أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة














المزيد.....

باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 20:39
المحور: الادب والفن
    


باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
باري ليندون هو حالة خاصة في مسيرة هذا المخرج الكبير والقليل جدا في انتاجه(13 فيلما) عبر حوالي نصف قرن ) فالفيلم يصل احيانا إلى فقدان الهدفية من حيث المسيرة الشخصية للبطل باري ليندون(Ryan O Neal)والتركيز على
تنويعات متكررة ليس فيها سوى أن تقود البطل إلى حتفه،ولكن من المبكر أن نقول أن فيلم كوبريك هذا هو عن الحياة نفسها،وبغض النظر عن التقسيمة السينمائية أو عن المجرى الطبيعي المحتوم والمقدر للبطل ضمن صدف قد تكون ممكنة أو غير ممكنة،وهو المصير المتوقع لأي فرد بكافة تكويناته في هذه الحياة...
دعونا نتحدث عن مسار أحداث الفيلم،ثم نعود إلى أساسيات التكوين الفلسفي لهذه الرؤية
عندما يتورط ريموند-الذي سوف يصبح لاحقا باري ليندون في مبارزة مع ضابط انجليزي اقتنص حب شابه،تبدأ قصة أخرى له في التشرد ومن ثم التطوع في الجيش الانجليزي،إذا فالفيلم عبارة عن سرد تلقائي لحياة ريموند،فهو ليس عن فترة معينة،على شاكلة الشهامة الايرلندية أو الحروب الأوروبية أو الطبقة الارستقراطية التي سيتورط معها أيضا ليندون وحتى النخاع لاحقا،فالعُقد المتلاحقة تقودها صدف عمياء لا يهمنا أبدا أن يكون مصدرها الافتعال أو غيره،ولكن ما يهمنا هو الهدوء غير الطبيعي ومحافظته على مستوى واحد من الاعصاب طوال فترة الفيلم سوى عندما يموت ولده،والمقصد من هذا هو المهم وليس التنويعات المملة التي فعليا لن تقود المشاهد إلى أي شيء من حبكة سينمائية معروفة.
فالمصير مقرر ومعروف...ليندون سوف يموت فقيرا ووحيدا ومنقطع النسل ونحن نعرف ذلك قبل نهاية الفيلم بزمن طويل،وهذا من تفاهات الحياة لأن موضوع المبارزة التي ابتعد فيها ليندون عن دياره (دوبلين)كانت عبارة عن خطة مدبرة والسيد جون كوين لازال على قيد الحياة وقد تزوج من ابنة عم ليندون،وكل ما اصابه من ليندون هو طلقة من الكتان ظل بسببها غائبا عن الوعي لمدة ساعة كاملة من شدة الخوف ليس إلا.
ثم يفر ليندون إلى هولندا بوصفها البلد المحايد الوحيد في أوروبا،ويقع في غرام عرضي مع قروية هولندية ثم يتطوع قسريا في الجيش البروسي بعد انكشاف كذبته وانتحاله لشخصية ضابط بريطاني...
ثم يكلف بالتجسس على الدوق كاليباري،الذي يبوح له مباشرة مع اول لقاء بموضوع اسباب قدومه نظرا لنبله ولاصوله الايرلندية،وتبدأ حكاية جديدة مقدمتها التعاون على الغش في الورق ولعب القمار،ولا ننكر أنه على الرغم من كل هذه التنويعات السردية للشخصيات فأحداث الفيلم مملة بطيئة خالية أصلا من عنصر التشويق.
في حضن اوروبا يحقق كسبا رفيعا من الغش في الورق طبعا،ويخطط للزواج من أميرة قصر ليندون الايرلندية التي تقع في غرامه بعد ست ساعات وبعد ذلك من النادر أن يكون بعيدا فعليا عن نظرها...
كل هذه الأحداث سوف تؤدي إلى اللاشيء وصديقنا أصبح الآن باري ليندون ولكنه لازال اسيرا لبرود شامل،لم تتغير شخصيته ولم ينظر إلى الحياة بعين أخرى وكأن لسان حاله يقول:أن النتيجة الحتمية القادمة لكل شيء هي الموت.
حتى العلاقات باردة ومبنية على المصلحة وعلى الغش،فبعد الغش في القمار يعيش ليندون فترة في نزواته التي تصل حتى إلى الخادمات,ثم يجب عليه الحصول على لقب لكي يؤمن مستقبله فيبذر أمواله ويشتري أراضي بعشرة أضعاف ثمنها،حتى يموت ابنه وتُقطع رجله ويعيش وحيدا.
أي محاولة للتأمل في هذا الفيلم سوف تكون ضعيفة نسبيا،بل أن الفيلم ضئيل من ناحية التأمل لأننا يجب أن ننظر إلى باري ليندون وكأنه عبارة عن فكرة شاملة،فالأحالات والصدف والأقدار المرسومة،كلها عبارة عن حياة،وحين يتتبع كوبريك مسيرة ليندون من أولها إلى آخرها،فهذا ليس إلا عبارة عن وجهة نظر في الحياة،أو بعبارة أخرى كيف يرى كوبريك الحياة...فالتتابع والتتالي...والصعود الاجتماعي الارستقراطي،أو الهبوط إلى درجة المرتوقة مهما كان السبب مقنع أو غير مقنع...عادل أو غير عادل فكل هذه الأمور ليست ذات أهمية فعلية الآن في هذه اللحظة...لأن كل من باري ليندون ومن حوله هم أموات وبهذه العبارة التقريبية يختم كوبريك فيلمه.
نلاحظ أن حياة ليندون فعليا بدأت بكذبة،وربما يرى كوبريك الحياة كذلك،وهذه الفكرة عبر عنها أنتونيوني بشكل أفضل ولكن كوبريك في النهاية قدم فيلما عن الحياة بامتياز...فيلم عن الفن وعن الحياة



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...
- Devil’s Eye1960أنغمار بيرغمان:رواية مسرحية محملة بافكار صاغه ...
- الحي الصيني 1972(رومان بولونسكي):عندما تكاملت سينما الجريمة
- فيلم ربيع العذراء 1960(انغمار بيرغمان):المقدمة لثلاثية صمت ا ...
- طفل روزماري 1968 (رومان بولونسكي):تسلسل منطقي فانتازي خارج ن ...
- عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة ف ...
- الساحر 1958(انغمار بيرغمان):سرد تقليدي لعبرة وفكرة وعناصر جع ...
- خزانة مليئة بالطلقات (ستانلي كوبريك 1987):خطاب صارم ضد الحرب ...
- الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع مل ...


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة