أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبدالله خليفة - معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)














المزيد.....

معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 09:56
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



معرض علي محمد عبدالله هو معرضُ القَطعِ والصراعِ مع الحديد!
الفنان النقابي علي محمد عبدالله هو موظفٌ يعيش بين أصحاب الياقات البيضاء وهم الموظفون، لكنه ارتبط بقوة بمدرسة الصناعة وبالورش وبالحديد وقضايا العمال.
علاقتُهُ الصعبة مع الحديد ليست مثل علاقته مع الواقع، طوّع الآخر ولا يزال في صراعٍ مع الواقع الهارب من العقل والنضال والتوحيد.
هو معرضُ أدواتٍ وقوى حديدية مسيطرٌ عليها، وموضوعةٌ في أشكالٍ قوية صارمة: مطارق متعددة واقفة كبشر لها رؤوس مرفوعة، وبعضُها في وضعٍ مجرد يشيرُ إلى أبرز الأدوات التي يستخدمها العمال، ويرمزون بها لوجودِهم العملي، وحضورهم السياسي، وبعضها في علاقاتٍ فنية مع حَمامات الحرية إطلاقاً للطيران، وضد السكاكين الشرسة الموجهة للأجسادِ البشرية فتحدلا من وجودِها ومن خطورةِ شفرتِها على اللحم الإنساني.
وهناك القبعاتُ والتروس، فالقبعاتُ تجثم في نور ساطع، والظلامُ يحيط بها، ربما هو ظلامُ المناجم، وربما هو ظلامُ الواقع أو المكان أو المرحلة، وقربها الأشياءُ المتناثرة لوجود العامل المادي: قفاز أو حذاء وربما بقايا وبقع من دم.
القبعاتُ تأخذُ بعداً آخر عبر الألوان، فهي متعددةُ اللون: حمراء، وزرقاء، وصفراء، وسوداء، وخضراء، في إشارات للقارات البشرية والأمم ومواقعها على الخريطة الأرضية، وحولها وقرب حوافِها وبينها الكتابات البشرية المتعددة.
صور العامل الرمزي تتشكل من خلال وجوده الشخصي، حيث يقف بقبعته في زاوية اللوحة المشكلة ليس من الحبر والزيت بل من الأشكال الصناعية المتعددة: الشمس وقد استحالتْ إلى مثلثٍ تنطلقُ منه خطوطٌ طولية تحيطُ رأسَ العامل وقبعته، تعبيراً عن الطاقة النورانية المُرسلةِ له من الأعلى، أو من الشمس، أو من قوةٍ ما سياسية مضيئة.
إضافة لهذه الأعمال المُصاغة بمختلف الأدوات الصناعية الحديدية القاسية ومن الإطارات، والتي ينحو بعضها للجدل السياسي الاختلافي كما هو ظاهر ومؤسف بين العمال، فإن الملصقات التعبيرية تكملُ هذه الأعمال الفنية فهناك الملصقُ الكبير الذي هو لافتةٌ كبيرة لشعار(يا عمال العالم اتحدوا!)، مصاغٌ باللغات الثلاث العربية والانكليزية والفارسية، ذات رسومات داخلية للوجه الشبابي العمالي رافعاً القبضة ممثلاً للبشرية الفتية.
إنها أعمالٌ صعبة وذاتُ بساطةٍ تعبيريةٍ لكونها موجهة للعامل، وتتسم بالشعارية والهتاف عبر فن الملصقات والأعمال الحِرفية، وتطلقُ صوتاً عميقاً من الصعب أن يتشكل أولاً وأن يصل خاصة في مجال الفنون والثقافة(البرجوازية)!
وهذه الأعمال الفنية ترتبط بالشعار والتوجيه المباشر حيث يدعو الملصقُ العمالَ في لغته الكتابية النظرية للوحدة والنضال ضد نظام العمل المأجور في كلمةٍ كبيرة بعيدة المنال، في حين أنه يدعو كذلك في موادهِ المجسدة اليومية المعدنية إلى الوحدة الإنسانية والسلام والحرية والتعاون، وتغيير ظروف العمال المادية الصعبة وحياة العتمة والتدني المعيشي وبضرورة سلامة العيش بين التروس والآلات والمواد الخطيرة ومستنقعات الزيت المتلهبة.
هي أعمالٌ تبدو بسيطة ولكنها تأخذ من موظف لا علاقة له بالمصانع مثل علي محمد عبدالله سنوات من التدريب والممارسة، والجثوم في الورشة لابتكار الأشكال وتطويع المواد، وعرضها مرة أو مرتين خلال سنوات طويلة.
وهي لا تستطيع كمواد قاسية صلبة أن تأخذ أكثر من الطابع الرمزي العام، فليست مادة الحديد هنا مثل الزيت والقماش والورق ومن هنا هي أقرب للفنون الشعبية وهي من الممكن أن تلتحم بالصناعات الحِرفية هذه وأن تدخل كرموز مواد من الحياة.
هو معرضٌ يمثل تفكير العمال بأدوات حياتهم وصرخاتهم من بين تروسهم وقبعاتهم!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرجوازي الصغيرُ القائدُ الشرقي
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية
- مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد(6)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (5)
- إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً
- إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- العلمانيةُ منعٌ للصراعاتِ الدينية
- العمال وواجب النضال والتوحيد
- حوارٌ تاريخي وليس حواراً وقتياً
- دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ (3)
- النظرُ إلى جهةٍ واحدة
- متسلقو السياسة!
- الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة
- يمينانِ في صدام
- سهولةُ الهجومِ على اليسار!


المزيد.....




- استقرار طلبات إعانات البطالة الأميركية الأسبوع الماضي
- Greece: April 17 Greece National Strike a Massive New Step F ...
- حلاق سوري يطلق مبادرة لفائدة المشردين في مدينة ألمانية
- خبر بمليون دولار للمصريين.. موعد صرف مرتبات شهر ابريل 2024 ل ...
- إخلاء سبيل النقابي أحمد السعدي بعد توقيفه لأربعة أيام
- “بزيادة 740 ألف دينار عراقي mof.gov.iq“ وزارة المالية العراق ...
- سائقو تطبيقات النقل الذكية يعتصمون أمام شركة -أوبر- الإثنين ...
- 100000 دينار زيادة فورية.. “مصرف الرافدين” يزف خبر سار لجميع ...
- “15 ألف دينار زيادة الان”.. زيادة جديدة في رواتب المتقاعدين ...
- UITBB: 24-hour strike of workers in the Electrical-Mechanica ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبدالله خليفة - معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)