ، مطرقة قاسية ، شاهد ألهي .
أذن ما هي هذه المفاهيم الثلاثة التي نعتقد أنها ضرورية سيما في هذه المرحلة :
الأفهوم الأول : ثمة تماثل حاد وطبيعي ما بين تطور السوسيولوجيا والغنوصولوجيا لدى كل أمة على حدة بحيث يستحيل أحياناً الفصل بينهما من جهة وبين كيان الأمة من جهة أخرى ، وكأن الأمة هي حاضنة لسوسيولوجيتها وغنوصيولوجيتها الخاصتين بها وتتغذى منهما . وربما لهذا السبب تثابر الأمة الفرنسية على الأحتماء بهما دون جدوى لأن ثمة شرط ثالث ضروري ، ضرورة تاريخية ، وهو القفز إلى المستقبل أو ما أسميه الأنتحار هو علة الحياة أي أجرع السم لكي تعيش أبداً . لذلك تتخاوى الأمة الفرنسية كما تهاوت أمم كثيرة في الشرق وفي الغرب ، وقريبا سوف تتخاوى الأمة الألمانية ، بل إن مجرد أن يفتك بها هذا المرض فإنها سوف تندثر بسرعة ثلاثة أضعاف للخواء الفرنسي للفرق القاتل ما بين الخوائين ، الأول تدريجي والثاني تمزيقي . وبطبيعة الحال لن نتحدث عن الصحراء العقلي لدى الأمة الكوردية والأمة العربية ، وكان بأمكان هاتين الأمتين أن تنقذا الشرق الأوسط من متاهة الأنقضاض الثالث لو ، شريطة لو ، وجود تيار علماني معرفي أصيل وحقيقي الذي أتهمه ، للأسف ، بالخواء المعرفي ، والذي كان من المفروض أن يستلم زمام التخمر ضد الأنظمة الشمولية الحاكمة وتلك الأنظمة التي تصارعها فقط على بوابة السلطة وليس على حجم الديمقراطية وذهنية الدمقرطة .
الأفهوم الثاني : إن ديمومة الغنوصولوجيا تلعب دوراً أكيداً وتاماً في الحفاظ على كينونة الأمة ومقومات الأبعاد الفعلية في منع الموت عنها ، وأي تقويض للغنوصولوجيا هو دمار موضوعي للأمة والقضاء على دورها المناط بها في المجالات الحية . ومن الواضح إن أدراك المعنى الفعلي لهذا الأفهوم والدور الحقيقي للمثقف هما صمام الأمان لبقاء الأمة ، لكن من المؤكد إن الكثير من المثقفين يجنحون نحو السطحانية والأعراض الأستهلاكية وبواعث التشيئية ، وكأن منطقتنا تمقت غاية ومضمون الشيء في ذاته ، وتساير بعفوية مريضة أطروحات كارل ياسبر ، وهربرت ماركيوز .
الأفهوم الثالث : إن تمرد المثقف الواعي في بعض مراحل التاريخي هو نقطة الفصل والفيصل في تحديد أقنومة : من يملك مفهوم ومحتوى ومدى التاريخ . ومن المحقق لاتوجد قوة بديلة لوعي المثقف سيما ما أسميه دائماً ( المعنوي في أطار الأنطولوجي ) الذي يتجاوز ماركس ولوكاتش في نقطة جوهرية وهي العلاقة ما بين الإمكان والممكن وما بين الواقعي والموضوعي ومابين الغاية التاريخية كتاريخ في مدى تجربة بشرية والغاية المنسحبة على نفسها ، والذي لغموضه وأشكاليته لدى المثقف يظهر في تعابير متناقضة تصل إلى حدود السفسطائية .
ألى اللقاء في الحلقة الثانية .



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية والمعادلات الصعبة
- المجلس الوطني السوري ... عام من الفشل
- لماذا نلتزم بمنهجية البارتي الديمقراطي الكوردستاني
- الليبرالية .... مأساة الثورة السورية
- بقرادوني .... والخطاب القاصر
- برهان غليون ... والمفهوم الضائع
- مابين الأخضر الأبراهيمي وميشال سماحة
- الحق الكوردي .... منطقة حمراء
- خان الثعالب ...
- جيل دولوز وإشكالية مفهوم الأفهوم ..
- هنري بوانكاريه وإشكالية مفهوم التعاقدية ..
- هربرت سبنسر وإشكالية مفهوم التطور ..
- شيلينغ وأشكالية فلسفة الوحدة ..
- هيدجر وأشكالية مفهوم الوجود ..
- آينشتاين وأشكالية مفهوم السرعة ..
- الفارابي وأشكالية نظرية الفيض ..
- نداء إلى تأسيس تنظيم شرق أوسطي عام
- نقض منهجية ديكارت ..
- أشكالية الكرة الأرضية
- أشكالية الأزلية الزمنية أوالموضوعية


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض النقض ، هل مات الأنسان ؟