أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ادم عربي - النكبة (1-4 ) ..NAKBA















المزيد.....


النكبة (1-4 ) ..NAKBA


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 00:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


النكبة (1-4 ) ..NAKBA
مقدمة
يُعتبر هذا اليوم الخامس عشر من ايار هو اليوم الذي اصطلح علية السياسيين بتسميتة يوم النكبة ، علما ان تسلسل احداث النكبة كان قبل هذا التاريخ . نضع بين يدي القارئ دراسة من اربع حلقات تُغطي كل الاحداث المتعلقة بفلسطين . في هذا الجزء وهو الجزء الاول تم دراسة وضع اليهود من ظهور الاسلام حتى مؤتمر سايكس بيكو ، مظهرا بشكل رئيسي دور الصهيونيه في القضية الفلسطينية ، على ان تُغطي الاجزاء الاخرى الدور الفلسطيني ، البريطاني والعربي . تُعتبر هذه الدراسة مهمة للباحثين من طلبة الماجستير والدكتوراة .
المراجع سيتم ادراجها في نهاية آخر حلقة

النكبة مصطلح في الاصل فلسطيني ، وحديثا اصبح عالميا حيث نُقلت كما هي الكلمة الى كل لغات العالم ، وهو مصطلح يبحث في مأساة الفلسطينيين الانسانية بتشريدهم من ارضهم وتهجيرهم وهدم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والثقافية عام 1948م ، لصالح اقامة الدولة الصهيونية - اسرائيل ، وتتضمن احداث النكبة احتلال معظم اراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونيه ، وطرد ما يزيد عن 800 الف فلسطيني وبقي 100 الف ، اي طرد قرابة 90% من الفلسطينين وتحويلهم الى لاجئين ، وهدم اكثر 530 قرية وبلدة وتدمير المدن الرئيسية وتحويلها الى اسرائيلية ، وتهجير بدو النقب ، كما تخلل الاحداث عشرات المجازر والمذابح والفضائع واعمال نهب وسرقة

هل المشكله اليهوديه حقيقية ام مزيفه؟
شهدت العصور القديمه مواجهات وصراعات بين الديانات السماوية الثلاث ، وفي جميع البلدان التي تواجدت هذه الديانات فيها معا ، كان يظهر عبر العصور تيارات متشددة تدفع باتجاة الصراع ، ومن الطبيعي ان الطوائف الاقل عددا كانت تتحمل عبئا اكبر من الطوائف الاكبر عددا . ومن الناحية العمليه توقف الصراع بين اليهود والمسلمين عند اخراج اليهود من جزيرة العرب تلبيةً لرغبة محمد نبي الاسلام بقولة " لا يجتمع بجزيرة العرب دينان" . عبر تاريخ المسلمين المستمد من تشريعهم ، عُومل اليهود معاملة اهل الذمه ، مع فترات ذهبية لهم ، كما في الاندلس وفي عصر الدولة الفاطمية ، وكذلك في عصر السلطنة العثمانية ، لقد كان لليهود في تلك الفترات شأن كبير في المجال الاقتصادي والثقافي والسياسي والعلمي ، وبصورة عامة في جميع العصور الاسلاميه لم يُكلف اليهود باكثر مما يُكلف به اهل الذمه حسب تشريع المسلمين . الحال في الصراع اليهودي المسيحي لم يكن كذلك ، ففي جميع العصور قبل ظهور البروتستانتية ظلت الكنائس المسيحية تعتبر اليهود مسؤولين عن دم المسيح ، وادى هذا الوضع عبر العصور الى ظهور تيارات متطرفة من رجال الدين تُحرض العامة لارتكاب اعتداءات دموية ضد اليهود ، عُرفت لها مسميات في التاريخ ، وفي العصور الوسطى ومحاكم التفتيش ، وعصور الظلام والملاحقات ، وبلا شك الحقت الاذى باليهود كونهم اقليات في بلدانهم . لم يتوقف الصراع مع اليهود بحدود الصراع الديني ، تميزت ديانة اليهود بين الديانات الثلاث بتحليل التعامل بالربا ، استغل اليهود هذا الحال واقرضوا الفلاحين والمزارعين مما ادى الى افقارهم ونقمة مجتمعيه ضد اليهود تغذيها الكنيسة ، ان تكون راس المال اليهودي بالاساس عن طريق المعاملات الربوية ، وبعد ظهور الراسماليه تربع اليهود على راس المال ، واسسوا البنوك ، بل وصل بهم الامر الى اقراض الحكومات ، وحدث ان عجز المقترضون زمن الاقطاع وبروز الراسمالية عن سد الدين ، لجأوا الى استخدام المشاعر الدينية وحقد الفلاحين لتنظيم حملات دمويه ضد اليهود ، مثل مذابح بوغرومات . بسبب تلك العوامل تعرض اليهود الى طرد من بلدانهم ويمكن القول ان مشكلتنا نحن الفلسطينيين بدأت من هناك .
هكذا وضع جعل اليهود يضعون انفسهم في جيتوهات ، شارك اليهود انفسهم في فرضها عليهم لمقاومتهم الاندماج مع المجتمعات مع تشكل عصور التنوير ، حيث كان اليهود يرفضون قراءة الادب الحديث خوفا على تقاليدهم ، ومن الجدير بالذكر ان الجيتوهات اقتصرت على العاديين ، اما البرجوازيين فكانوا يعيشون خارج الجيتوهات ومندمجين اجتماعيا في البلدان التي يعيشون فيها .
يمكن القول ان مشكلتنا بدات مع عمليات طرد اليهود من اماكن تواجدهم ففي القرن الحادي عشر بعد سيطرة الصليبيين على الاراضي المقدسة بداوا باجراءات اضطهاد ضد اليهود مثل حرمانهم من التملك وحرمانهم لكثير من المهن الحرة ، وفي 1290 اصدر الملك ادوارد الاول مرسوم بطرد اليهود من بريطانيا ، على اثرها هرب 16 الف الى فرنسا ، لكن ملك فرنسا فليب لي بل قرر طردهم عام 1306م الى اسبانيا ، وفي اواخر القرن الخامس عشر خير الملك الفرنسي لويس الثاني عشر اليهود بين التنصر او النفي ، مما جعلهم يرفعوا الامر الى مجلس حاخامي الاستانه الذي نصحهم بالتنصر مع المحافظه على شريعة موسى في قلوبهم . هذا بعضا مما تعرض له اليهود عبر العصور ، لكن مع ظهور حركة الاصلاح الديني ونشوء البروتستانتيه ، حيث اسقطتت احتكار الكنيسه لتفسير الكتاب المقدس ، وقادة الاصلاح نظروا الى العهد الجديد والقديم على انه كلام الله ، لذلك ظهرت حركات دينيه تعيد القدسية الى انبياء التوراة وبالتالي اعادة الاعتبار لليهود والايمان من قبل بعض الحركات بقدوم المسيح التي يجب ان تسبقها عودة اليهود الى الارض المقدسة وبناء الهيكل واقامة دولتهم . هذا هو الوضع قبل نشوء الحركات الصهيونيه .

قلنا فيما سبق ان الجيتو والتربية الداخليه فيه ، والضغط الخارجي وحملات الاضطهاد ، خلقت في كل قطر عاشوا فيه ، جالية ذات سمات محددة ، اقرب ما تكون الى اقلية عرقيه اثنيه ، اضافة لكونها طائفه دينية ، الغجر مثلا عانوا من الاضطهاد ربما اكثر من اليهود خصوصا في عهد النازيه ، لكن ظروفهم وبالتالي قدرتهم على عرض قضيتهم ، كانت لا ثقارب او تماثل ما لدى اليهود . نظام الجيتو حدد ساكنيه في المدن ، لذلك كانت الجاليات اليهوديه مدنية ، ولان نظام الجيتو لم يمتد الى الريف ، وبذلك لم يعمل اليهود بالزراعه لذلك خلت من الفلاحين
سكان الجيتو كانوا كما هو معروف اقتصر على الفقراء والطبقةالوسطى ، اما الاغنياء فقد عاشوا في قصورهم خارج الجيتو في الاحياء الثريه دون تعرضهم لملاحقة او اضطهاد . مع سيادة النظام الراسمالي في اوروبا الغربيه وشمال امريكيا ، وسقوط جدران الجيتوهات ، وحصول اليهود على الحقوق المتساويه كمواطنين ، هيات التركيبة الاجتماعية التي كونها الجيتو ادوارا مهمه لفئاته ، عمل اليهود في التجارة والاقراض الربوي قرونا طويله ، ادخلهم عصر الراسمالية بقدرات هائلة ، تفوقت على الاخرين ، بسرعه تفوقت قوة راس المال اليهودي ، التي تحولت من الاقراض الربوي المباشر الى البنوك ولذلك ظهرت البنوك اليهوديه قبل غيرها ، لعبت البنوك اليهوديه في تمويل امشاريع الصناعيه وحتى في اقراض الدول ، هذه البنوك قامت باقراض حكومة بريطانيا مثلا لتطوير صناعة الفحم الحجري ومد سكك حديد ، وكذلك كان الحال في المانيا والنمسا والمجر ، وبلغت قوة راس المال اليهودي من القوة بحيث مول حكومة الولايات المتحدة بفائدة معقولة وشروط سهلة لشراء ولايه ليوزيانا سنه 1803م من فرنسا بقيمة 15 مليون دولار ، وفيما بعد شراء فلوريدا من اسبانيا بخمسة ملايين دولار ، ثم شراء الاسكا من روسيا بقيمة سبعة ملايين ومئتي الف دولار . وكان البارون دي هيرش من اثرى اثرياء اوروبا ، كذلك عائلة روتشيلد حيث كان راسمالها في اواخر القرن التاسع عشر اكبر من راس مال بنك فرنسا . ولا يغيب عن البال عن راس المال يرافقه نفوذ سياسي واجتماعي كبير ، ولا بد هنا من التذكير ان نفوذ ال روتشيلد اوصل هيرتزل الى وزير المستعمرات البريطاني ، وكان لروتشيلد نفوذ في كل اوروبا وخاصه فرنسا والمانيا وهولندا ، وهي الحكومات التي لجأت الى الاقتراض من بنوكة . ان عملية الصهر التي انتجها الجيتو اليهودي جعلها سارية على كل افرادها ، واذا كان الاثرياء سكنوا الضواحي الغنيه ، وكانوا محصنين من عملية الاذي التي تلحق باخوانهم القابعين خلف جدران الجيتو ، الا ان انفصال السكن لم ينتج عنه انفصال في الهموم . باختصار فتح راس المال اليهودي كل الابواب المغلقه ليس فقط امام الزعامة اليهوديه ، بل الحركة الصهيونيه كما سنرى لاحقا . وخلاصة القول ان الحركة الصهيونيه حين وُلدت في اواخر القرن التاسع عشر ورسميا في مؤتمر بازل 1897م وُلدت على ارض ممهدة وامامها طريق معبد ، تتعهد تنشئتها عائلة قوية ضخمه متراصة وبامكانيات هائلة .

الحركة الصهيونية ومسارها :
قلنا ان الصهيونية وُلدت على ارض ممهدة الا ان الحركة الصهيونية كمسمى وُلدت في نهاية القرن التاسع عشر على يدي نتان بيرنباوم الذي اشتق الصهيونيه من كلمة صهيون وهي بالاساس كلمة كنعانيه تعني المكان المرتفع ، وبذلك حلت تسمية الحركة الصهيونية مكان الحركة السياسيه العلمانية اليهوديه . ليون بينسكر كان قد انشأ جمعية احباء صهيون والتي كان نشاطها يتمحور حول ضرورة انهاء الشتات اليهودي وتجميع اليهود في وطن لهم دون تحديد ان تكون فلسطين هذا الوطن .
جاء هيرتزل الذي يوصف بابي الحركة الصهيونية ، هيرتزل وان نشأ في بيت يحترم التقاليد اليهوديه ، الا انه نشأ نشأة غير دينيه ولم يُعرف عنه انه زار كنيس طيلة حياته وتزوج زواجا مدنيا ولم يُعمد اولادة وكان علمانيا ، كانت نظرة هيرتزل في حل مشكلة اليهود عبر اندماجهم في مجتمعاتهم وقد لخص ذلك في مسرحياته حيث كان يطمح انى يُصبح كاتب مسرحي مشهور علما انه حاصل على درجة الدكتوراة في القانون ، الا انه تحول عن اطروحته الاولى في حل مشكلة اليهود ، وحسب كاتب سيرته ستيوارت يعود السبب الى عاملين ، الاول فشل مسرحيته الاخيرة التي كتبها تحت عنوان الجيتو الجديد والثاني قضية اليهودي الفرنسي ديرفوس ، الادبيات الصهيونيه اعتبرت مشكلة ديرفوس بداية معاداة الساميه في فرنسا ، كما ان صيحات وهتافات الجمهور وفي النيابة جعلت هيرتزل يتحسس عمق ازمة اليهود ، لذلك اقتنع ان حل مشكلة اليهود في الخروج من اوروبا والتجمع في مكان واحد . لم يحدد هيرتزل مكان تجمع اليهود الا من خلال خيارين الاول فلسطين والثاني امريكا اللاتينيه ، وقد كان له تحفظات على فلسطين :
- قريبة من البلاد التي افسدت اليهود ، اوروبا وروسيا
- صغر مساحتها الذي لا يسمح بالتوسع
- اليهود غير متعودين على مناخها
عرض هيرتزل افكارة في كتابة الدولة اليهودية على الراي العام اليهودي وغير اليهودي ، ثم اتجه الى الاستقراطيه اليهودية امثال ال روتشيلد الا انه لم ينل تايدهم ، اتجه هيرتزل لتاييد مشروعه من خارج الطوائف اليهوديه وبصفته الماني المولد واللغه ولان الظروف الدوليه كانت تسير لصالح اعتلاء المانيا مكان مرموق على الساحه الدوليه ، بدا هيرتزل بالتقرب من الامبرطور الالماني ، نجح مسعاه في التقرب للامبرطور عبر دون بادن الكبير الذي كان له نفوذ عند الامبرطور الالماني غليوم الثاني وبسبب دورة الكبير في اعادة تنصيب جدة الامبرطور ويلهام الاول ، وفي عام 1896 نجح هيرتزل بوسائط متعددة من انشاء علاقات مع متنفذين في البلاط العثماني ، عرض هؤلاء الوسطاء شراء فلسطين وانقاذ السلطنه من ازمتها الماليه ، رفضت السلطنه الطلب ، لكن برز هيرتزل كممثل الصهيونيه في العالم .
انعقد المؤتمر الاول في مدينة بال السويسريه ما بين 29 الى 31 اب عام 1897م ، وقد خضر المؤتمر 200 مندوب وكانت لغة المؤتمر الالمانية ، من بين المؤتمرين عشرين مسيحي منهم القس هشلر ، ومعظم الاخرين من اوروبا الشرقيه مع غياب الارستقراطيه اليهوديه ، وكانت قرارات المؤتمر كما يلي : القرار الاول ، ملفت للانتباة ، نص على الشكر والامتنان للسلطان العثماني ، اما القرار الثاني نص على برنامج الحركة وهو كما يلي : هدف الصهيونيه بعمل وطن لليهود بفلسطين ، هنا استبدلت كلمة دولة بوطن ادخلها ماكس نورداو ، اما الوسائل تمثلت فيما يلي : - تشجيع الاستعمار الاستيطاني لفلسطين بواسطة العمال اليهود الزراعيين والصناعيين على اسس مناسبة
- تنظيم اليهود بعضهم ببعض في العالم
- تطوير المشاعر القوميه اليهوديه
- اتخاذ خطوات تمهيديه من اجل الحصول على دعم دولي للمشروع
تتابعت بعد ذلك المؤتمرات بنفس المكان والزمان ما عدا المؤتمر الرابع الذي عقد في لندن ، وفي الثاني تم المصادقة على انشاء بنك لخدمة جميع اهداف الصهيونيه في تلك المرحلة . خطط هيرتزل العمل على عدة جبهات وخصوصا دعم دولة كبرى ، لجأت الحركة الى تفعيل الصحافة ، حيث نشطت الصحافة على تاييد الاستيطان في فلسطين ، كانت بريطانيا المكان الانشط للحركة الصهيونيه ، تمخض عن هذا النشاط تأييد 60 مرشحا للبرلمان البريطاني في العام 1900م وعرض مطالب الحركة في الانتخابات ، وانعكس ايضا في تاييد وزير المستعمرات البريطاني لمطالب الصهيونيه ، حاول هيرتزل الاتصال بالسلطان العثماني بكل السبل عارضا شراء فلسطين ، وقد نقل هذا العرض له الامبراطور الالماني ، الا انه تلقى ردا قاطعا بالنفي ، ادرك هيرتزل الى تنبه السلطنه العثمانيه الى وجود مخطط صهيوني يستهدف اقتطاع جزء من املاك الامبرطوريه ، لذلك اعتمد هيرتزل خطة المناورة لتطمين السلطنه وهو ايجاد بدائل وهميه عن فلسطين ، لذلك عرض هيرتزل استعمار سيناء التي كانت خارج السلطنه ، وفي بال عام 1899 اقترح استيطان قبرص ، وكانت كل هذه العروض لاسماع السلطان . وكانت عروض مثل اوغندا ، موزمبيق ، العريش ، كونغو ، طرابلس الغرب ، وقد حقق هيرتزل بذلك هدفين الاول تمويه السلطان العثماني والثاني الاعتراف البريطاني بالمنظمة الصهيونيه تمثل اليهود في العالم ، لعبت الحركة الصهيونيه على التناقضات الدوليه في تلك الفترة ، راقب هيرتزل صعود المانيا وطموحها الوصول الى مكانة متقدمة على المسرح الدولي ، وكانت المانيا تحلم بالوصول الى منابع النفط عبر تحالفها مع الامبرطوريه العثمانية ، وعبر المشاريع المشتركة مثل خط حديد برلين بغداد ، وعرف هيرتزل حلم المانيا في اقامة محميه لها في فلسطين في املاك السلطنة العثمانيه يوازي النفوذ البريطاني في الهند ، وفي ذلك الوقت كان ارق الحكام في صعود الحركات الاشتراكية وتصاعد نفوذها الذي اخذ يقض مضاجعهم ، التقى هيرتزل الامبرطور الالماني في استنبول وعرض عليه سلسلة تبادل منافع وتفاهمات كانت : شارك الامبرطور عداوته لفرنسا ، عرض تخليص المانيا من عناصر يهودية ، منهم المرابون الذين يعملون بين الفلاحين في مقاطعة هيس بهجرتهم لفلسطين ، كذلك عرض معادلة : الصهيونية = ترياق الاشتراكية . اي ابعاد اليهود عن احزاب الثورة . وفي المقابل طلب هيرتزل من الامبرطور حصولة على موافقة السلطان العثماني بانشاء شركة مؤجرة تحت الحماية الالمانية على غرار روديسيا لشراء الاراضي في فلسطين ، الامبرطور الالماني عرض هذا المطلب على السلطان العثماني عبد الحميد الذي رفض رفضا قاطعا ، الذي قال طالما ظلت الامبرطوريه على قيد الحياة فان فلسطين ليست للبيع ، وفي زيارة هيرتزل الولى لاستنبول من 17 الى 28 حزيران عام 1869 م حمل هيرتزل في جعبته العرض التالي : تُقدم الحركة الصهيونيه للخزينه التركيه مبلغ عشرون مليون جنيه استرليني لمساعدتها في حل ضائقتها الماليه ، مليونان ثمنا لفلسطين ، وثمانية عشر لحل ضائقتها الماليه ، الا ان السلطان رفض رفضا قاطعا ، وكان السلطان متضايقا من الحملات الصحفيه الاوروبيه على بلاطة ، وطلب احد مقربيه من هيرتزل ان يواجه اليهود في اوروبا هذه الحملة ، وجه هيرتزل فورا صحيفته دي فيلت لخدمة القضيه العثمانية في اوروبا ، وتكررت زيارات هيرتزل الى استنبول وكون علاقات مع مقربين من السلطان واثمرت جهود هيرتزل عن تبلور موقف تركي على النحو التالي : يمكن استقبال اليهود وتوطينهم في اراضي الامبرطوريه العثمانيه ، بشرط الا يقيموا معا ، اي يتفرقوا في الامكنه التي تراها السلطة مناسبة ، وبشرط ان تحدد السلطنه عددهم مسبقا ، ويمنحون الجنسية العثمانية ، وتفرض عليهم جميع الالتزامات المدنيه بما فيها الخدمة العسكرية ، كما يخضعون لجميع قوانين العثمانيين .

في عام 1899م وجه هيرتزل نشاطه نحو روسيا ، حاول مقابلة القيصر ، وحمل الوسيط رسالة تقول ان الصهيونيه مفيدة لروسيا ، بسبب معاداة الصهيونية للقوى الثورية ، والصهيونية ايدولوجيا ضد الاشتراكية ، وجاء في الرسالة "....ولا ننسى اننا اليوم وفي كل مكان نحارب الثوريين ، واننا نعمل على ابعاد الطلاب والعمال اليهود عن الاشتراكية والفوضوية " عام 1903م اجتمع هيرتزل مع وزير داخلية روسيا مرتين ، وفي المقابلة كالعادة عرض هيرتزل تبادل المنافع ، من جانبه تعهد هيرتزل ان تسلخ الصهيونيه اليهود من بين الاشتراكيين وفي المقابل تعهد وزير الداخلية بيليفيه بالتدخل لدى السلطان العثماني لتسهيل الاستيطان في فلسطين .
في زيارة هيرتزل الى ايطاليا عرض مشروعه على الملك الايطالي الذي لقيا تشجيعا حيث قال له انتظروا حتى يصبح عددكم نصف مليون لتنشئوا مشروعكم ، فرد هيرتزل وكيف ونحن ممنوعون من الدخول الى فلسطين ، فرد عليه الملك بانه سوف يطلب من الباب العالي لهم ذلك الا ان السلطان رفض كالعادة ، وقد طلب هيرتزل من البابا بيوس العاشر دعم الصهيونيه الا ان البابا رفض بشدة .
اما الاهم تبادل المنافع في بريطانيا ، عرضت الحركة الصهيونية الحاجز البشري الذي سيفصل مستقبلا بين اسيا العربية وقناة السويس ، الشريان الحيوي لمصالح الاستعمارالبريطاني الا ان باب تبادل المنافع اقتصر على استمرار تمويل راس المال اليهودي صناعة الفحم الحجري وسكك الحديد ، في عام 1906 م املت بريطانيا على تركيا اتفاقيه ترسيم الحدود بين تركيا ومصر ، الاتفاقيه في الواقع رسمت الحدود بين فلسطين ومصر ، وفي عام 1906م بدات علاقات ويزمن ببلفور ، كان اللورد بلفور مرشحا للانتخابات في تلك السنه ، المنظمهاليهودية بقيادة ويزمان دعمت حملته الانتخابية ، عرض ويزمان على بلفور مشروع استيطان فلسطين الذي ابدى تفهمه ، بريطانيا في ذات العام حاولت انتزاع ميناء العقبة من تركيا الا انها فشلت .
لحظة الحسم جائت في عام 1907م ، كان كامبل بانرمان رئيس وزراء بريطانيا ، عكس بانرمان تخوف البلدان المستعمرة، بكسر الميم، من خطر المنافسة الالمانية ، نظم لذلكةمؤتمرا في لندن عرف باسم مؤتمر كامبل بانرمان للبحث في مستقبل الشعوب المستعمرة واحتمالات التغيرات المنتظرة ، اشترك في المؤتمر كل من انجلترا ، ايطاليا ، اسبانيا ، هولندا ، بلجيكا ، فرنسا والبرتغال ، المؤتمر راي ان العرب هم الكتله الاكثر خطرا والاقرب للتجاوب مع المتغيرات . قرر المؤتمر الاستيلاء على البلدان العربية وتقسيمها ، ثم اقامة حاجز بشري غريب بين شطري العرب الاسيوي والافريقي ، وهكذا جائت نتائج المؤتمر خالصه لصالح الحركة الصهيونيه ، ثم تتالت الوقائع في تقاسم الامبرطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى والتي تسمى سايكس بيكو ، ثم التحول الكامل النهائي في وعد بلفور بعدما خدع البريطان الشريف حسين .
بهذا ارجوا ان نكون قد وفقنا في تقديم دور الصهيونيه في قضية فلسطين .



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والصراع الطبقي...
- في نقد وتحدي الذاات
- الفكر الثوري ونقيضه الانتهازي
- النبي يعقوب ورهط التحريفيين ...
- اضواء على الثورة السورية ...حريه وكرامة ام صراع طبقي...
- حول البطالة في العالم
- دردشة في زمن صعب
- التدجين الطبقي
- سبات شيوعي....ما العمل؟
- ازمة اسرائيل وتمسكها بنهجها العنصري غير الديموقراطي
- مسيرة الماركسيه العربيه 3
- الدوغما في الفكر الاقتصادي ، رد على السيد ماجد جمال الدين
- الازمة الماديه للمجتمعات العربيه....عجزها عن تطوير مجتمع مدن ...
- مسيرة المرأة المادية وتحررها
- حول مفهوم فائض القيمة في الاشكال الاجتماعية للطبقة العاملة
- هل هناك افق شيوعي في العالم 2
- هل هناك افق شيوعي في العالم؟
- برجوازية صغيرة ام وضيعة
- الموروث الثقافي و دونية المراة
- إسرائيل بين الهوية الدينية والصراع الطبقي 2


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ادم عربي - النكبة (1-4 ) ..NAKBA