أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - كيناشت قصة: روبرت ڤالزر














المزيد.....

كيناشت قصة: روبرت ڤالزر


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


كيناشت
قصة: روبرت ڤالزر
Robert Walser
ترجمها عن الإنجليزية: خليل كلفت
كان كيناشت اسم رجل لا يطيق صبرا على أىّ شيء. وحتى فى شبابه كان يبرز بوصفه شخصًا عنيدًا بصورة كريهة. وعندما كان طفلًا أورث أبويه حزنًا كثيرًا، وفيما بعد، كمواطن، زملاءه المواطنين. ومهما كان الوقت الذى تريد فيه أن تتحدث إليه، لم يكن بوسعك أن تحصل منه على كلمة دافئة أو ودودة. وكان سلوكه ناقمًا وحسودًا وكانت تصرفاته مثيرة للاشمئزاز. ومن الجائز أن الأشخاص الذين من قبيل هذا الكيناشت يعتقدون أنه سيكون نوعًا من انتهاك الحرمات أن يكونوا عطوفين مع الناس. لكنْ لا تخش مطلقًا: فهو لم يكن عطوفًا ولا ودودًا. كان يودّ ألّا يسمع شيئا عن ذلك. "هراء"، بهذا كان يدمدم فى وجه كلّ شيء يلتمس اهتمامه. "أنا آسف حقا، لكنْ ليس لدىّ وقت"، كان معتادًا على أن يغمغم بذلك بغضب بمجرّد أن يأتى إليه شخص بطلب. وأولئك الذين كانوا يذهبون بطلب إلى كيناشت لم يكونوا سوى أناس مغفّلين. لم يحصلوا منه على الكثير، لأنه لم يكن من الممكن العثور لديه على أىّ أثر لمراعاة الآخرين. كان يوّد ألّا يسمع شيئًا عن ذلك مطلقًا. وكان إذا فعل شيئًا مّا طيبًا من أجل شخص مّا، شيئًا مّا كان يتماشى، إنْ جاز القول، مع المصلحة العامة، أمكنه أن يقول بلا مبالاة "إلى اللقاء، أوروڤوار" وكان يقصد بذلك "من فضلك اتركنى بمفردى". وكان لا يهتم إلّا بالمكسب الشخصىّ، وكان لا يلتفت إلّا إلى ربحه الأعلى. وكان كلّ شئ آخر لا يهمه إلّا قليلًا أو بالأحرى لا يهمّه مطلقًا. وإنْ توقّع منه أىّ شخص استجابة أوْ حتى تضحية كان يقول من أنفه "إنّى أتساءل، ماذا بعد؟" قاصدًا بذلك أن يقول: "هل تتعطّف بألّا تزعجنى بمثل هذه الأمور"، أو كان يقول: "تذكّرْنى، من فضلك، سيسعدنى ذلك"، أو بكل بساطة "بونسوار". ولم يكن يبدو أن الأهالى والكنيسة والبلاد تهمه بحال من الأحوال. وفى رأيه، لا يُعْنَى بشؤون الأهالى غير المغفلين فحسب؛ وكلّ مَنْ يحتاج إلى الكنيسة بحال من الأحوال لم يكن فى نظر كيناشت سوى نعجة؛ أمّا بالنسبة لأولئك الذين أحبّوا بلادهم فلم يكن لديه أدنى تعاطف معهم. اخبرونى، أيها القرّاء، يا مَنْ تتَّقدون وطنيّة إزاء وطن الأب ووطن الأم، ماذا يجب أن نفعل، فى رأيكم، بالكيناشتات؟ ألنْ يكون شيئًا رائعًا، بل حتى مهمة جليلة، أن نضربهم ضربًا مبرّحًا بأقصى سرعة وبالعناية اللازمة؟ بكل لطف! لقد لوحظ أن أولئك السادة لن يظلّوا بلا إزعاج إلى الأبد. وذات يوم طرق شخص باب كيناشت، وكان من الجلىّ أنه شخص لا يدع نفسه يتمّ إبعاده بكلمة "بونچور" أو كلمة "بونسوار" أو بعبارة "وماذا بعد!" أو "آسف، إنى فى عجلة من أمرى حقا" أو "من فضلك اتركنى بمفردى". قال الزائر الغريب: "تعالَ، يمكننى أن استعملك". "أنت شخص متأنّق للغاية حقًا. لكن ماذا دهاك؟ هل تظن أن لدىّ وقتًا أبدّده؟ الزم حدودك! تذكَّرْنى، سيُسعدنى ذلك. آسف ليس لدىّ وقت، إلى اللقاء إذن، أوروڤوار." أراد كيناشت أن يجيب بهذه العبارات أو بأشياء مشابهة؛ غير أنه بمجرد أن فتح فمه ليقول ما كان يفكّر فيه، كان مريضًا للغاية، شاحبًا إلى أقصى حدّ، كان أوان أن يقول شيئًا آخر قد فات، ولم تمرّ على شفتيه كلمة واحدة أخرى. كان الموت هو الذى جاءه، ولم يعد هناك نفع لأىّ شيء. يقوم الموت بعمله بسرعة. ولم تعد كل "هُراءاته" تفيد، ووُضع حدّ لكل "بونچوراته" و"بونسواراته" الجميلة. انتهى كل ذلك بالازرداء والسخرية واللّامبالاة. أوه، يا إلهى، هل كانت تلك حياة تُعاش؟ هل تودّ أن تعيش بطريقة ميتة على هذا النحو؟ بطريقة كافرة على هذا النحو؟ أن تكون غير آدمىّ على هذا النحو بين الكائنات الآدمية؟ هل يكون بوسع أحد أن ينتحب من أجلك أو من أجلى لو أننا عشنا حياتنا على طريقة كيناشت؟ هل يمكن أن يأسف أحد لموتى؟ ألا يمكن أن يكون الواقع أنّ هذا الشخص أو ذاك يمكنه أن يبتهج تقريبًا بسبب رحيلى؟
(1917)



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ڤلاديمير قصة: روبرت ڤالزر
- شهر العسل قصة: روبرت ڤالزر
- أسطورة روح الثمانية عشرا يوما المجيدة
- حكاية قروية قصة: روبرت ڤالزر
- البرلينية الصغيرة قصة: روبرت ڤالزر
- السلطة التنفيذية هى السلطة الحقيقية الوحيدة فى مصر
- توبة قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- قصة قاسية قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- جميل جميل قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- طائر السنونو قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- جَذَرَ جَذْرا وجذَّر تجذيرا وتجذَّر تجذُّرا (مناقشة على هامش ...
- نجمة الصباح
- النجمة
- الحيوان
- عريان
- السندباد (من أحلام النوم واليقظة)
- تعويذة
- تخفيف الحكم
- هل التظاهر أمام مكتب الإرشاد فى المقطم كُفْر؟!
- ببليوجرافيا خليل كلفت حسب دار النشر


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - كيناشت قصة: روبرت ڤالزر