قصيدة شعرية لذكري النكبة / خمسة وستون دمعة تكفي

حاتم أحمد الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 21:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

خمسة وستون دمعة تكفي
خمسة وستون نجمة من سمائنا سرقتم
خمسة وستون زهرة من ربيعنا قطفتم
خمسة وستون عاماً من تاريخنا زيفتم
خمسة وستون نكبة في أرضنا صنعتم
خمسة وستون ألف من أطفالنا قتلتم
وبعد ... ماذا تبقي لديكم ... لتفعلوه
سوى أيادي ملطخة بالدماء
وأعين تخشي الضياء
ترتعد من بسمة طفل تكتسي بالكبرياء
ورعب من رقصة سنبلة حبلي بالبقاء
وبعد ... ماذا تبقي لديكم ... لتفعلوه
سوى أكاذيب أساطير وخرافات بلهاء
وأفئدة كالحجارة الصماء
ترتعش من تغريدة بلبل ينشد اللقاء
في قبضة أسير أو وصية للشهداء
وخوف يسكنكم من الألف حتي الياء
وبعد ماذا تبقي لديكم
عودوا من حيث أتيتم
احملوا حقدكم ..غلكم.. وخذوا ما شئتم
عودوا لحظائر الجيتو من حيث جئتم
خذوا اسمائكم .. عناونيكم ... كذبكم
حقارتكم ... قذارتكم ... اشلاء موتاكم
وأرحلوا ... وبعد ماذا تبقي لديكم
خوف يسكنكم من الألف حتى الياء
وشعوذات من وحي التلمود والتوراة
وتاريخ ملطخ بدم الرسل والأنبياء
وأكاذيب وخرافات عن ضحايا وجناة
وموت واحتلال برسم المذبحة والاله
أرحلوا ... وبعد ماذا تبقي لديكم ؟
كاتم الصوت ... لعنة الموت
ميلاد كانون في فصل الصيف
القهر والعهر بحد السيف
اسألوا التاريخ عن أقوام قبلكم
مرت من هنا ... كالطيف
في أرضنا ... كان مصيرها الموت
عظام جندها في الثري تشتكي
من جحيم قدر رغم السنين لاينتهي
أرضنا قبور للغزاة .. ولكل معتدي
وبعد ... ألم تفمهوا ... ألم تعرفوا ..
بشرتكم ... لغتكم.. لهذه الأرض لا تنتمي
رائحة عفنكم من هذه الأرض ستختفي
احتلالكم .. قتلكم .. خيالكم حتماً سينمحي
خمسة وستون عاماً من اللجوء ستنتهي
خمسة وستون ظلام من شمسنا سينجلي
وبعد ... ألم تفهمو .. ألم ... تعرفوا
أن أجراس العودة تقرع الآن
في مآذن القدس ..
وبكنائس بيروت وعمان
في أعالي حيفا والجليل
في رمال النقب وجبال الخليل
أرحلوا .. قبل أن يسحقكم المستحيل
أرحلو .. قبل أن يصبح ليلكم طويل
وعندها ستذرفون الدمع دماً
ولن ينفعكم الرجاء والعويل
عادت الأرض
عادت الشمس
عاد البحر
عاد الأهل
ها ... نحن الشعب الأصيل
عدنا ... في جوف المستحيل

#حاتم_أحمد_الخطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات