أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - كيف يصبح لصوت الناخبين قيمة














المزيد.....

كيف يصبح لصوت الناخبين قيمة


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


أقرّ المجلس التشريعي الفلسطيني بالقراءة الثانية مشروع قانون الانتخابات العامة والذي يجمع ما بين نظامين انتخابيين هما "التمثيل النسبي والدوائر" وسمي هذا القانون "بالنظام الانتخابي المختلط" ، حيث يخصص ثلثي عدد أعضاء المجلس التشريعي للدوائر الانتخابية والثلث الآخر للتمثيل النسبي الذي يعتبر الوطن دائرة انتخابية واحدة.
وكانت مجموعة من المذكرات والاحتجاجات لقوي وشخصيات وطنية ومؤسسات مدنية تدعو المجلس التشريعي الفلسطيني لتعديل قانون الانتخابات السابق ودعّمت هذه المواقف باتفاق وطني بين القوي الوطنية والإسلامية الفلسطينية يدعو المجلس التشريعي لإقرار قانون انتخابات مختلط يجمع ما بين النسبية والدائر بمعدل النصف لكل منهما، بالإضافة إلي موقف الرئيس محمود عباس الذي كان متميزاً عن الجميع ودعا فيه إلي اعتماد نظام انتخابي يعتمد علي نظام التمثيل النسبي بشكل كامل.
محصلة هذه الدعوات والاحتجاجات والنقاشات الواسعة حول قانون الانتخابات الفلسطيني لم تشكل للمجلس التشريعي أيّ أهمية، وهذا ما ظهر جلياً من خلال وجهته الحالية في القراءة الثانية للقانون، وأدار ظهره لقضية أصبحت محل إجماع وطني.
في برلمانات العالم ، تراعي طبيعة البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ويراعي رأي الجمهور و الحركات السياسية والاجتماعية لحظة الإقبال علي صياغة القوانين والتشريعات علي اعتبار أن هذه البرلمانات تستمد قوتها ومصدر شرعيتها من هذا الجمهور، والمجلس التشريعي الفلسطيني علي ما يبدو فانه يختلف عن برلمانات العالم، فهو لا يعلم أن غالبية المجتمع الفلسطيني هم من الشباب مما يستدعي تخفيض سن الترشيح لعضويته وإقرار قوانين تحمي وتؤمن المستقبل للشباب ولا يعلم أن نصف المجتمع الفلسطيني من المرأة وهذا ما يستدعي تخصيص كوتا نسويه تتناسب مع حجمها وتساعدها علي النهوض بواقعها وخصوصاً أن المرأة في فلسطين تتميز بنضالها وكفاحها ضد الاحتلال وضد الظلم الاجتماعي الواقع عليها، وهو لا يعلم أن قانون الانتخابات الفلسطيني الذي نظمت بموجبه الانتخابات التشريعية السابقة في العام 1996 قد شكل مدخلاً لغياب التعددية السياسية واحتكار البرلمان في قبضة تيار سياسي واحد وجعل الحياة البرلمانية راكدة لا تتسم بالتنوع في الرؤى والاجتهاد وما يرافق هذا التنوع من تطور، وأن هذا القانون ساهم في إبراز العشائرية والقبلية من خلال تقسيم الوطن إلي دوائر انتخابية صغيرة .
إن المجتمع الفلسطيني صغير عددياً ويتواجد علي مساحة جغرافية صغيرة يسهل انتخابياً التعامل معها في إطار دائرة واحدة، ويتميز بكثرة أحزابه السياسية وهذا ما يستوجب استنهاض الحالة الحزبية التي كانت مكرّسة في مقاومة الاحتلال وإعطائها الفرصة لتقوم بدورها علي مستوي التغيير والإصلاح والتشريع والتأسيس لمجتمع الديمقراطية الحقيقية، وذلك لن يكون إلا من خلال إقرار قانون انتخابات يضمن تمثيل هذه التعددية السياسية داخل البرلمان تمثيلاً عادلاً حسب قوة كل حزب أو حركة سياسية ومجموع ما يحصده من أصوات الناخبين، ولعلّ نظام التمثيل النسبي الكامل هو النظام الأكثر إسهاماً في تحقيق التعددية بل ويعزز وحدة الأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية ويحد من حالات التمرد علي برامجها ومواقفها كما هو حاصل حالياً مع الحزب الحاكم، مع العلم أن هذا التمرد لا يتجاوز قضية الحسابات الشخصية الصغيرة وليس تمرداً مبدئي قائم علي الصالح العام.
لقد وصف نظام التمثيل النسبي علي انه أكثر النظم الانتخابية عدالة وتعبيراً حقيقياً لإرادة الناخبين وأكثرها تعزيزاً وتنشيطاً للحياة السياسية المبنية علي التنوع في البرامج، ويؤسس لخلق قوة معارضة وطنية حقيقية داخل البرلمان يكون لها صوت مسموع ومؤثر وضابط لتصرفات الحكومة ، كما انه يعزز من استقلالية الأحزاب الصغيرة واستغنائها عن الاستظلال بقوة الأحزاب الكبيرة والتبعية الكاملة لها إذا ما ترافق مع قانون للأحزاب يؤمن لها قانونية التنظيم والتمويل.
لقد بينت تجربة الانتخابات التشريعية الفلسطينية السابقة وبالأرقام أن أكثر من 60% من أصوات الناخبين قد ذهبت سدي، وان من يقرر في الشأن الفلسطيني تيار سياسي واحد شكلت قوته الانتخابية في حينها حوالي 35% ، وهذا ما يجب يستدعي انتباه المجلس التشريعي ومقترحي القانون ومجلس الوزراء الذي أحيل إليه مشروع القانون الانتخابي المعدل، وما يجب أن يستدعي بحث الجميع في التفكير في كيفية صيانة الصوت الانتخابي ليصبح صوتاً ذا قيمة عالية ويشكل محفزاً للجمهور للمشاركة في العملية الانتخابية مدركاً أن صوته في مأمن ويحقق نتائج في المكان الصحيح.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاجل ............ للوقاية من الفسادين
- نحو الخروج من نفق الاشتراطات الأمنية
- حتى لا يترك الذئب ويتّبع الأثر
- إقالة قادة أمن أم إقالة نهج ؟
- صندوق الاقتراع ومحكمة الجماهير
- منظمة التحرير الفلسطينية .............. والجماهير
- الطبقة العاملة الفلسطينية ومجلس الوزراء


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - كيف يصبح لصوت الناخبين قيمة