أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام البغدادي - خطر الإيمان بالسحر و الجن والله














المزيد.....

خطر الإيمان بالسحر و الجن والله


بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 20:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماهو خطر الاعتقاد بالغيبيات على الإنسان؟ ماهو خطر التصديق بوجود أشياء مثل الله أوالعفاريت أوالسحر؟؟
بداية أقول أن العقلانية تقف محايدة تماماً تجاه كل أشكال الاعتقاد الغيبية. بل تدافع عن حق كل إنسان يرغب بالاعتقاد بأشياء ماورائية أنطلاقاً من حق الإنسان بالعقيدة والانتماء. لكن, هذا لايمنع الانسان العقلاني من تفحص مواطن الخلل في أي تيار أو فكر يفترض حقائق علمية عن الكون الذي نعيش فيه سوياً. وهنا, نجد أنهُ من الطبيعي جداً لكل إنسان أن ينتقد أو يرفض أو يقبل أي فكرة تروق لهُ مهما كان حجمها أو أسمها أو حقيقتها. لكن هناك أستثناء غريب وغير منطقي أسمهُ الاديان. الاديان بشكل عام تحضى بحصانة ضد النقد لايملكهُ أي توجه فكري غيرها لدرجة مثير للقلق اليوم. مشكلة الاعتقاد بالغيبيات مثل الله والعفاريت أو المعجزات يمكن تلخيصها في ثلاثة محاور أساسية.

الايمان بالغيب هو إيمان بالمجهول أولاً, فأنت لاتعرف بالضبط ماهو الشئ الذي تؤمن بهِ. لكنك تعرف أن الشئ العظيم الذي تؤمن بهِ (( ليس كمثلهِ شئ)) !! ماذا تعني هذا العبارة؟ الجواب بأختصار أن هذه العبارة لاتعني شئ. أي شئ في الكون نستطيع أن نقول عنه أنهُ ليس كمثلهِ شئ, كل شئ فريد من نوعهِ حتى وأن بدا لك مشابهاً لشئ آخر لكن بعد فترة سترى بأنهُ جوهرياً مُختلف كلياً عن أي شئ آخر في الكون. فلا كوكب الارض يوجد مثلهُ ولا أنت يوجد مثلك ولا الذبابة يوجد مثلها شئ. جميعنا فريدون بخواصنا.

لكن إذا كان الإيمان هو قفزة في المجهول فكيف يمكن أن يؤمن بالمجهول هذا العدد الكبير من الناس؟ ببساطة, من خلال التوريث واقناع الطفل بأن هناك شئ مجهول يحمل أسماً معيناً قام بفعل بعض الاشياء الخارقة, وهذا الشئ المجهول يريدنا أن نفعل كذا وكذا من خلال رسالة أرسلها الى رجل قبل الاف السنين. وإذا لم نفعل ماتقولهُ هذه القوة الخارقة فأنها ستنتقم منا شر أنتقام. هل يبدو هذا منطقياً بأي شكل من الاشكال؟ أترك الجواب لك!

المسألة الثانية والتي يقع بها المؤمن بالغيب هو أن كل مايؤمن بهِ غير قابل للنقض. وهذا يعطي شعوراً زائف لدى المؤمن بأن مايؤمن بهِ صلدٌ جداً لدرجة أنهُ لا أحد في كل الكون يستطيع أن ينقض مايعتقد بوجود المؤمن. الحقيقة أبسط من ذلك بكثير, وهي أنهُ منطقياً لنقض أي شئ فأن هذا الشئ يجب أن يكون قابلاً للأثبات أولاً. فلو قلت جدلاً بوجود بطة عملاقة على سطح المريخ تتحدث الفرنسية, وجب أن يكون ما أدعيه قابلاً للأثبات أولاً. إذا كان ما أدعيه غير قابل للأثبات فلا قيمة حقيقية لهُ ولايعتبر أكثر من كلام مرسل. ومن السخرية مطالبة الآخرين أثبات عدم وجود هذه البطة المريخية. عجزهم عن نقض وجودها لايعني مطلقاً بأنها موجودة. وعدم قدرة أحد على نقض الإيمان الغيبي لايعني بأن الموجود في الغيب صحيح, بل يعني فقط أن الغيب فرضية غير قابلة للأثبات بالاساس, ولاقيمة حقيقية لهُ علمياً. بل مجرد تراث أدبي متوارث ينقل لنا معتقدات الشعوب البدائية عن الكون من حولهم.

المسألة الأخيرة والأخطر في ظاهرة الإيمان بالغيبيات كالجن والعفاريت والآلهة هي الاعتقاد الاعمي الذي هو أحد شروط الإيمان الغيبي. هذا الاعتقاد الأعمى هو عبارة عن ثغرة عقلية من خلاليها يستطيع أي شذوذ فكري وغير عقلاني التسلل. أبسط مثال على ذلك هو مايحدث في الشرق الاوسط من تغليف لأي بضاعة بسلعة الدين للترويج لها. لهذا فأن المشكلة بين العقلانين و المؤمنين ليست في الحقيقة وجود الله من عدمه, بل هي أن أحد الطرفين يرفض وجود الآخر كلياً أو الاشتراك معهُ في مجتمع واحد.

الإيمان الاعمى بأي شئ يعني أنك تفتح الباب واسعاً أمام كل مايحتويه معتقدك هذا من فرضيات أو أخلاقيات أو قيم مهما كانت منافية للعقل والمنطق أو الاخلاق. بل لايجهد المؤمن نفسهُ بقبول أو رفض تلك التفاصيل الغير أخلاقية حتى بل يبحث لها عن بتبرير أو تفسير يناسب ميوله للاستمرار على معتقده فقط. النتيجة النهائية لأي شكل من أشكال الإيمان الأعمى هو على سبيل المثال لا الحصر مايحصل في العراق أو سوريا أو السعودية أو مصر أو أيران اليوم, حرب دينية أحرقت الاخضر واليابس ولازالت الحرب في أوجها.

بسام البغدادي

ملاحظة: اليوم 15 آيار 2013 يمر عام كامل على سجن الناشط السعودي رائف بدوي مؤسس الشبكة الليبرالية السعودية, كأحد النتائج المباشرة للإيمان الغيبي بالاشياء أعلاه.



#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ندوة تهافت الفكر الالحادي
- ماهو مصدر الاخلاق؟
- كيف نعرف بأن الله غير موجود؟
- أعظم أسرار الدول العظمى وكيف تبنى هذه الدول
- ماهو سر أرتفاع نسبة الانتحار بين الملحدين؟
- جميعنا ملحدين... جميعنا مؤمنين
- ماهو الفرق بين الإخوان في مصر والقاعدة في العراق؟
- هل ترى عقلك أيها الملحد؟
- محاكمة الله بتهمة الاساءة للأديان
- هكذا مات الله
- الدليل ليس عداء للأديان بل أحتراماً للإنسان
- ليسقط الله و ليحيا الإنسان
- ماهي الغاية من وجود الله؟
- سقوط الدكتاتوريات وسطوع نجم الله
- الله يسكن في السماء أما الإنسان فيسكن حيث يريد
- نهاية بشار الاسد وتحرير سوريا
- المجاز طوق نجاة المؤمن عندما يغرق
- قبلتُ تحدي الله فهل يقبل هو التحدي؟
- الخوف من الموت يجعلنا نؤمن بالله
- لماذا قطعت رأس أمي؟


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام البغدادي - خطر الإيمان بالسحر و الجن والله