أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - لا استقلال سياسي بدون استقلال اقتصادي















المزيد.....

لا استقلال سياسي بدون استقلال اقتصادي


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 20:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يدًعون ان لاوجود للأحتلال وان بلادنا قد تحررت بصورة كاملة ،ولكن من جانب آخر يعترفون أنهم يستوردون قنينة ماء الشرب ولدينا نهريين خالدين سميت بلادنا نسبة اليهما ،بلاد الرافدين ، ويستوردون البنزين والمنتجات النفطية الأخرى ونحن ضمن اكبر الدول التي تملك احتياطي بترولي في العالم ، ونستورد التمر وبلادنا تتصدر العالم بعدد نخيلها ويستوردون كل شئ حتى الجبن واللبن والحلوى ،لا بل اننا قي أحدث التطورات بدأنا نستورد الخدم والحشم غير عابئين بما حصل لدول الخليج من مشاكل من جراء ذلك !

تدمير الأقتصاد الوطني
ـــــــــــــــــــــــــــــ :
أخطر ما يواجه أقتصاد البلاد هو تدفق رأس المال بصورة عكسية من داخل البلاد إلى خارجها ،سواء اكان ذلك عبر الأستيراد غير المبرر لسلع وحاجيات تستطيع قطاعات ( العام والخاص والمختلط )توفيرها بتوفير سبل الدعم الحكومي والوطني، او كان على شكل الأدخارات والودائع الخارجية والتي تعمل على تهديم الاقتصاد المحلي .
والعراق اليوم من الدول التي يخرج رأس مال كبير منها ، يعبر الحدود إلى العالم الخارجي ،وهذا باعتراف كبار مسؤوليه ومنهم السيد وزير التخطيط الحالي ،وبمقدار يفوق ما يتلقاه الاقتصاد العراقي فعليا" من التحويلات التي ترصدها الجهات المانحة والمستثمرين ، وطبعا" إيرادات النفط مستثناة والتي لايمكن البناء عليها بالصورة الاستهلاكية الحالية .
و يجب التأكيد على :
1- عدم السماح بخروج رأس المال العراقي وتهيأة الظروف الطبيعية والمشجعة للأستفادة القصوى منه داخل البلاد .
2- جذب الاستثمارات من كل الجهات المؤهلة لذلك ، عراقيون ،مستثمرون ،جهات مانحة دولية ... وغيرها .
وهذا لايتهيأ ألاّ بتوفير الأجواء المناسبة والمشجعة ،وأول هذه الأمور أستقرار البلاد وأطمئنان المعنيين إلى الحالة الأمنية ووجود حكومة مستقرة ،تشجع المستثمر وتطمئنه على أمواله لعشرات السنين القادمة ووجود مفاوضين يجيدون التفاوض لمصلحة البلد وتأكيد خضوع المستثمر لقوانينه العامة .
3- محاربة الفساد المالي والأداري بكل صوره واعتماد شخصيات كفوءة ونزيهة والأبتعاد عن طرق الأختيار الحالية التي أثبتت فشلها في هزات كبرى أثرت على مصداقية الشخصيات الحالية واهتزازها لدى الشارع العراقي ،فالفساد الذي تلوثت به شخصيات كبرى هز ثقة المواطن العراقي بقيادات البلاد الرئيسية .
حيث أن ما يبرز من أحداث يعود الى سياسة الدولة القائدة التي تضع حلولا" لكل حالة تواجه المجتمع ،ودرجة نزاهة وايثار القادة فيها من الأهمية بمكان عظيم ، أذ أن وجود القادة الثوريون الذين يصبحون قدوة ومضرب مثل في التضحية ونكران الذات له دور أيجابي كبير،وبالعكس فوجود القادة الفاسدون الذين يبحثون عن مغانم شخصية يعطي زخم الانغماس بالفساد من قبل العامة .
ويتطلب من الدولة أن تبقي سيطرتها على الخدمات التي تمثل حاجات أساسية مثل الصحة والتعليم أو الخدمات ذات التأثيرات العامة كالبيئة أوتلك المجالات التي تتعلق بالسيادة الوطنية .
ونعتقد اننا نحن العراقييون قد مررنا بأمتحان قاسي ،عرفنا من خلاله ماذا يعني الأستقلال الأقتصادي ،وذلك من خلال حصار جائر استمر لثلاثة عشر سنة جاء على الأخضر واليابس ولكنه أجبرنا على ان نصنع كل شئ بأيدينا لكي نعيش بعد ان تخلى عنا الأخ والجار والصديق .
خلال سنوات الحصار، سجلت اراضينا الزراعية أعلى نسب انتاج لم تكن قد وصلتها منذ تلك السنين التي لم يكن اهلنا يعرفون الأستيراد فيها وكانوا يعتمدون على عرق جباههم الذي يمتزج بتراب الأرض فينتج الخير الوفير الذي يعيشون منه ،وهكذا كان الحرفيين والصناعيين قد قاموا بواجبهم واستطاعوا اقامة صناعات سدت حاجات الناس ، وكذلك المعلم والطبيب والمهندس ...الخ ولكن كل هذا اختفى وحتى روح العمل والهمة لدى العراقي بعد العام 2003 ،حيث اصبح العراقي عاطل عن العمل يبحث عن راتب جاهز قبل ان يبحث عن العمل .
ان مبدء السوق المفتوحة دون أي ضوابط ،والذي شمل كل شئ وبطريقة بعيدة عن الدراسة تجعلنا شعب مستهلك يعيش عالة على ثروة النفط وبدون أي استيعاب لتطور التكنلوجيا من حولنا ،ونسينا أن الحكمة تقول بدلا ً ان تعطيني سمكة علمني كيف اصطادها .
ان مثل هذا الوضع يجعل البلاد عرضة لأنتكاسة كبيرة في حالة حدوث أي طارئ لاسمح الله ، كما حصل في العام 1991وما تلا ذلك من حصار .
ورب قائل يقول ان تلك الأوضاع حصلت لظروف خاصة، ولن تتكرر في وضع العراق الحالي ،ونقول انشاء الله لن تتكرر ولكن أن موردنا الرئيسي الحالي هو النفط ،حيث نعتمد اليوم اعتمادا ً شبه كلي على ايراداته ،اليس من المعقول ومن الممكن ان تجد الدول المستهلكة بديلا ً عنه في اماكن اخرى ، أو انها ستجد مصادر طاقة جديدة ،حيث تولي هذه الدول اهمية كبيرة للأبحاث في هذا الأتجاه ،فماذا سنفعل وقتها ونحن نتصرف بدون أي تخطيط استراتيجي للمستقبل .
ان الحل الأمثل هو استغلال ريع النفط الحالي وخصوصا ً ما يزيد منه عن الحاجة المحلية في استثمارات وبرامج صناعية وتجارية وغيرها مما يوطد اسس ثابتة لأقتصاد البلاد مستقبلا ً بحيث لايبقى معتمدا ً على الأيرادات النفطية .
تغيير المهن
ــــــــــــــــــــــ
ان الحياة اليوم في تطور سريع وما كان سائدا ً من مهن بالأمس اصبحت اليوم ثانوية ان لم تكن قد اختفت تماما ً من السوق وظهرت مكانها مهن جديدة تناسب الحياة الجديدة ،فعلى سبيل المثال أن اسواقنا كانت سابقا ً تخلو من مهن خاصة بالكمبيوتر او الموبايل ولكنها اليوم هي السائدة ، وان الأنسان المتخلف حقا ً هو الذي لايستطيع مسايرة تطور الحياة والعلوم الجديدة واللحاق بالآخرين واستغلال ما يملك من ثروات في هذا الأتجاه وهناك امثلة كثيرة لدول سبقتنا في دورة التطور فعلى سبيل المثال فاننا اذا درسنا ظروف كل من انكلترا واسبانيا ووضعناهما في كفتي ميزان سنجد ان انكلترا احسنت استغلال مواردها لتصل الى ثورة صناعية ،فيما لم تحسن اسبانيا استغلال ما امتلكته من ثروة وبالتالي لم تبلغ ما بلغته انكلترا .
الأهتمام بالتعليم
ـــــــــــــــــــــــ
ان من يتسيدوا العالم اليوم هم من اولوا العلم الأهمية اللازمة ،وشجعوا وحفزوا على الرقي في هذا الطريق الذي يؤدي بدون شك الى التمكن من حل المعضلات التي تواجهها الأمم والأتجاه الى البناء والعمران وتحسين الخدمة المقدمة الى المواطن في طريق سعادته وراحته التي يطمح اليها ، ويتوجب الأهتمام بمدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وتوفير الأبنية اللائقة وتحسين نوعية المناهج الدراسية التي تلقن للطالب ومن الأهمية بمكان دراسة الدول التي سبقتنا وهذا يسهل الشوط الكبير من الطريق ،ولاتزال مناهجنا فيها الغث والسمين والتي تملئ اذهان الطلبة بالمادة النظرية دون ان تعلمه شيئا ً عمليا ً يعيينه ان احوجته الظروف .ومن الظروري توفير العمل اللائق للخريجين وان لايضافوا الى افواج العاطلين مما يؤثر في المستوى الدراسي ويزيد من الجهل و الفقر في المجتمع .
لقد اضاع البلد سنوات ،كانت كافية لبلوغه مراتب الدول المتقدمة ، في حروب لم تجلب للبلاد سوى الخراب والدمار والفقر والتخلف ،وعلينا اليوم الأتجاه الجدي للبناء وترك الخلافات الهامشية التي تجزء البلاد وتضعفها وتعيدها الى خط البداية وكاننا لم نتعلم من تجاربنا واغبى الأغبياء من عثر بحجر مرتين .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا والنصح اليهودي
- بيانات خاطئة ..فقر وبطالة اكثر!
- المشاريع الصغيرة وعلاج البطالة
- المنطق الأمريكي خلق الأرهاب
- المرأة نصف ملاك ونصف بشر
- عمل الأحداث و فساد القيادة
- أخلاقية الهزيمة والجهاد المشرف
- مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟
- بين قصف المفاعل العراقي والأبحاث السوري شجون أيها العرب
- القيادة ... بين المحاصصة والكفاءة
- ديننا الحنيف وفعالهم
- عيد العمال في مدينتي
- تحية للطبقة العاملة بعيدها
- البطالة مشكلة تولد مشاكل أخرى
- لنعود الى منابع ديننا الصافية
- أمير العرب والدين الكنسي الجديد
- البطالة والجنة الموعودة
- قروض العاطلين ..التجربة الأولى
- الصداقة... أروع علاقة
- لنقتل الفتنة قبل فوات الأوان


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - لا استقلال سياسي بدون استقلال اقتصادي