أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد جابرى - نكبة من عزرائيل .. رحل مُعلمى














المزيد.....

نكبة من عزرائيل .. رحل مُعلمى


محمد جابرى

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 08:23
المحور: سيرة ذاتية
    


فى عصر الرابع عشر من مايو هذا العام , رحل عنا أجمل المناضلين , أشجعهم , أطهرهم و أخلصهم , أكثرهم وفاءً للقضية , أكثرهم إنتماءً للوطن .

رحل عنا الأستاذ و الرفيق سيد فتحي ؛ الرفيق سيد فتحي ولد فى الرابع عشر من فبرايرعام 1968 لأب عامل و مناضل بمصنع النسيج .

درس المناضل سيد فتحى الحقوق بجامعة عين شمس , و كان أحد قيادات الحركة الطلابية بأواخر السبعينات , و ألقى القبض عليه أكثر من مرة .

ثم تخرج من الكلية و تعلّم على يد المرحوم المناضل نبيل الهلالى محامى الفقراء و المظلومين , و أستكمل مشاوره النضالى لكن هذه المرة داخل قاعات المحاكم , مُدافعا عن العمال و أصحاب الحقوق و محامى شهداء ثورة الخامس و العشرون من يناير , و له العديد من القضايا التى أثرت فى مستقبل الالاف من المظلومين و جعلته أفضل.

عندما علمت خبر وفاة هذا المناضل الجميل صاحب الأبتسامة الجميلة , تذكرته فى مواقف عديدة و لكن من أكثر المواقف التى أثرت بى هو موقف العامل الحاج صبرى .

يوما حادثت الراحل على هاتفه و دار بيننا حوار على مشكلة عامل تم فصله بشكل تعسفى و أريد من المناضل الجميل أن يقوم بإتخاذ الإجاراءات القانونية لأخذ حق هذا العامل المغلوب على أمره , و اتفقنا على تحديد مقابلة بينه و بين العامل باليوم التالى .

ذهبت إلى مكتبه و كعادته منشغلا فى قضاياه التى تمس قوت يوم المظلومين و الفقراء , و تحدثنا معه على تفاصيل الحادثة و تبادلنا النقاش للوصول إلى ما هو الشكل القانونى للقضية .

و أنهينا المناقشة بإبتسامة المناضل التى لا تفارق وجهه و طمأن قلب العامل , و تفاجأت بالحاج صبرى يطلب من استاذنا سيد فتحى "حضن" و أرتمى صبرى فى حضن الراحل كما يرتمى الطفل فى حضن امه و أخذ يبكى و لم يجد الراحل شئ يفعله سوى البكاء أيضا و يقول للعامل بصوته الباكى "كل عمال مصر هناخد حقها من الحرامية , هتاخد حقك يا صبرى و لو أخر يوم فى عمرى " , جلست فى صمت و عيناى تدمعان من كلامات المناضل سيد فتحى .

كتب أحد اصدقاء الراحل رثاء له قائلاً :
"كنت جميلاً
يوم لقيتك آخر مرة
نفس المقهى المعتل
ذات بلادة نفس الشخص
يقدم
نفس القهوة
وزيادرة
لم تعد المرة
تلك المرة
مُرة
غادرت الآن
يا وطناً فى هيئة إنسان
غادرت
هل حقاً حين تغادرنا أحلام الروح
يبقى من كل عطور الورد المصري رحيق
من كل تفاصيل البدن المذبوح
صديق"



ها قد رحلت يا مُعلمى الجليل , حلت يا من أنصفت الفقير , لكن ستبقى روحك باقية بيننا , ستبقى إبتسامتك تنير طريقنا , سنبقى لنحقق الحلم الذذى لم تكمله , الحلم الذى لم تراه يتحقق بعد , أرقد إلى جوار الشهداء الذين جاهدت فى سبيل حقوقهم , أرقد إلى جوار الأنبياء الناصفين للفقراء , أرقد إلى جوار كل من تحب , يا كل ما نُحب .



#محمد_جابرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى السادسة و السبعون لميلاد الرسام اللاذع ناجى العلى
- الفكر السائد عن اليساريين فى مصر
- ستة و سبعون عاما على رحيل المنظر الماركسى جرامشى
- ثورة الحسين و سلطة يزيد


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد جابرى - نكبة من عزرائيل .. رحل مُعلمى