أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - وفي قلمها ينطوي العالم الأكبر...!!!














المزيد.....

وفي قلمها ينطوي العالم الأكبر...!!!


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


انجح عملٍ أدبي لدينا سليم لم يكتمل بعد ، بدأ منذ عقود ، ولن يكتمل ما دام بين الضلوع قلب ينبض ، عمل عمره بعمر إمرأة ، ومفرداته نبضات قلبها ، لغته عالمية يفهما كل البشر ، مفرداته بين دمعٍ وإيتسام ...!!

أنا يا أخوتي ، لستُ شاعر بلاط ، ولا أروي لغزاً ، ولا أحكي حكاية ، لكنني أقرأ عليكم سفراً إنسانياً رائعاً ، ينام في الليل في حضن إمرأةٍ ، إمرأة بينكم اليوم ، كان لها مع العطاء رحلة عمر ، يحق لها أن تفخر أنها لم تعش منه لنفسها ساعةً واحدة ...!!

أنجح عملِ أدبي لدينا سليم ، ذاك الإتسان المتربع بداخلها ، يطل على العالم ، حزيناً تترقرق الدموع في عينيه تارةً على هيئة قصة أو رواية ، وتارةً يطل ضاحكاً يرقص قلبه طرباً ، لكنه لا يعدو كونه رسولاً من دينا التي تعرفونها إلى الآخرين ..!!

تمتد يد أم باسم بقلمها ، عبر كل النوافذ المشرعة ، من وراء كل القضبان ، وإن كان السجن بلا سجان ، ومن قلمها تنطلق آلاف الحمائم في كل إتجاه ، تحلق ، وتعبر الحواجز والحدود ، لا تميز بين الأديان والأوطان والألوان ، تبشر بالحب والخير والعطاء وقيمة الإنسان ..!!

تعبر فارستنا بقلمها فوق جسر من الأحزان ، فيأتي العطاء متشحاًً برداء الحزن ، مزينا بحباتِ دمعٍ تملأ المآقي ، تلوح وتخبو بين السطور ، ..لكن العطاء يتواصل وينتصر ...!!

أنا هنا لا أقدم بكائيةً أخرى ، لكن أجزم أن الإبداع الإدبي ، لا يولد إلا في رحم الأحزان ، ولا يجري نهر الفن إلا من دموع البشر ، وحشاشة القلوب ، وصراع لا ينتهي بين خير وشر ..!!

تلملم دينا سليم بداخلها ككل المبدعين ، أطراف العالم ، والوان السماء والربيع ، وزرقة البحر ، وثياب المعوزين الرثة ، ونشوة الأشجار تحت المطر ، وأمل الكادحين عند مشرق شمس كل يوم ، وخيبتهم عند كل مساء ..!!

لذلك رأيناها ، تسير في طريق الآلآم في القدس العتيقة ، وتحدث بائعة الجبن التي تحتضن رضيعها ، ورأيناها تفرش دثارها لقلوب المحبين ، ورأينا تهاجر مع صارم في الحلم المزدوج ، وتشاركه صقيع الغربة ووطأتها ، وترعى شموس في غيبة الحبيب ، ورأيناها تكفكف الدمع عند رحيل الأب والسند ، وتتسول الدمع في عيون الجدة ...!!

أكاد أراها من هنا ، من مكاني البعيد ، حيث تحول بيني وبينكم ملايين الحواجز والآف الأميال ، أراها أماً تسهر كي ينام الآخرون ، تسير بين الجموع ، فتتكاثف همومهم في مآقيها فتمطر دمعاً ، وأملاً ، وحباً ، للحياة ، تتعلق بطرف ردائها أحلام الأطفال ، لتعود آخر النهار فتجلس إلى قلمها ، تناجيه ، تبث له ما رأت ، وتوكل له باقي المهمة ، وما خذلها القلم يوماً ..!!

تشاركها فراشها آلاف الأجساد ، وتحتل غرفتها آلاف العيون والآذان ، وتتقاسم شرفتها مع عشرات العصافير ، وضوء القمر ، و في العتمة كل الخفافيش ، وتتجمع على أوتارها كل الألحان .. !!

من أجل ذلك كله ، ومن أجل كل هؤلاء ، امسكت دينا بالقلم ، وعاهدتهم أن تتكلم بإسمهم ، ولا تتركهم نهباً للتجاهل و النسيان ، فحملت رسالة القلم ، وكم ثقيلة هي ... تلك الرسالة لو تعلمون..!!

أرجوكم ان تشكروا دينا سليم نيابةَ عني ، لأنني عدتُ على أجنحة قلمها إلى الوطن ، عدت عندما عاد صارم إلى شموس ، حملتني هذه المرأة إلى القدس وعكا والناصرة وطبريا ، إلى الكروم والسفوح والشواطيء ، وأزعم اليوم أنني أجلس بينكم ، أطل في وجوهكم التي أنتمي إليها بقوة فأرى فيها حكاية وطنِ وأرض ، وآمنت أن القلم وطن ، والمحبة وطن ، والعطاء رمز الأوطان ومهد الأديان ... !!!
تيسير حامد –الرياض –5 مارس ‏2005‏‏-‏03‏‏-‏05‏
كلمة الشاعر تيسير حامد التي ارسلها بريديا اليكترونيا في أمسية الأديبة دينا سليم التي اجريت في مدينة حيفا الشهر السابق، وقرأها بالنيابة الأستاذ الأديب الفلسطيني رشدي الماضي.
وها هي الأديبة دينا سليم ترد بايجاز على الشاعر تيسير قائلة:
زميلي الشاعر الكبير تيسير حامد، الذي لم التقه يوما، شكرا.
أشكرك على كلماتك الرائعة وأشكرك على الحنين الذي ما زال ينبض داخلك للوطن، ومن عباب الغربة وأطياف المنفى هناك كلمة وحيدة مشتركة تجمعنا وحتى لو بكينا على الأطلال، المحبة وعظمة الأصل.
الأديبة الروائية الفلسطينية



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناجي ظاهر بين التفاؤل والحزن والتعلق بالمكان
- في يوم المرأة العالمي وعيد الأم أناجي أمومتي
- لماذا نخفي رؤوسنا ونغمض أعيننا أمام الشعارات الزائفة
- امرأة من زجاج
- لا تنزع عنكَ أبدا قناع الحرية
- دموع الشموع
- * هل جاء (الحلم المزدوج) ليكون للحقيقة لسان ؟


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - وفي قلمها ينطوي العالم الأكبر...!!!