أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-














المزيد.....

الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
إنَّهما "حَلاَّن" لـ "أزمة الصراع (الوجودي) في سورية"، الأوَّل هو الذي رَأَيْناه، ونراه؛ أمَّا الثاني فهو الذي لم نَرَهُ بَعْد؛ لكنَّ وزير خارجية الولايات المتحدة جازَفَ (على ما أحسب) في كلامه؛ إذْ أبْلَغ إلينا (مُبشِّراً) في مؤتمره الصحافي المشترك، في موسكو، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أنَّ الولايات المتحدة وروسيا اتَّفَقتا على أنْ تحاولا (معاً) عقد مؤتمر دولي لإنهاء الصراع في سورية، وأنَّهما ستسعيان في جَمْع ممثِّلين للحكومة السورية والمعارَضَة في المؤتمر "الذي ربَّما يُعْقَد بحلول نهاية أيار الجاري".
"الحلُّ الأوَّل"، والذي ما زال يحاوله كلا طرفيِّ الصراع إنَّما هو "الحسم"، أو حل "إمَّا غالِب وإمَّا مغلوب"؛ لكنَّ النتائج والعواقب المترتبة على هذه "المحاولة المزدوجة"، حتى الآن، والتي كان لنزاع المصالح الدولية والإقليمية مساهمة كبرى في صنعها، تُنْبئ بأنَّ الاستمرار في محاولة هذا "الحل" يَمُدُّ الصراع بمزيدٍ من الوقود، ويُغذِّي أكثر أبعاده الإقليمية والدولية، ويشحنه بطاقة تدمير هائلة من النوع الطائفي (الديني) والعرقي، في إقليم يَخْتَزِن (في ذاته) من طاقة التدمير هذه ما يكفي لتجزئةٍ، تَجْعَلنا ننظر إلى تجزئة سايكس ـ بيكو على أنَّها "وحدة عربية مثالية"!
روسيا وإيران و"حزب الله (اللبناني)" وجماعات عراقية شيعية، حسمت أمرها؛ فَهُم جميعاً لهم مصلحة حقيقية وكبرى مشتركة تقضي بمنع المعارَضَة السورية من حسم الصراع لمصلحتها مهما كلَّف الثَّمَن؛ وما نراه الآن واضحاً جلياً هو هذا الاقتران بين الضَّعْف المستمر والمتزايد في حكم بشار الأسد وبين التزايد المستمر والمتعاظم في نفوذ حلفائه هؤلاء في سورية، والذي يُتَرْجَم بعض نتائجه وعواقبه في ميادين القتال.
أمَّا القوى الدولية والإقليمية التي تبدو مؤيِّدة للمعارَضَة (ومناوئة لحكم بشار، ولاستمراره في الحكم) فترى في كثيرٍ من النتائج والعواقب (العملية) التي يمكن أنْ تترتَّب على دعم المعارَضَة بما يمكِّنها من تغيير ميزان القوى لمصلحتها في ميادين القتال ما يمكن أنْ يَضُرُّ ببعضٍ من أهم مصالحها (ليس في سورية فحسب، وإنَّما على المستويين الدولي والإقليمي).
كلتاهما (واشنطن وموسكو) تَعْرِف جيِّدا ما هو "الخط الأحمر (الحقيقي)" للأخرى؛ فالخط الأحمر لواشنطن هو أنْ يَهْزِم بشار المعارضة بما يمكِّنه من الإبقاء على حكمه القديم لسورية؛ أمَّا الخط الأحمر لموسكو فهو أنْ يسقط حكم بشار، وتستولي المعارضة على الحكم كاملاً.
أطراف النزاع أو الصراع جميعاً (من سوريين، ومن قوى دولية وإقليمية) يمكن أنْ تتَّفِق على أمْرٍ، يبدو مستعصياً اتِّفاقها عليه؛ وهذا الأمر هو "تَرْكُ بشار (وآخرين) الحكم" في سورية، على أنْ يَتَّفِقوا، قَبْلاً، على "متى، وكيف" يكون هذا "التَّرْك".
ولن يتَّفِقوا على "تَرْكِه الحكم" إلاَّ إذا اتَّفَقوا على ماهية وخصائص نظام الحكم الجديد في سورية.
وإذا كان لـ "الحل الدولي ـ الإقليمي" أنْ تَرْجَح كفَّته على كفَّة الحل الذي يحاوله طرفا الصراع الآن (ومُذْ اشتعل فتيل الصراع) فلا بدَّ من التأسيس لنظام حكم جديد يَضْمَن (مع ضامنيه الدوليين والإقليميين) بقاء الوجود البحري العسكري لروسيا في سورية، وفي ميناء طرطوس على وجه الخصوص، وتَمتُّع إيران بنفوذ في سورية يقي "حزب الله (اللبناني)" شرور قَطْع سورية لصلته الإستراتيجية بإيران؛ كما يضمن جَعْل الطائفة العلوية آمنة مطمئنة، لا قلق يعتريها على وجودها ومستقبلها ومصالحها بعد مغادرة بشار (وآخرين) الحكم، وتَمَتُّع الأقليَّات الطائفية الأخرى، والأقلية القومية الكردية، بمزيدٍ من الحقوق، وأنْ يتمثَّل السنة في الحكم تمثيلاً مُرْضياً، مع إضعاف نفوذ جماعات المعارَّضَة التي يصفها خصومها بأنَّها "إرهابية" و"تكفيرية"، و"متطرفة"، وأنْ يتوطَّد الهدوء والأمن والاستقرار في الجولان، وأنْ يُعاد بناء الأجهزة الأمنية (والمؤسَّسة العسكرية) بمنأى عن الطائفية، وبما يَنْزَع عنها الطابع العلوي.
والأمْر الآخر، والذي لا يقلُّ أهمية عن كل ما ذَكَرْنا، هو أنْ يتوصَّل كل طرف دولي وإقليمي إلى أنَّ مشكلاته مع غيره في خارج سورية ما عادت سبباً يَحْمِله على إعاقة وعرقلة الحل للأزمة السورية نفسها، وكأنَّ شيئاً من المصالحة الإقليمية والدولية في خارج حدود النزاع السوري هي شرط أوِّليِّ لتضافُر جهود الأطراف الدولية والإقليمية جميعاً على حلٍّ دولي وإقليمي للنزاع السوري نفسه.
حتى الآن لم نَرَ إلاَّ ما يَدُلُّ على تعذُّر واستعصاء الحل الأوَّل (الداخلي السوري، والذي قوامه "الحسم العسكري"). لكنَّ هذا التعذُّر والاستعصاء لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ الحلَّ الثاني (الدولي والإقليمي) الذي بدا محلَّ اتِّفاق أوَّلي بين موسكو وواشنطن قد أصبح في متناول كيري ولافروف؛ وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ تأتي تجربة هذا الحل بما من شأنه أنْ يسكب مزيداً من الزَّيْت على نيران الصراع السوري، فتأتي، من ثمَّ، على "الإقليم" كله، والذي هو "برميل بارود" يشبه كثيراً "برميل البارود السوري".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمَّة ما يُبرِّر خوفنا من الموت؟
- لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها ...
- شبابنا إذا حُرِموا -نِعْمَة- العمل!
- الظاهِر والمستتِر في الضربة الإسرائيلية
- في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-
- -إنجاز- كيري!
- طريقتنا البائسة في التفكير والفَهْم!
- عيد -المحرومين في وطنهم-!
- مهاتير يُحذِّرنا وينصحنا!
- العراق على شفير الهاوية!
- أُمَّة تحتضر!
- عندما يتسَّلح العرب!
- في -الحقيقة-.. مرَّة أخرى
- كيري في جهوده -الحقيقية-!
- حتى لا يصبح هذا -الرَّقَم- حقيقة واقعة
- مصر التي تحتاج إلى استئناف ثورتها!
- مواطِنة أردنية تصرخ وتستغيث.. و-الدولة- صَمَّاء!
- أهو النسور أم فوكوياما؟!
- أوهام جماعات -الإسلام هو الحل-!
- -جلالة الإعلان- و-صاحبة الجلالة-!


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-