أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انير بالا - السلفية المتطرفة و عودة المكبوت الإرهابي



السلفية المتطرفة و عودة المكبوت الإرهابي


انير بالا

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدون شك أن من يتابع بإمعان و موضوعية الدعوات إلى القتل و التَحريض عليه التي كان أبطالها "شيوخ" من فلول السلفيَة الأيام المنصرمة، سيطرح أكثر من سؤال حول المستوى الذي آل إليه وضع "السجال الفكري" أو ،لنقل بصراحة، وضع التَكفير الأيديولوجي والسياسي بدل التفكير، في المغرب. كما سيلاحظ أن من أتهموا يوما في إطار ما سميَ ب" أحداث 16 ماي الإرهابية" لم يتوقفوا عن لغة الوعيد وكيل التُهم هنا و هناك، كما يحرضون على القتل الصريح الذي لا غبار عليه؛ بل أكثر من ذلك سيسجل تزامن جد غريب بين هذه الدعوات إلى القتل و التحريض عليه مع الفتوى التي أصدرها المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه أمير المؤمنين بقتل المرتد. ما الذي يجري يا ترى؟ هل عاد شيوخ السلفية المفرج عنهم بعفو ملكي، دون أن يحصلوا على براءة المحكمة من التُهم المنسوبة إليهم، إلى ضلالهم الماضي؟ إن كان الأمر كذلك فكيف تسمح الدولة ل"مجرمين" بمقاييس قانونية يصولون و يجولون بكل حرية في هذا البلد الأبي، بل أكثر من ذلك أعطيت لهم منابر يعبرون فيها بكل ما يجول في خاطرهم لدرجة أن بعض ما يقولونه يتجاوز ما كانوا اعتقلوا بسبه في سياق 16 ماي. الغريب في الأمر، كذلك، هو أنهم لما اعتقلوا لم يقولوا ما يقولونه الأن، كما أن ما يعبرون عنه الان يبرر، من جانب آخر، الاعتقالات التي تعرضوا لها. رغم أن معظم القوى الحيَة والحقوقية منها بالخصوص، أعلنت تضامنها معهم في ملف اعتقالهم الذي اعتبرته ملف مفبرك و سياسي بامتياز؛ هل كانت القوى الحية و الحقوقية على غير حق؟ هل استطاع السلفيين النيل من القوى الحية هي نفسها التي تبالغ بعض الأحيان في تبني كل من تنبع منه رائحة معارضة المخزن دون التفكير في خطورة ما يتبناه من أفكار؛ كأن بلسان حالها يقول" أنت ضد المخزن إذن أنت معي". إن هذا المنطق لا يصح دائما، لاسيما و أنه منطق غير محسوب العواقب وما نعيشه اليوم من رغبة جامحة لدى بعض "شيوخ" في إسكات الصوت الحر، لدليل بسيط على ذلك.
انطلاقا من السلوكيات التي أقدم عليها بعض "شيوخ" السلفية الشاذة مؤخرا يمكن أن نقول أن "المكبوت الإرهابي" يبحث لنفسه عن ملاد جديد للتعبير عن ذاته بعد أن قمع و ردع بقوة الاعتقال الذي نتج عن طفوه إلى السطح في "أحداث 16 ماي". لكن ربما أن تجربة الاعتقال التأديبية لم تستطيع تهذيب هذه الرغبات الجانحة و بالتالي تصريفها في مجالات أخرى لكي يسلم المجتمع من جرَاء تبعاتها المؤدية. وكما هي حال كل رغبة جامحة تتحين الفرصة للظهور وإرواء ظمأها صيغت الرغبة إلى إسالة الدماء في أقنعة أخرى جديدة/قديمة، لكن هذه المرة في قناع دفاعي/تحريضي؛ فكما هي حال كل من يريد القضاء على الأخر المختلف، لم تجد "السلفية الجانحة" إلا الهجوم على الاخر كوسيلة للدفاع عن الذات لتحصينها من وهم بطش الأخر الذي يسكن الذات "السلفية الشاذة". لم تجد هذه الرغبة الجانحة، كمرحلة أولى، إلا تحريف كلام الأخر وبتره من سياقه ليصبح بعد ذلك قابل للانقضاض عليه كمرحلة ثانية. ومن ثمة تتأتى الفرصة للمكبوت ليفصح عن ذاته بعد التملص بقوة الأقنعة المستعملة من الرقابة و التحايل عليها؛ الرقابة المفروضة من طرف الإطار الحضاري الذي اصبحنا نعيش فيه بعد خروجنا من سيادة قانون الغاب المفترضة. إلا أن الغريب في هذا كله هو أن الرقابة القانونية تخاذلت شيئا ما لما اعطت بإصدارها فتوى قتل المرتد، الضوء الأخضر لمثل هذه الرغبات الجانحة و التي تهدد الاستقرار المجتمعي.
يا معشر الأحرار، إننا مدعوون أكثر من أي وقت مضى لتشكيل جبهة ديمقراطية متينة الأسس، يكون همها الوحيد و الأوحد هو الدفاع عن الحق، المكفول لكل شخص بقوة المواثيق و العهود الدولية لحقوق الانسان، في التعبير عن الرأي بكل حرية ودون قيود شاذة وجانحة سواء كانت من طبيعة دينية أو دنيوية. بطبيعة الحال، شريطة أن لا يسيئ هذا الرأي لفرد أو جماعة بسبب دينها، لونها، عرقها، لغتها، إلى غير ذلك. لسنا ندعوا إلى حرية مطلقة شاذة منحرفة في السلوك، و إنما ندعوا إلى احترام الآراء المعبر عنها بطريقة سلمية و غاية في الحضارية و الآراء التي لم تنشا عن حقد دفين أو أي اعتبارات غير سوية.



#انير_بالا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رفح.. صلاة الجمعة على ركام المساجد
- المسجد الأقصى.. الجمعة الثالثة من رمضان
- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انير بالا - السلفية المتطرفة و عودة المكبوت الإرهابي