أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف العلو - نشيج ام مطر ؟!















المزيد.....

نشيج ام مطر ؟!


عبد اللطيف العلو

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 20:07
المحور: الادب والفن
    


مطر ام نشيج ؟

الان فقط توقف المطر .......بعد ايام خمس بلياليها .
ساتسلق نخلتي ( التبرزل ) المبتلة بالكامل.....لاشرب عبق ( الكَرَب )* والسعف .
وعلى التلة القريبة ......ساحفر بعمق ذراع واحد ......لاشم رائحة الطيب الحري.
المطر المنهمر باستمرار, تغلغل عميقا في الارض ,
يسقي جذور التوت والعاقول الممتدة بعيدا في حقلي كما تمتد جذور حبي لامانيَّ القديمة.
وعلى الطريق الطيني المؤدي الى بيت جاري الطيب ,
ساركض حافيا,سيكون الطين هشا ......ستنزلق قدماي , لاسقط على الوحل ,
ستتسرب الى انفي طيوب ذرات الارض .........ستسكر وجداني الى امد بعيد بعيد........
وهناك على الضفة الاخرى من ( الساجة الجبيرة )* , تنتظرني تلك الفاخته .
ستلعب معي ( ملهّية الرعاة ) *, ستكرر ايهامي بانها كسيرة الجناح لاعدو خلفها وابتعد عن الشجرة التي فيها عش افراخها .
لا انوي ايذاء الافراخ .....فقط اردت معرفة ما اذا كنّ بخير وسلمن من القط البري.
بعد الظهر سوف لن يدق بابنا مهدي او هزبر او عبدالله او حسن او فليح ....اصحابي ...
.لن يدقوا الباب لان بابنا الخشبي كبير جدا ومفتوح على الدوام ......
..سينادونني حتى من خلف الحائط الطيني ...هيا
فاسراب الزرازير الجائعه تغري بنصب الشراك .
ساعود وفي يدي زرزور يحاول عبثا بمنقاره القاسي ان يفك اساره من قبضتي .
امي ستهمس وهي تحلب البقرة الوديعه ........( يمّه حِلّه خطّية )*.
كلبنا سيحاول مهاجمة الشياه التي تحاول دخول حقل الباقلاء .
الباقلاء التي تنشر ضوع ازاهيرها للتو .
ومن خلف حائط الغرفة المسقفة بالسعف واعمدة التوت الملتوية ,
ستنادي جارتنا.: ام احمد كيف كان ليلكم ؟؟ ...
لتجيب امي : وجدنا ركنا ضيقا في الغرفة لم يبتل استطعنا ان نقف حتى الصباح فيه ....
فسقف غرفتنا تسلل منه المطر وبلل حصير البردي ...حصير العائلة كله ... الا ذلك الركن ....
اسراب الفاخت والعصافير .... ستزاحم الدجاج والاوز والديك الرومي ,
حول معالف الابقار ,لعلها تجد حبات الشعيراو الحنطة المتنائرة هنا وهناك ,
ستسمح لنا بالاقتراب منها لانها جائعه ......
سيبدو منظر الدجاجات مضحكا وهي تخرج من القُن الذي لم يحمها من المطر ,
سنتفش ريشها وترتعش اجنحتها بسرعه هائلة ....لتنطلق بعدها في كل اتجاه .........
مع اصحابي سنكركر خلف حائط ( الطرمة ) *
ونحن نراقب بهدوء .
كيف تزحلقت هذه الارملة العجوز وسقط من على راسها قدر الماء ,
هذه التي ترتدي الثياب الملونه بازهار الربيع ,
لتدعي بانها ما زالت شابه غضه وهي تحيك المكيده لابو جاسم ليتزوجها .
ستظن ان احد لم يرها وهي تتزحلق......
وما ان اخرج من باب البستان المطل على ( حوش ) * الدار حتى تفر الى كتفيّ حماماتي ,
والهدية ستكون حفنة من الحنطة ( الهرِّمة ) الذهبية اللون .
تقلق تلك القبّرة كثيرا , وسترفرف بجناحيها حتى تكاد تلامس وجهي ......وهي تغرد بشجن قاتل ,
انا اعرف ان بيضاتها على مقربة من المكان الذي امر به .......
ولكن يا قبرتي .... لاداعي للقلق ........اقسم بقدسية ترانيمك , لن امس بيضك بسوء ايتها الملاك الرائع .
وكيف لي ان اعرف وسط هذا الحقل الكثيف من العاقول والشوك اين وضعت بيضاتك ؟؟!!
اختي الصغيرة ....ستجلب سلة من الطاطم الخضراء التي لم تنضج بعد ...
.ستجلبها من الشجيرات التي ذوت لانتهاء الموسم .
ستدس امي الطماطم الخضراء في التبن ....ستتحول الى اللون الاحمر بعد ايام .
سيتسلل المطر عبر الرازونة الى كتبي المدرسية ...وساظطر الى نشرها في الشمس لتجف .
ابي سيضع مسحاته فوق كتفه مبتهجا ....بعطاء الرب ,
فالزرع روي دون عناء ء, فقط سينظِّم والدي مجرى المياه الفائضة ,
التي تتجمع في الحقول ليهربها الى النهر .
وقت العصر سيتعبنا الجري خلف الفراشات اللعوب.......
لن نقدر الامساك بها . سندّعي باننا محاربون اشداء لكن العدو جبان فلا يواجهنا .....
ستهزا من حجتنا الفراشات وهي مشغولة بعملها الدؤوب................
في اول المساء ستاتي جارتنا الطيبية حاملة حساء اللوبيا وال(الجشج ) *
ستعاتب والدتي , اذ لم ترسل لهم بالامس من مرقة ( الباجة ) *.
ستخبرامي جارتنا بان ضيفا نزل عندنا ولم يتبقى من حصة الجيران .
ستتذمر جارتنا متمتمة : وكيف خطر للضيف ان ياتي بهذا اليوم الماطر .
بعد ايام المطر المستمر .....تصبح الذئاب اكثر شراسة ووحشية ,
لن تتردد في مهاجمة قطعان الغنم ......لذلك لا بد من عشاء دسم لكلبنا الوفي .
حول الموقد ..... في المساء سيقص لنا جارنا قصص ( الحنفيش ) * الذي عاقب الناس بقطع الماء عنهم ,
سنمقت ال( الحنفيش ) * وكل منا يفكر كيف سيقاتل هذا الغول.
سترتعد اوصالنا `ذعرا اذ يضع القاص يده فجأة على فمه ........اش ......اش .....اش
هناك صوت ......اتسمعون ؟؟!! ربما الحنفيش او ذئب جائع ........
وما هي الا هنيهة لننفجر ضاحكين بعد ان تتسلل تلك القطه المسكينة وهي تشكو البرد من( طاكة ) *الغرفة .
ستطول القصة حتى يلوح الفجر ..................
ويدهمنا تغريد البلابل وصياح الديك .......ننهض وروؤسنا محشوة باناشيد الحرية ..............
واملا بالحفاظ على عش قبرة وهديل فاختة وطيبة وطن .
منذ زمن بعيد توقف المطر .......والحقل غادره الاريج
وما سمعت من اغانٍ ............ليس سوى النشيج .
...........................................................:)
عبد اللطيف العلّو
********:
الكَرَب =قاعدة السعف العريضة
الساجة الجبيرة =الساقية الكبيرة وهي نهير يمر قرب داري في القرية
ملهيّة الرعاة = طائر يوهم الرعاة بانه كسير الجناح ليتبعوه ليبتعد عن قطيعه الذي سيرضع منه زاحف صغير وكانما هناك اتفاق بين الزاحف والطائر .
يمّة حِلّه خطّيه = لغة عراقية وتعني ابني فك اسار الطير, تستخطيه
الطرمة= مكان وضع التبن وتكون بشكل سياج دائري او مستطيل بارتفاع متر او متر و نصف ويوضع فيها التبن ويغطي بالطين للحفاظ عليه من المطر.
الحوش =سياج الدار الطيني
الهرمة = نوع من انواع الحنطة العراقية .
الجشج= اعتقد اصلها ليس عربي هي لبن و جريش يجفف ويستخدم مع الشوربة .
الباجة= اكله عراقية وهي راس خروف
الحنفيش = كائن خرافي مثل كلمة غول او وحش .
الطاكة = فتحة في جدار الغرفة الطيني بمثابة النافذة الصغيرة





#عبد_اللطيف_العلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوه للاهتمام بالطاقة الشمسية
- النار الازليه..........اقتصاد عراقي يحترق
- رسالة الى الامين العام للامم المتحده
- السياسي عندما لا يحمل مؤهل
- انتحار الشعوب
- زمجر......ايها الموت
- الحبر الاحمر
- بين ثقافة ( ما تصير لنا جارة ) وثقافة – Never too let ---
- كان هنا
- هي
- خشوع


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف العلو - نشيج ام مطر ؟!