أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - ليبيا .. في إنتظار الكارثة














المزيد.....

ليبيا .. في إنتظار الكارثة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 14:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أحد أسباب إندلاع ما سمي ب "الثورات العربية" هو رغبة الطبقات البرجوازية في التخلص من الأنظمة القمعية البوليسية التي تمنع وتعرقل هذه الطبقة من التعبير عن نفسها وعن طموحاتها الإجتماعية والإقتصادية، وكذلك رغبة هذه الطبقة بلعب دور أكبر وأكثر أهمية في إدارة شؤون الدولة وبمشاركة أكبر في إقتسام الثروة الوطنية مع الطبقة الحاكمة التي انفردت لسنوات طويلة بنهب هذه الثروة وتبذيرها ( هناك أسباب أخرى إجتماعية وسياسية وإقتصادية عالجناها في مواضيع سابقة ). وقد كان أول عمل قامت به هذه الطبقة هو تصفية الأجهزة الأمنية بكل أنواعها من شرطة ومباحث وجيش، وسحب الشرعية والمصداقية من هذه الأجهزة، وقد شاهدنا في ليبيا مثلا إنهيار أجهزة الأمن المختلفة التابعة للنظام السابق وكذلك أجهزة الشرطة والجيش في الساعات الأولى من قيام "الثورة". ونتيجة لهذاالإنهيار المفاجئ، وغياب نظام أمني بديل، انتشرت في جميع المدن الليبية ظاهرة "العنف المسلح" وهي ظاهرة طبيعية في فترات التغييرات الكبيرة في أي مجتمع، فانتشرت السرقة، وبالذات سرقة السيارات والأموال العامة، وظاهرة الإعتداءات على المواطنين والجرائم المختلفة من إختطاف وإغتصاب وإغتيال لشخصيات سياسية وقتل وتفجير للسفارات الأمريكية والفرنسية ولمراكز أمنية مختلفة .. إلخ. وبطبيعة الحال بدأت البرجوازية الليبية تتململ وتراجع حساباتها، لأنها المتضرر الأول من إنفلات الوضع الأمني كما يقولون، وعائق أمام تطور الأعمال وإبرام الصفقات مع الشركات الأجنبية. وهكذا خرجت تظاهرات في طرابلس وبنغازي تطالب بإنشاء بوليس وجيش وطني، وهي التي عانت من ويلات الشرطة القذافية وجيشه الوطني. ولكن البرجوازية لا بد من أجهزة أمنية تحمي مصالحها وأموالها وممتلكاتها من جحافل الفقراء الذين يتربصون بهم في كل ناحية. ولابد من إنشاء هذه الأجهزة من شرطة وجيش ومباحث عامة .. إلخ، وبالذات أن هذه البرجوازية الآن هي التي تتحكم في أمور البلاد وفي يدها مقاليد السلطة التنفيدية والتشريعية. فخرج المئات من أهالي مدينة طرابلس ومن مختلف مناطق ليبيا عشية يوم الجمعة 10 مايو في مظاهرة نظمتها مؤسسات المجتمع المدني تحت عنوان " جمعة إنقاذ ليبيا " طالبوا فيها تفعيل عمل الشرطة والجيش الوطني ، وقيام دولة القانون والمؤسسات. وتوجه المتظاهرين الذين تجمعوا بميدان الجزائر بمدينة طرابلس سيرا على الأقدام إلى مبنى وزارة الخارجية مطالبين بفك الحصار عن المبنى والسماح للموظفين بالدخول ومباشرة أعمالهم. ودعا المشاركون في هذه المظاهرة إلى الإسراع في إنهاء كافة المظاهر المسلحة وإخلاء مدينة طرابلس من مظاهر التسلح، واسترجاع هيبة الدولة على الأرض من خلال تفعيل أجهزة الأمن الرسمية المتمثلة في الجيش والشرطة. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات ( الشعب يدعم الشرعية المنتخبة، لا للكتائب والسرايا .. نريد جيش واحد .. المؤتمر الوطني هو من يسقط الحكومة وليس السلاح .. الخارجية حرة والسلاح يطلع بره ) وأدان المتظاهرون في بيان " تجمع أبناء ليبيا " استخدام القوة وحصار الوزارات .. مؤكدين أن الحوار هو السبيل الوحيد للوصول بليبيا إلى بر الأمان. وطالبوا في بيانهم بإنشاء جيش ليبي قوي يحمي ليبيا ويساهم في تحقيق أمنها ، وبتفعيل الشرطة والأجهزة الأمنية، وتفعيل دور المحاكم والقضاء، رافضين فرض الرأي بقوة السلاح. كما طالب المتظاهرون المؤتمر الوطني بالعمل على صياغة الدستور دون إقصاء أو إهمال لأي فئة من فئات المجتمع. وقد حاصرت مجموعة من المسلحين الاثنين 6 مايو مباني عدة وزارات في طرابلس، مطالبين بإستقالة الحكومة، وكان المؤتمر الوطني الليبي، تحت ضغط الميليشيات المسلحة، قد أقر قانونا يحظر على كبار المسؤولين في عهد القذافي - منذ 1969 إلى 2011 - شغل مناصب حكومية سمي ب"قانون العزل السياسي" وهذا القانون قد يمس رئيس الحكومة علي زيدان وكذلك محمد المقريف رئيس المؤتمر، إذ أنهما تقلدا عددا من المناصب الدبلوماسية قبل انشقاقهم عن النظام، وقد ينتج عن تطبيق هذا القانون عزل مئات الآلاف من الليبيين من المناصب الحساسة، وهو قانون إقصائي ومناف لأبسط قوانين حقوق الإنسان وحرية الفكر، كما أنه يخلق تفاوتا في معاملة المواطنين الليبيين، وقد أدانته أغلب منظمات حقوق الإنسان الدولية قبل صدوره. ونتيجة لتردي الأوضاع الأمنية، فقد قررت لندن وواشنطن اجلاء قسم من موظفي سفارتيهما في طرابلس وقلص عدد من القنصليات الغربية من عدد موظفيه بسبب المخاطر الامنية التي تفاقمت في البلاد بسبب احدى اسوأ الازمات السياسية التي تشهدها ليبيا منذ سقوط معمر القذافي. كما أعلنت شركة "بريتيش بتروليوم" النفطية يوم الأحد 12 مايو، عن اجلاء قسم من الموظفين المساعدين من ليبيا بعد تحذيرات وزارة الخارجية البريطانية. وفي نفس الوقت فإن قوة أميركية عسكرية تتمتع بجاهزية قتالية متواجدة في جنوبي إسبانيا وضعت في حال تأهب تحسبا لاحتمال إرسالها إلى ليبيا خلال الأيام القليلة المقبلة للمساعدة على إجلاء رعايا الولايات المتحدة في حال استمرار تدهور الأوضاع الأمنية. البرجوازية الليبية تعيش اليوم صراعا مفتوحا مع المجموعات المسلحة التي تتمتع بشرعية ثورية وبشرعية السلاح، بينما الحكومة لا تتمتع إلا بشرعية الإنتخابات، وهي شرعية هشة ومشبوهة وغير فعالة على الصعيد الشعبي، ولا حل أمامها إلا في عقد إتفاقيات تبادل المصالح والمساومة مع الميليشيات المسلحة لإقتسام السلطة للحفاظ على بقائها، ولهذا السبب تمكنت هذه الميليشيات من فرض قانون العزل السياسي بقوة السلاح، وهذا القانون كما سبق القول سيقلص من تمثيل البرجوازية في السلطة بطريقة أو بأخرى، ولكن ربما سيسمح لها بالحصول على شرعية أخرى هي في أشد الحاجة إليها وهي شرعية الحصول على شهادة أو ختم "النزاهة". أما الشعب فهو كالعادة، يتحمل المصائب التي تنزل على رأسه وينتظر أن يفرجها الله .



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرائب الوعي .. 26 - تحت ظل الشجرة
- الفقر عدو الوطن ..
- الجهل
- خرائب الوعي .. 25 - البحر
- تجارة الكلام
- أول مايو .. عيد الأناركية
- الجوع .. كارثة طبيعية
- الله .. وبعرة الجمل
- المثلية الجنسية .. حق من حقوق الإنسان
- هوموفوبيا
- خرائب الوعي .. 24 - نوستالجيا
- خرائب الوعي .. 23 - الهروب
- جربوا الحب قبل الموت
- خرائب الوعي .. 22 - الصدى
- الفقراء وبؤس الثورة
- العصيان والعقاب .. 3 - ثورة إبليس
- العصيان والعقاب .. 2 - سارق النار
- العصيان والعقاب
- السلطة .. وسرير بروكست
- خرائب الوعي .. 21 - مربع ماليفيتش


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - ليبيا .. في إنتظار الكارثة