أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم وريوش الحميد - مهزلة عقل مكابر















المزيد.....

مهزلة عقل مكابر


سالم وريوش الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


مهزلة عقل مكابر ......

((إن التنازع الذي يؤدي إلى الحركة والتطور يجب أن يقوم على أساس مبدئي لا شخصي .. فالمجتمع المتحرك هو الذي يحوي في داخله على جبهتين متضادتين على الأقل )) *... علي الوردي




شاخ العمر بي وأنا أتسائل ..
هل وصل الحقد إلى دروب لا يمكن الأوبة منها ..؟
كل ما عند علي الوردي قاله في ليلة ذات شتاء ...؟
.. لم يعد هناك ما يقال بعد أن غرست أجسادنا بحقن الماريجونا الطائفية .
والضد يقتل الضد ....
كل ما قيل في كتب السيرة عن الحب والتسامح خداع
((القاتل يصبح بطلا موعده الجنان )) هكذا قالوا لي ..

كلكامش لم يمت في رحلة بحثه عن الخلود
.. ولكنه رغم ذلك لم ينجو من مفخخة كادت أن تؤدي بحياته
لولا عناية الإله أنو
إنه قربي يضطجع جريحا على ذات السرير ، في ذات الردهة ينام ..
يأتيه كل يوم أنكيدو ملوحا بعشبة الخلود ..
تضحك عشتار .. تنظر إليه باستعلاء وازدراء
لم تضحك عشتار منذ أن توسمت فيه الرجولة فلم يطاوعها فطلبت
من أبيها أن يخلق لها ثورا سماويا ليواجهه ...
حينها
كتبت أول حروف في رمزية القدر ... أن الموت واجب على من لا يطاوع غوايتها ....
بحثت عن رفاق لي في الدرب الآخر فلم أجدهم
لا شيء يؤكد أنهم ماتوا ....
صرخت بأعلى صوتي ...ضحكات ممجوجة .. أشباح هلامية تتقدم نحوي . يسيرون برتابة وكأنهم تماثيل شمعية شدت بذبالة من خيوط .. تتراقص الأضواء واهنة وكأننا في لعبة الضوء والظل ، ساروا نحوي باتئاد ،
نحو كلكامش المصلوب على صخرة الماضي . الأصوات تتعالى
الغدر كيان جاهز لا يحتاج لتأويل كي نهضمه
أن تميت إنسانا أمر لا يحتاج إلى خبرة
الكل يمكنه أن يكون قاتلا
لكن من الصعب أن تحيي إنسانا ..
(لا تتفلسف ) ..
قال أحدهم وهو ينظر إلي وتقدح عيناه بالشرر
الموت أقرب إليك من حبل الوريد لا تحاول الهرب منا ، جدلوا الحبال حول عنقي ...
..
لا مكان لك بيننا صورة الحياة تتأرجح على صراط مستقيم .. قلق هو الاختيار مثل رأس تنز منه الدماء
ضاقت كل السبل فاهتزت ثقة الكون بي ..
بعثت لي تلك الأشباح برسالة ، جثوا على صدري كوابيس تسير على غير هدى ، كوهج من نار يكاد أن ينطفئ ...
امرأة تقعي على قارعة الطريق هالها أن ترى تلك المسوخ تحيط بي تتحلق حولي
استنفرت في داخلي شيئا من الرفض ....
أنتم أحفاد كلكامش يا اااا ....... ( زفرت كل ما بداخلها من حسرات ، كمرجل بخاري ينفث آخر ما تبقى في جوفه )
5000 سنه وهو يبحث عن خلود ...
وأنتم تبحثون عن نهاية للعالم ....
تهرقون أرواحكم في ساح الوغى
من أجل إثبات أنكم على حق ....
أنقذيني ...! أنا لست منهم ...!
قلت لها وقد نفرت من رائحة زنخة كادت أن تطوح بها ...
((لن أسلم نفسي للموت إلا بعد أن تجدب كل طرق الخلاص ألما ، ويحصحص الحق في بارقة أمل ))
أشاحت بوجهها عني ،
صرخت لا تتركيني .
الدائرة حولي تضيق.. أزكم بتلك الرائحة العفنة ...
قال أحدهم (( يعتقد أنك لم تستطع هضم الحاضر لنخر أصاب أسنانك فاقتلاعها يسهل المهمة عليك وأن أصبحت أدردا )) ضحك هستيري وقفزات في الهواء ، راحوا يتراقصون كبهلوانات . او بالونات تطير بغير انتظام ، البعض يسقط على ظهره والبعض يحرك قدميه كمن يقفز على جمر من نار ..لحاهم تغتصب النور من وجوههم ...لم أر لهم عيونا.. كل ما رأيته ثقوبا مجوفة ... وثغورا كصحراء جرداء لفها ظلام دامس
يرى آخر وهو يطلق تنين حكمه علي ّ ((ألا قدرة لك على إبصار الواقع ))
ألبسني نظارة لا أرى فيها حتى أقرب الأشياء لي ..وقال سر كما يسير الجميع ...؟وامتثل لما نريد
لقد عميت .. لا أرى شيئا ...!
هو ذا مانبتغيه ... ؟ ازدادت ضحكاتهم .. شدوني إلى عالمهم السفلي ، عالم بلا أضواء .. يضيع فيه كل شيء ، عميق لا حدود تحده فراغ بحجم الأثير ...
تكلموا بلغة أشك بأنها من لغات هذا العالم ،
لغة أشبه بالمطارق وهي تهوي على صفيح من النحاس
دارت الدنيا بي .. جلست أنظر إلى ما حولي .. ربما أنا سكران ربما أنا مخدر بفقدان الإحساس .. لكن لا شيء يوحي لذلك .. أين كلكامش .. أين هؤلاء المسوخ .. أين تلك المرأة التي راحت تنوح و تندب
((دكتور هل الوضع خطير ...؟! ))
نظر إلي مستنكرا التدخل في عمله ... هم بأن يضربني على فمي لولا توسلي
((أتعتقد ... أن ثمة شفاء .؟! ))
لم أقلها بل كنت أسأل في داخلي . مجرد سؤال وهل في حظرتكم يحرم السؤال ..؟.. ذات اللغة المتوسلة تعود من جديد ... نفس تلك العيون راحت تسرح جسدي ، تمشط تضاريسه ...
تحاملت عل جراحي حاولت القيام ..
لازالت زرقة الليل الداكنة ... تتسرب بداخلي وكأنها جرعات وريدية

الأطباء راحوا يحقنوني بمادة مخدرة في قناتي الشوكية .. أعرف أنهم سيجعلونني أفقد الإحساس بالألم فقط .
اختاروا ما تشاءون
أول جندي يعبر إلى حدود العالم الآخر هذا القادم إليكم من دياجير الظلم ...
أول رجل فجر للفتح المبين جسده كان قابعا هنا يأكل من شظايا جسده المتناثرة
أول مكابر حلق في فضاء العقل واللا عقل هو ذا المربوط من خلاف ...
أول عصفور كسرت جناحاه كان يحمل ذات الدلالة .حين كان في القفص أسيرا ..


الأطباء يعقدون اجتماعا طارئا ...
ربما هو آخر اجتماع لهم بعد أن قرروا ألا فائدة ترتجى ...
صوروا كل التحاليل اللازمة
الواقع لا يبشر بخير .. فاقد لأهليته ..كل المحاولات في المشفى لم تحقق له أي شفاء...
فقد الكثير من غيرته ... في نزف دائم ..
كل محاولات إعادة ما فقده لم تجد نفعا
الجسد بدأ يرفض .. النبض لا يستجيب
فقد الكثير من إحساسه ,,
تعالى الصراخ بعد أن تحولت إلى مسخ يشبه تلك المسوخ هرب الجميع
.. تحاملت على نفسي كي أهرب من المستشفى ..
اخترقت كل الطرقات التي وضعت متاريس من الحقد الدفين
بصري يمتد ، أسراب من الجراد تحجب نور الشمس ستطير الخفافيش ..
شهرت سيف ريبتي كوني إنسان ..
لم أجد في الطريق إلا المساكين .. شحاذ هنا .. يشحذ من جسده أسباب عيشه ..
ومعاق لا قدم له هناك يحاول مجاراة الريح ..
وأرملة تندب حظها العاثر الذي أفقدها دفء الرجل
ولم يفقدها جسدا أصبح كالجليد ..
و أطفال ينتظرون رجوع الزمان إلى ما قبل المسح على الرؤوس ..
نساء تمزقت أثداؤهن فما أرضعن أولادهن غير حليب صناعي مغشوش ..
حرائق تلتهم الهشيم ..
أه يا جسدي الموبوء بعلة هذا العالم ..
لازلت قنبلة موقوتة .
الهذيان مستمر ..
الشوارع مزدحمة بثرثرة المعلقين آمالهم على حبال النجاة من الفخاخ .
. الأصوات تتداخل ..
ضحكات الطلبة تنتشر في سماء سعادة لاتمت لي بصلة
دقات ساعة المفجر
اتفقت أن تكون البداية مع نهاية آخر نبضة لقلبي .
.. توقف الزمن لحظة
غسلوا الشوارع ...
لتعود الحياة من جديد .....



#سالم_وريوش_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل الوظائفي لنص ( ليلة عاصفة )للكاتبة الفلسطينية الأستا ...
- انتقاء قصة قصيرة
- أستحوا شوية ....... ياحكومة
- صراع الرغبات المكبوتة في نص الكاتبة المبدعة إيمان الدرع (أتغ ...
- فطور بعد صمت .....إلى روح الشهيد شكري بلعيد
- قراءة في نص خاطرة أنفاس الرمان للكاتبة المبدعة لبنى علي
- زائر الليل
- ( زائر الليل )
- رؤية في نص شعري للأديبة التونسية سليمى السرايري / صمت الصلوا ...
- احتضار
- احتضار / قصة قصيرة
- ومضات 2
- مسرح البانتو مايم
- يادعاة الحروب ، ياقساة القلوب
- أدب الطفل
- الشيوعيون قادرون على أدارة أعقد الملفات
- غرابيب الطغاة
- قراءة تحليلية في نص (خروجا على الصف ) لربيع عقب الباب
- بلون الغضب / إلى روح الشهيد شهاب التميمي
- حب يحيه صمت القنابل - قصة قصيرة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم وريوش الحميد - مهزلة عقل مكابر