خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي 2-

جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(1)

إن الفوضى عندما تنتشر في دولة ما فإنها تؤدي إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة لها أيضاً. فحين تتوقف الدولة عن اداء وظيفتها, ستتوقف حدودها تلقائياً عن اداء وظيفتها أيضاً. وزعزعة الاستقرار مقدمة لانهيار الدولة والذي سيسبب انتشار ظاهرة الجريمة المنظمة. لأنه عندما تؤدي الدولة وظيفتها يشكل صحيح فإنها تمارس احتكاراً للقوة واحتكاراً لتطبيق القانون. وعندما تفقد الدولة احتكارها للقوة, يتوقف القانون أيضاً عن الوجود ويحل محله العنف المخصخص والمنفعة الخاصة بوصفهما المبدأين اللذين يحكمان الأرض. وهذه الدولة ستكون مسرحاً لسلسلة طويلة من النزاعات تبدأ بالحروب الأهلية لتصبح في وقت لاحق حروب الجميع ضد الجميع "كما حدث في لبنان إبان الحرب الأهلية حيث كل الطوائف قاتلت كل الطوائف لمصلحة كل القوى العالمية و الاقليمية" والهدف هو السيطرة على الموارد والثروات الباطنية أو الاستفادة من مزايا الموقع وأهميته.
ويبقى أسوء شيء في هذه الصراعات الناتجة عن هكذا فوضى هو مصير الانسان في هذه الارض فمصيره إما لاجئ في بلد ما يتسول لقمة عيشه, أو كرقيق يُباع ويُشترى من أجل متعة الجنس الشاذة و المنحرفة, أو كمصدر لأعضاء لمن يدفع في السوق السوداء الثمن الأعلى.

(2)

هناك من يعمل على إحداث شرخ بين المسجد والحسينية والكنيسة .... وللأسف فإن بعض الجهّال من بين يعرب يؤجج النار في الهشيم وينفّذ هذا المشروع إما بحسن نيّة أو عن سابق إصرار وتصميم .... المطلوب منا الابتعاد قليلاً عن الخطاب الطائفي المانع والتركيز على الخطاب الوطني الجامع .... لأن استمرار وارتفاع صوت الخطاب الغرائزي الطائفي لن يجعل لنا مكان عبادة لزيارته والصلاة فيه.

(3)

تعمل واشنطن إلى أن يصل الوجّه المعتدل من الإخوان المسلمين إلى السلطة لتحقيق الأهداف التالية:
1-فتح باب المصالحة مع الشارع الإسلامي، الأمر الذي سيمنح الغطاء الشرعي للمصالح الغربية في المنطقة.
2- الهدف بعيد المدى الذي تسعى إليه واشنطن فيهدف إلى القضاء على المشروع الإسلامي لصالح الفكر العلماني في المنطقة، وذلك عند اصطدام هذه الحكومات بالمشاكل الاقتصادية والتنموية المستعصية على الحل.
3- وهو الهدف الأسمى والأهم فيرتكز على ضرب التيارات الإسلامية بعضها ببعض ليسهل القضاء عليها جميعاً في المستقبل ...

(4)

الشيطان الأصغر في قطر

هل كان الربيع العربي تتويجاً لتحالف غير مقدس بين الإخوان المسلمين وإمارات الخليج النفطية والمخابرات الأميركية؟ ... فإن كانت هناك ظلالٌ سوداء وشكوك حول حجم التعاون ومستوى التعاون ودرجة العلاقة بين أمراء بعض الدول الخليجية والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فإن العلاقة بين هذا التنظيم وإمارة قطر تنحو منحى التحالف الاستراتيجي كون هذه الإمارة لا تملك جيشاً كبيراً ولا ديبلوماسية فاعلة ولا جواسيس أكفاء، لكن يعتقد القائمون على أمورها أن بإمكانهم استخدام قوتهم الناعمة المرّتكزة على قناة الجزيرة وبرامجها من الناحية السياسية والاعتماد على الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ القرضاوي من الناحية الدينية. هذه القوة الناعمة استخدمت لدعم الإخوان المسلمين في البلدان العربية، دون أن نُغّفِل العامل الأهم وهو رصيدهم الكبير من العملة الخضراء التي لها مفعول السحر عند ذوي النفوس الضعيفة من وجهاء وزعامات وشيوخ وشخصيات عامة في المجتمعات العربية.

(5)

نصيحة ميكافيللي لتيارات الإسلام السياسي*
اذا لم تكن لديك حلول لمشاكل الناس فقل لهم : الإسلام هو الحل. لن يفهموا لكن لا أحد سيجرؤ على الاعتراض. إذا كنت جاهلا بالأنظمة والقوانين وأساليب الإدارة والاختصاصات فقلّ للناس علينا أن نحتكم إلى شرع الله. ستُسكت كل العقلاء وتُخرس كل الخبراء وتُفهم كل الوطنيين المخلصين. وإذا رأيت أن الجمهور بدأ يصغي لخصمك في النقاش أكثر ما يصغي إليك فذكِّر الجميع بوقت الصلاة وقم لتصلي بهم وهكذا تسترد هيبتك. [..] إذا وجدت نفسك في الزاوية فاهرع إلى أقرب جامع، وارفع عقيرتك بالآذان، واخطب في الناس، وأُمّهم في الصلاة .. وإذا أعيتك الحيلة فاعلم أنّ الحلّ في "قال اللّه قال الرسول". إذا أردت أن تحشد الجموع خلفك فاطلق اللّحية وارسم وشما على الجبين واسبل الإزار وهَمْهِم بالسور القصار .. وإنْ كشف الناس خِداعك ومكرك وضعف حجّتك وجهلك فكبّر فيهم وادعُهم: تكبيييير .. إنْ انفضّ من حولك الأتباع والأحداث فاصرخْ "الاسلام في خطر" .. وإذا استنجزك الناس ما تعِد، اضْحَك ملء شدقيك وقلْ لهم: بعد غد.
• مما قرأت على صفحات الfacebook بتصرّف


(6)

هناك من أراد أن تُذبح ونُدمّر سوريا قرباناً للانتقال من نظام علماني نصف ديمقراطي إلى دكتاتورية دينية صريحة ...

(7)

يُروى أن حلفاً قام بين الأسد وكل من الذئب والثعلب، ومضمونه اقتسام الصيد والدفاع عن مصالحهم المشتركة. وذات يوم اصطادوا عجلاً وأرادوا اقتسامه، فقال الأسد للذئب، كيف ترى القسمة، فرد إنها تقسم على ثلاثة وتلك طبيعة التحالف. فضربه الأسد ضربة قضت عليه. ثم التفت إلى الثعلب فقال له: نقسم؟ فرد الثعلب: لا يمكن ذلك، فأنت الملك، بعد أن تأكل وتشبع، وإذا بقي شيء فهو ل. فقال الأسد له: من أيم جائتك الحكمة، قال الثعلب: من الذئب القتيل.

(8)

صفقة فاوست

الزلزال الذي أصاب دول الربيع العربي، أسقط الحكام لكنه خرّب البلاد وحطّم نفوس العباد. لم يبن دولاً بل أنتج طوائف ومذاهب وأسس مليشيات وقبائل بدأ الفكر التكفيري العنفي الملغي لوجود الآخر يتسرّب إلى أفرادها ولو بنسب متفاوتة، بعد أن بدأت الأكثرية الدينية والمذهبية تتصرف بعقلية الأقليات وعقدت صفقة فاوست مع الشيطان ووكلائه في المنطقة، وكان فحوى الصفقة كرسي الحكم في مقابل أنابيب الغاز. فلا يوجد أفضل من مبدأ السلطة الطبيعية لتحريك غرائز الحكم وشهوات السلطة عند مجموعات يتمثل المستقبل بالنسبة لها بالعودة إلى قواعد وأصول الحياة في القرون الوسطى لتعيد انتاج الفوضى وتزرع الدمار والخراب كي تحصد القوى الكبرى والرأسمالية العالمية المنافع والمكاسب وتزيد ثرواتها على حساب دموع ودماء أبناء هذه الدول. ولا يهم من يحكم المنطقة، ملاكٌ كان أم شيطان، مادام يقوم بدور الحارس الأمين والخادم المطيع للكمبرادورية العالمية.

(9)

اغتال الغرب علماء الذرة المصرييين والعراقيين والسوريين وقتل رجال الدين المتنوّرين ... ولم يغتل في يومٍ من الأيام شيخاً من شيوخ التكفير والارهاب، بل احتضنهم فى بلاده وقدّم لهم كل الدعم اللازم لنشر أفكارهم ... ولكم أن تستنتجوا لماذا ؟

#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات