أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف - الكتابة واللغات في العراق القديم














المزيد.....

الكتابة واللغات في العراق القديم


سعدي عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


الكتابة واللغات في العراق القديم

بقلم:آرفنغ فنكل وميشيل سيمور

ترجمة سعدي عبد اللطيف

لن يتصور احد، اليوم، أن يستخدم الطين كلوحة للكتابة. وفي العراق القديم، على أية حال، وقبل اكثر من 5000 سنة، جرت المحاولات الاولى ذاتها على الطين المتواجد على ضفاف الأنهار، ورسمت العلامات عليه او دمغت على سطحه ولم تتغير الأشياء،بعد ذلك، أبدا. كان اللوح الطيني من نوع جيد،عادة، خاليا من العيوب وحينما يجفف مرة تحت الشمس يصبح صلبا بما فيه الكفاية للتعامل معه بأمان. ولم يكن أحد ليعرف،ذلك الوقت،ان اللوح الطيني سيبقى في الأرض لآلاف السنين. وعثر علماء الآثار على اعداد كبيرة منها، ومن خلالها استطعنا تعلم الكثير جدا حول الحياة بين نهري دجلة والفرات.

بدأت هذه الكتابة بشكل بسيط تماما، باستخدام الرسوم لتمثيل الأشياء. وسرعان ما غدت هذه الرسوم الواقعية ذات اسلوب وبارزة الخطوط. واصبحت هذه الكتابة مصنوعة من دمغات اسفينية الأشكال، وضعت سوية بترتيبات مختلفة ولهذا سميت هذه الكتابة القديمة بالمسمارية وتعني ’اسفينية الأشكال‘ باللغة اللاتينية.

وعلاوة على ذلك، امتلك احد ما في الميزوبوتوميا قديما فكرة ان هذه الأشكال الأسفينية المتنوعة لربما تستخدم للتعبير عن الأصوات اضافة الى الأفكار. وحينما حدث ذلك، في حوالي 3000 قبل الميلاد، غدا من المكن تسجيل الكلام بصورة صحيحة. هذه كانت الكتابة الحقيقية، واستخدمت في العراق القديم لكتابة لغتين: السومرية، اللغة الأقدم، والبابلية اللغة الأحدث.

والسومرية لغة متميزة، فاضافة الى كونها أقدم لغة معروفة في العالم فانها لاتمتلك أقارب لها في العصور الحديثة على الأطلاق. هذا يعني ان الكتابةالمنقوشة باللغة السومرية يمكن ان تبقى عصية على الفهم. أما اللغة البابلية فتختلف تماما، لأنها لغة سامية ولذلك لها قرابة مع اللغتين العربية والعبرية (اضافة الى اللغات الآرامية، السريانية والأثيوبية). فهناك كلمات عديدة في البابلية القديمة يمكن التعرف عليها من قبل الناطقين بمثل هذه اللغات اليوم.

البابلية القديمة العربية العبرية

بيتو بيت بييت
اهو أخ أخ
اهاتو اخت اخت

وهذه الكلمات توجد،أحيانا، في الأصول الشائعة بين اللغات السامية وتستعيرها، احيانا،لغة من لغة اخرى. والمثال الجيد على ذلك هو كلمة جمل.

جمالو جمل كمل


والتالي مأخوذ من بداية رسالة بابلية بعثها رجل شاب الى أمرأة شابة

اتي اششوميجي لو شلماتي اششوميكي لو شولماكو

ومعناها:

" كوني بخير، من أجلي، وسأكون بخير من أجلك"

هاتان اللغتان، السومرية والبابلية ازدهرتا جنبا الى جنب. وكان يتوجب على تلاميذ الخط اليافعين في المدرسة تعلم اللغتين حيث كانتا تكتبان بنفس الرموز المسمارية. وبدأت اللغة السومرية تدريجيا، على اية حال، بالتلاشي كلغة منطوقة، ولكن لأن الكثير من التعاليم الدينية والأدب توجد بتلك اللغة، فقد جرى الحفاظ عليها بعناية في المدارس والمعابد. وبدأ افضل تلاميذ الخط، بعد فترة من الوقت، اضافة ترجمات بابلية على كل سطر من النصوص القديمة، كي يستطيع الناس فهمها. وقدمت هذه الكتابات ’المزدوجة اللغتين‘ مساعدة كبيرة للباحثين الذين بذلوا جهودا في فك ألغاز اللغة السومرية وترجمتها. وساعدت، وبنفس الطريقة، القواميس القديمة للكلمات السومرية والبابلية الباحثين اليوم كما ساعدتهم في الألفيتين الأولى والثانية بعد الميلاد.

ويعرض المتحف البريطاني في معرضه الجديد بابل: الأسطورة والحقيقة بعضا من أكثر الألواح الطينية شهرة وسيكشف عن القصص التي روتها. ويوجد في المتحف البريطاني حوالي 120000 وثيقة مسمارية: بكل الأحجام وبجميع المواضيع والعديد منها ماتزال تنتظر بصبر في صناديقها لكي تتم قراءتها. وما نحتاجه اناس أكثر لتعلم المسمارية والمجيء الينا لمساعدتنا في ترجمتها كلها!

(*) آرفنغ فنكل وميشيل سيمور: خبران كبيران في المتحف البريطاني متخصصان في دراسة الآثار البابلية، وسعدي عبد اللطيف: كاتب وناقد واعلامي عراقي مقيم في المملكة المتحدة. ترجم ونشر عشرات النصوص الفلسفية والشعرية والوثائق السياسية الى جانب دراسات ومحاولات في النقد الادبي المعاصر والفن.



#سعدي_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى معرض بابل: الاسطورة والحقيقة في المتحف البريطاني
- نبذة موجزة عن تاريخ المتحف البريطاني
- الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف
- لماذا تجاهل العالم.. الآثاري العراقي الكبير هرمز رسام
- زمن لا تستيقظ فيه الطيور
- ابنة -تشي- تجاهد للحفاظ على صورته كثوري مثالي !؟
- الموسيقى توحد العراق دائما...
- كتاب : كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ ترجمة س ...
- كتاب : كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ الفصل ا ...
- كتاب : كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ ترجمة س ...
- كتاب : -كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ الفصل ...
- كتاب : -كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين
- من أجل السلام الذي ترعاه: أحمد مختار مشرفاً موسيقياً في مشرو ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف - الكتابة واللغات في العراق القديم