بلطجة اخوانية ضد احد اعضاء حركة تمرد ببيلا

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

البلطجة السياسية التى يمارسها الاخوان ان دلت انما تدل على الافلاس السياسى والرعب من التأثير الايجابى للخصم او المعارض لفكرك السياسى ... وهذا هو بعينه مايحدث الآن على الساحة السياسية من بلطجة اخوانية خوفا ورعبا من حركة تمرد التى جمعت مايزيد على 3 مليون استمارة سحب ثقة من عموم الشعب المصرى لسحب الثقة من الرئيس الغير قادر على قيادة سفينة الوطن لانه يأتمر بأوامر جماعة الاخوان المسلمين ولاينظر لمصر على انها كيان دولة من اكبر دول الشرق الاوسط ..فجعل من مصر دولة تابعة لكيانات اصغر ولدول قزمية صغيرة فى المنطقة مثل قطر !!!..

كل هذه الاسباب جعلت مجموعة من الشباب يفكرون خارج صندوق التفكير النمطى الجامد وقاموا بالدعوة الى سحب الثقة من هذا الرئيس الذى مرمط كرامة مصر امام العالم وفضحنا جملة وقطاعى امام العالم ..فكانت الاستجابة لسحب الثقة كبيرة جدا وخارج حدود المتوقع والمرجو منها ...الجدير بالذكر ان الاخوان كانوا لايقدرون حجم الخطر فى بداية الدعوة لسحب الثقة فكانوا يتندرون على الدعوة لسحب الثقة من مرسيهم !! ويقللون من شأن حركة تمرد !!!حتى وجدوا انفسهم امام طوفان من التوقيعات على استمارات سحب الثقة يزداد يوما عن اخر ...انهم لم يعدوا العدة لمثل هذا اليوم !!... فكانت حركة تمرد بمثابة (لبلب ) البسيط الذى ضرب (عنتر ) البلطجى 7 اقلام على وجهه وسحب منه هالة القوة ورداء البلطجة الزائف امام اهل الحارة فى فيلم الرائع محمود شكوكو ( عنتر ولبلب )...

بالامس 14/5/2013 قام سكرتير عام حزب الدستور المعارض لسياسات الاخوان ( احمد صابر غندور) بتوزيع استمارات سحب الثقة من الرئيس الطرطور محمد مرسى على الناس وكان الاقبال على الاستمارات منقطع النظير او كما يقولون : الاقبال على الاستمارات تاريخى !!.. مما استفز ابن احد القيادات التاريخية للاخوان بمدينة بيلا (على ابوشادى) فقام بالتشاجر مع احمد صابرسكرتير حزب الدستور وعضو حركة تمرد وضرب احمد صابر بالمقص على ظهره ولو تدخل اهل بيلا لحدث ما لايحمد عقباه !!.. فقام احمد صابر بعمل محضر بقسم بندر بيلا تحت رقم : (70/15لسنة 2013 احوال قسم بندر بيلا) لحفظ حقوقه القانونية امام بلطجة الاخوان واتباعهم...

وعلى الفور اجتمعت كافة التيارات السياسية وعلى رأسهم التيار الشعبى المصرى ممثلا فى :
رامى البحار وخالد البيومى وعماد البدالى وجابر البحار وغيرهم لبحث سبل اخذ حق بيلا وليس احمد صابر لان الاخوان يريدون ان يفرضوا آرائهم بالقوة على بيلا ... من الواضح ان الاخوان لايعرفون بيلا جيدا !!! فبيلا لها تاريخ عريق كبلد فى محافظة نائية , فبيلا مدينة قديمة منذ الفراعنة كان يطلق عليها (بيلاق ) اى منتهى الشمال وكما هو معروف تاريخيا ان البحر المتوسط يمتدالى الشمال حتى شمل معظم شمال الجمهورية , وكانت (بيلاق) تقع على البحر مباشرة وكانت تعتبر مرسى هام ومركزا تجاريا حيويا . وفى العصر البطلمى وبعد تولى بطليموس الاول الحكم تحولت كلمة (بيلاق) الى (بيلاس)البطلمية وكانت همزة الوصل بين شمال البلاد وجنوبها . وما ان دخل الاسلام مصر واصبحت اللغة العربية هى الاصل فى التعامل حتى تحولت كلمة (بيلاس)الى كلمة (بيلا) العربية . وبيلا استوطنها قوم من الاعراب منذ زمن بعيد يطلق عليهم عرب (ابوحسون) ومن هؤلاء الاعراب انتشرت ذرية الشيخ العربى (البيلى ابوغنام) , وفى عصر محمد على باشا اصبحت مدينة بيلا لها شأن عظيم حيث اقام محمد على لنفسه قصرا كبيرا عظيما بين مدينتى بيلا ونبروة سمى بقصر (الجرد)...

اما بيلا كبلد سياسى يعرف شبابه واهلها دروب السياسة الوعرة فهى التى ادخلت مصطلحا جديدا فى القاموس الجنائى هو مصطلح (البيلوقراطية) اى نظام الحكم فى بيلا . عندما قامت بيلا فى اواخر السبعينيات بما لم تقم به بلد فى مصر حيث قامت باحراق قسم شرطة بيلا ومحكمة بيلا والحزب الوطنى فى بيلا وقتئذ واندلعت منها ثورة هددت النظام القائم فى مصر بسبب تحكم عصابات مسلحة مدعومة من عضو مجلس شعب فرضت رعبا وسيطرة على بيلا ... فما كان من اهالى بيلا عندما ضاقت الصدور الا ان انفجروا فى وجه النظام والشرطة وقوات الامن .... وكانت مظاهرات بيلا فى اواخر السبعينيات شبيهة بما حدث من اعتداء اهالى بيلا على قوات الامن واحراق صناديق الاقتراع فى انتخابات مجلس الشعب المصرى 2010 ... فكانت بيلا هى الشرارة التى اطلقت نيران الغضب المكبوت فى الصدور والبلد الذى مهد لقيام ثورة يناير 2011بعد ان تمردت على نظام مبارك وزبانية الحزب الوطنى اعتراضا على نتيجة الانتخابات البرلمانية ....

وخرجت بيلا كلها تساند ابنها الذى تم اطلاق النار على اخيه بسبب الانتخابات .... وكان الجو العام وقتها ملبدا بالغيوم , الى ان جاءت الصناديق الى لجنة الفرز المقامة بنادى بيلا الرياضى . وعندما تم ادخال الصتاديق من البوابة الجانبية للنادى . اشتعلت الاحداث واختلط الحابل بالنابل حيث اشعل الاهالى النيران فى اطارات السيارات والقيت عبوات من البنزين او مايعرف بقنابل المولوتوف على لجنة الفرز فاشتعلت النيران فى السرادق المعد لفرز الاصوات واندلعت اعمال شغب وعنف والقاء حجارة وزجاجات فارغة على قوات الامن واعمال هرج ومرج .... فقامت قوات الامن بفرض كردون امنى مشدد وتم اطلاق قنابل مسيلة للدموع بلغ عددها كم ذكر شهود عيان اكثر من 150 قنبلة مسيلة للدموع مما حول المكان الى بلد من الدخان تحت رحمة القنابل المسيلة للدموع والعربات المصفحة وقوات الامن المركزى ... http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=JqDtMVlm4o0

وتمت السيطرة على الموقف من قبل رجال الامن وسط تراشق بالحجارة بين الاهالى وقوات الامن حيث استخدم اهالى بيلا الحجارة امام جحافل الامن الجرارة التى توافدت على مدينة بيلا كالطوفان من كل حدب وصوب .... والقت الشرطة القبض العشوائى على 50 فرد او يزيد للسيطرة على الموقف . وقام اهالى بيلا باشعال النيران فى اطارات السيارات بشوارع المدينة وتحولت الشوارع الجانبية الى ساحات قتال بين انصار المرشحين واجهزة الامن , خاصة وان الاهالى تمكنوا من احراق صناديق الاقتراع بالكامل فى جميع اللجان داخل مقر لجنة الفرز العامة وتحطيم العديد من السيارات والمحلات .ومن هنا قامت القوات بالقاء القنابل المسيلة للدموع واغلقت مداخل ومخارج مدينة بيلا بعد ان تحول الملعب الثلاثى الذى اقيم عليه سرادق الفرز الى كرة من اللهب المشتعل واحتراق كل الصناديق . والسبب ان الاهالى اعتقدوا ان هناك تزوير لصالح مرشح الحزب الوطنى ضد ابن بيلا المستقل حسن الجندى لذلك اندلعت الاحداث المأساوية الدامية ...

ماحدث فى مدينة بيلا لم يحدث فى اى مدينة فى مصر كلها ... فكانت بيلا بمثابة او مسمار فى نعش مبارك ونظامه الفاشستى !!..لقد تحدت بيلا الحزب الوطنى واحرقت صناديق الاقتراع لانها تعلم ان الحزب الوطنى له تاريخ حافل فى تزوير الانتخابات . فوقفت بيلا تقول (لا ) لتزوير الحزب الوطنى ارادة بلد كامل ....وهذا مالم يحدث فى بلد اخر فى مصر لانه كان عنيفا عنيدا وفى وقت فصير وبصورة صارخة ....فالقضية ليست هى قضية الخروج على القانون ورشق قوات الامن بالحجارة مثل اطفال الانتفاضة الفلسطينية امام جحافل اليهود .... ولكن ماحدث فى بيلا كان شىء خطير ومؤشر كبير على ان الصدور قد تنفجر فى اى لحظة نتيجة للغضب المكبوت فى الصدور...... فالحزب الوطنى بتمسكه بالسلطة وعدم تداولها خلق نوع من اللامبالاة السياسية فى مصر ..... ونسى ان هناك مدن يحركها تاريخها السياسى الكبير وتمرسها السياسى مثل بيلا فاراد ان يفرض اختياراته على بيلا ففرضت بيلا نفسها على الاحداث فى مصر واحرقت صناديق الاقتراع واوراق الناخبين فى تحدى للحزب الوطنى الديمقراطى الذى يكرهه اهالى بيلا كراهية التحريم , مما ترتب عليه وقف اعلان نتيجة انتخابات مقعد الفئات الخاص بكوتة المرأة على مستوى المحافظة لعدم وجود نتائج انتخابات الكوتة لدائرة بيلا , ليصبح مقعد الكوتة مرفوع من الخدمة مؤقتا بعد ان الغت لجنة الانتخابات العليا انتخابات دائرة بيلا عام 2010...

الذى حدث فى بيلا من الاخوان وتعديهم على سكرتير حزب الدستور ببيلا يجعلنا نتساءل ما الدافع وراء كل ماحدث؟ الدافع هو جماعة مستبدة يكرهها اهالى بيلا لم تراعى أن بيلا بلد متمرد ومتمرس سياسيا , وكذلك الغضب المدفون فى الصدور من الحكومة ومن سياسات مرسى هو الذى ادى لتلك الصورة العنيفة للتعبير عن الغضب مما تقوم به حركة لسحب الثقة من الرئيس الطرطور محمد مرسى .... لابد ان نتعرف على التركيبة الاجتماعية والشعبية فى مدينة بيلا لنعرف المقدمات التى ادت الى ان يضرب احد اتباع جماعة الخرفان رجل يعبر عن رأيه قبل ان تندلع احداث لايحمد عقباها او تصل الامور الى حافة الهاوية لان بيلا بشكلها وتركيبتها السكانية وتاريخها الذى يضرب بجذوره فى ارض مصر تستحق التوقف امامها كبلد ظاهرة وقفت ضد النظام مرتين وهو مالم يحدث فى أية مدينة اخرى فى مصر !!... فهل تنتفض بيلا ضد الاخوان لنصرة ابنها احمد صابر الذى اهانه الاخوان وتكون شرارة الثورة على حكم الاخوان, كما كانت شرارة الثورة ضد مبارك ونظامه !!..
حمدى السعيد سالم

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات