أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حمزة رستناوي - عن الأكثرية و الأقلية و خراب سوريا الأسد















المزيد.....

عن الأكثرية و الأقلية و خراب سوريا الأسد


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 08:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



*طبيعي أن تنشأ المخاوف بين الأفراد و الجماعات في ظروف الشدة , و اللحظات المفصلية في بناء المستقبل المشترك لهؤلاء الأفراد و المجتمعات.
و لكن لنميز بين مخاوف مشروعة يمكن تفهّمها , و مخاوف مبالغ بها و ربّما مرضيَّة.و لنميّز بين مخاوف يجب نقاشها و الحوار بشأنها بغية تجاوزها , و بين مخاوف يتم تضخيمها و استثمارها من قبل النظام الاستبدادي بغية إفشال الثورة و استمرارية تسلّطه على الشعب السوري.
*الأكثرية و الأقلية في الدول المدنية الديمقراطية هما أساساً مفهومان سياسيان , بينما يتحوّل استخدام الأكثرية و الأقلية في الدول الاستبدادية و الفاشلة إلى البعد العقائدي و العرقي , و بغض النظر عن الاعتراضات المنهجية في استخدام مفهومي الأقلية و الأكثرية في سوريا , فالأكثرية – مجازا - هنا عربيّة سنّية , و الأقليات : علوية , درزية ,كردية ,مسيحية..الخ.
مفهوم الأقلية و الأكثرية العقائدي العرقي مفهوم ثابت لا نختاره بل هو مفروض علينا , بينما مفهوم الأقلية و الأكثرية السياسي مفهوم ديناميكي متغير فردي وليد الحرية و الارادة.
*كيف نساعد على انتقال مفهوم الأكثرية و الأقلية ليصبح مفهوم سياسي ؟
قبل الاجابة على هذا السؤال يجب تسمية الأشياء بمسمياتها , و سأسرد خلاصة – أظنها مقبولة من عموم الناس و المشتغلين بالسياسة : " النظام السوري نظام استبدادي عائلي طائفي فاسد,ارتكب جرائم بحق الشعب السوري و الانسانية خلال ما يزيد عن سنتين , يجب ادانة هذه الجرائم , و اسقاطه هدف مشروع بل هو ضروري ,لضمان انتقال ديمقراطي لدولة مدنية حديثة – غير دينية - قائمة على المواطنة و سلطة القانون و هذا يتطلب بالضرورة فضل اجرائي بحدود معينة بين الدين و السياسة , و عدم اعتماد الصيغ الفاشلة للمحاصة الطائفية و العرقية " انتهى.
*من حق سوريا على أبنائها رفض نظام آل الأسد الاستبدادي الطائفي الفاسد , و الأفراد السوريون الذين لا يرفضون نظام آل الأسد أو يؤيدونه لأسباب طائفية " ممن ينظرون إلى أنفسهم كعلويين أو كمسيحيين أو كدروز .." هؤلاء في حال شكّلوا ثقل وازن ضمن مجتمعاتهم المحلية هم مسئولين و يساهمون في مخاوف مشروعة "للأكثرية العربية السنية " من " الأقليات ", و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا العام و منه مستقبلهم الخاص.
*من حق سوريا على أبنائها , و من حق السوري على السوري , أن يدين و يرفض قتل أخيه السوري و اعتقاله و إذلاله و تعذيبه و تهجيره و تحقير معتقداته ..الخ و عليه على الأقل التعاطف معه , و كل هذا يقوم به النظام الاستبدادي يقينا و على نحو واسع و مُمَنْهَج , و من يتخلف عن هذه الادانة و الرفض و التعاطف مع أخيه لأسباب طائفية " كعلوي أو كمسيحي أو درزي " هو مسئول و يساهم في تصعيد مخاوف مشروعة " للأكثرية العربية السنّية " من " الأقليات " و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا العام و منه مستقبلهم الخاص.
*من حق سوريا على أبنائها السعي لبناء دولة مدنية تقوم على المواطنة و سلطة القانون , و الأفراد السوريون الذين يسعون لدولة الخلافة – دولة اسلامية - دولة أهل السنة العرب..الخ في حال شكّلوا في مجتمعاتهم المحلية و عموم الجغرافيا السورية ثقل وازن هم مسئولين و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة " للأقليات الدينية و العرقية " من "الأكثرية العربية السنية " و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا و منه مستقبلهم كذلك.
*الذين كانوا يحتفلون و يشاركون في حفلات غنائية برعاية السلطة في باب توما و أمثالهم بينما إخوانهم السوريون الثائرون يقتَّلون و يعذَّبون كما جرى في الأشهر الأولى للثورة هم مسئولون و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة " للأكثرية العربية السنّية " من "الأقليات " بما يؤدي إلى تقويض مستقبل سوريا العام و منه مستقبلهم الخاص.
*الذين ينادون بوطن قومي للأكراد , أو بحقوق قومية للشعب الكردي و ليس حقوق المواطنة و المساواة و الحقوق الثقافية , هم مسئولين و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة "للأكثرية العربية " من "الأقلّية الكردية",و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا و منه مستقبلهم كذلك.
*الذين يصرّون على عربيّة الجمهورية السوريّة و يدافعون أو يبررون السياسات العنصرية لنظام البعث العربي ضد السوريين الأكراد , هم مسئولين و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة "للأقلية الكردية " من "الأكثرية العربية ",و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا و منه مستقبلهم كذلك.
*الذين يرفعون و يطبقون شعار الأسد أو نحرق البلد , و الذين ينهبون بيوت و ممتلكات الأحياء الثائرة و يبيعونها في "أسواق السنّة " هم مسئولون و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة "للأكثرية العربية السنّية " من "الأقليات " و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا العام و منه مستقبلهم الخاص.
*الذين يرون في " الأكثرية العربية السنّية " مجرد عراعير و أخونجية و سلفيين متخلفين و ينسبون الحضارة و التمدّن لأنفسهم ,هم مسئولون و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة "للأكثرية العربية السنّية " من "الأقليات " و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا العام و منه مستقبلهم الخاص.
*الذين يفرضون النقاب أو الحجاب على النساء بالإكراه , أو الذين يرون أن الشرف ملكيّة حصريّة لنسائهم و مجتمعاتهم , هم مسئولين و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة " للأقليات الدينية و العرقية " من "الأكثرية العربية السنية " و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا و منه مستقبلهم كذلك.
*الذين يروّجون لشائعات من قبيل جهاد المناكحة , و الحمل السفاح لأخواتهم السوريات في مخيمات اللجوء , أو يفرحون لتشريد أخوتهم السوريين و هوانهم على الناس ,هم مسئولين و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة "للأكثرية العربية السنية " تجاه " الأقليات " و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا و منه مستقبلهم كذلك.
*الذين يرفعون شعارات من قبيل إبادة العلويين , أو يصفون المسلمين الشيعة بأبناء المتعة و الروافض المجوس..الخ هم مسئولين و يساهمون في تصعيد مخاوف مشروعة " للأقليات الدينية " من "الأكثرية العربية السنية " و هم يساهمون في تقويض مستقبل سوريا و منه مستقبلهم كذلك.



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية التفسير و التبرير و النقد , و عامان من الثورة
- سوريا: تصحيح خطأ طائفي... بخطأ تاريخي
- أفكار عامة حول القضية الكردية في سوريا
- ثلاث دلالات لأحداث القرداحة الاخيرة
- عن كتيبة (الشهيد صدام حسين) و هوية الثورة السورية؟
- من ضريح (القائد الخالد)..إلى متحف الاستبداد
- دروس غير مستفادة : عن المسلمين و الدوغما و الفلم المسيء ؟!
- معاهد (أبو علي) بوتين لتحفيظ القرآن الكريم
- عن الأسد و الكراهية , و مستحقّاتها.
- حوار مع صديقي الصربي , و مجزرة سربرنتسا
- مصارحة عن العمليات الانتحارية / الاستشهادية في سوريا
- المنطق الحيوي و الموقف الغير حيويّ لرائق النقري ؟! ج 2 /2
- المنطق الحيوي : الموقف الغير حيويّ لرائق النقري ؟! ج1/2
- تنظيم القاعدة بين النموذج السوري و النموذج اليمني
- حوار على تخوم الطائفية: حمزة رستناوي- رائق النقري
- الطبعة السورية من شيطان القاعدة
- حول العنف , و لنا في العراق الفاشل قدوة لا تقتدى
- أدونيس في مرمى شباك الظلام.
- العنف شكل ,العنف مصلحة
- مقابسات على هامش مقال الطائفية و الضابط السنّي الطرطور


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حمزة رستناوي - عن الأكثرية و الأقلية و خراب سوريا الأسد