غرائب المثقفين1

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 21:42
المحور: كتابات ساخرة
    

في سنة 1933 أمر الطاغية المستبد هتلر بأن يبتلع المؤلف أرنست تولر كتابه الذي ألفه وكتبه ضد النازية وضد هتلر.. والكتاب أصلا مُعد من 470 صفحة !و ظل يأكل كتابه صفحة صفحة بالتدريج حتى مات..أليس هذا أسلوب حقير في التعامل مع مثقف بهذه الوحشية؟ وإن لم يكن أسلوبا حقيرا فإنه على الأغلب تصرف غريب وخصوصا أنه صدر عن رئيس دولة.

وأغلب العباقرة وخصوصا نجوم السينما والأدب والسياسة كل أولئك لهم تصرفات لا تطاق وغريبة عن أرض الواقع ومدهشة وعجيبة ومقززة ومُنفرة ومحيرة وملفتة للنظر...ومن تولستوي إلى فولتير نجد تصرفات غريبة فتولستوي مثلا كان ثريا ومبذرا وفي أيامه الأخيرة أعطى للفقراء كل ما يملكه وبنا وحدات سكنية للأكثر فقرا على نفقته الخاصة ومن المحزن أنه لم يدخلها أحد لأن الفقراء ظنوا بأنها سجن يريد تولستوي الروائي الحساس والمسكين أن يضعهم فيها,وفولتير الذي كان يكسر عدة أقلام رصاص ويضعهن تحت وسادته وقت النوم من دون أن يظهر تفسيرا لهذا العمل الغريب,وأديسون كان مصابا بضعف الذاكرة لدرجة أنه كان في بعض الأحيان ينسى إسمه رغم أن مخترعاته بلغت العشرات بل والمئات,وكان لينين الشيوعي يحتفظ بساعة في يده متأخرة عن الساعة الرسمية ب15 دقيقة وكان يكره الموسيقى وكان يقول عن ذلك بأن الموسيقى تجعل النفس هادئة وتجلب الهدوء والرحمة وكان يكره منظر الورود فلا يقبل بأن توضع الزهور على مكتبه وكان يكره بشدة أن يجلس على كرسي مريح.

ويمتاز المبدعون دائما بالغرابة من حيث تصرفاتهم,وأحيانا نُصابُ بالدهشة عندما نقرأ تصرفات غريبة وعجيبة من الكُتّابِ,فمثلاً كان شوبنهور-1788-1860- يفتقر إلى الأمان والطمأنينة على حياته فكان قبل أن ينام يتأكد من مسدسه فلا ينامُ إلا وهو محشو وواضعه تحت وسادته التي ينام عليها,وكان يذهب إلى النوافذ والأبواب قبل أن ينام ليتأكد بأن كل النوافذ مغلقة إغلاقا تاما,ومما يروى عنه بأن كتابه الشهير(العالم كإرادة وفكرة) كان الناشر الذي نشره قد أضطر بعد عدة سنوات من نشره إلى بيعه كورق تالف ورغم ذلك أشتهر الكتاب عالميا لهذا السبب وتم تعيين شوبنهور كمحاضر في جامعة برلين,وكان يرفض السكن في الطابق الثاني أو الثالث أو الرابع وحجته في ذلك أنه كان يحسب حسابا لحدوث حريق في العمارة فإذا كان في الثالث وحدث حريق فمن أين سيقفز لينجو؟لذلك كان يحب السكن في الطابق الأول,كان مصابا فعلا بالهوس والوسواس القهري,وكان يعتقد بأنه شخص مراقب وملاحق أمنيا وإذا طرق أحدٌ باب شقة شوبنهور فورا يضع يده على مسدسه.

وكان تشارلز ديكنز دائما ما ينام على البوصلة عندما تحدد له البوصلة إتجاه الشمال فيضع رأسه بإتجاه الشمال ومن ثم ينام,وفي سنة 1824م أوصى الشاعر الألماني فون تومال أن يُدفن جثمانه في جوف شجرة ما زالت هذه الشجرة إلى اليوم حية تشهد على تقلبات الزمان,والكاتب الأمريكي الساخر مارك توين ولد يوم ظهور مذنب هالي سنة1835 ومات سنة 1910 عندما ظهر مذنب هالي للمرة الثانية, الأديب الأنجليزي الشهير أرنولد بنيت (1867-1931) مات بحمى التوفئيد بعد أن شرب كوبا من ماء نهر السين وذلك أثناء تحديه للذين يقولون بأن مياه نهر السين ملوثة فشرب منها ذلك الكوب ليدلل على أنها مياه نقية وصحية فمات بحمى التوفئيد.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات